صنعاء- لم تعد سرًَّا العلاقة التي تربط أنصار الله الحوثيين باليمن وفصائل المقاومة العراقية، حيث تطورت علاقة الطرفين بشكل لافت تجاوز التنسيق والتشاور المستمر، وانتقل إلى عمليات عسكرية مشتركة في أعقاب اشتعال معركة طوفان الأقصى.

وقد أعلن الناطق العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع في بيانات رسمية عن تنفيذ عمليات عسكرية مشتركة بين "القوات اليمنية" و"المقاومة الإسلامية في العراق" لضرب مواقع حيوية داخل إسرائيل.

ومنذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي تقوم قوات أنصار الله الحوثية باليمن بشن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية ومجنحة على مواقع داخل إيلات، وتخوض حربا ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن، بينما ردت أميركا وبريطانيا منذ يناير/كانون الثاني الماضي بشن ضربات جوية ضد مواقع الحوثيين في اليمن.

بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن تنفيذ عملية عسكرية مشتركة مع المقاومة الإسلامية العراقية بعدد من الطائرات المسيرة استهدفت هدفا حيويا في "أم الرشراش" جنوبي فلسطين المحتلة. 08_07_2024م pic.twitter.com/OD6BtnphQy

— العميد يحيى سريع (@army21ye) July 8, 2024

عمل مشترك

اعتبر العميد عزيز راشد، الضابط بدائرة التوجيه المعنوي، التي تتبع لوزارة الدفاع بصنعاء ويرأسها العميد يحيى سريع الناطق العسكري لأنصار الله الحوثيين، أن العمليات المشتركة بين أنصار الله والمقاومة العراقية تأتي في سياق التنسيق والعمل المشترك لإسناد المقاومة الفلسطينية في غزة ودعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة بشعة.

وأشار العميد راشد أن "عمليات الإسناد المشتركة العراقية واليمنية" يتم تنسيقها عبر غرف العمليات العسكرية، وتتم وفق اختيار الأهداف والزمن المناسبين لوصول الطائرات المسيرة والصواريخ إلى عمق الأهداف الإسرائيلية، نظرا لبعد المسافة، وقال إن "العسكريين يعلمون تفاصيل ودقة هذه العمليات".

وأكد في حديثه للجزيرة نت أنه جرى استهداف عدة مواقع حيوية في مدينتي حيفا وإيلات، "وبالتالي العمل المشترك بين أنصار الله والمقاومة العراقية سيكون ضمن هذا الإطار المنظم".

تصريح ممثل انصار الله في العراق
السيد ابو ادريس الشرفي في ضيافة قيادة عمليات حزام بغداد#انصار_الله_في_العراق pic.twitter.com/cKVMQmIf4w

— انصار الله في العراق (@ansarallah_iraq) July 4, 2024

تمثيل سياسي

ولم تتحدث المصادر اليمنية الحوثية صراحة عن وجود عناصر عسكرية حوثية على الأرض العراقية، بينما تداول الإعلام في الفترة الأخيرة وجود تمثيل سياسي لجماعة أنصار الله في بغداد .

ويعمل أبو إدريس أحمد الشرفي، وهو من مديرية كحلان الشرف في محافظة حجة اليمنية، ممثلا لجماعة الحوثيين في العراق، حيث جرى تخصيص منزل له، ويعمل في مكتب خاص كممثلية لأنصار الله في الجادرية أحد أرقى أحياء العاصمة بغداد.

ويقوم القيادي الحوثي أبو إدريس الشرفي بزيارات ولقاءات رسمية للمسؤولين الحكوميين العراقيين في بغداد، كما يوثق علاقات جماعته بفصائل المقاومة المسلحة، وله نشاط إعلامي واجتماعي ويلتقي باستمرار بشيوخ وأفراد العشائر العراقية.

وتبدو العمليات العسكرية المشتركة بين أنصار الله والمقاومة الإسلامية في العراق دليلا على قوة العلاقة التي تجمع الطرفين، وتأكيدا على توحد قوى "محور المقاومة" الذي يمتد من إيران مرورا بالعراق وسوريا ولبنان وحتى اليمن، في سياق مساندتهم للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومواجهة العدوان الإسرائيلي.

ولم يستبعد العميد راشد أن يكون لأنصار الله وجود فعلي في كافة الجبهات، وقال "في حال تم إدخال المنطقة في عمل عسكري واسع فإن محور المقاومة سيكون حاضرا، لأن المعركة ستكون مصيرية وتهم الجميع، والقضية الفلسطينية هي قضية مركزية لمحور المقاومة".

وأضاف موضحا "ما يهمنا هنا هو الصواريخ الإستراتيجية التي تمكّن اليمن من فرض نطاق العمليات العسكرية، حتى وإن لم نوجد مباشرة في جنوب لبنان أو في العراق".

مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي (يمين) يلتقي ممثل الحوثيين في العراق أبو إدريس الشرفي (مواقع التواصل) حرب في المنطقة

وردا على سؤال يتعلق بطلب قيادات بارزة في أنصار الله من مصر السماح لهم بالوجود في رفح، من أجل الدخول بقوات يمنية لمناصرة المقاومة الفلسطينية ومواجهة الجيش الإسرائيلي، قال العميد راشد إنه تم التقدم بهذا الطلب من جهة رسمية في صنعاء، "ونحن نكرر هذا الطلب، إذا سمح لنا النظام والقوات المصرية بدخول القوات اليمنية فنحن حاضرون لنشترك مع إخواننا في المقاومة الفلسطينية لمواجهة العدو الإسرائيلي".

