عاد المجال الجغرافي للعمليات العسكرية، خلال الأيام الماضية، إلى المنطقة الحدودية المباشرة في الجنوب، بعد توسعة للعدوان الاسرائيلي بلغت منطقة الزهراني، مطلع الأسبوع الماضي، باغتيال نفّذه الجيش الإسرائيلي ضد عنصر في «حزب الله» قالت إسرائيل إنه مسؤول في وحدة تطوير الدفاع الجوي. واستقر القصف الإسرائيلي، منذ يوم الثلاثاء الماضي، في المنطقة الحدودية المباشرة على عمق 5 كيلومترات داخل الأراضي اللبنانية.


وكتبت" الشرق الاوسط":يركز الحزب في ضرباته الأخيرة على استخدام المُسيّرات المفخخة؛ وذلك في محاولة لاستهداف مراكز عسكرية متوارية في تضاريس جغرافية داخل الشمال الإسرائيلي. وتقول مصادر ميدانية لبنانية إن المُسيرات تتمتع بقدرة أكبر على المناورة والالتفاف، مما يمكّنها من إصابة أهداف محصَّنة.
وأعلن الحزب، الأحد، أن مقاتليه شنّوا «هجوماً جوياً بِسرب من المُسيرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة المدفعية ‏في أودم، حيث استهدفت أماكن استقرار وتموضع ‏ضباطها وجنودها، وأصابت أهدافها بدقة»، وذلك «رداً على اعتداءات العدو ‏الإسرائيلي على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة، وآخِرها الاعتداء على بلدة الخيام».
كما أعلن الحزب قصف مرابض مدفعية إسرائيلية في الزاعورة في الجولان السوري المحتل، وانتشار الجنود في محيطها براجمة صواريخ كاتيوشا؛ رداً على قصف مركبا وعيترون التي نعى الحزب عنصراً قُتل في ضربة إسرائيلية استهدفت منزلاً بها.
ويوسّع الطرفان استخدام ترسانتهما العسكرية، في المعركة الحدودية القائمة، وأدخل «حزب الله»، يوم الجمعة، صاروخ «فلق 2» إلى المعركة ضد الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان، وهو نوع جديد من الصواريخ الإيرانية المنحنية القصيرة المدى، والتي تحمل رأساً حربياً يتخطى المائة كيلوغرام، في أحدث إعلان من قِبله عن نوعية الأسلحة التي يدخلها إلى المعركة تدريجياً.

ولفتت مصادر ميدانية لـ “البناء” الى ان “المقاومة مستمرة في عملياتها العسكرية ولديها قدرة كبيرة على تحديد الأهداف والمعلومات التفصيلية عنها وقصفها بالأسلحة المناسبة”، مؤكدة بأن “المقاومة تستطيع الوصول الى اي هدف في شمال فلسطين المحتلة وفي حال وسع العدو عدوانه ستوسّع المقاومة من عملياتها بالتناسب واكثر ولديها بنك أهداف سيفاجئ العدو”، مشددة على ان “المقاومة مستمرة في عملياتها مهما طالت الحرب في غزة كما أنها أعدت العدة لكافة السيناريوات ومنها الحرب الشاملة والمفتوحة والتي ستكون الحرب التي تحقق المقاومة في لبنان والمنطقة النصر التاريخي على العدو الاسرائيلي”.
وكتبت" الاخبار": واصل حزب الله عمليات الرد على الاعتداءات الإسرائيلية وإسناد المقاومة في غزة، وقصف أمس مرابض مدفعية العدو في الزاعورة في الجولان السوري المحتل وانتشار الجنود في محيطها براجمة صواريخ كاتيوشا، وشنّ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة كتيبة المدفعية ‌‏في أودم، استهدفت أماكن استقرار وتموضع ‏ضباطها وجنودها و«أصابت أهدافها بدقة».‏
وفي إطار «الردع الجوي»، واصل حزب الله مطاردة طائرات العدو في سماء لبنان، فتصدّت وحدات الدفاع الجوي ‏أمس بصواريخ أرض - جو لطائرة حربية إسرائيلية معادية انتهكت الأجواء اللبنانية في منطقة ‏الجنوب وأجبرتها على التراجع خلف الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة.
واستهدف حزب الله أيضاً موقعَي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا اللبنانية المحتلة، وموقع بركة ريشا وحاميته وتجهيزاته ‏التجسسية بقذائف المدفعية والصواريخ الموجّهة، والتجهيزات التجسسية في موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا.
ونعى الحزب الشهيد علي خليل حمد من بلدة عيترون في جنوب لبنان.
 

