مقدمة تلفزيون "أم تي في"
المغتربون يتحدون الحربَ النفسية, وأرقام الوافدين عبر المطار في شهر حزيران شبهُ مماثلة للأرقام المسجلة في الفترة نفسِها من العام الماضي. هذا هو واقع الحركة التي من المتوقع أن ترتفع ابتداءً من الرابع من تموز بعيداً عن طبول الحرب التي تُقرع داخل الغرف المغلقة.
وفيما التهويلُ الإسرائيلي مستمر, علمت الـ mtv أن لقاءً سيجمع الموفد الأميركي آموس هوكستين بالموفد الفرنسي جان إيف لودريان الأسبوع المقبل في باريس، علماً أن هوكستين موجود في أوروبا في عطلة عائلية.
في الأثناء, أدلى الفرنسيون بأصواتهم في الدورة الأولى للانتخابات التشريعية وسْط انقساماتٍ وأجواء محمومة.
أما الأميركيون فلا يزالون يلملمون تداعياتِ زلزال المناظرة بين بايدن وترامب. ويؤكد محللون مقربون من إدارة الرئيس الأميركي أن الولايات المتحدة غير مستعدة للدخول في مغامرة عسكرية جديدة بين لبنان واسرائيل على أبواب انتخاباتٍ رئاسيةٍ مصيرية.
مقدمة تلفزيون "أن بي أن"
فرنسا امام اختبار تاريخي في انتخابات تشريعية مفصلية ستقرر مستقبل هذا البلد وربما تصل تداعياتها إلى أوروبا بأكملها في المرحلة المقبلة. والانتخابات المبكرة الجارية منذ الصباح في دورتها الأولى ربما ينتج عنها تشكيل أول حكومة يمينية متطرفة في البلاد منذ الحرب العالمية الثانية. وفي هذه الحال سيكون وصول اليمين المتطرف إلى السلطة بعد أسبوع بمثابة انقلاب حقيقي في المشهد السياسي الفرنسي. وبمقتضى هذا الانقلاب تدخل البلد تعايشا صعبا بين مؤسسة رئاسة الجمهورية وحكومة يقودها (JORDAN BARDELLA) على الأرجح. وكان التعايش الأول في العام 1986 في عهد الرئيس الاشتراكي (فرانسوا ميتران) والثاني في العام 1993 والثالث في العام 1997. واذا ما تم تعيين (بارديلا) رئيسا للوزراء هذه المرة ستكون هذه رابع حال في تاريخ البلاد فهل ستنجح فرنسا في "التعايش" مع هذا "التعايش" ولو بحده الأدنى؟!.
وكما العين على الانتخابات التشريعية الفرنسية اليوم كذلك هي على الانتخابات الرئاسية الإيرانية في دورتها الثانية الجمعة المقبل.
أما الانتخابات الرئاسية الأميركية في تشرين الثاني فتسودها ضبابية حول من سيكون مرشح الديمقراطيين وسط دعوات إلى (جو بايدن) للانسحاب من السباق الرئاسي فهل يفعلها؟!.
في المنطقة سباق بين استمرار التصعيد العدواني الإسرائيلي في غزة ولبنان وبين المساعي الهادفة إلى التهدئة.
في القطاع الفلسطيني اعتداءات متواصلة وخصوصا في الشجاعية ورفح ومواجهات مع المقاومة ادت إلى مقتل جنديين إسرائيليين إضافيين بحسب اعتراف جيش الاحتلال. وعلى خط المساعي الدبلوماسية أفاد موقع (اكسيوس) الإخباري نقلا عن مصادر مطلعة بأن الولايات المتحدة اقترحت صياغة جديدة على أجزاء من الاتفاق المقترح لوقف اطلاق النار والإفراج عن الأسرى لكن إسرائيل رفضت اي تعديلات على الاقتراح الذي اعلنه الرئيس الأميركي في نهاية أيار الماضي. اما حركة حماس فاتهمت واشنطن بالضغط عليها لقبول الشروط الإسرائيلية مؤكدة انه لم يحرز اي تقدم في المحادثات. وبحسب ما نقلت وسائل اعلام عبرية عن مصادر مطلعة على المحادثات فإن الأيام المقبلة مصيرية في ما يتعلق بصفقة التبادل. وتقول صحف إسرائيلية إن تقديرات تل أبيب أن الانتقال للمرحلة (ج) في غزة قد يمهد الطريق امام الصفقة ويمنع حربا مع لبنان.
