سودانايل:
2025-08-02@16:02:31 GMT

التنازلات الكبرى لأجل المصالحة والحقيقة (٣)

تاريخ النشر: 1st, July 2024 GMT

عادل محجوب على

[email protected]

•درج الثوار على الأنظمة المستبدة التشدد فى المواقف تجاه من يسمونهم بفلول النظام الساقط ، و تدبيج عنفوان المواقف بالشعر الثورى .
• وكثرت الثورية العربية ضد التصالح واستمر الإستلهام منذ ما قبل حرب البسوس ووصية كليب عندما طعنه جساس لأخيه الزير سالم بأن لا تصالح .


• و أندلق الحض على عدم التصالح بالاجواء العربية ،وإتخذت أبيات عدم التصالح قنابل شرار تقذف فى وجوه الثوار لأجل عدم المساومة .
• مثل ابيات الشاعر المصرى أمل دنقل
:لا تصالح ولو منحوك الذهب
:أترى حين أفقأ عينيك
ثم أثبت جوهرتين مكانهما:هل ترى
أنها اشياء لا تشترى
• وياتى الشاعر الفلسطينى محمود درويش مضمخا لإمتداد حرف الثأر بتراجيديا
لون الدم .
أتنسى ردائي الملطَّخَ بالدماء
تلبس -فوق دمائي- ثيابًا مطرَّزَةً بالقصب؟ إنها الحربُ!قد تثقل القلبَ لكن خلفك عار العرب لا تصالح ولا تتوخَّ الهرب • فهياج الدماء بعواطف العرب تعج به الساحات شعرا ونثرا ، ولنا بالسودان من الدم العربى نصيب عجيب .خاصة عند الحركة الإسلامية التى هى الأكثر تشبثا بالجذور العربية فهياج الدم يترى عندها فى كل الملمات ، تهز به عمم و شالات الشيوخ ، و عصائب لون الدم المربوطة على جباه الشباب فاليعد للدين مجده اوترق منا الدماء أو ترق منهم دماء أو ترق كل الدماء ..
• والتناقض بين من أحياها كانما أحى الناس جميعا ،وزوال الكعبة أهون عند الله من هدر دم امرىء مسلم بغير وجه حق كقيمة إسلامية راسخة ، وممارسات وهتافات الدم هى التى صنعت الواقع الأليم بوطننا العربى المسلم و سوداننا العظيم. حينما لم نعد عدة حسم الحرب معنى ومبنى ،ولم نمتلك شجاعة التصالح .
• والصلح خير كقيمة دينية .
قالَ تَعَالَى: وَالصُّلْحُ خَيْرٌ [النساء:١٢٨](وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم | الآية٦١من سورة الأنفال) و كأرث مجتمعى (البيابا الصلح ندمان ) • و المصالحة الوطنية اهم المخارج الآمنة، التي اعتمدتها دول مثل جنوب إفريقيا وسيراليون ورواندا للخروج من أزماتها الوطنية، ومع ذلك فخيار المصالحة الوطنية لم يكن في أغلب الأحيان وليد قرار سياسي للقيادات فحسب، وإنما وليد ظروف دولية محيطة ، ووليد تداعيات أمنية واقتصادية وسياسية واجتماعية خاصة تمر بها ، وتختلف هذه التداعيات باختلاف عمق الأزمة وباختلاف الظروف الدولية المحيطة .
• وأهم مراحل طرق الخروج الآمن،إبراز وجه الحقيقة المجردة عند تشخيص تجذر الأزمة .وهذا ما حرصنا على تجسيده بصدر مقالاتنا هذه ..
• وهو ما يجب تأكيده من أطراف الأزمة
وذلك عبر إتخاذ الخطوات الآتية:-
