النائب محمد أبو العينين: مصر دفعت 120 ألف شهيد لأجل فلسطين.. والرئيس السيسي غيّر خطاب ترامب
تاريخ النشر: 1st, August 2025 GMT
استعرض الإعلامي مصطفى بكري، مشاركة النائب محمد أبو العينين، وكيل مجلس النواب، ونائب رئيس حزب مستقبل وطن، في مؤتمر جماهيري حاشد نظمه حزب الجبهة الوطنية بمحافظة الجيزة.
أكد النائب محمد أبو العينين، نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية ووكيل مجلس النواب، خلال كلمته في المؤتمر الجماهيري للحزب بمحافظة الجيزة، أن أبناء الجيزة لهم باع طويل في العمل الوطني وكفاءات مشهود لها، مشيرًا إلى النهضة العمرانية التي تشهدها مصر حاليًا، حيث ارتفعت مساحة المعمور من 6% إلى 14%، وهو ما يمثل قيمة مضافة حقيقية، تؤكد تقدم الدولة المصرية.
أبو العينين استهل كلمته عن القضية الفلسطينية بالتأكيد على أن مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية.. قضية العصر، مضيفا بأن: "مصر موقفها واضح وأقول بمنتهى الصراحة أنها قدمت للقضية الفلسطينية أكثر من ١٢٠ ألف شهيد وعشرات المليارات خسائر مباشرة وغير مباشرة في سبيل القضية ومنها مليار دولار شهريا الآن خسائر قناة السويس.. فضلا عن كونها خاضت حروب كلفتها الكثير".
وانتقل نائب رئيس الجبهة الوطنية في حديثه إلى التحركات الفاعلة التي يقودها الرئيس السيسي لإنهاء العدوان على غزة وكسر المجاعة التي يعاني منها الأشقاء، مشيرا إلى كلمته التاريخية اليوم والتي غيرت من موقف الرئيس الأمريكي ترامب من المجاعة والحرب الدائرة.
وقال "أبو العينين": "ترامب بالأمس قال إن غزة ليس بها مجاعة.. واليوم تحدث الرئيس السيسي وناشد ترامب بضرورة إحلال السلام وإدخال الغذاء وأن يوقف الحرب.. وبعدها بدقائق استمعنا لتصريح ترامب بأن هناك مجاعة وسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وأن السبب في ذلك تتحمله إسرائيل.. وهذا يعكس استجابة عالمية لنداء الرئيس".
وتابع وكيل البرلمان: "فليعرف الجميع ماذا قدمت مصر .. منذ ٧ أكتوبر مصر لم تغلق معبر رفح ولكن إسرائيل هي من دمرت المعبر من الجانب الفلسطيني وأصبح شعب غزة يعاني ولا يجد ماء ولا غذاء ولا دواء". وأضاف: "وجاءت القضية الفلسطينية في مقدمة أحاديث الرئيس السيسي، فمصر هي من سوقت للقضية الفلسطينية ورئيس مصر قالها لن نسمح بتفصية القضية الفلسطينية والتهجير.. مصر هي التي وضعت القضية الفلسطينية في أعين العالم وفي محلها الصحيح وقالت لابد من حل الدولتين".
وأكد أبو العينين على الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، قائلا: "كل بيت في مصر على استعداد يودي أكله وشربه إلى فلسطين.. مصر عرفت دورها وقامت به وترجمته لأفعال لا أقوال وأقول لمن يزايد ماذا قدمتم أنتم للقضية سوى الكذب والتحريف".
وأعرب عن سعادته بدخول المساعدات المصرية لقطاع غزة: "حمدا لله تم فتح المعبر ووعد ترامب بدخول المساعدات وهذا بدور مصر وبرلمانها وإعلامها".
وتحدث أبو العينين عن مصر كميزان للقوة في المنطقة، مشددا على أنه لولا هذه القوة التي تمتلكها مصر لانتهت القضية الفلسطينية ولتم تهجير الفلسطينيين.
ووجه أبو العينين التحية للقوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية الساهرين على أمن مصر ورجال الظل المخابرات المصرية.