وفي الجانب اللبناني استمرت الأصداء الإيجابية لحضور الدولة في الجنوب وتحديدا من خلال الجولات التي قام بها رئيس الحكومة ووزيرا التربية والصحة في يوم واحد بالمنطقة. وقد حملت هذه الجولات رسائل قوية سواء من خلال شمولها مقر قيادة قطاع جنوب الليطاني في الجيش أو مواكبة الامتحانات الرسمية او معاينة بعض المرافق الصحية.
كما كان للكلام الذي اطلقه الرئيس نجيب ميقاتي من صور وقع إيجابي ولاسيما في ما يتعلق بقوله إن كلا من المقاومة والحكومة تقوم بواجبها.
مقدمة تلفزيون "أل بي سي"
تدور صناديق الديموقراطية من أقاصي الأرض إلى أقاصيها: من الولايات المتحدة الاميركية إلى الجمهورية الإسلامية في إيران، واليوم حطت رحالها في فرنسا وعرَّجت على موريتانيا، ونصيب لبنان من هذه الديموقراطية فرنسيون في لبنان ولبنانيون يحملون الجنسية الفرنسية، يُدلون بأصواتهم. صندوقة المناظرات في الولايات المتحدة الاميركية فُتحت قبل نحو مئة وخمسة وعشرين يومًا على صندوقة الانتخابات، ترامب يتقدم وبايدن لا ينسحب.
في إيران الإصلاحيون يتقدمون، لكن الكلمة الفصل في الجولة الثانية.
في فرنسا تتوقع استطلاعات الرأي أن يفوز حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، من دون أغلبية مطلقة.
اللبنانيون يتفرجون على صناديق الديموقراطية لدى " الأم الحنون " من خارج اسوار السفارة الفرنسية .
وفي موريتانيا المنافسة بين الرئيس الحالي محمد وِلد الغزواني، المتقدِّم بنسبة كبيرة، وبين المرشح المناهض للعبودية ، التي ما زالت موجودة في موريتانيا ، بيرام الداه أعبيد .
ومن صناديق الإقتراع إلى صناديق الذخائر والصواريخ والمسيرات، التي ما زالت أصواتها تعلو فوق أصوات المفاوضات، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول اليوم : " "ملتزمون بالقتال حتى تحقيق كامل أهدافنا: القضاء على حماس، إعادة جميع الرهائن، ضمان ألا تمثل غزة تهديدا لإسرائيل مرة أخرى، وإعادة سكاننا في الجنوب والشمال إلى منازلهم بأمان". واضحٌ إلى اليوم أن هذه الأهداف دونها عقبات، اما على الجبهة مع لبنان ، فالتصعيد متواصل .
البداية من الانتخابات الفرنسية التي تبدأ طلائع نتائجها بعد ساعة تقريبًا.
مقدمة تلفزيون "المنار"
أجمع الصهاينة امرهم، وحشدوا خبراتهم، ورفدوا مصانعهم العسكرية بالشيكات المالية المفتوحة والخبرات البشرية والتكنولوجية لتامين علاج من صداع مسيرات حزب الله.
حول هذا لا يطيل المحللون الصهاينة مقالاتهم بل بعضهم يهزأ من وضع كيانهم في الشمال ويسارع للجزم بان لا مفر من الاقرار بصعوبة تحقيق مناعة كاملة من المسيرات التي يحسن حزب الله استخدامها وتمريرها فوق المنصات الدفاعية وصولا الى حيفا مع الهدهد واليوم باتجاه ثكنة راوية في الجولان المحتل للمرة الاولى واصابة هدفها بدقة.
وبحسب صحيفة يديعوت احرونوت فقد اجمع ثلاثة خبراء في سلاح الجو ممن لجأ الجيش الصهيوني الى خبرتهم على ما وصفوها بالمعاناة امام سلاح الجو التابع لحزب الله، اما المدافع الموجهة بالليزر التي يفكر العدو بتطويرها فيكفي مرور سحابة في مقابلها لتكون عمياء امام مسيرات المقاومة وفق قائد سلاح الجو الاسرائيلي السابق اللواء احتياط إيتان بن إلياهو.
ولا يخفي إلياهو وغيره من جنرالات الاحتلال انه في حال تصاعدت الحرب مع حزب الله فان الجيش الإسرائيلي سيكتشف تقنيات أكثر خطورة مما كشف عنه حزب الله الى اليوم.
