دشنت هيئة الطرق والمواصلات، التشغيل التجريبي لأول عبرة كهربائية في العالم، مصنعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بالتعاون مع القطاع الخاص، وتتسع العبرة لـ 20 راكباً، وروعي في تصميمها وتصنيعها الحفاظ على الهوية التراثية للعبرة، وتسهم هذه المبادرة في دعم جهود الحكومة لتحقيق استراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وخفض زمن تصنيع العبرات بنسبة 90%، وخفض تكلفة التصنيع بنسبة 30%، وخفض تكاليف التشغيل والصيانة بنسبة 30%، ودعم استراتيجية الهيئة في الاستدامة البيئية لوسائل النقل البحري.


وقال معالي مطر الطاير المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات: إن التشغيل التجريبي للعبرة الكهربائية المصنعة بتقنية الطباعة ثلاثية الابعاد، ومشروع تطوير محطات العبرات التراثية، يأتي في إطار الخطة الشاملة التي وضعتها الهيئة لتطوير منظومة النقل البحري التي تعد وسيلة نقل حيوية في إمارة دبي، ويشكل إضافة نوعية لقطاع النقل البحري في إمارة دبي، مشيراً إلى أن العبرة تنفرد بالعديد من الخصائص الفنية، فهي تضم أطول هيكل أحادي مطبوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد، ويبلغ طول العبرة 11 متراً، وعرض 3.1 أمتار، وتعمل بنظام دفع كهربائي بمحركين بقوة 10 كيلو واط مع بطاريات نوع ليثيوم، وسيتم تشغيل العبرة في محطة شارع الشيخ زايد للنقل البحري على الخط (TR6)، وسيتم خلال التشغيل التجريبي مراقبة أداء العبرة ومقارنتها بالعبرات الحالية سعة 20 راكباً المصنعة من مادة الفايبر جلاس.
وجرى تصنيع العبرة من قبل شركة الصير مارين في أبوظبي بالتعاون مع عدد من الشركات العالمية، وهي: شركة ميتسوبيشي اليابانية التي وفرت المواد المستخدمة في تصنيع وطباعة العبرة، وشركة سيمنس الالمانية التي اشرفت على برمجة ومعايرة الطابعة، فيما ورّدت شركة توركيدو الألمانية المحركات الكهربائية، كما أشرفت شركة تصنيف على التصنيع ومطابقته لمعايير السلامة.
تطوير 4 المحطات
تجدر الإشارة إلى أن الهيئة تنفذ حالياً مشروع تطوير محطات للعبرة التراثية في خور دبي، بهدف الارتقاء بخدمات النقل البحري، ورفع مستوى متطلبات الأمان والسلامة، وتنفيذ متطلبات كود دبي لأصحاب الهمم، وتطوير المظهر العام لمحطات العبرات التراثية في خور دبي التي يستخدمها أكثر من 14 مليون راكب سنوياً.
ويتضمن المشروع تطوير 4 محطات للعبرات التراثية، حيث أنجزت الهيئة في شهر فبراير عام 2023، أعمال تطوير محطة بردبي للنقل البحري، وفي فبراير الماضي تم الانتهاء من تطوير محطة سوق ديرة القديم، كما سيتم الانتهاء من تطوير محطتي سوق دبي القديم والسبخة في شهر أغسطس من عام 2025.
وتشمل أعمال تطوير محطات النقل البحري، استبدال جميع المراسي العائمة بأخرى جديدة لضمان سلامة الركاب، وتوفير مساحات البيع بالتجزئة لتقديم خدمات أفضل للمتعاملين، وتوفير مرافق للموظفين والمشغلين، ومواقف للدراجات لتعزيز تكامل المواصلات، إلى جانب زيادة وتحسين مناطق انتظار الركاب بما في ذلك أولوية المقاعد وتوفير اماكن مخصصة لأصحاب الهمم. ويسهم المشروع في زيادة مساحات مراسي العبرات بنسبة 15%، ومساحة أماكن الانتظار المظللة بنسبة 100%، والمساحات التجارية بنسبة 27%، فضلاً عن زيادة الالتزام بمتطلبات كود دبي بنسبة 87%، واستخدام مواد مستدامة ومنخفضة التكلفة، تسهم في توفير 10% في تكاليف الصيانة السنوية للمحطات.
نمو مستمر
يشهد قطاع النقل البحري نمواً مستمراً في عدد وسائل النقل والمحطات والركاب منذ تدشين قناة دبي المائية التي تربط خور دبي بالمنطقة الساحلية، وإن هذا القطاع سيتعزز مع اكتمال تشييد المرافق العمرانية والسياحية على جانبي القناة، وكذلك بناء محطات النقل البحري في القناة، حيث ستكون وسائل النقل البحري الخيار المفضل للكثير من المواطنين والمقيمين والسياح في التنقل والاستمتاع بمشاهدة المرافق السياحية والعمرانية على ضفتي خور دبي وقناة دبي المائية وشواطئ دبي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات طرق دبي إمارة دبي فيديوهات بتقنیة الطباعة ثلاثیة ثلاثیة الأبعاد النقل البحری خور دبی

