اتساع ظاهرة انتحار الجنود الصهاينة والإعلام العبري يكشف المزيد من التفاصيل
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
الثورة /ناصر جرادة
في الوقت الذي يسقط فيه الفلسطينيون شهداء يومًا بعد آخر، تارةً بالقتل المباشر وأخرى بالجوع، تُسجل المستشفيات العسكرية في الداخل الصهيوني حالات متزايدة من الانتحار في صفوف جنود الاحتلال، خمس حالات انتحار على الأقل خلال شهر يوليو الجاري، وفقًا لما كشفته صحيفة “هآرتس” العبرية، ليصل بذلك اجمالي عدد الجنود الصهاينة المنتحرين خلال أدائهم الخدمة العسكرية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45جنديا منتحرا.
وأفادت صحيفة هآرتس العبرية أمس الاثنين، أن الجندي “أريئيل تامان” من قوات الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي شارك في الحرب على قطاع غزة، انتحر في منزله بمدينة أوفاكيم في صحراء النقب غرب بئر السبع، في تصاعد ملحوظ لحالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال.
وكان الجندي “أريئيل” يعمل في مجال التعرف على جثث الجنود والأسرى الإسرائيليين القتلى بعد انتشالهم من قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه بحسب إحصاءاتها، يصل بذلك إجمالي الجنود الإسرائيليين المنتحرين خلال أدائهم الخدمة العسكرية منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 45.
وبحسب التسلسل الزمني فقد انتحر 7 جنود نهاية عام 2023، وانتحر 21 جنديا عام 2024، وحتى الآن انتحر 17 جنديا خلال العام الجاري 2025.
وقالت الصحيفة إن معظم الجنود المنتحرين هم من “جنود الاحتياط الذين شاركوا في القتال، وليس بسبب ظروف شخصية مستقلة، مما يشير إلى أن ضغوط الحروب على غزة ولبنان أدّت دورا رئيسيا في دفعهم للانتحار”.
5 حالات انتحار خلال أسبوعين
وبحسب الصحيفة ففي يوليو الجاري 2025، سُجّلت 5 حالات انتحار على الأقل خلال أقل من أسبوعين، وجرى التركيز إعلاميا على 3 منهم كانوا في الخدمة الفعلية، اثنان منهم كانوا ضمن صفوف الاحتياط.
وذكرت الصحيفة أن الضغوط النفسية الناتجة عن الصدمة القتالية تعتبر السبب الأبرز، خاصة في صفوف الجنود الذين واجهوا تجارب قتالية شديدة في مناطق القتال.
وأشارت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال يتعمّد عدم الكشف عن العدد الدقيق لحالات الانتحار التي وقعت خلال العام الحالي، بالإضافة إلى الامتناع عن إقامة جنائز عسكرية لبعض الجنود الذين انتحروا أو الإعلان عن وفاتهم، مما يعكس حالة تكتم حول حجم الأزمة.
وفي وقت سابق ، كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن أن 9 من أصل 25 عضواً في لجنة الخارجية والأمن بالكنيست وجّهوا رسالة إلى رئيس اللجنة، يولي إدلشتاين، دعوه فيها إلى عقد جلسة طارئة لبحث الزيادة في حالات الانتحار داخل الجيش الإسرائيلي.
وكتبوا في رسالتهم: “مجرد رفض كشف البيانات يثير القلق ويمس بثقة الجمهور في الجيش”، وفق المصدر ذاته. وأضافوا: “لا يمكن الانتظار نصف سنة لنشر المعطيات، في واقع يكون فيه جنود الجيش تحت أعباء نفسية ثقيلة أكثر من أي وقت مضى”.
وأكد الأعضاء التسعة في رسالتهم “ضرورة مراجعة الوضع واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بمنع خسارة أرواح الجنود والمجندات الذين يحتاجون إلى الدعم والمساندة”.
وأفادت الإذاعة بأن مراسلها للشؤون العسكرية، يارون كادوش، تقدّم صباح الثلاثاء بطلب إلى وحدة المتحدث باسم قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي للحصول على بيانات حول عدد حالات الانتحار في صفوف الجيش.
وأضافت: “مثل كل الطلبات السابقة في الأشهر الأخيرة، قوبلت بالرفض وبنفس الرد الذي يطلب مني الانتظار نصف سنة، حتى يناير/كانون الثاني 2026”.
ورغم كثرة المطالبات بإفصاح رسمي، عن عدد الجنود القتلى في صفوف جيش الاحتلال، فإن القيادة العسكرية تعتزم نشر بياناتها النهائية لسنة 2025 فقط بنهاية العام.
وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية زادت من دعم الصحة النفسية العسكرية، بما في ذلك نشر مئات من ضباط الصحة النفسية داخل وحدات الجيش، وتفعيل خط دعم على مدار الساعة، وتأسيس مراكز علاجية مخصصة للجنود المتضررين.
وأكدت القناة 12 العبرية، أنه في الآونة الأخيرة، لوحظ ارتفاع مقلق بشكل خاص بين جنود جيش الاحتلال الذين حاولوا الانتحار.
