كلمة واحدة في القرآن لها 13 معنى.. ما هي؟ (فيديو)
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن من عجائب اللغة في القرآن الكريم أن الكلمة الواحدة قد تحمل معاني متعددة، يصل بعضها إلى أكثر من عشرة استخدامات مختلفة، موضحًا أن هذا التنوع اللغوي المعجز يستدعي التواضع في الفهم، والرجوع إلى أهل العلم قبل التسرع في تفسير النصوص أو إنكار السنة النبوية المطهرة.
وقال عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء "هقول لكم على كلمة ليها 13 معنى مختلف في القرآن الكريم، وهي كلمة اتخذ، وده من العجيب إنك تلاقي كلمة واحدة، ربنا سبحانه وتعالى استخدمها في مواضع كثيرة، وكل موضع بيحمل معنى مختلف تمامًا عن الآخر. وده من دلائل الإعجاز البلاغي في كتاب الله، واللي لازم نكون حذرين جدًا وإحنا بنتعامل معاه".
وأوضح أن كلمة اتخذ في موضع مثل قوله تعالى: "واتخذ الله إبراهيم خليلا" تعني اختار، بينما تأتي في موضع آخر مثل: "ويتخذ منكم شهداء" بمعنى أنعم وأكرم، وفي آيات أخرى جاءت بمعنى صنع كما في: "واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا"، وتارة تعني سلك الطريق كما في: "فاتخذ سبيله في البحر عجبا"، وفي مواضع مختلفة تحمل معنى عدّ أو سمّى مثل قوله: "اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابًا من دون الله".
وتابع الجندي أن الكلمة نفسها تأتي أيضًا بمعنى نسج كما في: "كمثل العنكبوت اتخذت بيتًا"، وفي آية أخرى تعني عبد مثل: "إن الذين اتخذوا العجل سينالهم غضب من ربهم"، ويمكن أن تعني أيضًا وقاية أو حماية، كما في وصف المنافقين: "اتخذوا أيمانهم جُنة"، وكذلك قد تأتي بمعنى بنى مثل: "والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا".
وأضاف أن المعنى يمكن أن يكون توكل واعتماد كما في قوله تعالى: "فاتخذه وكيلاً"، بل وتأتي في موضع آخر بمعنى أنتج أو استخرج كما في قوله تعالى: "تتخذون منه سكرًا ورزقًا حسنًا"، وأيضًا بمعنى اتخذ ساترًا أو ستارًا كما ورد في سورة مريم: "فاتخذت من دونهم حجابًا"، وأخيرًا تأتي بمعنى اعتقد أو ظن كما في قوله: "أم اتخذ عند الرحمن عهدًا".
وشدد على أن من لا يُدرك هذا التنوع في دلالة الكلمات القرآنية لا يحق له أن ينكر السنة، لأن فهم القرآن نفسه يتطلب فهمًا عميقًا للغة، وسياق، وسباق، ولحاق الآيات، وهذا ما لا يمكن أن يتحقق إلا بالتعلم على أيدي العلماء.
وأكد أن التسرع في رفض الأحاديث النبوية بحجة الاكتفاء بالقرآن فقط، يدل على جهل باللغة والدين معًا، لأن من لا يفهم تعدد المعاني في كلمة واحدة داخل القرآن، فكيف يفهم كلام رسول الله ﷺ الذي نزل بنفس لغة الوحي؟
وقال: "باختصار، كل واحد فينا لازم يتواضع في فهمه، ويعرف قدر نفسه، ويتعلم من أهل التخصص، وعلى رأي الإمام الشافعي: كلما ازددت علمًا، زادني علمي بجهلي، فلما تلاقي كلمة واحدة في القرآن ليها 13 معنى، يبقى طبيعي إنك تحتاج للسنة علشان تفهم، بدل ما تظن إنك قادر تفسر وتفتي من نفسك".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: القرآن القران الكريم الشيخ خالد الجندي التنوع اللغوي الجندي
إقرأ أيضاً:
حكم الحجامة والتداوي بها في الشريعة الإسلامية
الحجامة.. تعد الحجامة من وسائل الاستشفاء الموروثة الواردة في السنة النبوية، إلا أن تغيُّر البيئة والزمن مع تنوع الأمراض وتعقدها مع تطور سبل العلاج في عصرنا الحاضر يوجب الرجوع في معرفة نفعها وكيفية ممارستها إلى الأطباء المختصين المؤهلين المرخص لهم فيها من قِبل الجهات الطبية المعتمدة.
مفهوم الحجامة في اللغة والاصطلاح:
والحجامة في اللغة: مأخوذة من الحَجْم؛ وهو: المَصُّ، وتُسَمَّى أيضًا: الفَصْد، وفي الاصطلاح: مص الدم الفاسد وسحبه من الجسم عن طريق الكاسات لتنقيته من الشوائب الرديئة والأخلاط الضارة، وهي مِن الوسائل العلاجية التي عرفتها الحضارات البشرية القديمة؛ كالآشوريين والفراعنة والصينيين والإغريق، حتى ذكر المؤرخون أن الحكيم اليوناني أبقراط الملقب بأبي الطب الحديث كان يستخدمها بشكلَيْها الجافة والرطبة، وذكر صاحب "كشف الظنون" (2/ 1446) أن له كتاب "الفصد والحجامة".
حكم تداوي المريض بالحجامة بعد استشارة الطبيب المختص
والحجامة وإن كانت من الموروثات الطبية التي أجازها الشرع في أصلها، ووردت بها السنة القولية والفعلية عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، إلا أنها من الوسائل الاستشفائية التي تفتقر إلى معرفة مواضع نفعها وضررها؛ فقد جاء في الطب الموروث أنها كما تنفع فقد تضر، وعرَّف العلماءُ السابقون علم الحجامة بأنه: علمٌ يُتعَرَّف به أحوالُ الحجامة، وكيفيةُ شرطها ومَصِّها بالمِحْجَمَة، وأنها في أي موضع من البدن نافعةٌ، وفي أي موضع مُضِرَّةٌ، إلى غير ذلك من الأحوال؛ كما يقول العلامة طاش كبرى زاده في "مفتاح السعادة" (1/ 326، ط. دار الكتب العلمية).
حكم الحجامة والتداوي بها من الأمراض في الشريعة الإسلامية والسنن النبوية
وأمور الاستشفاء ووسائل العلاج مبناها على التجربة والوجود، والأعراض والأمراض تختلف من بيئة إلى بيئة ومن زمن إلى زمن، واختلاف الأدواء يصاحبه اختلاف الأدوية، ولذلك فإنه يشترط فيها أن يقوم بها الشخص المختص المرخص له بالقيام بمثل هذا النوع مِن العلاج، مع ضرورة الالتزام بالتعقيم الكامل للأدوات وتوفير الجو الملائم لإجرائها، ويجب اللجوء في ذلك إلى الأطباء الثقات المختصين وأخذ رأيهم والالتزام بمشورتهم في مدى مواءمة الحجامة لعلاج المرض الذي يشكو منه المريض، وهل تفيده أو لا تفيده.