عائشة الماجدي: (جرِب إحساس المُقاتل)
تاريخ النشر: 9th, July 2024 GMT
لو جربت ساهرت ليلة كاملة في الخنادق وتحت صوت البنادق وفي الثغور وبتجتهد أن ترى في الظلام الدامس وتصغي بأُذنك التي أرهقها صوت الهاونات والقذائف بإهتمام حذِر لتُفرق بين أصوات حركة المليشيا وأصوات الحشرات وأنت تلبس لون غامق وممنوع الكلام وممنوع الإضاءة وممنوع الحركة والسلاح جاهز ومُعمر للتعامل المباشر مع أي جسم غريب ستعرف ما معنى وقيمة ( الجيش ) وستعرف ما معنى أن هنالك أشخاص مثلك تركوا كل شيء خلفهم من زينة الحياة الدنيا تركوا أسرهم مطاردين بلا هوية وأطفالهم مشردين بلا أب يحتويهم وهم يرابطوا في الفيافي على طول حدود الوطن بالسنين الطويلة من غير كلل ولا ملل ولا إمتنان على أحد وبلا مزايدة أرواحهم في رحم الغيب أخر كلماتهم
( يا والدة أعفي لي ) ووالدته تودعه بحنين وثبات مُهيب أمشي يا عشاي ودعتك الله.
في هذه اللحظات لو كانت هناك ذرة وطنية وإنسانية لعرفتُ أهمية وجود الجيش الوطني والمقاتلين معه …
لو أنك أمضيت شهوراً وسنيناً تنام على الأرض وهوام الأرض تنام معك من غير غطاء أو على ظهر تاتشر تحمل عليه زخائرك وسلاحك وما يسد جُوعك إن وُجد وشرابك وملابسك وجاهزيتك لكل الإحتمالات وأولها الموت ستعرف ما معنى الجيش والقوات المشتركة والمستنفريين ..
لو أنك رأيت العشرات من الشهداء يدفنوا في قبر واحد وبكفن الجيش والمشتركة ينزلونهم في القبر ويدفنوهم زملائهم ورفاق دربهم مع أن لهم أهل وأحباب مثلك لكنهم لم ولن يروا جنائزهم ستعرف ما معنى الجيش والمقاتلين معه ..
لو أنك تواصلت مع والد جندي أو ضابط وأبلغته بأن إبنك أو أخاك إستشهد وأنه ترك معنا بعض الأغراض ( سبحة وموبايل فيه صورة إبنه وأباه) وسنأتي لكم بها إن عدنا ستعرف ما معنى الجيش والقوة المشتركة والمستنفريين معه ..
لو أنك أكلت ( الكوجا ) ووضعتها على ( شوال ملح ) وملحتها بعدس خالي ملح لشهور طويله حتى أصبحت تشم رائحة العدس في كبابي الشاي السادة من غير سكر أو أنك زي ما حدث في حصار المهندسين
( تسعة شهور ) المرابطين فيها كانوا يعتمدوا على كباية ( كركدي مسيخ ) وغيره لم تدخل بطنهم شئ يربطونها بحزام الزخيرة حتى لا يسقطوا جوعاً وتسقط المهندسين وقتها ستعرف ما معنى الجيش والمقاتلين معه …
لو أنك رأيت فدائي وسألته متى أتيت هنا ويجيبك أنه هنا منذ بداية الحرب مع المرتزقة وسألته متى ستعود إلى أهلك؟ ويجيبك بأنه لا يعلم لأن القرار بعد إنتهاء الحرب ستعرف ما معنى الجيش والقوة المشتركة والمستنفريين الذين معهم..
لا تلوموا العملاء والخونة على عدم مساندتهم للجيش والقوة المشتركة والمستنفريين لأنهم لا يعرفوا معنى الوطن والنضال من أجل الوطن والمواطنين هؤلاء يعرفوا محل جيوبهم وإستلام دولارات المنظمات مثلما صرح قياداتهم بذلك ولو عرفوا لما ساندوا مليشيا رمم الجنجويد والمرتزقة ضد الجيش والقوة المشتركة والمستنفريين وشعبهم ولو عرفوا لما وقفوا محايدين في إبادة شعبهم وإغتصاب مليشيا الدعم السريع لإخواتهم وطرد ونهب ممتلكات السودانيين ولو يعرف هؤلاء المحايدين الرخّم في ضياع بلدهم بواسطة مليشيا متحالفة مع أجانب أتوا من شتى الدول لتدمير وطنهم وإبادة أهلهم !..
عليه يبقي عندنا حق الإنتقاد للجيش وأنت واقف معه حق مقبول لكل سوداني على معرفة أن الجيش هو أبونا ونحن جنوده المدنيين نتناقش وننتقد ومن ثم ندعم بعض ونساند بعض ..
لكن أن يأتي محايد وداعم مليشيا الجنجويد وينتقد الجيش بكل بجاحة فهذا لعمري يستحق المشنقة والردع المباشر..
أنت محايد وداعم المليشيا الطبيعي أنه لا يخصك ما يحدث للجيش وشعبه السوداني الأصيل أنت أخترت درب المليشيا فلو تقدر أنتقد الأرزقي حميدتي ومليشيته وأترك الجيش وشعبه في حالهم …
عليه هذا المقال رُبما يكون إحساس الغالبية ومداد مشترك لكُثر مشبعين بفايتمين الوطنية فحاولت أن أُعبر بدلاً عنهم ….
