نالت السيدة العذراء محبة وتقديس المسيحيين بمختلف طوائفهم الكنسية: «أرثوذكس وكاثوليك وإنجيليين»، وعلى مر العصور طوّبتها جميع الأجيال، ورغم اختلاف العقائد اجتمعت جميع الطوائف المسيحية على حبها وتبجيلها لتحقق كلماتها التى وردت بالإنجيل «هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوّبنى»، رغم اختلاف الطوائف المسيحية فى مظاهر الاحتفال والتكريم المخصص للقديسة مريم العذراء.

«الأرثوذكسية»: صاحبة مقام فى صفوف القديسين

وقال القس يوساب عزت، مدرس الكتاب المقدس بالكلية الإكليريكية والقانون الكنسى بالمعاهد الدينية بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن العذراء مريم هى صاحبة المقام الأول فى صفوف القديسين، فقد اختارها الله دون نساء العالم أن تكون أماً للمسيح فأرسل لها رئيس الملائكة جبرائيل أعظم شخصية سماوية تليق بمكانة العذراء أمام الله ليبشرها بمشتهى الأمم كلها، فكانت إجابة العذراء مريم على بشارة الملاك تدل على الفكر والحياة الروحية التى كانت تحياها.. «كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً» (لوقا ١).

وكرّمتها الكنيسة وأدخلتها فى طقوس عبادتها وصارت جزءاً فى صميم الليتورجية الكنسية كالثيؤطوكيات والألحان الخاصة بها فى التسبحة، بل والأكثر تميزاً لها بأن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خصصت شهراً خاصاً بها وهو شهر كيهك ويسمى بالشهر المريمى، وفى صلوات الأجبية تخصص لها القطعة الثالثة فى كل السواعى لطلب شفاعتها.

كانت العذراء بتولاً، عابدة مصلية، حكيمة، فاقت فى جمالها الروحى والنفسى والشكلى، وكانت القديسة فى فكر الله وفى تدبيره منذ البدء، ففى الخلاص الذى وعد به آدم وحواء قال لهما «إن نسل المرأة يسحق رأس الحية» (تك 15:3)، هذه المرأة هى العذراء ونسلها هو المسيح الذى سحق رأس الحية.

وقال الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية للكنيسة الكاثوليكية فى مصر، فى تصريحات لـ«الوطن»، إن العذراء لها تكريم خاص فى كل الطوائف والكنائس، ليس فقط الكنيسة الكاثوليكية، لكن الكنيسة الكاثوليكية إكراماً لها تخصص شهراً لها يسمى الشهر المريمى، وهو شهر كامل تقام فيه الصلوات لطلب شفاعتها. كما تخصص الكنيسة الكاثوليكية فترة 15 يوماً لصوم العذراء خلال شهر أغسطس؛ حيث يبدأ الصوم من بداية الشهر وحتى 15 أغسطس وينتهى بعيد صعود العذراء بالجسد والنفس إلى السماء.

وتذكر الكنيسة الكاثوليكية فى صلواتها أن للسيدة مريم العذراء مكانة أرفع من الشاروبيم والسيرافيم وجميع الطغمات السمائية، وتعد أكثر الأعياد لدى الكاثوليك للاحتفاء بالسيدة العذراء مريم، فكل القديسين تحتفل بعيد ميلادهم ونياحتهم، ولكن للعذراء مريم ثمانية أعياد، بالإضافة إلى الصوم الذى يتخلله الصلوات والمديح.

وخصصت لها الكنيسة الكاثوليكية صلاة المسبحة الوردية فى كنيستها، تتألف من خمسة عشر بيتاً يتأمل خمسة منها فى الفرح وخمسة فى الحزن وخمسة فى المجد، وقد أضاف البابا يوحنا بولس الثانى عام 2002 خمسة أسرار جديدة تتأمل فى النور.

«الإنجيلية»: نموذج فى تحمُّل الألم

وترى الطائفة الإنجيلية السيدة العذراء أنها الفتاة المُنعَم عليها بحسب كلام الإنجيل، ويقول القس رفعت فكرى، رئيس مجلس الحوار والعلاقات المسكونية بالكنيسة الإنجيلية المشيخية بمصر: «إن إيماننا وتقديرنا للعذراء نابع مما ورد بالكتاب المقدس بتقديرها وإجلالها؛ حيث أعطى الكتاب المقدس السيدة العذراء مكانة متميزة، خاصة أنها والدة المسيح، فقد قالت العذراء بنفسها: جميع الأجيال تطوبنى، وكذلك الكنيسة الإنجيلية تطوب العذراء مريم، فقد عاشت حياة نموذجاً فى الطهارة والنقاء والقداسة والتقوى».