في غزة، أيام سوداء تمر على جيش العدو الذي دخل في تجربة مرة لمرة جديدة مع حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. الحي الكابوس الذي ارهق الاحتلال في معارك وحروب سابقة لشجاعة مقاومته التاريخية.
تقول اوساط الاحتلال ان الجيش الصهيوني يقدم في الشجاعية نموذجا عما سماها المرحلة الثالثة من الحرب بعد اعلان انتهاء عملية رفح، فاذا كان هذا هو النموذج فلتهيئ تل ابيب مدافن اضافية لقتلى جيشها على يد المقاومين المتراصين الذين يعملون في مجموعات مستقلة وضمن تشكيلات ميدانية ويخوضون عشرات الاشتباكات المتزامنة فوق الارض ومن تحتها بحسب ما اقر ضباط صهاينة للاعلام العبري.
والى اليمن الذي تواصل قواته المسلحة الابتكار في سبيل مساندة غزة كاشفة عن الزورق المسير “الطوفان المدمر” الذي يرفد المواجهة البحرية مع السفن المخالفة لحظر الابحار الى موانئ الاحتلال بسلاح نوعي ويحذر حاملات طائرات العدوان الاميركي والبريطاني مما هو اعظم.
مقدمة تلفزيون "أو تي في"
حول ثلاثة استحقاقات انتخابية مفصلية يدور اهتمام العالم اليوم: الاول، اميركي، حيث دخلت الولايات المتحدة عملياً في السباق الرئاسي، وصار جلُّ التركيز السياسي على المستويات العليا يتمحور حول المنافسة المحتدمة بين جو بايدن ودونالد ترامب، والتي بلغت ذروتها في المناظرة الأولى التي جمعتهما، والتي طرحت أسئلة عدة في الاوساط الديموقراطية والاميركية عامة عن مدى أهلية الرئيس الحالي على مواصلة السباق.
الاستحقاق الثاني، ايراني، حيث أحيل اختيار خلف للرئيس الراحل ابراهيم رئيسي الى دورة ثانية، بعد تقارب النتائج بين المرشحين الاصلاحي والمحافظ، على رغم ان السياسة العامة للبلاد لا تتأثر بتغيير شخص الرئيس أو هويته السياسية المحلية.
أما الاستحقاق الثالث، فتشريعي فرنسي، حيث شارك الفرنسيون اليوم في اختيار برلمان جديد بعد التقدم الملحوظ لليمين في الانتخابات الاوروبية.
لكن، في المقابل، وحدها الانتخابات الرئاسية اللبنانية تبدو غائبة عن سمع اللبنانيين، ولو انها تبقى حاضرة في مساعي الافرقاء الخارجيين، وآخرهم امين سر حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، والتي تلقت صفعة مسيحية بالدرجة الاولى، من خلال عدم تجاوب القوات والكتائب مع الدعوة الى لقاء جامع في بكركي.
وفي الموازاة، جدد رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، من عكار تحديداً اليوم، دعوته الى اللبنانيين للتلاقي لانقاذ بلدهم بانتخاب رئيس، والشروع في الاصلاحات الملحة التي طال انتظارها، والاهم، لخوض معركة الدفاع عن الهوية، التي تتعرض لخطر اكبر من خطر حرب تشنها اسرائيل. وفي الانتظار، يدور لبنان حول ازماته السيادية والاصلاحية والمالية، في انتظار المجهول.
