لماذا تفجر الخلاف السعودي الإماراتي؟
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
لماذا تفجر الخلاف السعودي ـ الإماراتي؟
خلاف سعودي إماراتي يتصاعد في العديد من الملفات الإقليمية..
تطالب السعودية كل الشركات التي مقرها دبي بالتحرك إلى الرياض مع نهاية عام 2024، وإلاّ فإنها لن تتعامل معها في العقود المقبلة.
المصالح السعودية الإماراتية تتباين مع إصرار أبوظبي على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، وتفتيت اليمن، وتجاهل الشرعية اليمنية.
أبلغ بن سلمان صحافيين سعوديين أن الإمارات وجهت طعنة في ظهر السعودية، وهدد بأنه قادر على محاصرة الإمارات بنفس الطريقة التي حاصر بها قطر.
الصراع الإماراتي السعودي ربما سبّب تقارب مع تركيا واستقواء كل منهما بها مع صفقات المسيرات التركية التي اشتراها البلدان واستثمارات اقتصادية ضخمة.
شرعية بن سلمان قائمة على رؤية 2030 الاقتصادية، مما يتناقض بالكامل مع مصالح الإمارات الاقتصادية التي ترى نفسها ملاذاً سياحياً واقتصاديا للشركات العالمية.
النزاع امتدّ إلى السودان، حيث أن الرياض أقرب إلى قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، بينما الإمارات الأقرب إلى قائد التمرد وزعيم مليشيات التدخل السريع حميدتي.
* * *
يبدو أن شهر العسل قد انقضى بين السعودية والإمارات، إثر انتفاء ما جمعهم خلال السنوات الماضية، من تنسيق إقليمي كان رأس حربته في حصار قطر والضغط عليها، أو في حرب اليمن، حيث بدت المصالح السعودية الإماراتية تتباين مع إصرار أبوظبي على دعم المجلس الانتقالي الجنوبي، وتفتيت اليمن، وتجاهل شرعية الرئيس منصور هادي والذي يبدو أن السعودية لا تزال تراهن عليه.
بالإضافة إلى عداء الإمارات المزمن مع "حزب الإصلاح" اليمني، وبشكل بنيوي وهو أمرٌ لا تشاطره الرياض بشكل استراتيجي، وإنما عداءها مصلحي تكتيكي بخلاف الإمارات، الذي تنظر إلى عدائها مع التيار الإسلامي كعداء بنيوي وأساسي وجوهري وأشد قسوة وشدة.
إشارات تفجر الخلاف بينهما أتت مما نشرته صحيفة "الوول ستريت جورنال" نقلاً عن صحافيين سعوديين التقوا ولي العهد محمد بن سلمان، والذي أبلغهم بأن الإمارات وجهت طعنة في ظهر السعودية، وهدد بن سلمان بأنه قادر على محاصرة الإمارات بنفس الطريقة التي حاصر بها قطر، وهو الأمر الذي دفع المسؤولين الإماراتيين إلى التخفيف من وقع هذه التصريحات، لكن هذا لم يدفع المسؤولين السعوديين إلى التراجع أو التجاوب مع التهدئة الإماراتية، وهم الذين يرون تصعيداً، إن لم يكن حرباً ضدهم على الساحات السياسية والاقتصادية.
فعلى الصعيد الاقتصادي، وكما لا يخفى فإن شرعية بن سلمان قائمة اليوم على رؤية 2030 الاقتصادية التي طرحها، وهي ما تتناقض بشكل كامل مع المصالح الاقتصادية الإماراتية التي ترى نفسها ملاذاً سياحياً، ووكيلاً للشركات العالمية في المنطقة، لتأتي الرياض اليوم وتطالب كل الشركات التي مقرها دبي بالتحرك إلى الرياض مع نهاية عام 2024.
وإلاّ فإنها لن تتعامل معها في العقود المقبلة، ومعروف حجم العقود الضخمة التي توقعها الرياض مقارنة بحجم العقود الإماراتية مع نفس الشركات، مع إغراء هذه الشركات ببعض التسهيلات.
