أسواق المعادن تحت الضغط.. الذهب والفضة عند مستويات قياسية
تاريخ النشر: 13th, October 2025 GMT
شهدت أسعار المعادن الثمينة، وخاصة الذهب والفضة، ارتفاعات غير مسبوقة في الأسواق العالمية، مدفوعةً بعدة عوامل أبرزها التوترات التجارية المستمرة بين الولايات المتحدة والصين، إضافة إلى المخاوف من فرض رسوم جمركية أميركية على المعادن الثمينة، مما دفع إلى ارتفاع الأسعار بشكل حاد.
ووصلت أونصة الذهب إلى 4,060 دولاراً، مسجلة بذلك مستوى تاريخياً جديداً، وذلك بعد أن حققت مكاسب متواصلة للأسبوع الثامن على التوالي.
الفضة تحقق مكاسب كبيرة وسط ضغط قصير
شهدت أسعار الفضة ارتفاعاً كبيراً أيضاً، حيث قفزت إلى نحو 51 دولاراً للأونصة. وقد أسهم نقص السيولة في لندن، بالتزامن مع القلق من تأثير الرسوم الجمركية المحتملة على المعادن الثمينة، في دفع أسعار الفضة نحو مستويات قياسية. في هذا السياق، يواجه سوق الفضة ضغوطاً غير مسبوقة، مع تزايد الضغط القصير التاريخي، الذي يعني ارتفاع السعر نتيجة لذعر البائعين على المكشوف.
أسعار المعادن الأخرى: البلاتين والبلاديوم
كذلك شهد البلاتين والبلاديوم زيادة كبيرة، حيث ارتفع سعر البلاتين إلى 1,630 دولاراً للأونصة، بينما قفز سعر البلاديوم إلى 1,445 دولاراً للأونصة.
هذه الزيادات مدفوعة بالقلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على إمدادات المعادن الثمينة، بالإضافة إلى تحركات الأسواق الجيوسياسية.
وتستمر البنوك المركزية في شراء كميات كبيرة من الذهب، وهو ما يعزز ارتفاع أسعاره. وقد لوحظ أن حيازات الصناديق المتداولة في البورصات أيضاً ارتفعت بشكل ملحوظ. إضافة إلى ذلك، أدى استمرار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين إلى توجيه المزيد من الاستثمارات نحو المعادن الثمينة، الأمر الذي دفع بالأسعار للارتفاع أكثر.
في الوقت الذي كانت فيه التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تخف قليلاً، إلا أن التصريحات الأخيرة من كلا الجانبين حول الرسوم الجمركية كانت كفيلة بإعادة القلق إلى الأسواق، ترمب الذي كان قد أعلن عن نية فرض رسوم إضافية على السلع الصينية، أبدى في الأيام الأخيرة لهجة أكثر تصالحية، ما قد يخفف من بعض الضغوط، لكن الأسواق تبقى في حالة ترقب دائم لأي تطور جديد.
أسعار المعادن الآن:
الذهب الفوري: ارتفع بنسبة 1.1% إلى 4,060.01 دولاراً للأونصة.
الفضة: قفزت بنسبة 0.7% لتتجاوز 50 دولاراً للأونصة.
البلاتين: تداول عند 1,630 دولاراً للأونصة.
البلاديوم: وصل إلى 1,445 دولاراً للأونصة.
ومن المتوقع أن تظل أسواق المعادن الثمينة تحت الضغط بسبب التوترات الجيوسياسية والتجارية المستمرة، مما يدعم استمرارية الطلب على الذهب والفضة كملاذات آمنة. في حال استمرار النزاعات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، قد نشهد مزيداً من الارتفاعات في أسعار هذه المعادن، ما يجعلها محط أنظار المستثمرين في الأوقات القادمة.
آخر تحديث: 13 أكتوبر 2025 - 11:57المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أسعار الذهب أسعار الذهب والنفط أسعار الفضة الاقتصاد العالمي الذهب الذهب 2026 الذهب قرب أعلى مستوى على الإطلاق الذهب والنفط فرض رسوم جمركية المعادن الثمینة
إقرأ أيضاً:
وقف إطلاق النار في غزة يُربك أسواق الذهب.. هل حان وقت البيع أم الشراء؟
أثار إعلان اتفاق وقف إطلاق النار على غزة، تفاعلا واسعا، لم يقتصر على الأوساط السياسية والإنسانية، بل امتد إلى الأسواق المالية، وعلى رأسها سوق الذهب العالمي، الذي شهد تغيرات ملحوظة؛ وسط تساؤلات ملحّة من المستثمرين والأفراد على حد سواء: هل حان وقت بيع الذهب؟ أم ما زال الشراء هو الخيار الأذكى؟
الذهب.. مؤشر الحروب وأداة الحذر
لطالما ارتبط أداء الذهب بالتوترات الجيوسياسية، حيث يُنظر إليه تاريخيا على أنه "الملاذ الآمن" الذي يلجأ إليه المستثمرون في أوقات الأزمات والحروب. وفي ظل الحرب الأخيرة على كامل قطاع غزة المحاصر، قفزت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية، متجاوزة حاجز الـ4000 دولار للأوقية للمرة الأولى، مدفوعة بمخاوف من اتساع رقعة النزاع في الشرق الأوسط.