وقالت إنه في منتصف شهر يوليو الجاري، انتحر أربعة جنود، ومنذ بداية الحرب، لوحظ ارتفاع مقلق في عدد الجنود الذين انتحروا مقارنة بالسنوات السابقة، مشيرة إلى أنه “يبدو أن هذا الاتجاه يزداد سوءًا مع استمرار الحرب”.
أزمة نفسية
وفي وقت سابق، كشف تقرير لموقع إنسايد أوفر الإيطالي عن تصاعد غير مسبوق في أعداد حالات الانتحار في صفوف جنود الاحتلال الإسرائيلي الذين شاركوا في العدوان على قطاع غزة وجنوب لبنان، مشيرًا إلى أن الأزمة النفسية داخل المؤسسة العسكرية باتت تتجاوز قدرة الجيش على التعامل معها، في ظل ما وصفه التقرير بتجاهل رسمي مدروس.
وركز التقرير على الحالة النفسية المتدهورة لجندي الاحتياط دانيئيل إدري، الذي أقدم على إحراق نفسه قرب مدينة صفد بعد مشاركته في الحرب على غزة ولبنان، بعدما طاردته صور الأجساد المتفحمة والقتلى، وعجز عن التخلص من آثار ما شاهده وارتكبه، لينتهي به الأمر ضحية لما وصفه التقرير بـ”الآلة التي صنعته كمقاتل وتركته فريسة للعنف الذي شارك فيه”.
كما أشار إلى أن الجيش يعاني من موجة اضطرابات نفسية في صفوف جنوده، حيث يخضع أكثر من 1600 جندي حاليًا للعلاج من اضطراب ما بعد الصدمة الحاد، ويُقدّر أن 75% من الجنود الذين خدموا في العدوان على غزة بحاجة إلى دعم نفسي طويل الأمد، فيما اشارت أحصاءات وزارة الصحة الإسرائيلية، إلى أكثر من 17 ألف حالة اضطراب نفسي منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023، و2900 حالة صُنّفت كإصابات مزدوجة (جسدية ونفسية).
إن انتحار الجنود الإسرائيليين هو، في جوهره، شهادة دامغة على أن الحرب ليست فقط أرقامًا ومعارك، بل مشاهد عالقة في الذاكرة، وندوب في الروح، غزة بركامها وشهدائها، لم تَنتصر بالسلاح فقط، بل بالإنسانية التي احتفظت بها، في مقابل احتلال نزع عن جنوده صفة البشر، ليعودوا أشباحًا.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الانتحار فی صفوف حالات الانتحار جیش الاحتلال الجنود الذین فی صفوف جنود على قطاع غزة على غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي يعلق العمليات العسكرية في 3 مناطق بقطاع غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، وقفا مؤقتا للعمليات العسكرية في 3 مناطق محددة بغزة، وذلك بعد وقت قصير من قوله إنه اتخذ عدة خطوات لتخفيف الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن وقف العمليات سيكون يوميا في المواصي ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 20:00 بالتوقيت المحلي حتى إشعار آخر.
وأضاف أن المسارات الآمنة المُحددة ستُطبق بشكل دائم من الساعة 6:00 صباحا حتى الساعة 23:00 مساء.
ويأتي تعليق الجيش الإسرائيلي للأعمال العسكرية في تلك المناطق في القطاع كجزء من الجهود المبذولة لمعالجة الجوع المتزايد.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إنه تقرر تنفيذ "هدنة إنسانية تستمر لساعات طويلة" في قطاع غزة بدءًا من يوم الأحد، وذلك استجابةً للانتقادات الدولية المتزايدة حول الوضع الإنساني في القطاع، وذلك عقب جلسة مشاورات مصغّرة عقدها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو مساء السبت.
وأُعلن أن الجيش الإسرائيلي سيُجدد الليلة عمليات إسقاط المساعدات الإنسانية جوًا، بالتعاون مع منظمات دولية، وتشمل المساعدات 7 دفعات تحتوي على دقيق وسكر ومعلبات غذائية.
كما تقرر تفعيل ممرات إنسانية آمنة لضمان مرور قوافل المساعدات التابعة للأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية، وإيصال الغذاء والدواء للسكان.
وأشارت الهيئة إلى أن القرار أثار غضب وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، الذي لم يُدعَ للمشاورات التي عُقدت السبت.
وصرّح بأن مكتب رئيس الحكومة أبلغه أن عدم إشراكه في الجلسة يعود لاحترام حرمة السبت، وهو ما رفضه قائلًا إنه "متاح دومًا للتشاور في الحالات الطارئة".
وهاجم بن غفير القرار بشدة، واعتبره "رضوخًا لحملة دعائية كاذبة تقودها حماس وتعرّض جنود جيش الدفاع للخطر"، مضيفًا أن "الحديث عن بدائل للإفراج عن المخطوفين تحوّل في الواقع إلى استسلام يعزّز حماس ويُبعد النصر ويؤخّر عودة المخطوفين".