وأوضح «فكرى» أن السيدة العذراء اجتازت ظروفاً صعبة، فكانت نموذجاً فى تحمُّل الألم وعدم التذمر، وكل هذه الصفات ذكرها الكتاب المقدس عن السيدة العذراء، والإنجيليون يؤمنون بالإنجيل ويؤمنون بكل ما جاء فيه عن العذراء مريم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مريم الکنیسة الکاثولیکیة السیدة العذراء العذراء مریم

إقرأ أيضاً:

بالأبيض والأسود.. مريم الجندي تخطف الأنظار في جلسة تصوير.. شاهد

شاركت الفنانة الشابة مريم الجندي جمهورها ومتابعيها أحدث جلسة تصوير خضعت لها،حيث ظهرت بإطلالة أنيقة بالأبيض والأسود خطفت أنظار جمهورها ومحبيها.

اقرأ أيضًا:مريم الجندي: أتمنى أن يرى الجمهور “مريم” كإنسانة مش كاملة.. خاص

 

ونشرت مريم الجندي مجموعة من الصور عبر حسابها على تطبيق إنستجرام، نالت إعجاب وتفاعل عدد كبير من المتابعين، كما علق عدد من الفنانين على الصور، من بينهم ملك زاهر وهنادي مهنا، اللتان أبدتا إعجابهما بإطلالتها اللافتة.

وجاءت جلسة التصوير بطابع بسيط وأنيق، أبرز ملامحها الطبيعية وجمالها الهادئ، في إطار حرصها الدائم على مشاركة جمهورها بلقطات من أحدث ظهور لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

مريم الجندي مريم الجندي مريم الجندي 

وكانت قد أعربت الفنانة مريم الجندي عن سعادتها بالمشاركة في حكاية “فلاش باك”، ضمن مسلسل ما تراه، ليس كما يبدو، مؤكدة أن العمل يحمل طابعًا إنسانيًا خاصًا ويعكس كثيرًا من تفاصيل الحياة اليومية.

وفي حوار خاص لـ”الوفد”، تحدثت مريم عن كواليس اختيارها للعمل، وكيفية تحضيرها لشخصية “مريم”، وتجربتها مع الفنان أحمد خالد صالح، ورؤيتها لاختلاف الدراما القصيرة عن المطولة.

في البداية.. كيف جاء ترشيحك للمشاركة في حكاية “فلاش باك”؟

جاء الترشيح من خلال المخرج جمال خزيم، الذي كنت أتمنى التعاون معه منذ فترة، وعندما عرض علي المشروع وقرأت فكرته وعنوانه، شعرت فورًا أن العمل مختلف للغاية، مجرد اسم ما تراه ليس كما يبدو كان كافيًا ليشدني، لأنني مؤمنة جدًا بهذه الجملة وأراها انعكاسًا حقيقيًا لحياتنا اليومية، إذ لا شيء يبدو دائمًا على حقيقته، كانت تلك أول إشارة بالنسبة لي أن هذا العمل يستحق المشاركة.

ما الذي جذبك في شخصية “مريم” تحديدًا؟

شخصية “مريم” شديدة الثراء ومليئة بالتناقضات، فهي راقصة ورسامة وزوجة في الوقت نفسه، تجمع بين الرقة والشغف والقوة والانكسار، وتحمل حالة من الاضطراب الداخلي الممزوج بالجمال، التحدي الأكبر كان في كيفية التعبير بجسدها كراقصة، وفي الوقت ذاته تجسيد حساسيتها كفنانة تشكيلية، بينما تخوض حياة عاطفية مليئة بالتعقيدات.

مشهد واحد في النص كان كافيًا لإقناعي بقبول الدور، إذ شعرت أنه سيفتح أمامي آفاقًا جديدة أكتشفها في داخلي، كممثلة وكإنسانة.

كيف استعددتي للشخصية؟ وهل خضعتِ لتدريبات خاصة؟

بالتأكيد كانت أول خطوة أن أفهم عالم “مريم”: من هي؟ ما الذي يحركها؟ لماذا ترقص؟ ولماذا ترسم؟ فكل تفصيلة لها دافع وسبب.

عملت مع مدربة حركة لضبط لغة الجسد، لأن الرقص في الحكاية ليس مجرد أداء جسدي، بل تعبير داخلي عن الفرح أو الألم أو الحيرة.

كما قضيت وقتًا مع رسامين لأفهم علاقتهم بالألوان واللوحات وكيفية تفريغ المشاعر على الورق أو القماش. “

مريم” تتحدث إلى نفسها من خلال رسوماتها، وكان عليّ أن أصل إلى هذه الحالة بصدق.