ونوه نائب رئيس حزب الجبهة بكلمات الرئيس السيسي التاريخي "خط أحمر" والتي قالها الرئيس بخصوص ليبيا "سيرت خط أحمر وبخصوص غزة "التهجير خط أحمر"، ولم يستطع أحد تجاوزها مختتما: "هذا هو قائدكم.. هذا هو زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصطفى بكري النائب محمد أبو العينين مجلس النواب حزب مستقبل وطن محافظة الجيزة النائب محمد أبو العینین القضیة الفلسطینیة للقضیة الفلسطینیة الرئیس السیسی
إقرأ أيضاً:
من عالم العقارات إلى الدبلوماسية الفظة.. كيف انعكست النزعة الفوقية في هفوات خطاب توم براك؟
أكثر اللحظات دلالة على هذا الأسلوب جاءت خلال ظهوره على منبر القصر الجمهوري في بيروت، حين وصف سلوك الصحافيين بأنه "حيواني".
في الدبلوماسية، لا يقتصر الاهتمام على ما يقال، بل على الكيفية التي يقال بها. فطريقة التعبير، واختيار المفردات، تؤدي دورا أساسيا في كيفية تلقي التصريحات وتفسيرها، ولا سيما عندما تصدر عن مسؤول يتولى أدوارا حساسة.
في هذا السياق، يبرز خطاب توم براك، السفير الأميركي في تركيا، والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى سوريا، بوصفه حالة إشكالية بحد ذاتها. فتصريحاته العلنية، التي تكررت على امتداد الأشهر الماضية، لم تعكس فقط أسلوبا مباشرا، بل كشفت سلسلة هفوات دبلوماسية متراكمة، أظهرت نبرة تفوق واضحة في مقاربته لقضايا سيادية وتاريخية شديدة الحساسية، خصوصا في لبنان.
من عالم الصفقات إلى لغة السياسةدخل براك الحياة العامة من بوابة عالم الأعمال، حيث تُدار العلاقات بمنطق الحسم، وتُقاس النتائج بلغة الربح والخسارة. هذا الانتقال إلى المجال السياسي لم يكن مصحوبا بتحول مماثل في الأدوات اللغوية أو في طريقة النظر إلى الدول والمجتمعات. في كثير من تصريحاته، بدت الأزمات السياسية أقرب إلى ملفات إدارية، والدول إلى كيانات قابلة لإعادة الترتيب، لا إلى مجتمعات لها تاريخ طويل من الصراعات والذاكرة والرمزية.
هذا المنطق انعكس في لغة مباشرة، غالبا ما تجاهلت التعقيدات المحلية، واختزلت المشهد السياسي في عناوين كبرى، من دون مراعاة ما تحمله بعض الكلمات من حساسية تاريخية أو سيادية.
في لبنان، اصطدم هذا الأسلوب بجدار الحساسية القصوى. حين قال براك إن "لبنان يواجه تهديدا وجوديا، وإذا لم يتحرك فقد يعود إلى بلاد الشام"، لم تُقرأ العبارة كتشخيص سياسي مجرد، بل كإعادة إحياء لمفاهيم تاريخية لطالما اعتُبرت تهديدا مباشرا لفكرة الكيان اللبناني واستقلاله. لاحقا، عاد ليذهب أبعد من ذلك، متحدثا في تصريح مستجد عن إمكانية ضم لبنان إلى سوريا، في مقاربة بدت وكأنها تتعامل مع الحدود والسيادة كعناصر قابلة لإعادة الصياغة.
هذا الخطاب، في بلد قام تاريخه الحديث على رفض الاندماج القسري داخل كيانات أوسع، أثار ردود فعل غاضبة، ليس فقط بسبب مضمونه، بل بسبب بساطته المفرطة في التعامل مع مسألة وجودية معقدة.
أكثر اللحظات دلالة على هذا الأسلوب جاءت خلال ظهوره على منبر القصر الجمهوري في بيروت، حين وصف سلوك الصحافيين بأنه "حيواني". لم تكن المسألة هنا مجرد اختيار كلمة غير موفقة، بل لحظة كشفت علاقة ملتبسة مع الإعلام والرأي العام. فبدلا من استخدام اللغة لاحتواء التوتر، تحولت الكلمة إلى عامل استفزاز مباشر، ورسخت صورة دبلوماسي يتحدث من موقع فوقي.
هذه الحادثة تحديدا أصبحت مرجعا دائما في أي نقاش حول خطاب براك، لأنها لخصت، في مشهد واحد، الفجوة بين الدور الدبلوماسي المفترض، واللغة التي اختار استخدامها.