إقرأ أيضاً:

د. منال إمام تكتب: الجمال الكوني والجمال الوضعي.. الأبعاد الجمالية والروحية والثقافية

وفي ظل الفوضى الجمالية المعاصرة، التي أنتجها الاستهلاك البصري السريع والانفصال عن الطبيعة والقيم، تأتي الحاجة الملحة إلى تربية الذوق الجمالي، وتنمية التقدير الواعي للجمال الكوني والفني معًا، من خلال التربية، الإعلام، والفنون الهادفة، ويُعد الجمال قيمة إنسانية عالمية، تثير الإعجاب، والتأمل، والتساؤل. ويتجلّى هذا الجمال في صورتين أساسيتين: الجمال الكوني الذي أبدعه الله، والجمال الوضعي الذي صاغه الإنسان. وبينما ينطوي الجمال الكوني على رهبة وعظمة خارقة لا يد للإنسان في صنعها، فإن الجمال الوضعي يعكس محاولات البشر لفهم الجمال والتعبير عنه. ويتجلّى الجمال الكوني في مظاهر متعددة من الطبيعة والخلق، لا تقتصر على الجانب البصري فحسب، بل تمتد إلى السمع، والإحساس، والتناسق العام في النظام الكوني. وهذا الجمال ليس ناتجًا عن تدخل بشري، بل هو تعبير مباشر عن إرادة الخالق، وتجلٍّ لقدراته المطلقة في الإبداع والإتقان.

وللجمال الكوني أثر روحي ونفسي فالجمال الكوني لا يخاطب الحواس فقط، بل يتسلل إلى عمق النفس، ويوقظ فيها معاني السكون والتأمل. وقد جعل الله الجمال في الكون وسيلة لتذكير الإنسان بعظمته وقدرته، ودعوة للتفكر والتسبيح. كما أن هذا الجمال يبعث الطمأنينة، ويقوّي الصلة بالخالق، ويعزّز الإيمان في القلوب.وتتعدد اشكال الجمال الكوني في نماذج عديدة منها:
جمال الطبيعة: الطبيعة بكل مكوناتها – من جبال، وأنهار، وبحار، وسماوات، ونجوم حيث تعكس نظامًا بالغ الدقة والجمال. فاللون، والشكل، والحركة في الطبيعة تتكامل في تناغم يجعل الإنسان يشعر بالطمأنينة والانبهار في آنٍ واحد. يقول تعالى: "صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ" النمل: الآية 88، وهو تعبير قرآني عن الكمال في خلق الله. وأيضاً جمال التوازن والنظام: الكون يسير وفق قوانين دقيقة، من دوران الكواكب إلى توازن عناصر الحياة على الأرض. هذا الاتساق يُعد أحد أعظم صور الجمال الكوني، حيث لا فوضى ولا عبث. قال تعالى: "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ، أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ" سورة الرحمن: الآيات 7–8 وهو ميزان دقيق يحكم كل شيء، بما فيه الجمال. جمال التنوع: في الكون تنوع مذهل في الألوان، والأصوات، والأشكال، والكائنات، وكل ذلك لا يُنتج تشويشًا، بل تآلفًا يعبّر عن جمال التنوع دون تضاد، قال تعالى:
"وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِين" َسورة الروم: الآية 22، جمال الصوت الطبيعي: كصوت خرير الماء، زقزقة العصافير، هدير البحر، وحفيف الأشجار، وهي أصوات تحمل نغمًا فطريًّا يريح النفس ويجذب الحواس دون تكلف.

