يتصاعد التوتر على الحدود بين لبنان ودولة الاحتلال، مع تزايد وتيرة القصف والعمليات العسكرية بين جيش الاحتلال وحزب الله، وسط تساؤلات حول مدى انزلاق المواجهة بين الطرفين إلى حرب شاملة.

وفي هذا السياق، أكد الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن احتمالية توسعة الاحتلال لحربه ضد حزب الله اللبناني أمر مستبعد، وذلك على خلاف ما يُصرح به جنرالات وسياسيو الاحتلال.



وكانت تقارير إعلامية أشارت إلى نية الاحتلال شن حرب موسعة ضد حزب الله، ووفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية فقد قال مسؤولون أميركيون، إن "إسرائيل" أبلغت واشنطن تخطيطها لنقل موارد عسكرية إلى الحدود مع لبنان، وذلك استعدادا لهجوم محتمل ضد حزب الله اللبناني.

وكان الاحتلال قد صعد من هجماته على لبنان خلال الأيام القليلة الماضية، حيث قام باغتيال قائد ميداني في حزب الله بغارة جوية على بلدة دير كيفا بقضاء صور، بالمقابل رد الحزب بقصف ثكنة زرعيت الإسرائيلية في شمال الأراضي المحتلة بعشرات صواريخ الكاتيوشا، كما قام بإطلاق صواريخ باتجاه موقع السماقة الإسرائيلي في تلال كفرشوبا المحتلة جنوبي لبنان.


أمر مستبعد
الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد يرى أنه "رغم تصعيد حدة الخطاب الإعلامي للاحتلال فيما يتعلق بنيته شن حرب موسعة على جنوب لبنان، إلا أن المؤشرات تدل على غير ذلك".

وأوضح أبو زيد خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "الحرب الشاملة بين الطرفين مستبعدة لعدة أسباب، أولا، الخسائر الكبيرة التي تعرض لها الاحتلال في غزة، ثانيا القوات المتوفرة شمال الأراضي المحتلة لشن عملية عسكرية تجاه حزب الله غير كافية من منظور عسكري لمواجهة قدراته".

وشدد على أن "تصريحات جنرالات الاحتلال توحي بأن مطبخ القرار العسكري يستشعر مدى خطورة الذهاب باتجاه الخيار العسكري الموسع وخاصة بعد المقطع الذي نشره حزب الله عبر طائرة مسيرة، والذي كشف مدى هشاشة الوضع الاستخباري والاستطلاعي لدى أجهزة الاحتلال، الأمر الذي يدفع العسكريين إلى ضرورة التفكير بإعادة تقييم قدرات حزب الله الهجومية وقدرات جيش الاحتلال الدفاعية والاستخبارية".

وأكد أن "السبب الثالث والأهم هو أن البيئة الاقليمية والدولية لا تدعم خيار توسيع دائرة الصراع في المنطقة على الأقل خلال الفترة الزمنية المنظورة، لذلك من غير المرجح أن يذهب الاحتلال باتجاه خيار عملية عسكرية تقليدية موسعة على الأقل لغاية شهر أيلول القادم".

واستدرك أبو زيد بالقول: "إلا أن الاحتلال قد يذهب باتجاه عملية جراحية محددة وأهداف عالية القيمة قد تصل الى العمق اللبناني في الضاحية الجنوبية، لإعادة نظرية تفوق الردع تجاه حزب الله والمنطقة".

واعتبر أن "القرار الأنسب للاحتلال الذهاب باتجاه الترويج الإعلامي بإنهاء العملية العسكرية في غزة والتحول إلى مرحلة أقل حدة، للاستعداد لعملية عسكرية تجاه حزب الله، وذلك يمكن أن يكون مخرج لرئيس حكومة الاحتلال نتنياهو أمام اليمين الذي يهدد وحدة وتماسك الائتلاف الحكومي، ويطالب بعملية تجاه حزب الله مع الاستمرار بالضغط في غزة ، بذلك يكون نتنياهو قد أنقذ جيشه من التورط أكثر في غزة بحجة الاستعداد لعملية تجاه جنوب لبنان".


قرار أمريكي إيراني
وفي ذات السياق أكدت إيران عبر بعثتها في في الأمم المتحدة الجمعة أن حزب الله لديه القدرة على الدفاع عن نفسه وعن لبنان في مواجهة الاحتلال.

وقالت البعثة الإيرانية إن "الخاسر الأساسي في اندلاع حرب في جنوب لبنان سيكون النظام الصهيوني"، مضيفة أن الوقت حان "ليُهلك النظام الإسرائيلي نفسه".

في المقابل، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن يصبح لبنان غزة أخرى.

وتحذر دول اقليمية وغربية من توسع الحرب على غزة، وتحولها إلى حرب اقليمية تُشارك فيها إيران، فهل ستشارك طهران بقوة حال وسع الاحتلال هجومه على لبنان؟

الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد قال إن "قرار الحرب شمال الأراضي المحتلة وجنوب لبنان ليس بيد إسرائيل ولا بيد حزب الله بل بيد واشنطن وطهران، لأن هذه البقعة الجغرافية تحكمها محددات جيواستراتيجية وتختلف عن الواقع الاستراتيجي في غزة".

وتابع "لذلك يبدو أن هناك اتفاقا أمريكيا إيرانيا ضمنيا لمنع الإنزلاق إلى عملية عسكرية تقليدية موسعة قد تكون غير محسوبة النتائج خاصة في ظل اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، كما أن إيران التي تتقن إدارة حرب الوكلاء تعرف أن المعادلة تشير إلى أنه في كل حروب الوكلاء إذا ربح الوكيل فإنه يربح هو ومن وكله وإذا خسر الوكيل يخسر لوحده".

ويخشى الاحتلال من ترسانة حزب الله الصاروخية والتي تتجاوز وفق تقديرات إسرائيلية وأمريكية 150 ألف صاروخ متعددة المدى، فيما لا يزال سكان مستوطنات شمال الأراضي المحتلة ينزحون من منازلهم خوفا من هجمات الحزب.

يُذكر أنه مع اغتيال القيادي في حزب الله عباس إبراهيم حمزة حمادة (فضل إبراهيم) تصبح حصيلة شهداء الحزب 347 عنصرا، منذ بداية الحرب على غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية لبنان الاحتلال حزب الله لبنان حزب الله الاحتلال توسع الحرب المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شمال الأراضی المحتلة تجاه حزب الله عملیة عسکریة أبو زید فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يجدد عدوانه على ميناء الحديدة في غرب اليمن

صنعاء (الجمهورية اليمنية)- شن الاحتلال الإسرائيلي الثلاثاء 10 يونيو 2025، ضربات على ميناء محافظة الحديدة الساحلية في غرب اليمن، في رد على الهجمات التي يشنها أنصار الله الحوثيون على الاحتلال الإسرائيلي.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان أن سلاح البحرية قصف ميناء الحديدة في اليمن، بعدما أفادت قناة "المسيرة" التابعة لانصار الله الحوثيين تعرّض الميناء لغارتين إسرائيليتين.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على تلغرام "هاجم جيش الدفاع من خلال سفن صواريخ تابعة لسلاح البحرية صباح اليوم ميناء الحديدة في اليمن".

وقال إن ذلك جاء "ردّا على الاعتداءات التي ينفذها أنصار الله الحوثيين على إسرائيل، حيث يطلق صواريخ أرض-أرض وطائرات مسيّرة".

وكان أنصار الله الحوثيون قد أفادوا في وقت سابق عن ضربتين إسرائيليتين استهدفتا أرصفة الميناء المطل على البحر الأحمر، من دون الإبلاغ عن وقوع ضحايا.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، نفذ أنصار الله الحوثيون في اليمن عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ السفن التابعة لإسرائيل في البحر الأحمر في إطار إسنادهم للحركة الفلسطينية.

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يعترض غالبية تلك الهجمات.

وفي الرابع من أيار/مايو، أصاب صاروخ أُطلق من اليمن محيط مطار بن غوريون الدولي قرب تل أبيب، ما أسفر عن إصابات وأضرار مادية محدودة، في أول حادث من نوعه.

وردا على تلك الهجمات، نفذت إسرائيل في الأشهر الأخيرة ضربات استهدفت مواقع في اليمن، شملت موانئ البلاد ومطار العاصمة صنعاء.

- "حصار بحري وجوي" -

وهدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء، بفرض حصار على أنصار الله الحوثيين في حال استمرار هجماتهم.

وكتب عبر منصة إكس "أبلغنا التنظيم أنصار الله الحوثيين بأنه إذا استمر في إطلاق النار باتجاه إسرائيل، فسيواجه ردا قويا، وسيُفرض عليه حصار بحري وجوي".

وكان الجيش الإسرائيلي دعا الإثنين إلى إخلاء ثلاثة موانئ في محافظة الحديدة.

وقال أدرعي في بيان بالعربية عبر منصتي إكس وتلغرام "نظرا لقيام أنصار الله الحوثيين باستخدام الموانئ البحرية لصالح أنشطته، نحثّ جميع المتواجدين في هذه الموانئ على ضرورة إخلائها والابتعاد عنها للحفاظ على سلامتكم وذلك حتى إشعار آخر".

وكان ميناءا الحديدة والصليف قد تعرضا في 16 أيار/مايو لغارات إسرائيلية، أوقعت قتيلا وتسعة جرحى، وفق وزارة الصحة التابعة لانصار الله الحوثيين.

 

وفي 28 أيار/مايو، دمرت ضربات إسرائيلية آخر طائرة رابضة في مطار صنعاء أيضا.

ويقتصر نشاط هذا المطار منذ العام 2022 على رحلات تربط صنعاء بالعاصمة الأردنية عمّان عبر شركة الخطوط الجوية اليمنية، إضافة إلى رحلات إنسانية تُسيّرها الأمم المتحدة.

وكان المطار قد تعرض أيضا لغارات إسرائيلية ليل 6-7 أيار/مايو، أدت إلى تدمير ست طائرات، بحسب مصادر في حكومة صنعاء.

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يجدد عدوانه على ميناء الحديدة في غرب اليمن
  • بالأرقام... خروقات العدوّ الإسرائيليّ لاتّفاق وقف إطلاق النار
  • اشتباكات عنيفة بين عناصر القسام وميليشيا أبو شباب.. والاحتلال يتدخل
  • رأي.. عمر حرقوص يكتب: القوة الأممية في لبنان بين اعتداءات الأهالي والرفض الإسرائيلي
  • رئيس الوزراء اللبناني: الدولة فقط المنوط بها امتلاك السلاح وقرار الحرب والسلم
  • السيستاني يستقبل جرحى لبنانيين من ضحايا الحرب وتفجيرات البيجر (شاهد)
  • قتيل في غارة في جنوب سوريا والاحتلال الإسرائيلي يعلن استهداف عنصر من حماس
  • غارات وتحليق وإنذارات.. التصعيد الإسرائيلي يتمدد من الضاحية إلى الجنوب
  • لبنان يحذر من التواصل مع المتحدثين باسم الاحتلال الإسرائيلي
  • سرايا القدس والقسام تعلنان عن عمليتين نوعيتين في غزة.. والاحتلال يقر بمصرع 4 جنود