المتغطي باللحاف الأمريكي عريان
تاريخ النشر: 16th, July 2024 GMT
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الآن وفي خضم التحالف الأوروبي الأمريكي ضد اهلنا في غزة، لم تترك الأردن وسيلة من وسائل التخادم مع الاعداء إلا وفعلتها، ولم تترك بقعة من ارضها إلا وأنشأت فيها أو عليها قاعدة حربية معادية للعرب، وكانت هي التي تحمي تل ابيب من الهجمات الصاروخية القادمة جواً من الشرق والشمال والجنوب، حتى جاء اليوم الذي أعلنت فيه عن احتضانها لمكاتب حلف شمال الأطلسي (الناتو) فوق ارضها على الرغم من تصاعد مؤشرات القلق والتوتر في المنطقة.
هكذا وبكل جرأة أعلنت الأردن عن تحالفها مع أعضاء حلف الناتو بدون استثناء، وهكذا وفرت لهم الموقع الاستراتيجي الذي كانوا يبحثون عنه لمواصلة تهديداتهم لبلدان الشرق الأوسط، آخذين بعين الاعتبار اتفاقياتها المبرمة مع إسرائيل، وعلاقاتها الحميمة مع القوى الاستعمارية القديمة، والمنظمات الظلامية المرتبطة بها. .
جاء في البيان المشترك الصادر عن وزارة الخارجية الأردنية وحلف الناتو: (اعتمد الحلفاء في قمة الناتو لعام 2024 خطة مدروسة لتعزيز نهج التعاون في منطقة الشرق الأوسط لمواكبة تطورات المشهد الأمني الإقليمي والعالمي). . وأضاف البيان: (حرصت هذه الخطة على إظهار التزام الحلف بتعزيز التعاون مع الاردن من خلال إنشاء مكتب اتصال للحلف في المملكة، وهو مكتب الاتصال الأول في المنطقة). .
في ضوء ما تقدم سوف تتولى الأردن توفير الدعم اللوجستي لحلف الناتو على المستوى العسكري والإداري بالتزامن مع زيادة حدة الصدام بين إيران واسرائيل، وبالتزامن مع ما بقوم به الحوثيون في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلا عن توتر الجبهة اللبنانية والسورية. والاستعدادات المبنية على احتمالات توسع الحرب في المنطقة، والرغبة في بناء القدرات والإمكانيات اللازمة لدعم اسرائيل. .
نحن الآن في مرحلة يمكن ان نطلق عليها: (مرحلة اللعب على المكشوف)، فقد تبرعت الاردن بموقعها الجيوسياسي وسط منطقة مشحونة بالصراعات، فالمنطقة قريبة جدا من خطوط التماس مع العراق وسوريا والسعودية ولبنان، وعلى مقربة من العمليات الإيرانية. .
وهذا يعني ان الأردن اختارت ان تلعب دور البطولة في مسرحية اللعب على المكشوف (وربما أرغمت على ذلك)، وكانت منذ امد بعيد هي العنصر المشارك بطريقة أو بأخرى في حروب الخليج (الاولى والثانية والثالثة)، وباتت تقف الان على مسافة قريبة جدا من انطلاق شرارة حرب الخليج الرابعة (الله يكفينا شرها)، التي سوف تحرق الأخضر واليابس. والسم أول من يُسقى به الطاهي، ويتعين على الشعب الأردني ان يتذكر المثل الهندي الشائع: (عندما تتصارع الفيلة يموت العشب). فإذا قلبنا أحرف كلمة (العشب) يصبح (الشعب) هو المتضرر، وربما تدور عليه الدوائر لا سمح الله. فالمتغطي باللحاف الأمريكي عريان. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الخارجية الروسية: الإنفاق العسكري لدول الناتو بلغ مستويات هائلة
الثورة نت/
أكد ألكسندر غروشكو، نائب وزير الخارجية الروسي، أن حجم النفقات العسكرية للدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) هائل.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، خلال مقابلة مع “جمعية الحوار الفرنسي الروسي” ،وفقا لما نقلت عنه وكالة “سبوتنيك” اليوم الثلاثاء،: “نحن نتحدث عن أموال هائلة حقًا. اليوم، يبلغ إجمالي الميزانية العسكرية لدول الناتو 154 مليار دولار. إجمالي النفقات العسكرية للأعضاء الأوروبيين في التحالف هو 456 مليار دولار. إذا تم الوصول إلى 5%، فإنه لا يزال تريليون”.
ووفقا لغروشكو، فإن جميع التكاليف تقع على عاتق دافعي الضرائب، مشيرًا إلى أنه “سيتعين التضحية بمخصصات الاحتياجات الاجتماعية والرعاية الصحية والعلوم والتعليم، وبالتالي فإن دول التحالف سوف تستمر في شيطنة روسيا، من أجل تبرير الحاجة إلى إنفاق الكثير من المال”.
وأكد أن “الدعاية الغربية، لتبرير هذه النفقات العسكرية الضخمة، تعمل بكل قوة”، كما أن “حلف الناتو، ومعه الاتحاد الأوروبي، حددا هدف بناء نظام أمني ليس فقط دون مشاركة روسيا، بل أيضا ضد روسيا”.
وأوضح غروشكو منطق السياسيين الأوروبيين، بالقول: “غدًا هناك حرب، لذا سيتعين على الجميع شد أحزمتهم. لا تستخدموا عقولكم. لا داعي لذلك”.