وأخيراً –
( بتنضموا إنتوا فوق الجيش ) …
وكفاية …
عائشة الماجدي
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: لو أنک
إقرأ أيضاً:
مات قبل تنفيذ حكم الإعدام| وفاة المسن قاتل الطالب أحمد البنا.. القصة الكاملة
توفي المتهم بقتل الطالب أحمد البنا المقيد في الصف الأول الثانوي بقرية زاوية بمم التابعة لمركز تلا في محافظة المنوفية داخل محبسه، وذلك قبل ساعات قليلة من التصديق على حكم الإعدام الصادر بحقه، ما أثار حالة من الجدل والدهشة في الأوساط المحلية، خاصة أن القضية كانت قد شغلت الرأي العام منذ لحظة وقوعها في نوفمبر من العام الماضي وحتى صدور حكم الإعدام بحق المتهم في فبراير المنصرم.
إعلان الوفاة في مساجد القريةوأعلنت مساجد قرية زاوية بمم وفاة المسن المتهم البالغ من العمر 74 عامًا، داخل محبسه، وذلك أثناء انتظاره قرار التصديق النهائي على حكم الإعدام، والذي كان من المقرر أن يصدر عقب إحالة أوراقه إلى فضيلة مفتي الجمهورية لإبداء الرأي الشرعي في تنفيذ العقوبة.
وعلى الفور، بدأت أسرته اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لاستلام الجثمان ودفنه في مقابر الأسرة بالقرية، وسط حالة من الترقب والذهول بين الأهالي.
وتعود أحداث الواقعة إلى يوم 25 نوفمبر 2024، حينما تلقّت الأجهزة الأمنية بمحافظة المنوفية بلاغًا من المستشفى المركزي يفيد بوصول طالب في الصف الأول الثانوي يُدعى "أحمد البنا"، 16 عامًا، من عزبة الطوخي التابعة لمركز تلا، جثة هامدة، وذلك بعد تعرضه لطعنة نافذة باستخدام سلاح أبيض.
ووفقًا لشهود العيان، فإن الطالب كان عائدًا من الدرس، وأثناء سيره في الشارع، ألقى السلام على رجل مسن يسكن بالمنطقة، لكن الأخير باغته بطعنة قاتلة في الرقبة دون سبب واضح.
وأشارت التحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية إلى أن الجاني يعاني من اضطرابات نفسية، وأنه برر فعلته بادعاء أن مجموعة من الطلاب كانوا يعاكسونه ويطرقون بابه في وقت سابق، ما أثار غضبه، وحين رأى الطالب يمر من أمام منزله ألقى عليه السلام فظن أنه أحد المتسببين في إزعاجه، فاستل سلاحًا أبيضًا وتبعه، ثم طعنه طعنة قاتلة أودت بحياته على الفور.
غضب شعبي ومطالبات بالقصاصالواقعة أثارت حالة من الغضب الشديد بين أهالي القرية والقرى المجاورة، وخرجت تظاهرات رمزية تطالب بالقصاص العادل لدم الطالب البريء، خاصة أن الضحية لم يكن بينه وبين الجاني أي علاقة أو خصومة سابقة.
وشدد الأهالي على ضرورة الإسراع في محاكمة المتهم حتى يكون عبرة لغيره، كما طالبوا بتوفير الحماية لأبنائهم من مثل هذه الاعتداءات العشوائية غير المبررة.
حكم بالإعدام في جلسة فبرايروبالفعل، نظرت محكمة جنايات شبين الكوم في محافظة المنوفية القضية على وجه السرعة، وبعد عدة جلسات قضت المحكمة في فبراير 2025 بإحالة أوراق المتهم إلى فضيلة مفتي الجمهورية لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه شنقًا، مع تحديد جلسة أخرى للنطق بالحكم النهائي بعد ورود رأي المفتي.
وقد حضرت أسرة المجني عليه كافة جلسات المحاكمة، وأكدت والدته خلال الإدلاء بشهادتها في المحكمة أنها لا تعرف القاتل، وأنه لا توجد بينهم أي خصومة، وأن ما حدث لابنها يعد جريمة بشعة يجب أن ينال مرتكبها الجزاء الرادع.
في السياق ذاته، أكد بعض الأهالي أن المتهم كان معروفًا في القرية بأنه يعاني من اضطرابات نفسية، وكان يمر بحالة من العزلة والانطواء منذ فترة، دون أن يتلقى علاجًا نفسيًا مناسبًا، وهو ما زاد من حالته سوءًا، وربما كان سببًا مباشرًا في ارتكابه هذه الجريمة الغريبة وغير المبررة، خاصة أنه استهدف طالبًا لا يعرفه ولم يسبق أن حدث بينهما أي تواصل.
استعدادات لدفن الجثمانتستعد أسرة المتهم في قرية زاوية بمم حاليًا لاستلام جثمانه ودفنه في مقابر العائلة، حيث يتم تجهيز مراسم الجنازة وسط إجراءات أمنية مشددة.
نهاية مأساوية لقضية صادمةهكذا أسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا المأساوية التي شهدتها محافظة المنوفية مؤخرًا، والتي جمعت بين الغموض والحزن والعدالة المؤجلة، في واقعة حوّلت شارعًا عاديًا في قرية ريفية إلى مسرح جريمة اهتزت لها القلوب، وخيمت بسببها حالة من الحزن والصدمة على القرية بأكملها، وما تزال تداعياتها النفسية تؤثر في قلوب كثير من الأهالي.