اقتراح فجّضمن سلسلة تصريحاته المثيرة للجدل، برز كلام براك الداعي إلى أن "يرفع الرئيس اللبناني جوزاف عون السماعة ويتصل برئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وننهي المهزلة" بوصفه واحدة من أكثر العبارات استفزازا في السياق اللبناني. هذا التصريح لم يطرح كاقتراح سياسي مدروس، بل جاء بصيغة مباشرة اختزلت علاقة معقدة ومشحونة بالحروب والذاكرة والدم باتصال هاتفي عابر.
في بلد لا تزال فيه العلاقة مع إسرائيل مرتبطة بالصراع والاحتلال والانقسام الداخلي، اعتُبر هذا الكلام تجاهلا كاملا للحساسية السياسية والوطنية المحيطة بالملف، وتجاوزا فجا لموقع الرئاسة اللبنانية ودورها. كما عكس مقاربة تتعامل مع النزاعات كعقبات إجرائية، لا كقضايا سيادية وإنسانية متشابكة، ما عمّق الانطباع بأن خطاب براك ينطلق من منطق الصفقات لا من فهم واقع المنطقة.
لم تقتصر هذه المقاربة على لبنان. فحين قال براك إن "لا يوجد شرق أوسط، بل قبائل وقرى"، قدم توصيفا عاما للمنطقة اختزل فيه بنيتها السياسية والاجتماعية. هذا الكلام، الصادر عن مبعوث مكلف بملفات سوريا ولبنان، أثار نقاشا واسعا حول دلالاته، ولا سيما لجهة ما يعكسه من نظرة تقلل من وزن الدولة الوطنية، وتعيد توصيف المجتمعات من خارج سياقها التاريخي والسياسي.
في منطقة عانت طويلا من تدخلات خارجية استندت إلى مثل هذه السرديات، جاءت هذه العبارة لتغذي شكوكا عميقة حول طبيعة النظرة الأميركية لبعض ملفات الشرق الأوسط.
خارج لبنان، واجه براك انتقادات واسعة بسبب تصريحاته ذات الطابع التاريخي. إشادته بما يعرف بـ"نظام الملل" في الدولة العثمانية، وتقديمه كنموذج ناجح لإدارة التعددية، أثارت اعتراضات رأت في هذا الطرح قراءة انتقائية لتجربة تاريخية معقدة، تجاهلت جوانب القمع والاختلال البنيوي.
كذلك، أثار جدلا حادا بسبب تبنيه لغة قريبة من الرواية التركية الرسمية في ما يتعلق بمجازر عام 1915، وهو ما اعتُبر تقليلا من شأن توصيفها كإبادة جماعية بحق الأرمن. هنا، لم يعد الخلاف سياسيا فقط، بل أخلاقيا وتاريخيا، يتعلق بكيفية مقاربة ذاكرة جماعية ما زالت حية.
ما يجمع بين هذه المواقف، على اختلاف ساحاتها، هو النبرة. خطاب براك اتسم بثبات لغوي لافت، قائم على المباشرة، والتبسيط، والتوصيف من أعلى. هذه النبرة لم تتغير بتغير الموضوع أو المكان، ما جعلها تبدو أقرب إلى قناعة راسخة منها إلى زلات منفصلة.
في الدبلوماسية، حيث تُقاس الكلمات بميزان حساس، تحولت هذه النبرة إلى عبء، وأصبحت التصريحات بحد ذاتها عائقا أمام أي دور وساطي محتمل.
في المحصلة، لا يمكن فصل خطاب توم براك عن المناخ السياسي الذي أتى به إلى الواجهة. فحدّة لغته، ومباشرته الصادمة، واستخفافه بحساسية الكلمات، تعكس أسلوبا قريبا من نهج الرئيس الأميركي دونالد ترامب، القائم على الصراحة الفظة وكسر الأعراف باسم الواقعية.
غير أن ما قد يحقق صدى في السياسة الداخلية أو في عالم الصفقات، يتحول في الدبلوماسية إلى عبء ثقيل، حيث للكلمات تبعات تتجاوز نوايا قائلها. وفي حالة براك، لم تكن المشكلة في غياب الرسائل، بل في طريقة إيصالها، إذ بدا الخطاب امتدادا لأسلوب سياسي يتعمد الصدمة، من دون أن يحسب كلفة اللغة حين تُستخدم في ساحات مشحونة بالتاريخ والسيادة والنزاعات المفتوحة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة