عودة سعودية الى لبنان بمشاريع انمائية
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
كتبت رلى ابراهيم في" النهار": ما فشلت كل المبادرات الداخلية والمساعي في تحقيقه بجمع النواب من كل الأحزاب والطوائف تحت سقف واحد، تمكّن السفير السعودي وليد البخاري من تحقيقه أول من أمس عبر بطاقة دعوة لحضور حفل توقيع مذكرة التعاون المشترك بين مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والهيئة العليا للإغاثة التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا الحكومية.
ثمة أهمية سياسية تتمثل بـ«عودة» السعودية الى لبنان بعد قطيعة دامت 8 سنوات. وهنا يلفت أمران:
أولاً، اختيار المملكة توظيف مساعداتها المالية في مشاريع تشرف عليها الهيئة العليا للإغاثة. وكان هناك إصرار على المرور عبر الدولة اللبنانية والحرص على التعاون مع الحكومة ... لذلك، فإن اختيار المملكة تدشين حفل مذكّرة التعاون في السرايا برعاية ميقاتي يعني أن «تبدلاً جذرياً» يحصل في مركز القرار السعودي تجاه لبنان الرسمي، بالتزامن مع العودة الى سوريا والتفاهم مع إيران، وفق مصادر مطلعة.
ثانياً: كان يمكن للرياض حصر هذا الدعم بمعراب عبر دعم مشاريع في البلدات التي يملك نفوذاً فيها. غير أن لائحة المشاريع الإنمائية التي عرضت على الشاشة والممتدّة من الشمال الى الجنوب تشير الى أن «مركز الملك سلمان» اختار دعم مشاريع تستفيد منها كل الأطراف السياسية. وبدا لافتاً إيلاء اهتمام خاص للمشاريع التي تقدّم بها نواب الطائفة السنّية في الشمال والبقاع وبيروت. وأكثر ما كان لافتاً الدعم الذي خصّصه السعوديون لأحد المراكز الطبية في بلدة عين الزيت (عكار) وهي بلدة علويّة صرف.
في المحصلة، بلغ عدد المشاريع التي تحدث عنها البخاري 28 مشروعاً،
وأتت الحصة الكبرى من الدعم لعكار وطرابلس والمنية والضنية، وأبرزها: صيانة بركة تجمّع المياه في خراج بلدة بقاعصفرين لتأمين المياه الى مزارعي المنطقة حقناً للدماء بين أعالي بشري والضنية، حيث وقع قتلى سابقاً نتيجة خلاف على المياه، إنشاء مبنى لبلدية المنية، تأهيل وصيانة مستودع وأدراج كلية الآداب في طرابلس وترميم مركز الأرشيف المتضرر فيها منذ الحرب الأهلية، تأهيل بعض المهنيات في عكار. وفي البقاع، تضمّنت اللائحة إنشاء قناة ترابية لتصريف مياه الأمطار في مجدل عنجر ومدرسة خاصة لعشائر الفاعور. وفي الجنوب، انحصرت المشاريع الأربعة بمدينة صيدا: تأمين التغذية الكهربائية لمحطات ضخ المياه، تركيب أجهزة إنارة تعمل على الطاقة الشمسية في طرقات صيدا، تحديث أجهزة المعلوماتية في مدارس المقاصد والقيام بأعمال صيانة في معهد صيدا الفني. وحصلت بيروت على حصة كبيرة من المشاريع عبر دعم المؤسسات المحسوبة على الطائفة السنّية كتأهيل مهنيات في الطريق الجديدة وجامعة المقاصد ودار الأيتام وتجهيز مستوصفَي دار الفتوى بالماكينات الطبية. كذلك الأمر في الشوف، حيث تركّز الدعم على المشاريع التابعة للنائب السابق وليد جنبلاط كتجهيز مدارس العرفان بالألواح التفاعلية وشراء معدات طبية لمستشفى عين وزين وترميم معهد شحيم الفني. أما الحصة المتدنّية فكانت للمناطق المسيحية، حيث اقتصر الدعم على 3 مشاريع: تأهيل وإعادة فتح طريق بشري الأرز ،إنجاز طريق عين علق - بيت مسك في المتن الشمالي ،وتأمين الطاقة الشمسية لعيادات دير مار يوحنا الطبية في بلدة الخنشارة في المتن الشمالي.
والواضح من خلال آلية توزّع المشاريع ونوعها أن السعودية تدخل الى لبنان مجدداً على طريقة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
«زايد العليا» تُمكّن أصحاب الهمم بمشاريع تدعم الصناعات الغذائية
أبوظبي: «الخليج»
أكدت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، التزامها الراسخ بتمكين أصحاب الهمم ودمجهم في المجتمع عبر مشاريع ومبادرات نوعية تعزز استقلالهم الاقتصادي، وتوفر لهم فرص عمل مستدامة، حيث خطت المؤسسة خطوات ناجحة خلال السنوات الماضية في مجال رعاية وتأهيل هذه الفئة، ووصلت خدماتها النوعية إلى أكثر من 25,000 مستفيد، بينهم 1,870 طالباً منتظماً في 19 مركزاً وإدارة منتشرة على مستوى أبوظبي.
في إطار جهودها لإدماج أصحاب الهمم في سوق العمل عبر شراكاتها مع القطاعين العام والخاص، تمكنت مؤسسة «زايد العليا» من توفير وظائف ل80 فرداً، وتكريم 24 جهة وشركة خلال المؤتمر العالمي للتأهيل 2024، تقديراً لدعمهم توظيف هذه الفئة، كما مكّنت 200 منتسب في مشاريعها الإنتاجية، والتحق 400 طالب من ذوي الإعاقة الذهنية والتوحد بشهادة الاستعداد للعمل «المستوى الثاني».
في سبتمبر 2023 دشنت المؤسسة معملاً لمنتجات الألبان في مركز القوع للرعاية والتأهيل التابع للمؤسسة بمنطقة العين، وذلك لبناء كيان اقتصادي متميز بمشاركة فعلية من أصحاب الهمم ليكونوا جزءاً من التنمية الاقتصادية بأبوظبي.
ويعد هذا المعمل هو الثاني بعد مصنع إنتاج الأجبان ومشتقاتها، في مركز إنتاج أصحاب الهمم التابع للمؤسسة بمنطقة الباهية، لتواصل خطواتها لتطوير ورش العمل والتأهيل المهني لدعم توجهات الدولة الاقتصادية والتجارية في الأنشطة الاقتصادية ضمن منظومة «صنع في الإمارات»، ويُمثل المعمل نجاحاً لجهود تمكين ودمج منتسبي المؤسسة، واستقطابهم للعمل في هذا المجال وتدريبهم على اكتساب الخبرات والمهارات اللازمة. ويسهم المعمل في تشجيع ريادة الأعمال للمواطنين بدعم أصحاب المزارع والعزب بمنطقة القوع وضواحيها، من خلال تغطية متطلبات الإنتاج اليومي لمنتجات الألبان والأجبان، ويجري تسويق المنتجات عبر أحد منافذ القطاع الخاص بمدينة القوع.
وأكد عبدالله الحميدان، الأمين العام لمؤسسة زايد، في وقت سابق، أن تدشين معمل الألبان ترجمة لرؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة، وضمن سعي المؤسسة لإقامة كيانات اقتصادية في مناطق بعيدة من خلال مراكز الرعاية والتأهيل التابعة لها والمنتشرة على مستوى أبوظبي، كما يأتي ذلك ضمن الجهود المتواصلة للمؤسسة لتعزيز دور أصحاب الهمم وحرصها المستمر على إتاحة الفرص لهم للمشاركة في المجالات الحيوية المختلفة.
يضم معمل منتجات الألبان فريقاً مكوناً من 6 موظفين من أصحاب الهمم تم تدريبهم وفق أحدث معايير تصنيع الألبان والجودة الغذائية، ونجح المصنع في إنتاج 276,420 كيلوغراماً من اللبنة، منذ افتتاحه في سبتمبر 2023، ما يعكس دوره الفاعل في تعزيز الإنتاج المحلي، ويعمل المصنع بالتعاون مع معهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني، لضمان تدريب الكوادر وفق أعلى المعايير، كما تتابع هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية، أنشطة المصنع بزيارات دورية لضمان الامتثال لمعايير السلامة والجودة.
