عودة إلى الحرب الباردة..مخاوف أمريكية من التحالف الروسى الكورى
تاريخ النشر: 25th, June 2024 GMT
تحت عنوان العودة إلى الحرب الباردة سلطت صحيفة الجارديان البريطانية الضوء على زيارة فلاديمير بوتين الرئيس الروسى الذى كرر زيارته إلى بيونغ يانغ بعد ربع قرن من نفس المشهد لتوقيع معاهدة صداقة مع كيم جونغ إيل رئيس كوريا الشمالية التى ساعدت على إحياء علاقات موسكو مع كوريا الشمالية دون إلزام الجانبين بالقدوم لمساعدة بعضهما البعض فى حالة وقوع هجوم عسكرى.
ومع زيارته الأسبوع الماضى، ذهب بوتين فى الواقع إلى أبعد مما حدث فى الماضى حيث توقيع صفقة مع جونغ أون يذكرنا بالاتفاق الأمنى لعام 1961 الذى كان قائماً فى ظل الاتحاد السوفيتى خلال الحرب الباردة. لكن روسيا اليوم منخرطة فى حرب ساخنة فى أوكرانيا جعلها بوتين أولويته فى السياسة الخارجية، وأصبحت كوريا الشمالية النووية شريان حياة حاسم للذخائر لجيشه بحسب الصحيفة البريطانية.
وبحسب محللين يرى الدكتور أدوارد هاول زميل مؤسسة كوريا فى برنامج آسيا والمحيط الهادئ فى تشاتام هاوس، والمحاضر فى جامعة أكسفورد، إنه لم يكن لديه أسلحة نووية، ورغم أن قمة الأسبوع الماضى كانت فى طور الإعداد لسنوات، إلا أنها شكلت نقطة تحول فى علاقة روسيا مع كوريا الشمالية، وهى القمة التى حذر المسئولون الأمريكيون من أنها قد تؤدى إلى زعزعة استقرار عملية التوازن غير المستقرة فى المنطقة.
وأضاف جيمى كوونغ، زميل برنامج السياسة النووية فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى، إن روسيا كتبت مدى استعدادها والتزامها بتعميق وتوسيع تعاونها مع كوريا الشمالية.
وتابع المحللون أن هدف بوتين المباشر هو تطوير شراكة قامت بتسليم ملايين قذائف المدفعية، بالإضافة إلى الصواريخ البالستية، التى كان فى أمس الحاجة إليها لحربه أوكرانيا لكن جذور العلاقة تتعمق أكثر، فقد انضم الزعيمان إلى تحالف متزايد مناهض للغرب ويبدو أنهما غير مقيدين بشكل متزايد بالتهديدات الغربية.
ولفتت الجارديان إلى صورة بوتين – الذى التقى بانتظام بقادة الولايات المتحدة وأوروبا– وهم يسافرون إلى بيونغ يانغ ليحتفل بهم كيم لافتة للنظر. وخلال القمة أعطى بوتين كيم سيارة ليموزين ثانية روسية الصنع من طراز Aurus, وفى رفض رمزى للعقوبات التى يسر الجانبان باستهزائها.
فيما أعرب مسئولو الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسى عن قلقهم بشأن الدعم المحتمل لبرامج كوريا الشمالية الصاروخية والنووية، فى حين قال مسئولون أمريكيون لشبكة إن بى سى نيوز إن روسيا ستوفر أيضاً التكنولوجيا لمساعدة برنامج الغواصات الذرية لكوريا الشمالية.
لكن محللين قالوا إن نطاق الدعم للبرنامج النووى العسكرى لكوريا الشمالية سيظل محدوداً على الأرجح، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن روسيا متوترة بشأن تقاسم التكنولوجيا الحساسة، وأيضاً لأن موسكو كانت تاريخياً غير مرتاحة بشأن الأسلحة الذرية لبيونغ يانغ.
بعض الجوانب الأكثر إثارة للقلق فى الاتفاقية هى أكثر تقليدية وعلى رأسها تجارة الأسلحة المتنامية بين البلدين والتى يمكن أن تشجع كوريا الشمالية وتعقد التخطيط للحرب الغربية فى حالة نشوب صراع مفتوح فى شبه الجزيرة الكورية.
وأوضح أنكيت باندا زميل ستانتون الكبير فى برنامج السياسة النووية فى مؤسسة كارنيجى للسلام الدولي: هناك الكثير الذى لا يزال بإمكان روسيا تقديمه لكوريا الشمالية فى هذه المرحلة، والذى من شأنه أن يحسن بشكل كبير قدرة كوريا الشمالية على إعادة تشكيل رادعها العسكرى التقليدى.
ويعتقد أن الروس لن يكونوا حريصين للغاية على نقل بعض تقنياتهم النووية الأكثر حساسية، لكنهم سيكونون أكثر استعداداً لمساعدة كوريا الشمالية على تحسين قدراتها فى مجال الدفاع الجوى، وتوفير قطع الغيار والصيانة لقواتها الجوية القديمة، والمساعدة فى تحديث قواتها البحرية، بما فى ذلك تكنولوجيا الغواصات النووية. وقال بانديت إن ذلك من شأنه أن يعقد بشكل كبير التخطيط للتحالف بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، والذى سيدعم الأهداف الاستراتيجية الروسية والكورية الشمالية.
