الجزيرة:
2025-06-02@02:23:10 GMT

هل بوركينا فاسو على أعتاب انقلاب آخر؟

تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT

هل بوركينا فاسو على أعتاب انقلاب آخر؟

شولا لاوال
تثير عمليات إطلاق النار الأخيرة، أولا في القصر الرئاسي، ثم في موقع هيئة الإذاعة العامة بالعاصمة واغادوغو، تكهنات بأن بوركينا فاسو ربما تتجه نحو تمرد آخر، وسط أزمة أمنية متنامية في البلاد.

وكان القائد العسكري النقيب إبراهيم تراوري قد وعد بتأمين الدولة الواقعة في غرب إفريقيا، التي مزقها القتال، وبإجراء الانتخابات، وتسريع انتقال البلاد إلى الديمقراطية، عندما استولى على السلطة لأول مرة في انقلاب عام 2022، الذي جاء بعد انقلابات عسكرية مماثلة في مالي وغينيا المجاورتين.

ومع ذلك، في أوائل يونيو/تموز، أعلن تراوري عن تمديد الفترة الانتقالية لمدة 5 سنوات، مشيرا إلى استمرار انعدام الأمن في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد، حيث يقاتل الجيش جماعتين مسلحتين تسيطران الآن على ما يقرب من نصف بوركينا فاسو.

واتهم منتقدون تراوري باستغلال التحديات الأمنية لمحاولة تمديد قبضته على السلطة. لكن الأحداث الأخيرة أثارت تساؤلات حول سيطرته، وحول الأوضاع في بوركينا فاسو، حيث يقول محللون إن الحكومة قد تفعل ذلك لدرء أي تهديدات داخلية.

ماذا حدث في 11 يونيو؟  
وسط قتال عنيف في المعارك المستمرة بالبلاد مع الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، قال محلل في واغادوغو، طلب عدم الكشف عن هويته، إن الخسارة الفادحة لقوات بوركينا فاسو في يونيو/حزيران أدت إلى تفاقم مشاعر عدم الرضا في أوساط الجيش تجاه حكومة تراوري.

في 11 يونيو/حزيران، شن مقاتلو جماعة نصرة الإسلام والمسلمين هجمات على القوات المتمركزة بقاعدة للجيش في قرية مانسيلا، بالقرب من الحدود مع النيجر، في المنطقة الشمالية الشرقية من بوركينا فاسو، وقُتل عشرات الجنود في الهجوم، وبلغ عددهم 107، بحسب تصريحات حركة نصرة الإسلام والمسلمين هذا الأسبوع.

جنازة الجنود الذين قُتلوا خلال هجوم على قافلة بوركينا فاسو بواغادوغو (رويترز)

وقال محللون إنها كانت واحدة من أسوأ الانتكاسات من حيث الخسائر، التي تكبدها الجيش منذ أن امتد القتال لأول مرة من مالي المجاورة عام 2015، وفي العديد من مقاطع الفيديو، التي نشرتها الحسابات الدعائية لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين على الإنترنت، يمكن رؤية مقاتلي الجماعة بالزي العسكري وهم على دراجات نارية، يطلقون النار على القاعدة العسكرية، كما يُعتقد أنه تم أسر حوالي 7 جنود من بوركينا فاسو.

وأظهرت مقاطع فيديو أيضا المجموعة وهي تعرض غنائمها القتالية: مجموعة من بنادق الكلاشينكوف، ومئات الرصاص، وعشرات الأسلحة العسكرية الأخرى. وفي حين تعاني البلاد من تلك الخسارة، دوى إطلاق نار حوالي الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم 12 يونيو/حزيران حول مقر إذاعة وتلفزيون بوركينا فاسو، وهي شبكة التلفزيون الوطنية في واغادوغو، وتقع بالقرب من القصر الرئاسي، حيث كان تراوري يجتمع مع مجلس الوزراء في ذلك الوقت.

