أعلنت بلدية الكويت اليوم الجمعة ارتفاعا ملحوظا لكمية الانقاض والمخلفات المجهولة والتي رفعت خلال اليومين الماضيين من أمام عقارات مناطق الاستثماري والتجاري بجميع المحافظات حيث وصلت إلى نسبة 400 بالمئة.

وكشف مدير ادارة العلاقات العامة والمتحدث الرسمي باسم بلدية الكويت محمد سندان في بيان صحفي ان حجم الانقاض والمخلفات المرفوعة قدرت بنحو 568 طنا بزيادة أربعة أضعاف عن المعدل الطبيعي.

وأوضح سندان ان المخلفات كانت تتراوح بين 100 و150 طنا في المناطق الاستثمارية والتجارية حسب افادة المشرفين على أعمال شركات التنظيف المتعاقدة معها البلدية من مفتشي ومراقبي النظافة في تلك المناطق.

وحذر من ان إدارات النظافة بكافة المحافظات لن تتهاون في تطبيق العقوبات بحق المخالفين الذين يقومون برمي الانقاض والمخلفات امام العقارات.

ودعا سندان ملاك العقارات برفع مخالفاتهم طوعيا وتطبيقا للوائح البلدية والتي تنص على رفع الانقاض والمخلفات من قبل اصحاب العقارات وعدم تكديسها امام عقاراتهم تجنبا لتطبيق المخالفات والغرامات بحقهم.

وأكد حرص فرق البلدية على القيام بدورها وبكل طاقتها للتأكد من تطبيق لوائح وأنظمة البلدية ورفع المخلفات المجهولة المصدر مع رفع تقارير ومخالفات بحق المخالفين.

المصدر كونا الوسومإزالة المخلفات بلدية الكويت

المصدر: كويت نيوز

كلمات دلالية: إزالة المخلفات بلدية الكويت الانقاض والمخلفات بلدیة الکویت

إقرأ أيضاً:

كيف حوَّلت الدول المتقدمة المخلفات إلى ثروة؟

عباس المسكري

في عالمٍ باتت فيه التحديات البيئية تتعاظم يومًا بعد يوم، لم تعد النفايات تُعدّ مجرد مخلفات تُلقى جانبًا أو تُوارى في باطن الأرض، بل تحوّلت في بعض الدول إلى مورد اقتصادي ثمين، يُستثمر بذكاء ويُدار باحتراف، وفي طليعة هذه الدول، تقف الدول المتقدمة شاهدةً على نجاح تجربة فريدة، تمزج بين الحفاظ على البيئة وتعزيز الوعي المجتمعي، وتفتح بابًا واسعًا للاستثمار الأخضر.

ففي مراكز التسوق الكبرى هناك، لا يقتصر الأمر على عرض البضائع وتنظيم المتاجر، بل تمتد المسؤولية لتشمل البيئة نفسها، وتُوضع في هذه المراكز مكائن ذكية صُممت خصيصًا لجمع المخلفات، وقد تم تخصيصها بعناية لاستقبال الزجاجات البلاستيكية، والعلب المعدنية، ومخلفات الكرتون، وهذه الآلات التي تبدو للوهلة الأولى بسيطة في فكرتها، تُعدّ ثمرة تفكير مستقبلي يربط التكنولوجيا بالسلوك الإنساني، ويمنح كل شخص فرصة لأن يكون شريكًا في إنقاذ البيئة، دون أن يُكلفه ذلك جهدًا يُذكر.

يقوم الفرد بوضع مخلفاته المفروزة داخل الآلة، لتقوم الأخيرة بفرزها ووزنها وإصدار وصل إلكتروني أو ورقي يحمل قيمة رمزية، تُحسب بناءً على كمية المخلفات المدخلة ونوعها. اللافت أن هذا الوصل ليس مجرد مكافأة شكلية، بل يمكن استبداله مباشرة بمنتجات من نفس المركز التجاري، أو استخدامه كرصيد مالي مخفّض، ما يجعل من إعادة التدوير تجربة مفيدة على المستويين الشخصي والعام.

لقد أثبتت هذه المبادرة جدواها الفعلية، ليس فقط من حيث تقليص حجم النفايات العشوائية أو رفع نسب التدوير، بل في ترسيخ ثقافة جديدة تقوم على الشراكة البيئية بين المواطن والمؤسسة. فالأفراد باتوا أكثر وعيًا بقيمة ما يلقونه في سلة المهملات، والشركات الخاصة التي استثمرت في هذه المكائن وجدت في هذه المنظومة فرصة لجمع مواد أولية قابلة للبيع، وبناء صورة مجتمعية إيجابية تُعزّز من حضورها كمؤسسات مسؤولة.

ومن اللافت أن هذه التجربة، رغم بساطتها الظاهرة، تعتمد على رؤية اقتصادية دقيقة، فهي لا تكتفي بتحقيق الربح المادي من المواد المعاد تدويرها، بل تُسهم في تخفيف الضغط على البلديات، وتقليل استخدام المواد الخام، وتوفير الطاقة، وكل ذلك يصب في خانة التنمية المستدامة التي تسعى إليها معظم دول العالم اليوم.

وفي ظل هذا النموذج المتكامل، تبرز تساؤلات مشروعة، لماذا لا نبدأ بتطبيق مثل هذه المبادرات في مدننا؟ ألا نملك الموارد والبنية التحتية والمراكز التجارية الكبرى؟ أليست الشركات المحلية قادرة على المساهمة في هذا التغيير الحضاري الذي لا يخدم البيئة فحسب، بل يعزز قيمة المسؤولية المجتمعية لديها؟

إن الخطوة الأولى قد لا تكون سهلة، لكنها بالتأكيد ليست مستحيلة، فحين تتحوّل المخلفات إلى قيمة، ويتحوّل السلوك اليومي البسيط إلى فعل بيئي راقٍ، نكون قد بدأنا بالفعل في إعادة تشكيل علاقتنا مع هذا الكوكب. وبين ركام النفايات، قد يختبئ ذهبٌ لا يُقدّر بثمن، ينتظر فقط من يمدّ يده إليه بفكرٍ واعٍ ونية خالصة.

ومن هنا، فإن الأمل معقود على الجهات المختصة في السلطنة، للنظر بعين الجدّ إلى مثل هذه النماذج العالمية التي أثبتت نجاحها، وتبنّيها بفكر وطني خالص، يُراعي خصوصية المجتمع ويستثمر في وعيه المتزايد بالقضايا البيئية ، بل إن من الجدير التفكير في تأسيس شركة مساهمة عامة تُعنى بإدارة تدوير المخلفات بشكل مبتكر، يكون لها فروع في مختلف محافظات السلطنة، وتتولى مسؤولية بناء منظومة تدوير حديثة ترتكز على التكنولوجيا والتحفيز المجتمعي، وتشرك القطاعين العام والخاص في تحقيق بيئة أكثر نقاءً، واقتصاد أكثر تنوعًا واستدامة ، إننا بحاجة اليوم إلى مبادرات لا تنتظر التغيير، بل تصنعه.

مقالات مشابهة

  • استقرار أسعار اللحوم البلدية والمستوردة بالأسواق اليوم الأربعاء 30 يوليو 2025
  • البيت بقى كوم تراب.. انهيار منزل بطنطا والبحث عن شخصين تحت الأنقاض | قرار عاجل من المحافظ
  • استقرار أسعار اللحوم البلدية والمستوردة في الأسواق اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025
  • طنطا تستيقظ على انهيار جزئي بمنزل بالساحة.. ومحاولات لإنقاذ شخصين من تحت الأنقاض
  • الكتابة من تحت الأنقاض.. يوسف القدرة: في الشعر لغة فرط صوتية ضد عار العالم
  • كيف حوَّلت الدول المتقدمة المخلفات إلى ثروة؟
  • استقرار أسعار اللحوم البلدية والمستوردة في الأسواق اليوم الاثنين 28 يوليو 2025
  • انطلاق تدريبات موظفي الاقتراع استعدادًا لانتخابات المجالس البلدية
  • بورتسودان تحترق: “41” إصابة خلال يومين فقط
  • الجلفة: حجز كمية من السجائر أجنبية الصنع