الطوائف المسيحية اختلفت في مظاهر الاحتفال بـ«العذراء».. واتفقت على حبها
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
نالت السيدة العذراء محبة وتقديس المسيحيين بمختلف طوائفهم الكنسية: «أرثوذكس وكاثوليك وإنجيليين»، وعلى مر العصور طوّبتها جميع الأجيال، ورغم اختلاف العقائد اجتمعت جميع الطوائف المسيحية على حبها وتبجيلها لتحقق كلماتها التى وردت بالإنجيل «هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوّبنى»، رغم اختلاف الطوائف المسيحية فى مظاهر الاحتفال والتكريم المخصص للقديسة مريم العذراء.
وقال القس يوساب عزت، مدرس الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية والقانون الكنسى بالمعاهد الدينية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن العذراء مريم هى صاحبة المقام الأول فى صفوف القديسين، فقد اختارها الله دون نساء العالم أن تكون أماً للمسيح فأرسل لها رئيس الملائكة جبرائيل أعظم شخصية سماوية تليق بمكانة العذراء أمام الله ليبشرها بمشتهى الأمم كلها، فكانت إجابة العذراء مريم على بشارة الملاك تدل على الفكر والحياة الروحية التى كانت تحياها.. «كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً» (لوقا ١).
وكرّمتها الكنيسة وأدخلتها فى طقوس عبادتها وصارت جزءاً فى صميم الليتورجية الكنسية كالثيؤطوكيات والألحان الخاصة بها فى التسبحة، بل والأكثر تميزاً لها بأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خصصت شهراً خاصاً بها وهو شهر كيهك ويسمى بالشهر المريمى، وفى صلوات الأجبية تخصص لها القطعة الثالثة فى كل السواعى لطلب شفاعتها.
كانت العذراء بتولاً، عابدة مصلية، حكيمة، فاقت فى جمالها الروحى والنفسى والشكلى، وكانت القديسة فى فكر الله وفى تدبيره منذ البدء، ففى الخلاص الذى وعد به آدم وحواء قال لهما «إن نسل المرأة يسحق رأس الحية» (تك 15:3)، هذه المرأة هى العذراء ونسلها هو المسيح الذى سحق رأس الحية.
وقال الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية للكنيسة الكاثوليكية فى مصر، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن العذراء لها تكريم خاص فى كل الطوائف والكنائس، ليس فقط الكنيسة الكاثوليكية، لكن الكنيسة الكاثوليكية إكراماً لها تخصص شهراً لها يسمى الشهر المريمى، وهو شهر كامل تقام فيه الصلوات لطلب شفاعتها. كما تخصص الكنيسة الكاثوليكية فترة 15 يوماً لصوم العذراء خلال شهر أغسطس؛ حيث يبدأ الصوم من بداية الشهر وحتى 15 أغسطس وينتهى بعيد صعود العذراء بالجسد والنفس إلى السماء.
وتذكر الكنيسة الكاثوليكية فى صلواتها أن للسيدة مريم العذراء مكانة أرفع من الشاروبيم والسيرافيم وجميع الطغمات السمائية، وتعد أكثر الأعياد لدى الكاثوليك للاحتفاء بالسيدة العذراء مريم، فكل القديسين تحتفل بعيد ميلادهم ونياحتهم، ولكن للعذراء مريم ثمانية أعياد، بالإضافة إلى الصوم الذى يتخلله الصلوات والمديح.
وخصصت لها الكنيسة الكاثوليكية صلاة المسبحة الوردية فى كنيستها، تتألف من خمسة عشر بيتاً يتأمل خمسة منها فى الفرح وخمسة فى الحزن وخمسة فى المجد، وقد أضاف البابا يوحنا بولس الثانى عام 2002 خمسة أسرار جديدة تتأمل فى النور.
«الإنجيلية»: نموذج فى تحمُّل الألموترى الطائفة الإنجيلية السيدة العذراء أنها الفتاة المُنعَم عليها بحسب كلام الإنجيل، ويقول القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر: «إن إيماننا وتقديرنا للعذراء نابع مما ورد بالكتاب المقدس بتقديرها وإجلالها؛ حيث أعطى الكتاب المقدس السيدة العذراء مكانة متميزة، خاصة أنها والدة المسيح، فقد قالت العذراء بنفسها: جميع الأجيال تطوبنى، وكذلك الكنيسة الإنجيلية تطوب العذراء مريم، فقد عاشت حياة نموذجاً فى الطهارة والنقاء والقداسة والتقوى».
وأوضح «فكرى» أن السيدة العذراء اجتازت ظروفاً صعبة، فكانت نموذجاً فى تحمُّل الألم وعدم التذمر، وكل هذه الصفات ذكرها الكتاب المقدس عن السيدة العذراء، والإنجيليون يؤمنون بالإنجيل ويؤمنون بكل ما جاء فيه عن العذراء مريم.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مريم الکنیسة الکاثولیکیة السیدة العذراء العذراء مریم
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مظاهر احتفالات عيد الأضحى عبر العصور
أكدت الدكتورة ولاء محمد، المحاضر الدولي وأستاذ التاريخ الإسلامي، أن مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى لم تتغير جوهرياً منذ دخول الإسلام مصر، مشيرة إلى أن الطقوس الدينية والاجتماعية ظلت متوارثة ومتجذرة بين المصريين عبر التاريخ.
وأوضحت وقالت خلال لقائها مع الإعلامية رشا مجدي، والإعلامية عبيدة أمير، في برنامج «صباح البلد» المذاع على قناة «صدى البلد»، إن عيد الأضحى يمثل روحانية خاصة تتجسد في أداء فريضة الحج أو التضحية، إضافة إلى صيام التسعة أيام الأولى من ذي الحجة، وهي ممارسة يمنحها الله سبحانه وتعالى في ميزان الحسنات.
وقالت إن المصري بطبيعته محب للبهجة والاحتفال، وأن هذا التقليد العريق يعود إلى عصور مصر القديمة، حيث كان لديهم 54 عيداً في عهد تحتمس الثالث، ثم ارتفع العدد إلى 60 عيداً في عهد رمسيس الثاني، مما يعكس حب المصريين للاحتفال وتكثيف الأعياد.
وأشارت إلى أن العادات والتقاليد المرتبطة بعيد الأضحى ما زالت متواصلة، ومن أشهرها تناول "الرقاق" وهو نوع من المخبوزات يعود تاريخه إلى العصور الفرعونية، حيث اشتهر المصري القديم بصناعة أكثر من 100 نوع خبز، وهو ما تؤكده القطع الأثرية في المتحف الزراعي.
وأضافت أن المطبخ المصري في عيد الأضحى يحمل أيضاً أصولاً قديمة مثل "الفتة" التي يعود أصل اسمها إلى "الفتات" أو الخبز المقطع، ويتم تحضيرها بأنواع مختلفة في بلاد العالم الإسلامي، حيث تختلف مكوناتها حسب القدرة على تقديم اللحم.