ماذا عن الإذاعة والتلفزيون؟
غالبا ما تكون محطات البث العامة أهدافا مبكرة للمتمردين أثناء الانقلابات، حيث يعلن القادة الجدد تقليديا أنهم استولوا على السلطة، ففي تقرير فيديو صادر عن التلفزيون والصور عبر الإنترنت، بدت السيارات الموجودة في مباني المحطة مليئة بآثار الرصاص، وكانت علامات سقوط مقذوف في المجمع ملحوظة، وقالت السلطات إن شخصين أصيبا بجروح "طفيفة" في الهجوم، وتم علاجهما وخرجا من المستشفى.

والتزمت السلطات الصمت في البداية، حتى زار تراوري يوم الخميس المذيع المصاب، وقال إن إطلاق النار جاء من نيران صديقة، وأضاف "أولئك الذين هم هناك لحمايتك هم الذين تسببوا للأسف في الحادث. إنه جزء من واجباتهم، في محاولة التحقق، ولسوء الحظ أطلق شخص ما (عن طريق الخطأ) الرصاصة".

وفي وقت سابق، في 17 مايو/أيار الماضي، أفادت وسائل الإعلام المحلية بوقوع إطلاق نار حول القصر الرئاسي نفسه، لكن البيانات الرسمية تزعم أن شخصا مسلحا منفردا هاجم الحراس المتمركزين في القصر وسرعان ما تمت السيطرة عليه.

ماذا قالت الحكومة؟  
وعلى الإنترنت، تزايدت الشائعات حول وجود انشقاق داخل الجيش بعد هجمات مانسيلا، حتى مع قيام الحكومة بقمع المعارضة، وظل القادة صامتين بشأن مقتل الجنود، وعندما غاب تراوري عن الظهور لبضعة أيام بين 12 و14 يونيو/حزيران، ولم يصدر أي تصريحات، تزايدت التكهنات حول مكان وجوده.

وزاد من حالة الشك تحذير من قائد الجيش الجنرال سيليستين سيمبور بأن تكون القوات جاهزة بثكناتها في 13 يونيو/حزيران، مع تحليق طائرات مروحية فوق واغادوغو في ذلك اليوم.

ومع ذلك، في 14 يونيو/حزيران، ظهر تراوري وهو يتبرع بالدم في مقر إقامته، وأثناء حديثه في محطة الإذاعة والتلفزيون، دحض القائد العسكري مزاعم التمرد وانتقد القنوات الإعلامية الغربية "الكاذبة". وقال "لا يوجد شيء على الإطلاق"، مضيفا أن المروحيات المحلقة كانت تحمل قوات تعزيز إلى مانسيلا. وأضاف "نحن هنا. يجب ألا نستمع إلى أولئك الذين يحاولون تشتيت انتباه الناس. نحن لا نهرب. نحن لا نتراجع، ولن نستسلم".

القوات الخاصة في بوركينا فاسو أثناء مناورات عسكرية (وكالة الأنباء الأوروبية)

ومع ذلك، يقول المحللون إن الهجمات الكبيرة غالبا ما تكون نذيرا لإعادة تنظيم صفوف الجيش، وبالتالي التمرد هناك، ويقول الخبراء إن هناك أيضا مخاوف حقيقية من أن تؤدي عمليات إطلاق النار الأخيرة إلى ردود فعل أكثر تطرفا من تراوري.

ومنذ إحباط محاولتين انقلابيتين سابقتين في سبتمبر/أيلول ثم في يناير/كانون الثاني من هذا العام، يقول المحللون إن تراوري أصبح أكثر صرامة مع أولئك الذين يُنظر إليهم على أنهم أعداء من عسكريين أو مدنيين.

فقد تم القبض على العشرات من الأشخاص المتهمين بالتخطيط للانقلابات، في حين تم إرسال العديد من أفراد الجيش المشتبه بتورطهم، في بعثات أجنبية، على سبيل المثال.