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

مراقبون وخبراء عسكريون عرب: اليمن طور مفاهيم جديدة في المقاومة، ويتمتع بقوة ردع تؤهله لتأديب العدو وإفشال مخططاته

يمانيون | تقرير
في خضم التصعيد الصهيوني الوحشي على قطاع غزة، تتصدّر اليمن المشهد الإقليمي كمركز ثقلي في جبهة المقاومة، بعدما حوّلت دعمها المبدئي لفلسطين إلى فعلٍ عسكريٍّ نوعيٍّ وممنهج يربك العدوّ الصهيوني والأمريكي على حدّ سواء.

ومع تواصل عمليات الحصار الجوي والبحري التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية، وما يصاحبها من صواريخ فرط صوتية ومسيرات نوعية تطال عمق الكيان المحتل، بات الدور اليمني محلَّ اهتمام وترحيب من كافة جبهات المقاومة، ومثار قلق بالغ في غرف العمليات الصهيونية.

التحولات النوعية التي فرضتها صنعاء، وتقديرات المراقبين والخبراء العسكريين، تكشف عن بروز اليمن كلاعب مركزي لا يمكن تجاوزه في معادلات الردع الإقليمي، فضلاً عن نجاحه في هندسة وعي جديد لدى الشعوب العربية يعيد الاعتبار لفلسطين كقضية مركزية للأمة.

إبداع يمني ومفاهيم جديدة في المقاومة

الكاتب والصحفي اللبناني إبراهيم درويش

الكاتب والصحفي اللبناني إبراهيم درويش، أشاد في تصريحات له بقدرة اليمن على خلق مفاهيم جديدة في الاستبسال والمواجهة، قائلاً إن اليمن يصرّ، رغم العدوان الأمريكي والصهيوني السافر عليه، على أن يكون منبعاً للإبداع المقاوم، مشيراً إلى تمسكه بالمسيرة القرآنية كمرجعية تؤطر مشروعه التحرري.

ويرى درويش أن اليمن، الذي يواجه عدواناً مركّباً منذ سنوات، قد استطاع أن يربط بين المعركة في غزة ومعركة السيادة الوطنية، ويوظّف قيمه العقائدية في بناء جبهة ردع فعلية تمنع العدو من التمادي في الاستباحة، سواء في فلسطين أو في سوريا ولبنان. وأكد أن العدو يحاول التهام سوريا وتفكيك محور المقاومة، لكن اليمن يعيد رسم المشهد بمشاركة فاعلة وغير تقليدية.

الهندسة اليمينة للوعي العربي

الأكاديمي الفلسطيني الدكتور نزار نزال

أما الأكاديمي الفلسطيني الدكتور نزار نزال، فقد لفت في تصريحاته إلى أن اليمن استطاع أن يبدّد ما يسمى بـ”الشرق الأوسط الجديد”، وهو المشروع الأمريكي-الصهيوني لتفكيك المنطقة وتطبيعها. وأشار إلى أن الجبهة اليمنية اليوم لا تكتفي بالدعم الرمزي، بل تشكّل محطةً مفصليةً في الصراع العربي-الصهيوني.

واعتبر نزال أن اليمن بات يُشكّل مصدر إلهام لجيل جديد من الشباب العربي، يحمل الولاء لفلسطين، ويرى في المقاومة خياراً واقعياً لا شعاراتيّاً، مؤكدًا أن انتقال راية المواجهة من بيروت إلى صنعاء أعاد الاعتبار للبعد الجغرافي والسياسي والعقائدي للمقاومة.

وأشار الباحث إلى أن اليمن استطاع أن يكسر وهم تفوق العدو الصهيوني، من خلال ضربات مركزة على الموانئ والمطارات الصهيونية، الأمر الذي خلق رعباً واسعاً في الأوساط الأمنية والسياسية للعدو، وجعل الملايين من الصهاينة يعيشون تحت ضغط متواصل جراء القصف والإنذارات المتكررة.

اليمن: ردعٌ عسكري نوعي وتفوق استخباراتي

اللواء الركن الأردني محمد علي الصمادي

اللواء الركن الأردني محمد علي الصمادي، بدوره أكد أن اليمن بات يمتلك منظومة ردع فاعلة تجعله من أبرز الفاعلين في المنطقة. وفي تعليقه على العمليات اليمنية الأخيرة، أوضح الصمادي أن اليمن يجيد استخدام صواريخه الفرط صوتية والباليستية، ويفرض معادلات جديدة على الأرض، تُجبر العدو على إعادة حساباته.

ونوّه الصمادي إلى فشل الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في تعقّب منصات الإطلاق أو تحديد مواقع القوات اليمنية، ما يُظهر براعة أمنية وتنظيمية تُربك أجهزة الرصد والتجسس الأكثر تطوراً. وأشار إلى أن الضربات اليمنية خلقت ضغطاً اقتصادياً وعسكرياً على العدو، لا سيما في ظل تعطل الملاحة، ورفض الشركات التعامل مع موانئ ومطارات الاحتلال.