أما الجمال الوضعي هو الجمال الذي يصنعه الإنسان، وهو نتاج خبرته، خياله، ذوقه، ووعيه الجمالي. يتمثل هذا النوع من الجمال في الفنون التشكيلية، العمارة، الأدب، التصميم، الموسيقى، وغير ذلك من الإبداعات التي تعبّر عن حاجته الفطرية إلى التنظيم، الإبداع، والتعبير عن الذات.
وقد تطوّر مفهوم الجمال الوضعي عبر العصور، من محاكاة الطبيعة في العصور القديمة، إلى الابتكار والتجريد في الفنون الحديثة، ثم إلى التجريب والرقمية في العصر الراهن، ومن أشكاله العمارة والفنون  مثل الفن التشكيلي والموسيقى والأدب والشعر و الزخرفة والخط العرب والفنون الرقمية والتصميم الحديث وفي عصرنا، أصبح الجمال الوضعي يعتمد على التقنيات الرقمية والذكاء الاصطناعي، مما أتاح أشكالًا جديدة من التعبير، مثل التصميم الجرافيكي، الواقع الافتراضي، والفنون التفاعلية، ويعتمد الجمال الوضعي على الابتكار ويتأثر الجمال الوضعي بالسياق الثقافي والاجتماعي، فيختلف ذوقه من حضارة إلى أخرى ويتغير مع الزمن ويخضع لتأثيرات الإعلام والموضة والتعليم.

ويساعد الجمال الوضعي في بناء هوية ثقافية، ويُعزز من التواصل الإنساني، ويعمل كوسيلة للتعبير عن الذات.

رغم اختلاف مصدر كلٍّ من الجمال الكوني والوضعـي، إلا أن هناك قواسم مشتركة بينهما من حيث الأثر والتجربة الجمالية، ويمكن القول إن الجمال الكوني والوضعـي ليسا متعارضين، بل متكاملين في بناء الوعي الجمالي الإنساني. فبينما يربطنا الجمال الكوني بعظمة الخالق ويدعونا للتأمل والتسبيح، يمنحنا الجمال الوضعي فرصة للتعبير والخلق والمشاركة في بناء عالم أجمل. ومن هنا تبرز أهمية الموازنة بين التأمل في جمال الخلق، وتوجيه طاقاتنا الإبداعية لما يخدم الذوق والقيم في آنٍ معًا، ورغم التباين، فإن الجمال الوضعي كثيرًا ما يستلهم عناصره من الجمال الكوني، في محاولة لمحاكاته أو تقليده أو ترجمة أثره إلى عمل فني. فالفنان، مهما بلغ إبداعه، يبقى متأثرًا بما يراه في الطبيعة والكون. وفي ذلك تكاملٌ بين الأصل والتجربة الإنسانية.

طباعة شارك الفوضى الجمالية المعاصرة الذوق الجمالي الإعلام التربية

مقالات مشابهة

  • رغم الانتكاسات.. كوريا الشمالية تواصل تطوير أسطولها «البحري العسكري»
  • بعد مرور سنتين على التوجيهات الملكية.. قيوح غارق في دراسة “الأسطول البحري”
  • بالفيديو.. شاهد “سد المال” والهدايا التي قدمها الفنان مأمون سوار الدهب لزوجته الجديدة الحسناء حنين محمود عبد العزيز
  • معسكر تركيا أول محطات بيراميدز استعدادا للموسم الجديد
  • هذه المنتخبات التي حسمت تأهلها لمونديال 2026 (إنفوغراف)
  • أبين.. بدء فعاليات مهرجان يافع في قلعة القارة التراثية
  • انطلاق أكبر مشروع إنشاء بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم من قطر، أورباكون القابضة وهيئة الأشغال العامة "أشغال" تطلقان مشروع المدارس المطبوعة بتقنية D3
  • الرئيس السيسي يطلع على الموقف التنفيذي لعدد من المشروعات التنموية وخطط تطوير المناطق العمرانية
  • د. منال إمام تكتب: الجمال الكوني والجمال الوضعي.. الأبعاد الجمالية والروحية والثقافية
  • توفير تأجير السكوترات على مسار قطار الرياض