وقال المحلل دان إينزيجا من مركز أفريقيا ومقره الولايات المتحدة "إن الأمر يشبه إلى حد ما أنهم يتلقون تدريبات إعادة التثقيف، ولكن عندما ينتهي الأمر بإرسال الجنود الذين ينتقدونك إلى روسيا، فإن الأمر لا يبدو جيدا".

كما اختفى النشطاء والصحفيون والسياسيون الذين ينتقدون الحكومة أو أُرسلوا قسرا إلى الخطوط الأمامية للانضمام إلى الجيش، ويسمح مرسوم جديد للحكومة بتجنيد أي شخص فوق 18 عاما، وهو قانون أدانته "هيومن رايتس ووتش" ومنظمات حقوقية أخرى. وفي الوقت نفسه، تم تعليق العديد من المؤسسات الإعلامية الدولية، مثل الوكالات الفرنسية.

هل تفاقمت حالة انعدام الأمن في عهد تراوري؟  
نعم -يقول المحللون الذين يشيرون إلى تزايد العنف في البلاد- فمنذ أن استولى على السلطة في انقلاب، أبعد تراوري بوركينا فاسو عن فرنسا، حاكمها الاستعماري الذي كان منذ فترة طويلة شريكا رئيسيا في المساعدات وحليفا عسكريا، وفي العام الماضي، انسحب حوالي 400 جندي فرنسي من القوات الخاصة من البلاد مع تدهور العلاقات بين البلدين.

ويمتدح أنصار تراوري، الذين يؤيدون خطابه المناهض لفرنسا، حكومته لإخراجها البلاد من نفوذ باريس، كما يشيرون إلى تضاعف الإنفاق العسكري في عهد تراوري، وإلى إنشاء قوة دعم سريع خاصة تهدف إلى مساعدة القوات المنتشرة في الشمال، وإلى الهجمات الحكومية بالطائرات بدون طيار والمروحيات.

كما روجت الحكومة العسكرية لخطة تهدف إلى تجنيد 50 ألف متطوع للدفاع عن الوطن وهي مليشيا للدفاع عن النفس تساعد الجيش، ومع ذلك، يشير المنتقدون إلى أن تراوري أنهى الحوارات السابقة التي جرت بقيادة محلية مع الجماعات المسلحة والتي أسفرت عن وقف لإطلاق النار. وتضاعفت الوفيات في العام الماضي مقارنة بعام 2022، وقُتل أكثر من 8000 شخص، وفقا لمجموعة اسليد التي تتابع الصراع.

وقال إينزيجا من مركز أفريقيا "لقد سعى إلى حرب شاملة (تراوري). هناك تفكير جيد وراء توسيع قدرة القوات العسكرية، ولكن عليك أن تفعل ذلك بطريقة فعالة وتحمي المواطنين. إن إبعاد المفاوضات من على الطاولة لا يبدو أمرا ذكيا".

مراسم إنزال العلم وجلاء القوات الفرنسية من بوركينا فاسو (الجزيرة)

ومع انسحاب فرنسا، تحوّلت بوركينا فاسو نحو روسيا، حيث أجرى تراوري عدة مكالمات مع الرئيس فلاديمير بوتين، وتقول تقارير غير مؤكدة إن حوالي 100 مقاتل من مرتزقة فاغنر وصلوا إلى البلاد هذا الأسبوع، وعلى ما يبدو أنه تم نقلهم جوا من مالي المجاورة، حيث أصبح القائد العسكري العقيد أسيمي غويتا "الأخ الأكبر" لتراوري رئيسا، كما أن هناك حوالي 1200 من عناصر فاغنر تقاتل الجماعات المسلحة إلى جانب القوات الحكومية في مالي.

وقال أولف ليسينغ، الذي يرأس برنامج الساحل في مؤسسة كونراد أديناور، للجزيرة إن إدارة تراوري فشلت في تجنيد محترفين، حيث لم يتلق العديد من المتطوعين سوى تدريب قصير. وقال بعض الذين تم تجنيدهم قسرا إنهم حصلوا على أسلحة دون أي إعداد يذكر، وأضاف "إنهم عرضة للخسائر نوعا ما، ولسوء الحظ، فإن الأمر ليس فعالا للغاية. كل يوم تقريبا الآن، تقع حوادث. الحكومة تحاول جاهدة، فهي تشتري الأسلحة، ولديها شراكة عسكرية مع روسيا لكنها لم تحقق نجاحا كبيرا".

ما الوضع الإنساني؟
أُجبر آلاف الأشخاص على ترك منازلهم في مناطق القتال بالشمال والشمال الشرقي، وهم محاصرون بين الجيش والجماعات المسلحة، وقد أصبح الآن حوالي واحد من كل 10 أشخاص في البلاد من النازحين، وأُغلقت أكثر من 5000 مدرسة، والبعض الآخر لا يملك ترف الفرار من الأراضي التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.

بحلول نهاية عام 2023، كان نحو مليوني شخص محاصرين في 36 قرية يسيطر عليها المقاتلون المسلحون، ومن غير الآمن أن يغادر المدنيون، كما أن الغذاء والدواء بالكاد يصل.

يعاني سكان المناطق النائية من نقص المياه والطعام (رويترز)

أدت الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان من قبل الجيش، حسب ما يقول ناشطون، ضد السكان الذين يعتقد أنهم موالون لأعدائه، إلى تطويق بعض المناطق، مما أدى إلى وقف التجارة فعليا، وتجمع معظم النازحين في دجيبو، عاصمة مقاطعة سوم الشمالية، التي زاد عدد سكانها من 60 ألفا إلى ما يقرب من نصف مليون شخص منذ عام 2019، والمدينة نفسها معزولة إلى حد كبير عن المساعدات.

وقد أدى انعدام الأمن، إلى جانب ارتفاع معدلات التضخم والمناخ القاسي في منطقة الساحل، إلى ارتفاع معدلات سوء التغذية، ومن المتوقع أن يواجه حوالي 1.4 مليون طفل خطر الجوع بحلول نهاية يونيو/حزيران، عندما تبدأ الفترة الفاصلة قبل مواسم الحصاد، وفقا لمنظمة إنقاذ الطفولة.

وفي الوقت نفسه، لم تجتذب نداءات التمويل سوى نسبة ضئيلة، وتقول جماعات الإغاثة إن بوركينا فاسو تناضل من أجل الحصول على الأموال اللازمة في عدد لا يحصى من الأزمات. وقال المجلس النرويجي للاجئين في يونيو/حزيران إن البلاد تمثل الأزمة الأكثر إهمالا في العالم للعام الثاني على التوالي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الجماعات المسلحة یونیو حزیران بورکینا فاسو إطلاق النار على السلطة العدید من ومع ذلک

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسد

نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريرا مطولا عن التحدي الذي يواجهه الرئيس السوري أحمد الشرع المتمثل في وجود مقاتلين أجانب كانوا قد ساعدوه في الإطاحة بنظام بشار الأسد.

وبعد مرور 6 أشهر من دخول الثوار السوريين دمشق أواخر العام المنصرم، أصبح الشرع رئيسا للبلاد. لكن الصحيفة تحذر من أن هؤلاء المقاتلين الإسلاميين، الذين قدِموا من مناطق بعيدة مثل أوروبا وآسيا الوسطى للانضمام إلى الثورة، يشكلون تحديا عميقا لمستقبله السياسي.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة بين النازحين: نحن سكان غزة نمحى من التاريخ على الهواءlist 2 of 2مقال بتلغراف: هذه الانتخابات ستؤثر كثيرا في تحديد مستقبل أوروباend of list

وقد عيّن الشرع بعضا منهم في مناصب عليا في وزارة الدفاع، واقترح تجنيس عديد منهم من ضباط الصف والجنود، بيد أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تشترط طرد جميع المقاتلين الأجانب لتخفيف العقوبات التي شلّت الاقتصاد السوري.