ولا يخفى أن مثل هذا التحرك السعودي، سيهدد اقتصاد الإمارات القائم بالأصل على التنوع، وعلى أنه اقتصاد خدمات للشركات في المنطقة، ولا يستبعد البعض أن تتصاعد المواجهة في حال حصول انسحاب الشركات العالمية إلى الرياض، بحيث تفرض دبي عقوبات على الطيران السعودي بالهبوط في أراضيها، أو للسفن السعودية بالرسوّ في موانئها.
هذا النزاع امتدّ إلى السودان، حيث من المعروف أن الرياض أقرب إلى الرئاسة السودانية الشرعية ممثلة بالرئيس عبد الفتاح البرهان، بينما الإمارات الأقرب إلى قائد التمرد وزعيم مليشيات التدخل السريع حميدتي، ومحلّ التنافس بينهما هو في حجم الأراضي السودانية التي تستثمر فيهما الدولتان من أجل أمنهما الغذائي، وتحرص السعودية على القيام دور الوسيط بين الطرفين السودانيين، وهو ما لايعجب القيادة الإمارتية التي ترى دعم حميدتي في حربه مع البرهان للنهاية.
التنافس أو الصراع الإماراتي السعودي ربما كان سبباً للتقارب مع تركيا، واستقواء كل واحد منهما بها، لاسيما مع صفقات المسيرات التركية التي اشتراها البلدان، مشفوعاً بحجم استثمارات اقتصادية ضخمة، وهو ما قد يعني أن كلا الطرفين يرغبان في الاستثمار بالإمكانيات والقدرات والمكانة التركية، بعد أن تراجعا في الاعتماد على مصر السيسي التي عوّلوا عليها كثيراً في بداية حصار قطر، ليثبت لاحقاً أنها ليست بالدولة التي يمكن التعويل عليها في ظل حكم السيسي، فكان التوجه تركياً على ما يبدو.
*د. أحمد موفق زيدان كاتب صحفي وإعلامي سوري
المصدر | عربي21المصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السعودية الإمارات خلافات تركيا السودان مصر السيسي حرب اليمن الصراع الإماراتي السعودي حزب الإصلاح بن سلمان
إقرأ أيضاً:
ملك البحرين: القيادة السعودية تبذل جهوداً كبيرة لخدمة الحجاج
البلاد – المنامة
هنأ جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين، أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بمناسبة النجاح الكبير والتنظيم الدقيق والمميز لموسم حج هذا العام 1446هـ.
وأعرب جلالته في برقية بعثها لخادم الحرمين الشريفين عن أخلص تهانيه بالنجاح، الذي تحقق بفضل من المولى- سبحانه تعالى- ثم الجهود الكبيرة والرعاية الكريمة، التي يوليها خادم الحرمين الشريفين- رعاه الله- وحكومته الرشيدة التي وفرت جُلَّ جهودها وطاقاتها على مدار الساعة بتنظيم شعيرة الحج، وإنجاحها وخدمة حجاج بيت الله الحرام والسهر على راحتهم؛ ما أسهم في تأدية مناسك حجهم بكل يسر وسهولة وأمان وطمأنينة في أجواء مفعمة بالسكينة والإيمان.
وأشاد جلالته بما هيأته المملكة العربية السعودية من إمكانات، وما تم استحداثه من خدمات مميزة حديثة ومتطورة في جميع المنافذ والمرافق والمشاعر المقدسة، التي تلبي احتياجات الحجاج، وتعود عليهم بالنفع وتيسير أداء مناسكهم، وهي محل إشادة وثناء وتقدير الجميع.
وسأل جلالة ملك البحرين الله- تبارك وتعالى- أن يتقبل من ضيوف الرحمن حجهم وطاعاتهم، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين، ويمتعه بدوام الصحة، وأن ينعم على المملكة العربية السعودية وشعبها بمزيد من التقدم والازدهار، وأن يعيد هذه المناسبة على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.
كما هنأ صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمملكة البحرين في برقيتين، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء-حفظهما الله- بمناسبة النجاح الكبير والتنظيم الدقيق والمميز لموسم حج هذا العام 1446هـ.