يجمعك العمل لأول مرة بالفنان أحمد خالد صالح.. كيف تصفين هذه التجربة؟

أنا سعيدة جدًا بالعمل مع أحمد خالد صالح، فهو ممثل موهوب وملتزم ويحترم المهنة إلى أقصى درجة، خلال التصوير شعرت بالطمأنينة في وجوده، وكنا نتبادل الأفكار ونشتغل على المشاهد معًا ونبحث عن تفاصيل تضيف لها، كانت بيننا مشاهد مؤثرة للغاية، ووجوده أمامي ساعدني على إخراج أفضل ما لدي.

كما يمتلك أحمد طاقة فنية خاصة تجعل الممثل الذي أمامه يتفاعل بشكل أعمق، وأنا ممتنة أن أول تعاون بيننا جاء في عمل بهذه الحساسية.


المسلسل قائم على فكرة الحكايات القصيرة.. كيف ترين هذه التجربة مقارنة بالدراما المطولة؟

الدراما القصيرة تجربة مختلفة تمامًا، وهي ملائمة جدًا لإيقاع الزمن الذي نعيشه، الجمهور الآن لديه استعداد لمتابعة أعمال مكثفة ومدروسة أكثر من متابعة 30 حلقة متكررة، 
هذا النوع من الدراما يتطلب تركيزًا عاليًا، حيث لا مجال للحشو، وكل مشهد له ضرورة وكل تفصيلة تخدم بناء الحبكة، وهذا يحمل الممثلين مسؤولية أكبر، لأن الوقت أقل بينما المطلوب أكثر.

أما “فلاش باك” فقد كانت تجربة ثرية جدًا، اعتمدت على السرد غير الخطي، وعلى مشاعر تتراكم بهدوء ثم تنفجر فجأة، عملنا طويلًا على البناء الدرامي لإيصال هذا الإحساس للمشاهد.

كيف كانت أجواء التصوير؟.. وهل واجهتم تحديات؟

كانت من أفضل أماكن التصوير التي عملت فيها من حيث الروح، الشركة المنتجة وفرت كل ما نحتاجه سواء على مستوى الإمكانيات التقنية أو الدعم المعنوي.

كنا نعمل بروح الفريق، دون أن نسمع كلمة “لا يمكن”.

أما التحدي الأكبر فكان ضيق الوقت، فكل حكاية تتكون من خمس حلقات فقط، وكان علينا إنجازها بشكل مكثف دون فقدان الجودة، لكن بفضل التنسيق الجيد تجاوزنا هذا التحدي.

ما رأيك في تنوع الحكايات داخل المسلسل؟ وهل شعرتي بالمنافسة؟

أرى أن التنوع داخل العمل ثري للغاية، فوجود سبع حكايات بفِرق مختلفة يخلق تنوعًا بصريًا ودراميًا كبيرًا، ويمنح المشاهد فرصة للتنقل بين عوالم متعددة دون أن يشعر بالملل.

لم أشعر بالمنافسة مطلقًا، فكل حكاية مستقلة بذاتها، وكل فريق يقدم ما لديه، شخصيًا، أنا متحمسة لمشاهدة باقي الحكايات وكأنها أعمال منفصلة.


أخيرًا.. ما الذي تتمنينه من الجمهور بعد عرض الحكاية؟

أتمنى أن يروا شخصية “مريم” كما رأيتها أنا، إنسانة غير كاملة لكنها تحاول. تحب، وتخطئ، وتتألم.

إذا شعر المشاهد بها أو وجد نفسه في تفاصيلها، فسأعتبر أنني نجحت كممثلة.

كما أتمنى أن تظل فكرة المسلسل معهم، وهي أن ما نراه على السطح ليس دائمًا الحقيقة، فالحياة مليئة بالطبقات، وقلوب الناس تحمل حكايات لا تبدو واضحة دائمًا.

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يمنع في الضفة الغربية أي مظاهر للاحتفال بالإفراج عن الأسرى
  • الطائفة الإنجيلية: قمة شرم الشيخ تجسّد الدور المصري التاريخي في دعم جهود السلام
  • رئيس الطائفة الإنجيلية: مصر تؤكد ريادتها في ترسيخ السلام من خلال “قمة شرم الشيخ”
  • الاحتلال يقتحم منزل أسير ويعتدي على شقيقه في كفر عقب
  • بالأبيض والأسود.. مريم الجندي تخطف الأنظار في جلسة تصوير.. شاهد
  • مريم الجندي تلفت الأنظار بأحدث جلسة تصوير
  • السيدة عون تبحث مع GIZ تعزيز دور المرأة ومكافحة العنف في لبنان
  • اجتماع اللجنة الفنية المعاونة للجنة مكافحة الإدمان| صور
  • الكنيسة الكاثوليكية بمصر تهنئ أعضاء مجلس الشيوخ المنتخبين والمُعيّنين
  • لمناسبة تقديس المطران إغناطيوس مالويان.. هذا ما أعلنته البطريركية الأرمنية الكاثوليكية