وعمّا إذا كان محور المقاومة سيقف إلى جانب أنصار الله حال دخولهم حربا مع دول في المنطقة، قال "في حال ضغطت الولايات المتحدة على دول تابعة لها بالمنطقة أن تقوم بعمل مشترك ضدنا في اليمن، فإن محور المقاومة سيكون حاضرا معنا بكل إمكانياته بالتأكيد".

وأضاف قائلا "أظن أن أميركا لن تدخل بشكل مباشر في أي حرب في المنطقة، لأن إيران والعراق ولبنان يمثلون قوة رهيبة"، واعتبر أن العلاقات الدولية ستكون غير طبيعية، وسيتأثر الغرب أكثر من الشرق، و"ستتضرر المواقع الحيوية لدول المنطقة وأي دولة ستشارك في الحرب ضدنا؛ سيكون باب المندب تحت السيطرة بالكامل".

ورأى العميد راشد أن ما فرضه اليمن من واقع امتلاكه صواريخ فرط صوتية ومسرحَ عمليات واسعًا يمتد من البحر الأحمر مرورا بباب المندب وخليج عدن وبحر العرب إلى المحيط الهندي وحتى البحر المتوسط، "أنهى الخيارات الإستراتيجية الأميركية، ولم يبق لها أي خيار على الإطلاق".

وقال إنه "بعد عام على وجه التحديد فإن اليمن سيمتلك صواريخ قد تصل إلى أوروبا أو المحيط الأطلسي، وبالتالي ستكون الأهداف النووية الأميركية في مرمى الصواريخ اليمنية".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات المقاومة العراقیة محور المقاومة العمید راشد أنصار الله فی العراق الله فی

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران

اعتذر وزير الخارجية اللبناني، يوسف رجي، عن عدم تلبية الدعوة التي وجّهها إليه نظيره الإيراني، عباس عراقجي، لزيارة طهران في الوقت الراهن.

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان لها، إن «رجي» ردّ رسميًا على رسالة عراقجي، موضحًا أن الحوار مع إيران يبقى ممكنًا، لكنه جدد اقتراحه عقد لقاء بين الجانبين في دولة ثالثة محايدة يتم الاتفاق عليها مسبقًا.

وأعرب رجي عن استعداد لبنان لـ «فتح صفحة جديدة» من العلاقات البنّاءة مع إيران، شرط أن تقوم على الاحترام المتبادل لسيادة كل دولة واستقلالها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية بأي شكل وتحت أي ذريعة.

وشدد على أن «بناء دولة قوية يستوجب أن يكون السلاح محصورًا حصريًا بيد الدولة وجيشها الوطني، وأن تكون لها الكلمة الفصل في قرارات الحرب والسلم، مؤكداً أن الامتناع عن الزيارة لا يعني رفض النقاش، بل يعود إلى غياب الأجواء المناسبة في ظل الظروف الحالية».

وكانت وسائل إعلام لبنانية أفادت بأن «وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي، استدعي مؤخرا، السفير الإيراني مجتبى أماني، على خلفية تصريحاته حول حصرية السلاح».

وقال السفير الإيراني لدى لبنان عبر حسابه على منصة «إكس» حينها، إن مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول، محذرًا من «الوقوع في فخ الأعداء».

وأكد الرئيس اللبناني جوزاف عون، في وقت سابق، أن القضايا الخلافية، ومنها موضوع سلاح «حزب الله» اللبناني، لا تعالج عبر الإعلام، بل بالحوار الهادئ مع المعنيين، على حد قوله.

وشدد عون، عقب لقائه مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، على أن «اللبنانيين لا يريدون الحرب، وأن الجيش اللبناني هو الجهة الوحيدة المسؤولة عن حماية سيادة البلاد واستقلالها».

بدوره، صرح الأمين العام لـ «حزب الله» اللبناني، نعيم قاسم، بأن الحزب لن يسمح لأحد بنزع سلاح المقاومة.

وأضاف أن «ميزة المقاومة في لبنان أنها بدأت بإنجازات عظيمة وكبيرة ومؤثرة، ولم يكن الاحتلال ليخرج لولا المقاومة» حسبما نقلت صحيفة «النهار» اللبنانية.

ويرى الأمين العام لـ «حزب الله» أن «المقاومة ردة فعل على الاحتلال وفي حال عدم قدرة الدولة اللبنانية بأن تقوم بنفسها بحماية الأراضي والمواطنين».

اقرأ أيضاً«أبو علي الطبطبائي» الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الرجل الثاني في حزب الله

«يونيفيل»: احترام سيادة لبنان ووحدة أراضيه أمر محوري في تنفيذ القرار 1701

«السنيورة»: لبنان يلتزم باتفاقية الهدنة مع إسرائيل ويواجه إذعانًا خارجيًا بعد اتفاق نوفمبر 2024

مقالات مشابهة

  • عاجل | وزير خارجية لبنان للجزيرة: وصلتنا تحذيرات من جهات عربية ودولية أن إسرائيل تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد لبنان
  • للعام الـ11 على التوالي.. أوروبا تجدد حظر الطائرات العراقية في سمائها
  • غارات إسرائيلية متزامنة على مواقع حزب الله جنوب وشرق لبنان
  • وزير خارجية ألمانيا يدعو إلى ردع موسكو عسكريا
  • أكثر من (7)ملايين برميل نفط الصادرات العراقية لأمريكا خلال الشهر الماضي
  • السوداني يوجه بتطبيق قانون حماية المنتجات العراقية
  • مشعل: وجه “إسرائيل” القبيح كُشف أمام العالم بعد السابع من أكتوبر
  • صحيفة عبرية: إسرائيل مستفيدة من انفصال جنوب اليمن وثرواته تمنحها بدائل
  • وزير الخارجية اللبناني يعتذر عن عدم قبول دعوة عراقجي لزيارة طهران
  • للأنظمة العميلة.. انتظروا إنا منتظرون!