سودانايل:
2025-11-05@14:53:01 GMT

تصورات نحو برنامج مابعد الحرب: مدخل ضروري (٢-٣)

تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT

اقترب من الحديث حول تصورات برنامج مابعد الحرب بتجربة طويلة بدأتها في كتابيي "الرؤية الوطنية السودانية" المكون من 950 صفحة للكتابين https://independent.academia.edu/AmrAbbas3. وعالجت فيها كيفية التوصل لرؤية سودانية عبر الاجابة على ثلاث اسئلة اين نحن الان (حتى عام ٢٠١٢) والى اين نريد الذهاب وكيف؟. هذا بالاضافة لكتب حول النهوض بالصحة في السودان وازالة الفقر في السودان (الموقع اعلاه).

ثم عالجت قضية اعتبرها محورية في اشكالاتنا القديمة والمعاصرة وهي عن معالجة التنوع في السودان وكتبت سلسلة من اربع كتب عن "التنوع في السودان" في حوالي 1060 صفحة عام 2019. ثم انهمكت من اكتوبر ٢٠١٨ وحتى اكتوبر ٢٠١٩ منسقاً عاماً للبرنامج الاسعافي. وفي عام ٢٠٢١ منسقاً في وضع البرنامج التنفيذي لحكومة الثورة للجنة المشتركة للمفصولين للصالح العام وتعسفياً من الخدمة العامة.

من المهم في هذه الفترة ان نكتب عن افكار ملهمة تعطي هذا الشعب ان ينظر للامام رغم الفظائع والفقد والاوجاع والرعب والخوف الذي نشره الجنجويد بلا رحمة في العاصمة وكردفان ودارفور والقتل والاغتصاب والسلب والنهب. وبرغم احلام ظلوط التي تجعل الكيزان لايبالون بما يعانيه الشعب واشعلوا الفتن والتأمر ضد ثورة الشعب والاوصاف المقذعة التي لو تمعنوا فيها لتواروا خجلاً. يحلمون بالعودة للصوصية والفساد الاخلاقي والانحطاط السياسي وتدمير الوطن. هذه محاولة لرسم صورة غد السودان والرافعات التي يجب النظر اليها في مقالات عديدة.

لقد ابرزت الحرب ان اول اولويات التغيير يكمن في وضع لبنات الاسس القانونية، الاخلاقية، والوطنية والمؤسسية للدولة الجديدة. لن تتأسس دولة جديدة الا اذا ازلنا ركام فكر الاسلاموية والمليشاوية ودعاوي المظلومية التاريخية والجغرافية والقبلية وتخلصنا من السلوك المصاحب من اللصوصية والسمسرة واستغلال النفوذ وغياب المحاسبة، وبنينا علاقات جديدة قائمة على حسن ادارة التنوع وسيادة القانون والمؤسسية.

الانتقال من الدولة الفاشية تكون عبر شعارات ثورة ديسمبر من الحرية (في الاعتقاد، التعبير، دولة مدنية ديمقراطية والمساواة في الاصوات وغيرها) والعدالة (تشمل المواطنة والمحاسبة وعدم الافلات من العقاب وضمان الحقوق السياسية والاقتصادية والمساواة امام القانون وغيرها)، والسلام المجتمعي والوحدة الطوعية وازالة الفقر والفرص المتساوية على المستوى الفردي وفي نهضة وتطور المجموعات السكانية المختلفة وحسن ادارة التنوع وغيرها).

سوف نعالج الموضوع في مقالات متسلسلة تحت العناوين التالية: ١) مقدمات نظرية حول الجيوبوليتيك في خدمة المصالح السودانية؛ ٢) اولويات مابعد الحرب مباشرة واغلبها قضايا لجان التحقيق والاصلاح والجهود التشريعية والتنفيذية ومحاسبة المتسببين بتدمير الوطن من جماعات او دول، قضايا الخدمات العامة والتعويضات؛ ٣) اولويات حكومة سلطة الشعب: الاصلاحات الامنية والاصلاحات الاقتصادية، الموارد الطبيعية – المياه، رؤية زراعية شاملة للسودان، الصناعة في السودان؛ ٤) الشراكات مع دول الجوار لدعم الاستقرار في السودان: الطريق القاري من البحر الاحمر للمحيط الاطلسي، الحزام الأخضر الأفريقي، شراكات الموارد المشتركة مع دول الجوار المكتظة بالسكان (مصر واثيوبيا)

Dr. Amr M A Mahgoub
omem99@gmail.com
whatsapp: +249911777842  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان

إقرأ أيضاً:

مأزق بشري في حرب السودان

من البديهات أن التقنين يلاحق الأحداث.. فعندما تتراكم الأحداث والسوابق… يأتي المشرعون ويصيغون القواعد في شكل نصوص محكمة الصياغة.. لتصبح موادا قانونية مرقمة … ومع ذلك يصر أهل القانون على قاعدة لا جريمة بدون نص… منعا للقضاء من التشريع… وتأسيساً على قاعدة الأصل في الأشياء الإباحة.. وإن يفلت مجرم من العقاب خير من أن يُجرم بريء … وبما أن أي فعل مؤذي لابد من أن يُعاقب مرتكبه يلجأ القضاة في حالة عدم وجود المادة القانونية التي تنطبق تماما على الوقائع… للسوابق وأصول الأحكام القضائية وغيرها حتى لا يفلت مجرم من العقاب بقدر الإمكان…

هذة واحدة، أما الثانية فقد حاول أهل القانون الدولي محاصرة الجريمة المتعدية للحدود… وتقليص فكرة السيادة… التي كانت تحتمي بها بعض الجرائم… فطوروا القانون الجنائي الدولي وحددوا جرائم تبيح التدخل الأممي… مثل جريمة الابادة الجماعية.. والجريمة ضد الإنسانية… وجريمة الحرب… وتوسعوا في توسيع مدى هذة الجرائم…. ومع ذلك فإن الحرب السودانية الحالية أفرزت جرائم لا تحتويها الجرائم الثلاثة أعلاه… والإشارة هناك لسوق المعتدين للمحرقة جماعات ووحدانا… ولنأخذ لذلك مثلا بما حدث في الفاشر مؤخراً، فهذة المدينة ظلت محاصرة لمدة 600 يوم وقاربت الهجمات عليها من قبل الدعامة الثلاثمائة هجوم.. وفي كل هجمة تزهق فيها أرواح العشرات وأحيانا المئات من المهاجمين… الذين لا بواكي لهم… فمعظمهم… مغامرين مأجورين… أو باحثين عن الغنائم… وبعضهم مغيب العقل… وبعضهم بدافع عنصري… يهجمون ويموتون دون أن يسأل عنهم سائل… لأن معظمهم قد قبض ثمن حياته مقدما.. قد يكون استلمها مباشرة أو قد يكون استلمها السمسار الذي أتى به …. لذلك يستخدمون في التكتيكات الحربية… كتفجير الألغام… أو استنزاف الخصم أو حتى إرهاقه…

لنا أن نتخيل عدد الذين ماتوا في الفاشر قبل سقوطها من قبل المهاجمين… وقبل ذلك حدث نفس الشيء في سلاح المدرعات وفي جهات أخرى… دون شك هذة جريمة مكتملة الأركان.. َولكن للأسف لا تدخل في جرائم الحرب المتعدية الثلاثة المشار إليها أعلاه… لأنه ليس هناك نصاً ينص عليها…. فالجرائم المعرفة الآن كلها محصورة في المعتدى عليهم…. جربمة المعتدي على من يستخدمهم في العدوان لم تتبلور بعد.. فهذة جريمة حرب تبحث عن نص…

لكن الأخطر أن هؤلاء المستخدمين لم يُعدوا فاقداً بشرياً لا يسأل عنهم أحد فحسب…. بل إن هؤلاء تمت إعادة صياغتهم وتم القضاء على طبيعتهم الآدمية…. فأصبحوا وحوشا بشرية يتتلذون بالقتل بدم بارد… وهم لا يدرون أن ما يقومون به عمل ممنهج لإثارة الرعب في الآخرين…. فمن يستخدمهم يريد أن ينتصر بالرعب… فهولاء لن تكون لهم حرفة بعد الآن إلا العدوان بكافة أشكاله وعلى كافة البشر مقاتلين أو مسالمين .. ..فالذي رباهم لابد من أن يواصل حربه تجاه بقية السودان (دا أكان وقف على السودان)… لأن تركهم في حدود دارفور يعني قتل من بقى فيها… وإن لم يجدوا خصما يقتلونه فسوف يقتلون بعضهم البعض.. وقد رأينا شيئا من ذلك في الجزيرة بأم أعيننا… يومها كان قتالا من أجل التغنيم… أي صراع حول الذي تمت (شفشفته)… لكن يبدو الآن أن نزعتهم العدوانية قد تطورت لتصبح القتل من أجل القتل… فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم….

دكتور عبد اللطيف البوني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • شعب السودان الإسطنبولي
  • نائب: مصر تقود مساعي وقف الحرب في غزة وتُثبت التزامها العميق بمساعدة الشعب الفلسطيني
  • عبدالعاطي يرد على حميدتي: مصر تحترم التزاماتها وتضع مصلحة الشعب السوداني أولًا
  • أفورقي: استقرار السودان شرط لأمن المنطقة والتدخلات الخارجية مرفوضة
  • أمير قطر: الشعب الفلسطيني بحاجة لكل دعم ممكن
  • على أي جانبيك تميل؟
  • رسالة ونداء لقادة الجيش حول وقف إطلاق النار الإنساني
  • حزب أردوغان يرفض منح طلاب المدارس وجبات مجانية
  • مأزق بشري في حرب السودان
  • حركة جيش تحرير السودان التحالف السوداني : السودان لن ينكسر ولن يستسلم