تصورات نحو برنامج مابعد الحرب: مدخل ضروري (٢-٣)
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
اقترب من الحديث حول تصورات برنامج مابعد الحرب بتجربة طويلة بدأتها في كتابيي "الرؤية الوطنية السودانية" المكون من 950 صفحة للكتابين https://independent.academia.edu/AmrAbbas3. وعالجت فيها كيفية التوصل لرؤية سودانية عبر الاجابة على ثلاث اسئلة اين نحن الان (حتى عام ٢٠١٢) والى اين نريد الذهاب وكيف؟. هذا بالاضافة لكتب حول النهوض بالصحة في السودان وازالة الفقر في السودان (الموقع اعلاه).
من المهم في هذه الفترة ان نكتب عن افكار ملهمة تعطي هذا الشعب ان ينظر للامام رغم الفظائع والفقد والاوجاع والرعب والخوف الذي نشره الجنجويد بلا رحمة في العاصمة وكردفان ودارفور والقتل والاغتصاب والسلب والنهب. وبرغم احلام ظلوط التي تجعل الكيزان لايبالون بما يعانيه الشعب واشعلوا الفتن والتأمر ضد ثورة الشعب والاوصاف المقذعة التي لو تمعنوا فيها لتواروا خجلاً. يحلمون بالعودة للصوصية والفساد الاخلاقي والانحطاط السياسي وتدمير الوطن. هذه محاولة لرسم صورة غد السودان والرافعات التي يجب النظر اليها في مقالات عديدة.
لقد ابرزت الحرب ان اول اولويات التغيير يكمن في وضع لبنات الاسس القانونية، الاخلاقية، والوطنية والمؤسسية للدولة الجديدة. لن تتأسس دولة جديدة الا اذا ازلنا ركام فكر الاسلاموية والمليشاوية ودعاوي المظلومية التاريخية والجغرافية والقبلية وتخلصنا من السلوك المصاحب من اللصوصية والسمسرة واستغلال النفوذ وغياب المحاسبة، وبنينا علاقات جديدة قائمة على حسن ادارة التنوع وسيادة القانون والمؤسسية.
الانتقال من الدولة الفاشية تكون عبر شعارات ثورة ديسمبر من الحرية (في الاعتقاد، التعبير، دولة مدنية ديمقراطية والمساواة في الاصوات وغيرها) والعدالة (تشمل المواطنة والمحاسبة وعدم الافلات من العقاب وضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والمساواة امام القانون وغيرها)، والسلام المجتمعي والوحدة الطوعية وازالة الفقر والفرص المتساوية على المستوى الفردي وفي نهضة وتطور المجموعات السكانية المختلفة وحسن ادارة التنوع وغيرها).
سوف نعالج الموضوع في مقالات متسلسلة تحت العناوين التالية: ١) مقدمات نظرية حول الجيوبوليتيك في خدمة المصالح السودانية؛ ٢) اولويات مابعد الحرب مباشرة واغلبها قضايا لجان التحقيق والاصلاح والجهود التشريعية والتنفيذية ومحاسبة المتسببين بتدمير الوطن من جماعات او دول، قضايا الخدمات العامة والتعويضات؛ ٣) اولويات حكومة سلطة الشعب: الاصلاحات الامنية والاصلاحات الاقتصادية، الموارد الطبيعية – المياه، رؤية زراعية شاملة للسودان، الصناعة في السودان؛ ٤) الشراكات مع دول الجوار لدعم الاستقرار في السودان: الطريق القاري من البحر الاحمر للمحيط الاطلسي، الحزام الأخضر الأفريقي، شراكات الموارد المشتركة مع دول الجوار المكتظة بالسكان (مصر واثيوبيا)
Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
بسمة جميل: برنامج تكافل وكرامة بمثابة طوق نجاة لآلاف الأسر
أكدت بسمة جميل، أمين أمانة التطوير والتخطيط بحزب الشعب الجمهوري بسوهاج، أن مرور عشر سنوات على إطلاق برنامج "تكافل وكرامة" مثّل علامة فارقة في مسار العدالة الاجتماعية بمصر، وشهد على التزام الدولة بتحقيق الحماية والرعاية للفئات الأكثر احتياجا في مختلف ربوع الوطن.
وأشارت جميل، في بيان لها اليوم، إلى أن البرنامج منذ انطلاقه عام 2015، تمكّن من الوصول إلى ملايين الأسر المصرية، حيث شمل حتى اليوم أكثر من 7.7 مليون أسرة على مستوى الجمهورية، من بينهم نسب معتبرة في القرى والمراكز الريفية، وقد ساعد البرنامج بشكل مباشر في تخفيف حدة الفقر، وتحقيق الأمان الاقتصادي والاجتماعي، لا سيما للمرأة المعيلة، وكبار السن، وذوي الإعاقة، والأطفال في سن التعليم.
وشددت أمين أمانة التخطيط والتطوير بحزب الشعب الجمهوري بسوهاج ، على أن الأثر الإيجابي للبرنامج لم يقتصر على الدعم النقدي فقط، بل امتد ليشمل تعزيز التمكين المجتمعي وتحسين مؤشرات التنمية البشرية، من خلال ربط الدعم بشروط الانتظام في التعليم والرعاية الصحية، مما ساهم في خفض معدلات التسرب من التعليم، وزيادة الوعي الصحي لدى الأسر المستفيدة.
وأكدت جميل، أن "تكافل وكرامة" كان بمثابة طوق نجاة لآلاف الأسر التي كانت تعاني من التهميش، وساهم بشكل فعال في دعم الاستقرار الأسري وتحقيق نوع من التوازن المجتمعي، في ظل التحديات الاقتصادية التي شهدتها البلاد خلال السنوات الماضية.
وثمّنت جميل، جهود وزارة التضامن الاجتماعي في تطوير قواعد البيانات وربطها بالتحول الرقمي، وهو ما عزز من كفاءة إيصال الدعم إلى مستحقيه، ومنع حالات التكرار أو تسرب الدعم لغير المؤهلين، داعية إلى توسيع مظلة البرنامج وتطوير مكوناته، بما يسمح بإضافة عناصر للدعم الإنتاجي التدريجي للأسر القادرة على العمل، بما يضمن التحول من الرعاية إلى التمكين، اتساقًا مع رؤية مصر 2030 وأهداف الجمهورية الجديدة.
واختتمت بسمة جميل بيانها، بالتأكيد على أن برنامج "تكافل وكرامة" خلال عشر سنوات، عكس إرادة سياسية حقيقية لصون كرامة المواطن المصري، وإرساء قواعد تنموية عادلة تُعلي من قيمة الإنسان، وتضعه في قلب مسيرة التنمية الوطنية.