وقد أدت الصفقة بالفعل إلى صراع ساخن بين روسيا وكوريا الجنوبية. وأشارت سيول الأسبوع الماضى إلى أنها تستطيع تزويد أوكرانيا بالأسلحة الفتاكة لأول مرة رداً على المعاهدة. وحذر بوتين بدوره من أن هذا سيكون خطأ كبيراً، وأن موسكو رداً على ذلك يمكن أن تتخذ قرارات من غير المرجح أن ترضى القيادة الحالية لكوريا الجنوبية.
وينظر إلى الصفقة أيضاً على أنها صداع للصين, وهو الأمر الذى يقع بين المخاوف بشأن المنافسة على النفوذ فى كوريا الشمالية واحتمال قيام الولايات المتحدة بتقديم دعمها لكوريا الجنوبية نتيجة ذلك. ويعتقد هاول أن شى جين بينغ قد يسعى لعقد قمة مع كيم بحلول نهاية العام.
وكان الاجتماع أيضاً بمثابة نقطة منخفضة جديدة للجهود الدولية الرامية إلى تعزيز منع الانتشار النووى، الذى كان ذات يوم مجالاً نادراً للتعاون بين روسيا والولايات المتحدة.
وحتى فى عام 2017، بعد ضم شبه جزيرة القرم واتهامات التدخل الروسى فى الانتخابات الأمريكية، ظلت الولايات المتحدة تقنع روسيا بقبول التصويت على عقوبات جديدة تقرها الأمم المتحدة ضد كوريا الشمالية.
يرسل الاتفاق إشارة أخرى مفادها أن بوتين على استعداد لوضع حربه العدوانية ضد أوكرانيا فوق كل المصالح الأخرى، بما فى ذلك تعزيز وحماية نظام منع الانتشار النووى، وهو النظام الذى ساعد الاتحاد السوفيتى حقاً فى تأسيسه فى المقام الأول.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عودة إلى الحرب الباردة رئيس كوريا الشمالية موسكو الولایات المتحدة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
مباحثات سورية أمريكية بشأن رفع العقوبات وانتهاكات إسرائيل
سوريا – بحث وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، امس الجمعة، مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو، ملف العقوبات التي رفعتها واشنطن مؤخرا عن دمشق، فضلا عن انتهاكات إسرائيل في سوريا.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين الجانبين، وفق وكالة الأنباء السورية “سانا” بعد أيام من توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرا تنفيذيا بإنهاء العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا.
وقالت الوكالة إن الوزيرين بحثا “العقوبات الأمريكية، وملف الأسلحة الكيميائية، ومكافحة (تنظيم) داعش (الإرهابي)، والانتهاكات الإسرائيلية (في سوريا)”.
واستعرضا “مشاركة الرئيس السوري (أحمد الشرع) في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة (في سبتمبر/أيلول المقبل)”، وشددا على أن “قانون قيصر يقيد قدرة الشركات والمستثمرين على الانخراط اقتصاديا في سوريا”.
ونقلت الوكالة عن الشيباني تطلعه “للعمل مع الولايات المتحدة على رفع العقوبات”، فيما أكد روبيو أن “الإدارة الأمريكية تواصل تنفيذ توجهات الرئيس دونالد ترامب لرفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا”.
في السياق، أكد الوزيران أن تنظيم داعش “ما يزال يشكل تهديدا فعليا، خاصة بعد الهجوم على كنيسة مار إلياس في دمشق” في 22 يونيو الماضي، وأسفر عن 25 قتيلا و63 جريحا.
كما توافقا على “التنسيق المشترك لإنشاء لجنة خاصة بملف الأسلحة الكيميائية تشارك فيها الدولتان”.
الشيباني أعرب عن قلق بلاده “المتزايد إزاء محاولات إيران التدخل في الشأن السوري، وخصوصاً عقب الضربات (الإسرائيلية) التي تعرضت لها طهران مؤخرا (بدأت في 13 يونيو واستمرت 12 يوما)”، وفق الوكالة.
وبشأن الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، أعرب الشيباني عن تطلع دمشق “للتعاون مع الولايات المتحدة للعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك (الموقعة مع إسرائيل) عام 1974”.
وفجر الجمعة، نفذت قوات إسرائيلية إنزالا جويا في منطقة يعفور على بعد 10 كيلومترات جنوب مركز العاصمة السورية دمشق.
كما دخل الجيش الإسرائيلي قرية صيصون في محافظة درعا جنوب سوريا بـ6 آليات عسكرية، وسيّر دورية، وفقا لمصادر محلية.
واستغلت إسرائيل الوضع بعد إسقاط نظام الأسد فاحتلت المنطقة السورية العازلة وتوغلت في محافظتي القنيطرة وريف دمشق، وألغت اتفاقية فض الاشتباك بين الجانبين لعام 1974.
وفي ختام الاتصال، “أعرب روبيو عن رغبة بلاده في إعادة فتح سفارتها في دمشق (أغلقت عام 2012)، موجها دعوة رسمية لنظيره السوري لزيارة واشنطن في أقرب وقت”.
الأناضول