اولا / إعتراف الحركة الإسلامية(المؤتمر الوطنى ) باخطائها القاتلة المتمثلة فى أدلجة القوات النظامية وانشاء قوات الدعم السريع ..والعمل بتجرد مع القوى الوطنية الأخرى على إصلاح هذا الأمر .لأن بغيره يستحيل أن يوجد تداول سلمى للسلطة أو فترة انتقالية مستقرة وإنتخابات حرة ونزيهة ومن البداهة المعلومة عدم قبول حزب سياسى له امتدادات عسكرية داخل الممارسة السياسية المدنية الديمقراطية العادلة فى اى دولة متماسكة ومستقرة فى العالم ، ودفن الرؤوس فى الرمال حيال هذا الأمر بظن أن الآخرين لا يروه لا يفيد، وهو تكتيك نعامة بليد ،ولا يليق بمصداقية المسلم السوى. وجل التداعيات السالبة التى تحيق بالوطن هى وليد شرعى لهذا الأمر .
ثانيا / إعتراف الدعم السريع بما تم ارتكابه بواسطة منسوبيه من انتهاكات لحقوق الإنسان ونهب للممتلكات الخاصة والعامة وتأكيده العمل على استردادها لأصحابها ،وضبط المجرمين الذين هربوا من السجون وانضموا إليه وعاثوا فى الارض فسادا ، و ابدا إستعداده للعمل مع القوى الوطنية الأخرى لأجل التسريح و الدمج وفق الأسس العسكرية المعلومة بالقوات النظامية السودانية القومية المهنية المنضبطة .
ثالثا/ على الحركات المسلحة جميعها الموقعة على اتفاقية سلام جوبا وغير الموقعة الخروج من قوقعة الذات والقبيلة والانفتاح على الوطن الكبير والتسريح والاندماج فى القوات النظامية القومية المهنية المحترفة الخالية تماما من الانتماءات الحزبية والنعرات القبلية والجهوية وذلك وفق أسس تعدها كفاءات وطنية مستقلة .
رابعا / الإيقاف الفورى لكل المنصات التى تؤجج خطاب الكراهية والتوجه نحو خطاب موحد يدعو للحقيقة والمصالحة على يكون التلفزيون القومى والمنصات الحكومية راس رمح هذا الأمر عبر كوادر مهنية عالية الكفاءة معلومة الاستقلالية .
خامسا/ على كتل القوى المدنية المختلفة خاصة تقدم و الجذريين والإسلاميين وكل منظمات المجتمع المدنى قبول الآخر فى إطار عقد إجتماعى ملزم يضمن قومية كل مؤسسات الدولة وحرية ونزاهة وديمقراطية العمل المدنى حقيقة مشعة لا إدعاء أجوف .
حينها سيصمت التزييف
و نوقف الدمار والنزيف
و ظل صلحنا الوريف
يزيل جو حربنا المخيف
يعود للديار صحوها الأليف  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

مأزق الوحدة العربية الكبرى

في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.

ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.

إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.

إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».

مقالات مشابهة

  • وزارة الرياضة تعزي في وفاة خالة وليد صادي
  • فيديو مروّع.. مصري يطعن زوجته في المحكمة لرفضها التصالح معه!
  • المصريون ينتفضون في مواجهة التغييب
  • سقطرى.. لجنة المصالحة تمنح شركة أدنوك الإماراتية مهلة حتى الأربعاء لتعديل أسعار النفط والغاز
  • بعد التصالح وسداد المبالغ المالية.. إخلاء سبيل المتهمين في قضية فساد وزارة التموين
  • النائب محمد أبو العينين: مصر دفعت 120 ألف شهيد لأجل فلسطين.. والرئيس السيسي غيّر خطاب ترامب
  • وزير خارجية فرنسا: منظومة توزيع المساعدات في غزة مخزية
  • محافظ سوهاج يناقش الاستعدادات النهائية لانتخابات الشيوخ
  • وزيرة التنمية المحلية ومحافظ مطروح يتفقدان توسعة مدخل الحمام
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى