هل تسبب ملك البحرين بإيقاف سياحة اليخوت في مصر؟ (شاهد)
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
تفاجأ مواطنون مصريون يملكون يخوتا سياحية في سواحل البحر الأبيض المتوسط، بصدور قرار منعهم من الإبحار دون سابق إنذار.
وجاء في القرار الذي شاركه مواطنون مصريون، أنه ابتداء من 2 آب/ أغسطس الجاري، يمنع الإبحار خارج الميناء لحين إشعار آخر من السلطات.
وأضاف القرار أنه سيتم إبلاغ ملاك اليخوت السياحية بموعد السماح مجددا لهم في الإبحار.
وتزامن القرار مع زيارة قام بها الرئيس الإماراتي محمد بن زايد، وملك البحرين حمد بن عيسى إلى مدينة العلمين غربي مصر، وقيامهما بجولة في الساحل الشمالي للبلاد.
وتداول ناشطون صورا من يخوت في البحر، قالوا إن أحدها مملوك لملك البحرين، مشيرين إلى أن ذلك هو السبب في منع الإبحار.
وروى مواطن يدعى حاتم توفيق تجربته مع شراء يخت، وتخطيطه رفقة أسرته إلى الإبحار في عرض البحر، قبل أن يتفاجأ بالقرار.
وعلق توفيق على القضية بعنوان لمنشوره "إعلان الحرب على سياحة اليخوت في مصر"، ليعلق مواطنون بأن ما تدعيه الحكومة من ترويجها لسياحة اليخوت هي مخططات فاشلة.
وذكر مغردون أن فترة الذروة في الصيف، والتي من المفترض أن تكون كثافة الإبحار بها هي الأعلى في الموسم، يتم منع الإبحار فيها بشكل متكرر نظرا لتواجد أمراء خليجيون بشكل مستمر في هذه الشهور.
وتعد مصر من الدول الرائدة في مجال "سياحة اليخوت"، ولديها خمس موانئ "مارينا" بهذا الخصوص، هي "نعمة في شرم الشيخ، والغردقة، والبحر الأبيض المتوسط، وطابا، وأبو تيج في الجونة".
يشار إلى أن قطاع النقل البحري التابع لوزارة النقل المصرية، أصدر بيانا اليوم الأحد، كاشفا عن اتخاذ إجراءات جديدة بشأن سياحة اليخوت، أبرزها منح السائحين الوافدين مدة إقامة 3 شهور بدلا من شهر واحد.
وأنجزت الوزارة نافذة رقمية لتسوية أمور اليخوت الراسية، إذ بات مالك اليخت يحتاج 30 دقيقة فقط لإصدار موافقة بدلا من 15 إلى 30 يوما كما كان الوضع في السابق.
ويعد أبرز قرار صدر من الوزارة اليوم، أن يتم تحصيل رسوم رسو اليخوت بالدولار الأمريكي بدلا من الجنيه المصري.
يعني البعيد عامل مواني و مارينات بحرية علشان تقفلهم لدواعي أمنية اكتر ما بتفتحهم….اللي بيحصل مثلا في مارينا العلمين مثال: بتفتح يوم و بتقفل عشرة و بدون سابق إنذار و في عز ذروة الموسم و الزحمة!!
قال بيشجعوا سياحة اليخوت قال!!
سياحة اليخوت في مصر إصلاح و تهذيب و خروج عن الملة…
بمناسبة سياحة اليخوت
فرمان صدر فجاة امس بحظر الابحار خارج مارينا مراسي لحين اشعار اخر
تخيل اللي صدق فعلا اننا مهتمين بسياحة اليخوت وجاء باليخت بتاعه وبعدين صحي الصبح وبدون سابق انذار قالوا له معلش ممنوع تطلع علشان عندنا ضيوف ! pic.twitter.com/jVt0fDfG3N
اعتقد الهدف من سياحه اليخوت هو سياحه الاغنياء اللى منهم طبعا ملوك و امراء و اثرياء الخليج .. ف المنع غير منطقى لان دائما حيكون حد منهم موجود .. الصح هو التأمين و ليس المنع ???? https://t.co/PKXAHu6i22
— ????????ghada ???????? (@drghada111) August 5, 2023المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات مصريون اليخوت الإماراتي البحرين مصر السيسي الإمارات البحرين اليخوت سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سیاحة الیخوت
إقرأ أيضاً:
ما تحت الحرب.. أو الوعي المأساوي المستحكم
ما تحت الحرب.. أو الوعي المأساوي المستحكم
د. وجدي كامل
كل الشواهد والمؤشرات المرسلة من مراكز حركتنا الاجتماعية والسياسية والثقافية السودانية وأطرافها ومنذ وقت طويل تدل وتدلل على أن وعياً مأساوياً ما نحمله ويتغذى منا يعيق معرفة التاريخ وما تحت سطوره وعلاقاته المشتبكة ورواياته الخفية.
ولكن ما يزيد على ذلك كون أن ذلك الوعي بات يزداد تشكلا ومع مرور الأيام كوعي عائق لذات عجلات الحياة بتجميدها وتعطيلها وجعلها حياة رتيبة ومتقهقرة تمضي إلى موات ومن ثم إلى حرب بدلا عن المضي أماما والتقدم.
فحياتنا ومنذ قرون تكاد لا تبعث فتوحات حضارية وتطورات جمعية رأسية ونوعية بقدر ما تسجل حزمة من التبعيات المتسلسلة ما قبل الاستقلال وما بعده. بل يمكن وصف أن ما جرى ويجري قد تم على أداءات وتصميمات عقلية واحدة حكمت عملها منظومة من المفاهيم المشتركة غير المؤيدة لتنمية التفكير والعمل المنتج المحسن لجودة الحياة.
وطبقا للمائة عام الأخيرة فإن قيادة أمر المجتمعات وتشكيل ثقافاتها المدنية قد اطلعت به طبقة وسطى من كبار وصغار الأفندية والحرفيين والعسكريين، فكانت ذات سهم في التبعية لتنتج تجارب شتى فشلت في صياغة مشروع وطني مستقر ومتجاوز. فقد اتجهت وطارت طلائع وعي المتعلمين أو الخريجين شمالا إلى مصر ورأوا في تجربتها السياسية والأدبية مثالا يجدر الاقتداء به فأعادوا إنتاجه سودانياً.
ولا ضير أن تتأثر تجارب البلدان بعضها ببعض ولا مندوحة من التأثر الإيجابي ولكن فالطبقة الهشة وباعتبارها الابنة المدللة للدولة المصنوعة كولونياليا كانت قد الفت ورعت التناقضات والثنائيات وربت في عقول ناشطيها نرجسية وغلوا في تزكية الذات والفردانية التي شجعتها نظم المنافسة المدرسية على التفوق الفردي والفوز بالوظيفة الحكومية (الميري) مما أدى إلى فصلهم عن مهام المساهمة أحيانا في بناء الوعي بالواقع الاجتماعي وتعدد نماذجه وتنوعها واعتبار أن كل ما هو خارج المركز الجغرافي هامشا لا قيمة لدراسته وتوقعات تطوره مما حدا ببعض المثقفين ككامل محجوب للدعوة للهجرة الريفية واعتماد صيغة انطلاق الثورة من الأرياف كصيغة من صيغ التمرد وسياقاته على العقلية الثورية الاشتراكية المركزية.
ويمكن وصف أن في عدم تبني المشاريع الوطنية الواقعية وقصور نفاذ التفكير السياسي لمتطلبات التنمية الإدارية والتعليمية (من حيث النوع واتساق المحتوى التعليمي التطبيقي حسب الإقليم والمنطقة) قد أعاق التجربة وضربها في مقتل. فثمة أسئلة تنهض هنا على شاكلة لماذا لم تقم كلية الزراعة بجامعة الخرطوم في الجزيرة مثلا حيث أكبر مشروع اقتصادي بالبلاد آنذاك؟ ولماذا لم تؤسس كلية الجيولوجيا بالنيل الأزرق أو ولاية نهر النيل أو دارفور حيث الثروات المعدنية والموارد الطبيعية المعدنية.
أكثر من ذلك فإن ما سمي بالتعليم الفني كان ما يستحق التوسعة والتوسيع وبناء القدرات في كافة مدن السودان بدلا عن كلية يتيمة تقبع بالعاصمة الخرطوم؟ فالتعليم الذي خطط له وصنعت مخرجاته السياسات التعليمية ثبت انه وفي جملة محتوياته قد دفع بالمتعلم للانفصال عن بيئته بدلا عن الاتصال بها وبأسئلة التطور التطبيقية وخدمة واقع الحياة الاجتماعية على نظم ونماذج دقيقة من التنمية.
فمئات الآلاف من الخريجين ومنذ نشأة التعليم لم تتمكن وحتى الآن من تحويل معارفهم العلمية إلى أسلوب تنموي علمي يمكن بدوره من النهوض بأبنية الوعي للمجتمعات ويؤثر تنمويا عليها. بل إن حقيقة ما حدث هو أن المجتمعات في أريفتها وقعودها ونبذ مؤسساتها الاجتماعية الأهلية التقليدية ولكي تحافظ على نمط العيش وما ترتبط به من مصالح هي من أثرت على سلاسل المتعلمين عبر السنين فجعلت من تعليمهم تعليما مظهريا يشغل الوظائف ويطلب ود التفاخر بالشهادات أكثر من خدمته لقضايا ومشكلات الواقع المعقد. والمتعلم وإن تجلت خدماته وبذلت في حقول مثل التعليم والصحة والهندسة ومجالات أخرى إلا أن كل ذلك جاء بما يشبه المهام الوظيفية الواجبة المقررة بتوفر متواضع لمخرجات التفكير الابتكاري والتفكير التحويلي التطبيقي الداعم لتنمية الواقع المحيط.
غير أن مأساوية الوعي لا تقف هنا بل تذهب إلى عادة الهدم المنظم والمتواتر لإنجازات متواضعة كانوا قد حققوها في الخدمة المدنية وضروب العمل الحكومي والخاص فباتوا يقتاتون مما صنعوه قبلا واعتبروه مجدا وفتوحات خارقة.