ويقول جيروم دريفون المحلل البارز في مجموعة الأزمات الدولية إن الحكومة السورية حاولت عزلهم، لكنها تواجه مشكلة حقيقية في تنفيذ المطلب الأميركي، وتحديدا في تعريف من هم "الإرهابيون"، وحتى إذا تم طردهم فإن بلدانهم لا تريد عودتهم.

ووفقا لجماعات الرصد التي تراقب الأوضاع في سوريا، فإن المقاتلين الذين شاركوا في هجوم دموي قبل شهرين على المجتمعات الساحلية السورية، وقتلوا مئات من أبناء الطائفة العلوية، كانوا من المسلحين الأجانب، وتهدد هذه التوترات الطائفية بزعزعة استقرار المرحلة الانتقالية الهشة.

إعلان

وأفادت واشنطن بوست بأن الأكثر تشددا من بين المقاتلين الأجانب بدؤوا يصبون جام غضبهم على "رفيق سلاحهم السابق"، وذلك بسبب عدم فرضه الشريعة الإسلامية في سوريا حتى الآن، ويزعمون أنه يتعاون مع الولايات المتحدة والقوات التركية لاستهداف الفصائل المتطرفة.

قوات أمن سورية في إحدى مناطق دمشق خلال إحدى مهام التفتيش عن الأسلحة (الفرنسية)

ونقلت عن أحد المقاتلين الأوروبيين -الذي تحدث في مقابلة أُجريت معه في مدينة إدلب الشمالية شريطة عدم الكشف عن هويته- قوله إن "الجولاني يهاجمنا من الأرض، وأميركا من السماء"، مستخدما الاسم الحركي لأحمد الشرع عندما كان يقاتل النظام السابق.

وذكرت الصحيفة الأميركية أن عشرات الآلاف من الأجانب تدفقوا إلى سوريا والعراق المجاور على مدى العقدين الماضيين للقتال إلى جانب الثوار السوريين خلال الحرب التي استمرت زهاء 14 عاما. وقد انضم عديد منهم إلى جماعات متطرفة مثل تنظيم الدولة الإسلامية، في حين التحق آخرون بفصائل أقل تطرفا.

يقدِّر باحثون أن 5 آلاف من المقاتلين الأجانب لا يزالون في سوريا، وقد اندمج عديد منهم في المجتمعات المحلية، خاصة في أقصى شمال غربي البلاد، وهم متزوجون الآن من سوريات وأنجبوا أطفالا

ويقدِّر باحثون أن 5 آلاف من هؤلاء الأجانب لا يزالون في سوريا، وقد اندمج عديد منهم في المجتمعات المحلية، خاصة في أقصى شمال غربي البلاد، وهم متزوجون الآن من سوريات وأنجبوا أطفالا.

ونسبت الصحيفة إلى محللين سياسيين ومقاتلين أن حكومة دمشق أمرت الأجانب بالتواري عن الأنظار وعدم التحدث علنا، في حين يعمل الشرع جاهدا لتحقيق توازن يبدو صعبا.

وأشارت إلى أن مراسليها التقوا -في 3 مناسبات منذ سقوط الأسد- مقاتلين أجانب في عدة مناطق من البلاد. ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي، كان مقاتلون أتراك متمركزين في الطريق المؤدية إلى مدينة حماة (وسط البلاد)، حيث مقام الإمام علي زين العابدين، بينما كان مقاتلون عراقيون يجوبون المدينة على أنهم سياح.

وفي مارس/آذار الماضي، سيطر مقاتلون من آسيا الوسطى على نقطة تفتيش تقطع الطريق إلى جبل قاسيون الشهير في دمشق. ثم في أوائل مايو/أيار الماضي، اختفى جُلَّهم من نقاط التفتيش وشوارع وسط وجنوب سوريا على الأقل.