مقدمة تلفزيون "الجديد"
استباحت اسرائيل السيادة اللبنانية على كامل الاراضي ليل امس ومشطت طائراتها المحافظات الهادئة والمتوترة على حد سواء تاركة رعب الصوت لكن, هذا هو أعلى ما في الخيل الاسرائيلي, جدار للصوت, وإحداث هلع بين اللبنانيين, وتحليق للبحلقة وليس لشن العدوان, والبقية لم تأت منذ اشهر تسعة فالقيادات الاسرائيلية بتناقضاتها وحروبها الداخلية باتت كل يوم تجري رسما تشبيهيا لضرب لبنان ثم تترك الفرصة للدبلوماسية.. تقوم بمحاكاة حربية ثم يترآى لها مرفأ حيفا تحت الصواريخ فتتراجع عن مجرد التهديد واليوم بدأت هذه القيادات السياسية والعسكرية بحث المرحلة الثالثة من الحرب على غزة ويناقش رئيس الحكومة الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غالانت مساء التحضير للانتقال الى هذه الجولة من القتال والتي قالت تل ابيب إنها ستكون اقل كثافة اي ضربات على القطعة وفي تفسير زعيم المعارضة يائير لبيد فإن التهدئة في غزة ستؤدي إلى التهدئة في الشمال الاسرائيلي وقال إن إسرائيل بحاجة إلى عامين لتعزيز الجهد السياسي والعسكري. وكلام لبيد هو لسان حال الضباط والجنود الاسرائيليين الذين يعانون عقدة غزة ولا شفاء لهم قبل اعادة التدوير النفسي لكن هذه الاسباب ليست وحدها ما يدفع الى الذهاب نحو الخيارات الدبلوماسية فخرائط الاهداف من بحر كاريش الى حيفا وضعت المنشآت الاسرائيلية بمجمعاتها العسكرية ومخازنها ومطارها وصولا الى مفاعل ديمونة امام شرارة واحدة يمكنها ان ترد اسرائيل الى العصر السفلي الاول. وبدأت وسائل اعلامية اسرائيلية نفسها تنقل عن خبراء اميركيين بان اسرائيل ستتورط في حال وسعت الحرب على لبنان وان الاستخبارات الاميركية بذاتها لا تعرف حجم الرد الصاروخي على اي اعتداء وفي المقابل فان حزب الله لا يستبعد الانخراط في المرحلة الثالثة وان كانت المقاومة عقيدته الثابتة وقال النائب علي فياض للجديد إن خيار الحرب المفتوحة الموسعة بات مستبعدا والانظار اليوم تتجه نحو المرحلة الثالثة في غزة واضاف فياض: نحن في هذه الحرب نساند غزة لكننا ومن منطق ومنهج المقاومة نفتش عن اللحظة المناسبة لاستكمال المعركة مع العدو ويحق لنا قتال الاسرائيلي لو لم تكن هناك غزة وفي الاقتتال السياسي الداخلي هدأت الجبهات وخاض رئيس التيار الوطني الحرب من عكار معركة الدفاع عن الحق ضد اسرائيل وكاد ان يمشي مقاوما على طريق القدس وقال صحيح نعمل لمنع الحرب عن لبنان ولكن هذا لا يعني الاستسلام، وسواء وقعت الحرب أم لا فلبنان سيخرج منها منتصرا ولو بكلفة مرتفعة واسف باسيل لكون بعض الناس يدافعون عن "إسرائيل" ويحملون مسؤولية ما يجري للمقاومة وهو موقف لا بد ان تسري مفاعيله على طريق بعبدا والاستثمار الذي يجريه باسيل في الحرب نحو مرشح بمسافة صفر عن التيار والحروب الرئاسية اضاعت طريقها فيما انغمس اللبنانيون بالسباق الى الاليزيه مع بدء الانتخابات التشريعية الفرنسية والتي لنا منها مرشحان اثنان عن الدائرة العاشرة نخوضها تشريعية ورئاسية في فرنسا, ولا نحتكم في لبنان على اجراء انتخابات بلدية. (الوكالة الوطنية)
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الولایات المتحدة المرحلة الثالثة مقدمة تلفزیون حزب الله فی غزة
إقرأ أيضاً:
من تحت القصف إلى قلب الحقل.. هكذا أنقذت نساء الجنوب الأرض من الموت
حين اشتعلت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب اللبناني، لم تكن مجرد معركة عسكرية عابرة، بل كانت زلزالاً غيّر وجه القرى الجنوبية من أساسها. فجأة، تحوّلت بيوت الطمأنينة إلى أطلال صامتة، أُقفلت الأبواب، توقفت المدارس عن استقبال التلاميذ، وخفتت أصوات الحياة في الطرقات التي باتت خاوية إلا من الغبار والخوف. المزارع التي كانت مصدر رزق وذاكرة للأهالي، صارت هدفًا سهلاً لنيران المدفعية الإسرائيلية وغارات الطائرات، تحترق وتتهدم بلا رحمة. في ظل هذا المشهد القاسي، اضطر كثيرون إلى مغادرة قراهم تحت وطأة القصف والرعب، حاملين في قلوبهم قلقًا على مصير أرضهم وممتلكاتهم. لكن وسط هذه العتمة، برز مشهد آخر، صامت لكنه عميق، تقوده نساء قررن البقاء. نساء لم يغادرن فقط لأن الرحيل مستحيل، بل لأن البقاء كان فعل مقاومة. حملن على عاتقهن مسؤوليات مضاعفة: رعاية الأسرة، حماية البيوت، ومراقبة الحقول من بعيد، كما لو أن وجودهن وحده كفيل بردّ العدوان.
لكن المدهش لم يكن فقط صمودهن في زمن الحرب، بل ما فعلنه بعدها. فمع انقشاع غبار القصف، ومع كل حجر أعيد إلى مكانه، عادت هؤلاء النساء لا إلى منازلهن المهدّمة فقط، بل إلى الأرض نفسها. عدن إلى الزراعة كما يعود القلب إلى النبض، وكأن الحراثة فعل مقاومة، والغرس ردٌّ على الدمار. إنها عودة إلى الجذور، لا فقط لاستعادة الرزق، بل لاستعادة الكرامة والدور، والدوران الطبيعي للحياة في الجنوب. في بلدة عيناتا، جلست أم حسن، وهي سيدة خمسينية، قرب حقل التبغ المجاور لمنزلها، تُعدّ شتلات الموسم الجديد.
تنظر أم حسين إلى الدونومات التي خرّبها القصف الإسرائيلي، وكيف عبثت بها الدبابات.. تستذكر المواسم التي كانت العائلة تنتظرها.. تتذكر بحسرة وبغصة تلك الأيام، وتسترجع معها ذكريات البقاء في منزلها إبان القصف إلى أن أتت الإنذارات النهائية، حيث اضطرت حينها إلى المغادرة، فتقول لـ"لبنان24":" ما غادرت بوقت الحرب. بقيت لحالي بعد ما راحوا الولاد. كنت آخذ المي وأسقي الزرع من ورا البيت... واليوم، رغم إنو الأرض تعبت، أنا رجعت أزرع." تقول إنها في الأيام الأولى بعد وقف القصف، نزلت إلى الأرض، وبدأت بتفقد ما تبقّى من المحصول السابق، ثم شرعت في تنظيف الحقل، وإعادة ترتيب الأقنية والسطول.، فتقول:" حتى لو تعب جسمي، بعرف إنو الأرض إذا ما حسّت بلمسة حدا، بتموت. وأنا ما بدي شي يموت أكتر." تشير أم حسن إلى أنّ عودتها إلى الأرض لم تكن قرارًا اقتصاديًا بحتًا، بل "قرار بالحياة"، وهذا ما قمن به نساء كثيرات أمثال أم حسين، اللواتي عدن إلى الارض لتأكيد رسالة التشبث بالأرض مهما كان الثمن. ففي عدد من القرى الجنوبية، تشهد التعاونيات الزراعية عودة ملحوظة للنساء إلى العمل الميداني. تقول مسؤولة في تعاونية زراعية محلية لـ"لبنان24": "النساء عدن إلى الأرض قبل أن تُمدّ شبكات الكهرباء والمياه. الزراعة كانت أول حركة في القرية بعد الصمت. الأرض التي تأذت بالقصف، كانت تنتظر من يُربّت عليها... وهؤلاء كُنّ النساء."
تشير المعطيات غير الرسمية إلى أنّ نسبة كبيرة من الحقول الصغيرة والمتوسطة أعيد تشغيلها على أيدي النساء، لا سيما تلك التي تعنى بزراعة التبغ، الزعتر، الخضروات، والبقوليات الموسمية. ورغم هذه العودة اللافتة، لا تزال النساء يواجهن تحديات حادة: نقص البذور، ارتفاع كلفة الأسمدة، غياب الدعم الحكومي، وعدم وجود برامج مخصصة لدعم النساء العاملات في الزراعة بعد الحروب.
وسط هذا المشهد التاريخي الذي يؤرخ لنساء جنوبيات عانين لسنوات طوال، نستطيع القول أنّه حين اشتعلت الحرب الإسرائيلية الأخيرة على الجنوب اللبناني، لم تكن مجرد جولة قصف عابرة، بل زلزالًا اجتماعيًا واقتصاديًا ونفسيًا طال قلب المجتمع الريفي في الجنوب، لكن ما لم يظهر في مشهد الخراب ذاك، هو التحوّل الذي أصاب بنية الصمود الشعبية، وخصوصًا في أدوار النساء. فبينما كان ينظر تاريخيًا إلى المرأة الجنوبية كـ"مُساعِدة" في الزراعة أو "ضحية" في زمن الحرب، أظهرت وقائع هذا النزاع بُعدًا آخر: النساء كنّ رأس الحربة في الحفاظ على الأرض والحياة، أولًا عبر الصمود والبقاء، ثم عبر المبادرة في إعادة إحياء الدورة الزراعية.
فمن بقيَ لم يكن فقط يحرس منزله، بل كان يعيد تعريف معنى "الانتماء". لقد تحوّلت العودة إلى الأرض، بعد انقشاع الحرب، إلى فعل سياسي ومجتمعي ضمني: الزراعة لم تكن مجرد حاجة غذائية، بل صرخة ضد التهجير، وضد خنق القرى اقتصاديًا. النساء، كما تثبت الشهادات الميدانية، عدن إلى الحقول قبل أن تعود الخدمات، قبل أن تُرمم البيوت، لأن الأرض كانت المكان الوحيد القادر على استيعاب الألم وتحويله إلى عمل. في هذا السياق، لا يعود دور النساء محصورًا في "النجاة"، بل في إعادة إنتاج المجتمع من جديد. إذ إن الجنوب الذي استهدفه العدوان، لم يُضرب فقط بقنابل عنقودية، بل أيضًا بمحاولات تفريغه من سكانه، من اقتصاده الزراعي، من ذاكرته الجماعية. والنساء، من موقعهن كراعيات للبيت والحقل معًا، تصدّين لهذا الشكل من الإبادة الناعمة. تجربة أم حسين ليست مجرد قصة فردية. إنها مرآة لواقعٍ كامل، حيث النساء أصبحن العنصر الأكثر مرونة وقدرة على المبادرة. ومثلها كثيرات، وجدن في الزراعة بعد الحرب لغة بقاء ومقاومة صامتة، وسط غياب شبه تام لأي استراتيجية رسمية لدعم المناطق المتضررة أو الاستثمار في الأمن الغذائي المحلي.
وفي ظل غياب الدولة، والتضاؤل التدريجي لدور الأحزاب في التنمية، بدا لافتًا أن المبادرة النسائية في استصلاح الأرض عكست قدرة كامنة على التنظيم الذاتي، وعلى إنتاج اقتصاد مصغّر داخل القرى، وإن كان هشًّا. وهو ما يطرح أسئلة مهمة حول دور التعاونيات الزراعية، ومدى الحاجة إلى سياسات عامة تراعي دور النساء في التعافي بعد النزاعات، لا سيما في البيئات الريفية.
في المحصّلة، ما جرى في جنوب لبنان ليس فقط مشهدًا إنسانيًا عنيفًا، بل تجربة اجتماعية وسياسية في كيفية التمسّك بالأرض كهوية وكمصدر رزق. والنساء الجنوبيات لم يعدن إلى الحقول فقط كمزارعات، بل كفاعلات في مقاومة من نوع جديد: مقاومة التهميش، والاقتلاع، والموت البطيء للريف
المصدر: لبنان 24 مواضيع ذات صلة الذكاء الاصطناعي ينقذ شاباً من الموت! Lebanon 24 الذكاء الاصطناعي ينقذ شاباً من الموت!
08/06/2025 10:01:38 08/06/2025 10:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 في قلب الضاحية.. "نسوة" يحرسنَ الإنتخابات! Lebanon 24 في قلب الضاحية.. "نسوة" يحرسنَ الإنتخابات!