مصنع الأجبان
أما مصنع الأجبان ومشتقاتها، فقد تم إنشاؤه لتلبية متطلبات الإنتاج اليومي وتخزين حليب الماعز لإنتاجه في مرحلة لاحقة، وتسهيل عمليات الإنتاج باستخدام البرمجة المتقدِّمة، حيث يُسهم المشروع في تمكين طلاب التخصصات المهنية في مشاريع تنموية بأبوظبي، وذلك من خلال قيام خمسة طلاب مواطنين بمعهد أبوظبي للتعليم والتدريب المهني من تخصصات مختلفة ومدرب من الكادر التعليمي المنتسبين للمعهد بتنفيذ المشروع.
ولم يكن مشوار التأسيس للمصنع سهلاً، حيث استغرق أكثر من ثلاث سنوات، أول خطوة كانت إنشاء وحدة تصنيع الأجبان في المؤسسة ضمن مشروعات التأهيل المهني والزراعي، من خلال صقل مهارات منتسبي المؤسسة، وتوسعت في مرحلة لاحقة بتوريد المنتجات المصنعة بأنامل أصحاب الهمم إلى عدد من مؤسسات القطاع السياحي بناءً على احتياجاتهم.
ومع تزايد الطلب والثقة المكتسبة وجودة المنتجات، جاءت الخطوة التالية ببدء تلبية الطلبات الخارجية، وتبعها ومع إطلاق منصة «مزارع همم»، تشجيع المواطنين على العمل الحر وإصدار رخصة أبوظبي للمزارع من خلال التسجيل في المنصة لتوريد الألبان للمؤسسة، ومع تنامي الخطوات والرغبة في التوسع تولدت فكرة إنشاء المصنع دعماً للصناعات الوطنية لنفخر بأن يكون هذا المشروع صنع في الإمارات.
أوضحت صبحة الدرعي، مديرة مركز القوع للرعاية، أن معمل الألبان يمثل نموذجاً عملياً لدمج أصحاب الهمم في قطاع الصناعات الغذائية، حيث لا يقتصر دوره على توفير فرص عمل فحسب، بل يسهم أيضاً في تطوير مهارات المنتسبين وتأهيلهم ليكونوا فاعلين في سوق العمل، مشيرة إلى أن المصنع يعمل وفق أحدث معايير الإنتاج والجودة بالتعاون مع الجهات المختصة، لضمان تقديم منتجات محلية بمعايير عالمية، ما يعزز ثقة المستهلكين ويدعم الاقتصاد الوطني.
وأطلقت المؤسسة أيضاً مبادرة «مزارع همم»، والتي تمثل نقلة نوعية في دعم أصحاب الهمم، إذ تتيح لهم فرصة دخول المجال الزراعي والاستفادة من أحدث التقنيات لزيادة الإنتاجية، وتوفر المنصة الإلكترونية للمبادرة إرشادات زراعية متخصصة، ما يمكّن أصحاب المزارع والشركات من تحسين إنتاجهم، وتعزيز استدامتهم الاقتصادية.
وأوضحت صبحة الدرعي، أن المشاريع الإنتاجية التي تطلقها المؤسسة، تمثل خطوة محورية في تحقيق الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية لأصحاب الهمم، حيث توفر لهم بيئة عمل متكاملة تساعدهم على تحقيق الاستقلال المالي وتطوير مهاراتهم العملية.
وسعياً لدمج أصحاب الهمم في القطاع الزراعي، وقّعت المؤسسة اتفاقية شراكة مع شركة سلال، لتدريبهم على أفضل الممارسات الزراعية، بما يسهم في تحقيق الأمن الغذائي الوطني، وتعزيز الاعتماد على الكفاءات المحلية، كما حصل مصنع الأجبان التابع للمؤسسة على شهادة المطابقة من وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة.
وبفضل جهودها المستمرة، تواصل مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم، تحقيق إنجازات متلاحقة تسهم في بناء مجتمع أكثر شمولية يعزز استقلالية ورفاهية هذه الفئة، ما يعكس رؤية دولة الإمارات في توفير بيئة داعمة لهم، تمكنهم من المشاركة الفاعلة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.