الخرطوم- أفاد ناشطون سودانيون الجمعة7يونيو2024، أن نحو 40 شخصا قتلوا في قصف "مدفعي عنيف" نفذته قوات الدعم السريع على أم درمان، القريبة من العاصمة الخرطوم، في مثال آخر على معاناة المدنيين جراء العنف والأزمة الإنسانية التي تسبب بها النزاع منذ أكثر من سنة.

وذكرت "تنسيقية لجان مقاومة كرري" التي سُميت على اسم حي كرري في أم درمان، في بيان على وسائل التواصل الاجتماعي، أن قوات الدعم السريع قصفت الأربعاء أم درمان، والحصيلة "حتى الآن .

.. 40 مواطنًا/مواطنة شهداء، وإصابات فوق 50 بين طفيفة وحرجة".

وأضافت "لا يوجد حصر دقيق لعدد شهداء أم درمان". والتنسيقية هي بين عدة مجموعات شكلها ناشطون لتنسيق التعاون بين السكان في مختلف أنحاء السودان منذ اندلاع الحرب في نيسان/أبريل 2023.

وأوضحت التنسيقية أنّ "أغلب المتوفين وصلوا لمشفى النو التعليمي، والبقية لمستشفيات خاصة أو تمّ دفنهم قبل وصولهم للمستشفيات من قبل ذويهم".

في هذه الأثناء، تتواصل المعارك في العاصمة ومختلف أنحاء البلاد بين الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حمدان دقلو (حميدتي).

وما زالت  حصيلة قتلى هذه الحرب التي اندلعت إثر نزاع على السلطة غير معروفة بدقة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفاً" وفقاً للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

واتُهم الجانبان بارتكاب جرائم حرب، ولا سيما باستهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجونها.

- "مأساة إنسانية" -

في وسط السودان، اتهم ناشطون الأربعاء قوات الدعم السريع بتنفيذ هجوم دامٍ على قرية ود النورة في شرق ولاية الجزيرة، أسفر عن مقتل أكثر من مئة شخص بينهم 35 طفلاً.

ونشر نشطاء من "لجنة مقاومة مدني" في وسط  السودان صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر صفا من الأكفان البيضاء ممددة على الأرض.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي الخميس "إن الصور التي تصل إلينا من ود النورة مفجعة". وأضافت على منصة إكس أن "صارت المأساة الإنسانية سمة من سمات الحياة في السودان. يجب تجنب زج المناطق المكتظة بالسكان مهما كلف الأمر في المعارك وتفادي استخدام الأسلحة المتفجرة فيها. لا ينبغي بتاتاً أن يتحول المدنيون إلى أهداف".

حاصرت قوات الدعم السريع المتهمة بالنهب وباستخدام العنف الجنسي والعرقي، قرى بأكملها في جميع أنحاء البلاد، وبعضها تعرضت للهجوم مرات عدة.

وقالت هذه القوات في بيان إنها هاجمت ثلاثة معسكرات للجيش في منطقة ود النورة واشتبكت مع الجنود "خارج" المنطقة المأهولة بالسكان.

تفقد قائد الجيش البرهان الخميس الجرحى، وتوعد في بيان "برد قاسٍ على جرائم" قوات الدعم السريع.

وقالت مديرة اليونيسيف، كاثرين راسل، إن "الهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية غير مقبولة"، متحدثة عن مقتل ما لا يقل عن 35 طفلاً في ود النورة، وإصابة 20 آخرين.

وأضافت أن "خلال العام الماضي، قُتل وجُرح آلاف الأطفال".

ولفتت المنظمة الدولية للهجرة الخميس إلى أن عدد النازحين داخليا في السودان يمكن أن "يتجاوز 10 ملايين" في الأيام المقبلة.

وفي بلد كان عدد سكانه حوالي 48 مليون نسمة قبل الحرب، يعاني نحو 18 مليون شخص من الجوع و3,6 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وفقا لوكالات الأمم المتحدة.

Your browser does not support the video tag.

المصدر: شبكة الأمة برس

إقرأ أيضاً:

الفاشر تسير نحو المجاعة

مع استمرار الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، حذر ناشطون بولاية شمال دارفور غرب البلاد، من أن مدينة الفاشر تعيش حالياً واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية التي عرفتها السودان منذ اندلاع الصراع.
وأكد الناشطون للعربية/الحدث السبت أن المدينة تسير بخطى متسارعة نحو مجاعة محققة، وسط حصار خانق تفرضه قوات الدعم السريع، وتوقف كامل للمطابخ الخيرية المعروفة محليا بـ”التكايا” في ظل غياب استجابة دولية فعالة.
“حصار” وكوليرا
كما أوضحوا أن “حصار المدينة دخل شهره الخامس عشر دون أي مؤشرات لإنهاء الأزمة الإنسانية”.
وفي سياق متصل ارتفع عدد الوفيات بسبب الكوليرا إلى تسعة وأربعين خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية داخل معسكرات النزوح في الإقليم.
وبلغ العدد التراكمي للإصابات منذ انتشار المرض في يونيو الماضي حتى الأمس 2719، في حين تم إدخال 93 إلى مراكز العزل بيهم 11 طفلا..
وفي ولاية غرب كردفان المجاورة لإقليم دارفور، أعلنت غرفة طوارئ دار حمر ( مجموعة رصد ومتابعة للأوضاع الإنسانية والأمنية بغرب كردفان) إصابة 250 مواطناً بالكوليرا ووفاة 15 بمناطق الإيواء التي نزح إليها سكان الريف الغربي والجنوبي لمدينة النهود بعد هجوم قوات الدعم السريع على المنطقة
وكانت المنسقية العامة لمخيمات النازحين واللاجئين في السودان أفادت سابقا بتفشي الكوليرا في إقليم دارفور وسط ارتفاع مقلق بمراكز النزوح. وأوضحت أن العدد الإجمالي للإصابات تجاوز 2500 بينها 46 حالة وفاة.
يذكر أنه خلال الأيام القليلة الماضية، صعّدت قوات الدعم السريع من هجماتها على الفاشر، ولم تثمر جهود دولية في تحقيق هدنة إنسانية في المدينة المحاصرة منذ أشهر طويلة لإدخال مساعدات إنسانية.

العربية نت

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • عاجل.. الجيش السوداني يُعلن إسقاط طائرة مسيرة تابعة لـ الدعم السريع في مدينة الفاشر
  • الفاشر تسير نحو المجاعة
  • السودان.. الجنائية الدولية تتسلم ملف جرائم الدعم السريع في دارفور
  • الدعم السريع (الجنجويد)، «مليشيا إرهابية تتحرك كأعمدة موت»
  • “الجنائية” تتسلم ملف جرائم “الدعم السريع” في السودان
  • شاهد بالفيديو.. كيكل: سنطارد “الدعم السريع” حتى “أم دافوق”
  • “الدعم السريع” تنشئ كلية حربية في إحدى مدن غرب السودان
  • زوبعة الحكومة الموازية في السودان
  • الاتحاد الإفريقي يحذر من تقسيم السودان ويرفض الاعتراف بالحكومة الموازية لـ”الدعم السريع”
  • حاكم غرب بحر الغزال: عبور عناصر من الدعم السريع إلى جنوب السودان دون إذن رسمي أثار الذعر ونزوح السكان