08/06/2025 10:01:38 08/06/2025 10:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 جثث "تفحمت".. 20 شهيدا بينهم نساء وأطفال بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة في غزة Lebanon 24 جثث "تفحمت".. 20 شهيدا بينهم نساء وأطفال بقصف إسرائيلي استهدف مدرسة في غزة
08/06/2025 10:01:38 08/06/2025 10:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 "مشروع إستراتيجيّ تحت الأرض".. هكذا علّق الجيش الإسرائيليّ على "غارات جنوب لبنان" Lebanon 24 "مشروع إستراتيجيّ تحت الأرض".. هكذا علّق الجيش الإسرائيليّ على "غارات جنوب لبنان"
08/06/2025 10:01:38 08/06/2025 10:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 تابع قد يعجبك أيضاً
في عيد الأضحى...نتنياهو يشنّ "غارات تلمودية" على الضاحية
Lebanon 24 في عيد الأضحى...نتنياهو يشنّ "غارات تلمودية" على الضاحية
02:00 | 2025-06-08 08/06/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة.. أعمال تزفيت في بيروت
Lebanon 24 بالصورة.. أعمال تزفيت في بيروت
02:51 | 2025-06-08 08/06/2025 02:51:43 Lebanon 24 Lebanon 24 مسعد انتقد التحالفات السياسية الموسمية: لا تقوم على مبادئ
Lebanon 24 مسعد انتقد التحالفات السياسية الموسمية: لا تقوم على مبادئ
02:32 | 2025-06-08 08/06/2025 02:32:10 Lebanon 24 Lebanon 24 عن التلاعب في عينات النفط المستوردة.. هذا ما أوضحته وزارة الطاقة
Lebanon 24 عن التلاعب في عينات النفط المستوردة.. هذا ما أوضحته وزارة الطاقة
02:23 | 2025-06-08 08/06/2025 02:23:39 Lebanon 24 Lebanon 24 هل ستُلغى "ضريبة المحروقات"؟
Lebanon 24 هل ستُلغى "ضريبة المحروقات"؟
02:15 | 2025-06-08 08/06/2025 02:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
مفاجأة بعد "ضربة الضاحية".. إساءة علنية!
Lebanon 24 مفاجأة بعد "ضربة الضاحية".. إساءة علنية!
13:10 | 2025-06-07 07/06/2025 01:10:54 Lebanon 24 Lebanon 24 بالصورة.. الدولار بين 10 آلاف ليرة و 90 ألفاً
Lebanon 24 بالصورة.. الدولار بين 10 آلاف ليرة و 90 ألفاً
15:20 | 2025-06-07 07/06/2025 03:20:45 Lebanon 24 Lebanon 24 صورة نادرة لنصرالله في الحج.. معه "قيادي كبير"!
Lebanon 24 صورة نادرة لنصرالله في الحج.. معه "قيادي كبير"!
13:18 | 2025-06-07 07/06/2025 01:18:42 Lebanon 24 Lebanon 24 قانون يشمل هؤلاء فقط ويعيد ملياري دولار... هل سيُسدَّد فرق القروض؟
Lebanon 24 قانون يشمل هؤلاء فقط ويعيد ملياري دولار... هل سيُسدَّد فرق القروض؟
05:00 | 2025-06-07 07/06/2025 05:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 العريس شاب من خارج الوسط الفني.. إعلامية معروفة تتزوج للمرة الثالثة (صور)
Lebanon 24 العريس شاب من خارج الوسط الفني.. إعلامية معروفة تتزوج للمرة الثالثة (صور)
06:20 | 2025-06-07 07/06/2025 06:20:59 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
بولين أبو شقرا - Pauline Abou Chakra أيضاً في لبنان
02:00 | 2025-06-08 في عيد الأضحى...نتنياهو يشنّ "غارات تلمودية" على الضاحية 02:51 | 2025-06-08 بالصورة.. أعمال تزفيت في بيروت 02:32 | 2025-06-08 مسعد انتقد التحالفات السياسية الموسمية: لا تقوم على مبادئ 02:23 | 2025-06-08 عن التلاعب في عينات النفط المستوردة.. هذا ما أوضحته وزارة الطاقة 02:15 | 2025-06-08 هل ستُلغى "ضريبة المحروقات"؟ 01:57 | 2025-06-08 الرئيس عون في الذكرى الـ 26 لاغتيال القضاة الأربعة في صيدا :لا شيء يمكن أن يُرهب القضاء فيديو بعد "فضيحة" طلاقه.. أحمد السقا يؤدي مناسك الحج وهذا ما قاله (فيديو)
Lebanon 24 بعد "فضيحة" طلاقه.. أحمد السقا يؤدي مناسك الحج وهذا ما قاله (فيديو)
04:12 | 2025-06-06 08/06/2025 10:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو)
Lebanon 24 "ما بعرف شو حس".. هكذا علّقت فنانة لبنانية على اقتحام أحد المعجبين حفلها واحتضانها أمام زوجته (فيديو)
02:56 | 2025-06-05 08/06/2025 10:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين
Lebanon 24 خلال طقس عاصف.. رافعة تنهي حياة عاملين
01:47 | 2025-06-05 08/06/2025 10:01:38 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24