الحكومة السورية تتوخى الحذر في الوقت الراهن، مخافة أن يُنظر إليها على أنها تستهدف المقاتلين الذين ظلوا على ولائهم أو استفزاز المتشددين الذين أصيبوا بخيبة أمل

وتحدث مقاتل فرنسي إلى الصحيفة -بشرط الاكتفاء بذكر اسمه الأول وهو مصطفى- قائلا إنه سافر من باريس للانضمام إلى القتال ضد قوات الأسد عام 2013، في البداية مع فصيل صغير يتألف في معظمه من مصريين وفرنسيين، ثم مع جبهة النصرة سابقا قبل أن تتحول إلى هيئة تحرير الشام.

وقال حلاق يُدعى محمد كردي -لصحيفة واشنطن بوست– إن بعض زبائنه كانوا مقاتلين من بيلاروسيا والشيشان وأوزبكستان وأماكن أخرى.

غير أن الخبراء الذين يراقبون الجماعات الإسلامية يقولون إن المقاتلين ككل أصبحوا أقل تطرفا بمرور الوقت، رغم أن معظمهم لا يزالون محافظين بشدة. ولم يرغب أي ممن التقاهم مراسلو الصحيفة في مغادرة سوريا بحجة احتمال تعرضهم للاعتقال أو حتى لعقوبة الإعدام في بلدانهم الأصلية.

إعلان

وطبقا لتقرير الصحيفة الأميركية، فإن الحكومة السورية تتوخى الحذر في الوقت الراهن، مخافة أن يُنظر إليها على أنها تستهدف المقاتلين الذين ظلوا على ولائهم أو استفزاز المتشددين الذين أصيبوا بخيبة أمل.

وفي اعتقاد المحلل دريفون أن الحكومة لا تريد أن تخونهم، لأنها لا تعرف كيف سيتصرفون، مضيفا أنهم قد يختفون، أو قد ينضمون إلى جماعات أخرى، وربما ينخرطون في أعمال عنف طائفي، وقد تسوء الأمور أكثر.

وتعتقد الصحيفة أن حكومة الشرع قد تسعى إلى دمج معظم المقاتلين الأجانب في جيش البلاد الجديد، مشيرة إلى أن 6 منهم عُيِّنوا بالفعل في مناصب عليا في وزارة الدفاع، وهي خطوة يرى الخبراء أن الشرع يستهدف منها تحصينه ضد الانقلابات المحتملة من خلال وضع مواقع أمنية -مثل حرسه الرئاسي- في أيدي موالين أجانب لا يتمتعون بمصادر قوة مستقلة.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: الشرع يواجه تحدي الأجانب الذين ساعدوه في الإطاحة بالأسد
  • الجيش يتصدى لمُسيرات في أجواء بورتسودان
  • الجيش السوداني يتصدى لهجوم بطائرات مسيرة في أجواء بورت سودان
  • بعد تسهيلات التجنيس.. عدد الأجانب الذين يحصلون على الجنسية الألمانية يفوق 250 ألفا عام 2024
  • مفاجأة.. ميسي على أعتاب الدوري السعودي
  • الجيش اللبناني يعلن تفكيك جهاز تجسس إسرائيلي جنوب البلاد
  • مزروع في صخرة ومموه ومزود بكاميرا.. الجيش اللبناني يعثر على جهاز تجسس إسرائيلي جنوب البلاد (صور)
  • مزروع في صخرة ومموه ومزود بكاميرا.. الجيش اللبناني يعثر على جهاز تجسس إسرائيلي جنوب البلاد
  • الجيش العراقي يعلن مقتل 6 من عصابة داعش شمالي البلاد
  • خمس سنوات ساخنة قادمة: العالم على أعتاب أرقام قياسية جديدة في الحرارة