لكن مع إعلان اتفاق المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، والذي يتضمن خطة لانسحاب الاحتلال الإسرائيلي الكامل من غزة ومسارا نحو إدارة فلسطينية؛ قد بدأ الذهب بالفعل يفقد بعضا من وهجه الفوري، عقب أن هدأت المخاوف الجيوسياسية نسبيا.
تراجع طفيف.. لكن ليس مفاجئا
انخفضت أسعار الذهب في التعاملات الآسيوية بنسبة 0.1 في المئة لتسجل 4039.34 دولارا للأوقية، فيما تراجعت العقود الآجلة لشهر ديسمبر بنسبة 0.3 في المئة إلى 4056.67 دولارًا للأوقية. ورغم هذا التراجع الطفيف، لا تزال الأسعار قريبة جدا من مستوياتها القياسية، ما يعكس استمرار وجود عوامل داعمة أخرى.
ووفقًا لتحليلات منصة "إنفستنج"، فإن الذهب لا يزال مدعوما بعوامل اقتصادية عالمية، منها:
القلق بشأن الوضع المالي في اليابان.
استمرار إغلاق الحكومة الأمريكية.
الأزمة السياسية المتصاعدة في فرنسا.
نبرة التيسير في سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي.
خبراء: لا داعي للذعر
في ظل هذه التطورات، يرى خبراء الذهب، بحسب عدد من التقارير الإعلامية، المُتفرٍّقة، أنّ ما يحدث في السوق الآن يُعد "تصحيحا مؤقّتا" بفعل عمليات جني الأرباح، وليس تغييرا في الاتجاه العام.
وأشار عدد من الخبراء، بالقول إنّ: "الانخفاض الأخير لا يدعو للقلق، والأسعار قد تعود للارتفاع مع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي عالميا".
ووفقا لبيانات السوق، فقد ارتفع الذهب في العقود الفورية بنسبة 0.8 في المئة ليصل إلى 4007.39 دولارا للأوقية، محقّقا مكاسب أسبوعية بلغت 3.2 في المئة. كما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 1.3 في المئة إلى 4024.40 دولارا للأوقية، وهو ما يعكس استمرار الثقة في المعدن الأصفر، حتى مع تراجع التوترات في غزة.
بين البيع والشراء.. أي قرار؟
مع استقرار الذهب فوق حاجز 4000 دولار، يواجه المستثمرون، ما يوصف بـ"المعضلة التقليدية": هل يبيعون لجني الأرباح، أم يستمرون في الشراء تحسّبا لأي اضطرابات مستقبلية؟ وبين هذا وذاك، ينصح الخبراء باتخاذ موقف "متحفظ وحذر"، خاصة أنّ الأسواق لا تزال تحت تأثير التوقعات الاقتصادية العالمية، وفي مقدمتها توجه الفيدرالي الأمريكي لخفض أسعار الفائدة، والذي يعتبر محفّزا كبيرا لارتفاع أسعار الذهب.
ماذا تفعل الآن؟
إذا كنت مستثمرا طويل الأمد: احتفظ بالذهب، فالاتجاه العام لا يزال صعوديا.
إذا كنت مضاربا قصير الأجل: قد يكون البيع الآن فرصة لجني أرباح سريعة، مع الحذر من ارتدادات.
إذا كنت تفكر في الشراء: التريث قليلا قد يكون خيارا حكيما، إلى حين اتضاح مسار السوق في ظل التهدئة.
إلى ذلك، على الرغم من أن وقف الحرب على غزة قد خفّف من الضغط الجيوسياسي بشكل مؤقّت، فإن الذهب ما زال مدعوما بعوامل اقتصادية عالمية متشابكة. وبالتالي، فإن قرارات البيع أو الشراء لا يجب أن تُبنى فقط على أخبار السياسة، بل أيضا على قراءة دقيقة لحالة الاقتصاد العالمي واتجاهات البنوك المركزية الكبرى.