وأكد اللواء الأردني أن اليمن يُبدع في تحديد الأهداف بدقة، ويفرض كلفة عالية على العدو كلما تمادى في عدوانه، مشيراً إلى أن الردع اليمني لا يعتمد فقط على الكمّ بل على الكيف والدقة والتوقيت. وأضاف أن العدو الأمريكي والصهيوني يعيش في “عمى استخباراتي”، فيما اليمن يمتلك بنك أهداف حقيقي ومركّز ويحقق إصابات موجعة، كما أثبتت العمليات المتكررة التي طالت ميناء حيفا وعمق الكيان.

صنعاء.. مركز ثقل المقاومة وأداة قلب الطاولة
بات واضحاً أن الجبهة اليمنية لم تعد جبهة هامشية، بل تحوّلت إلى مركز ثقلٍ للمقاومة في المنطقة. من خلال دعمها العسكري النوعي والمستمر لغزة، لا تنصر اليمن فلسطين فقط، بل تُسهم في زعزعة بنية المشروع الصهيوني وتضرب صميم أمنه القومي.

هذه العمليات تعيد التوازن إلى معادلة كانت مختلّة لعقود لصالح الكيان الصهيوني، وتثبت أن زمن تفرد العدو في فرض المعادلات قد ولّى. فاليمن، بقوته العسكرية الناشئة وبعقيدته القتالية المبدئية، نجح في فرض معادلة جديدة: لا أمن للكيان ما دامت غزة تحت القصف، ولا حصانة للعدو طالما الشعب الفلسطيني محاصر.

تأثير العمليات اليمنية على الكيان الصهيوني
العمليات اليمنية لم تعد فقط رمزية أو ذات طابع تضامني، بل باتت تؤثر فعلياً في البنية الأمنية والاقتصادية للكيان. تتحدث التقارير الصهيونية عن حالة من الهستيريا والذعر، وعن ارتباك في الأوساط السياسية والعسكرية، حيث يُجبر الملايين من المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ، وتُجبر الشركات العالمية على وقف التعامل مع مطارات الاحتلال، وتُشلّ حركة الملاحة الجوية والبحرية، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية التي تُقدّر بمئات الملايين يومياً.

كلّ هذا يحدث بفعل منظومة يمنية محاصَرة منذ أكثر من عقد، لكنها نجحت في تحويل الحصار إلى فرصة لبناء قدرات ذاتية أثبتت فعاليتها.

اليمن يرسخ موقعه في محور المقاومة
في ضوء كل هذه المعطيات، تتّضح صورة المشهد: اليمن اليوم ليس فقط حليفاً للمقاومة، بل ركيزة مركزية في مشروعها التحرري. لقد فرض حضوره في قلب الصراع، ونجح في صناعة التوازن مع كيان مدجج بالأسلحة والأنظمة الدفاعية الغربية.

كما أن دعمه لغزة لا ينطلق من حسابات ظرفية أو سياسية، بل من رؤية عقائدية واستراتيجية متكاملة ترى في فلسطين مركز الصراع، وفي القدس بوابة النصر أو الهزيمة للأمة.

وفي وقت تتخاذل فيه الأنظمة، وتتهاوى جدران التطبيع، يشكّل اليمن نموذجاً عملياً لكيف تكون النصرة فعلاً لا قولاً، وكيف يكون العرب، حين يقررون المواجهة، قادرين على قهر المستحيل.

مقالات مشابهة

  • حزب الله.. الرقم الإسلامي الصعب
  • سلام يرفع السقف السياسي… وحزب الله يتحفّظ
  • تراجع السجال بين سلام وحزب الله بتدخلبعض المحبّين
  • سرايا القدس تنشر مشاهد لإسقاط طائرة صهيونية واستهداف جنود العدو شرقي غزة
  • سرايا القدس تنشر مشاهد لإسقاط طائرة واستهداف جنود العدو شرقي غزة
  • الصحة اللبنانية: شهيد وجريح جراء خرق العدو الإسرائيلي لوقف إطلاق النار
  • عون على خط التهدئة بين سلام وحزب الله: لمنع اتساع الشرخ
  • مراقبون وخبراء عسكريون عرب: اليمن طور مفاهيم جديدة في المقاومة، ويتمتع بقوة ردع تؤهله لتأديب العدو وإفشال مخططاته
  • حزب الله والمقاومة بعد 43 عاما على التأسيس: مرحلة جديدة ومراجعة شاملة
  • الحزب والمقاومة بعد 43 عاما على التأسيس: مرحلة جديدة ومراجعة شاملة