وإذا ما كان هناك استثناء من بين كل ذلك فالحياة الشعرية والفنية الموسيقية والغنائية والأدبية وكل متعلقات الإنتاج الأدبي والفني تكاد تصبح هي من أفضل ما قدمه السودانيون خلال المائة عام المنصرمة من داخل منظومة الطبقة الوسطى المركزية مع تطبيقات سياسية متنوعة عبر أحزاب سياسية وعسكرية فشلت إلى الآن في إقامة الحكم الوطني التنموي الديمقراطي المشتغل بفكرة تأسيس ورعاية سياسات النهضة التنموية.
غير أن الأقرب والمباشر الذي يساعد في قراءة الوعي المأساوي يتمثل في ارتباط وعي المتعلم بالفضاء التقليدي الديني والأدبي والمدرسي الذي يخشى في جوهر تراكيبه نقد ما كان والعمل على إعادة تخليقه وبحيث ساهم في الفرجة على الواقع واكتفى بالعمل على هوامش مادته بدلا عن عمله بأفكار التنمية ومهامها العاجلة. وعلى تراكم تأجيل المهام لبناء سياسات وطنية ذكية وضالعة في التنمية وأهدافها تفاقمت المأساة الوجودية للسودان والسودانيين.
ويظل سؤال لماذا حدث ويحدث كل ذلك سؤالا مقلقا لمضاجع العديدين ممن يشتغلون بموضوعات التفكير النقدي ولهم في تفسيره أطروحات وآراء وإن كانت لا تزال تواجه المقاومة الشرسة من حراس فكرة ليس بالإمكان أبدع مما كان.
أقرب التفسيرات الغالبة لما يجري تتصل برعاية وتبني وتأييد وعي مأساوي بالحياة نفسها التي يحسبها العقل الجمعي المتواطئ مع تراثه الصوفي وباعتبار عدائه للتنمية إنها دار خراب وليس عمار وتنمية وأن من يجنح إلى عمار الدنيا يخرب آخرته.
والمفهوم الصوفي هذا للدنيا يجردها من خصائص المكان والزمان والوطن والمواطنة وهو ما أفلحت بنشره قوافل وجحافل المهاجرين من مؤسسي الطرق الصوفية وأودعوا مفاهيمها في العقول فأصبحت التغذية المعلوماتية ومهما بلغت شأواً عظيما من الفائدة التطبيقية والنظرية ليست ذات ترحيب وتزكية من العقل التقليدي الداعي للزهد والتطهر من (أدران) وشروط وعلاقات التطور.
هذا العقل الزاهد المضرب بطبيعة الحال عن الدنيا في جوهرها لا ينفي إعجابه بالتقليد للحداثة ومنتجاتها ولكن على نموذج الحصول على الفائدة دون أدنى مسؤولية من متاعب وشروط صناعتها.
الأجيال الجديدة ليست استثناء من ذلك ولكنها ومن شدة فاقة المهم التاريخ خرجت تبحث عن نفسها بنحو مصادم مع المؤسسة السياسية ولا تزال تزاول تلك المهمة النقدية المقدسة بكلفة الدماء وبذل الأرواح. لم لا؟ فالثقافة والثقافة السياسية هي قاتلة أحلام السودانيين بمؤسسات شتى وبنظم تفكير متشابهة ترى في إدارة الدولة مطلبا للتملك دونه خرط القتاد.
والسياسة بوصفها الراعي الرسمي والحصري في إنتاج الوعي المأساوي تصبح أولى المستهدفات بتغيير ثقافتها وإعادة بناء استراتيجيات سياساتها على نحو يلهم بصناعة واقع حضاري وثقافي مختلف بدلا عن مشاغبة حياة السودانيين وتجريحها بدون حساسية ثقافية ووطنية جعلت من السودان مضربا للمثل في وصف الدولة المريضة والبلد التعيس بإدارة حكامه ومجتمعه السياسي.
الخروج لن يكتب إلا بتغيير العقل العام ومنه السياسي والثقافي والاقتصادي بدمقرطة الوعي أولا وإلغاء خاصية تجاذباته وخصوماته حول حقائق التطور باتباع طريق التفكير العلمي وترك القرار للعقل العلمي السياسي بدلا عن العقل المضاد للعلم ونتائجه التي يعمل وفقها العالم وتؤيدها مجريات التطور.
الأحزاب في ذلك مطالبة بخلق الثورة بداخلها أولا وكذلك المنظمات المدنية وترفيع التفكير والثقافة السياسية المؤيدة للعلم والمؤيدة بدعمه غير المحدود لها.
حتى ذلك ستظل مقارعة الفراغ ودوران طواحين الهواء والتكلس ظواهر غالبة ومانعة لانطلاق عجلة التطور العلمي وترك القرار للعقل العلمي السياسي بدلا عن العقل المضاد للعلم ونتائجه التي يعمل وفقها العالم وتؤيدها مجريات التطور.
12 أكتوبر 2023
الوسومالأفندية الاستقلال الاشتراكية الحرب الحرفيين السودان الطبقة الوسطى العسكريين الوعي المأساوي المستحكم د. وجدي كامل مصر