مخزونات روسيا الضخمة من الأسلحة السوفيتية تقارب على النفاد
تاريخ النشر: 17th, July 2024 GMT
لفترة طويلة، بدا أن حرب الاستنزاف بين أوكرانيا وروسيا لا يمكن إلا أن تنتهي بانتصار روسي، إلا أن التكلفة الباهظة للتقدم الروسي في الفترة الأخيرة في عدد من المناطق على طول خط المعركة قد يدفع الكرملين إلى تغيير استراتجيته في الحرب.
ونقلت مجلة "إيكونوميست" أن التقدم الروسي في أماكن أوكرانية وخاصة في منطقة دونباس، تافه من الناحية الاستراتيجية ولم يتحقق إلا بتكلفة باهظة على مخزون القوات الروسية من المعدات من الحقبة السوفياتية.
وبحسب التقرير، فإن الجنود ليسوا مشكلة لروسيا، إذ يمكن لموسكو العثور على 25 ألف جندي أو نحو ذلك كل شهر للحفاظ على أعدادهم في المقدمة على الرغم من أنها تدفع المزيد لهم. كما أن إنتاج الصواريخ لضرب البنية التحتية الأوكرانية آخذ في الارتفاع، لكن المشكلة الأكبر هي أن موسكو غير قادرة على تعويض خسائرها المذهلة من الدبابات ومركبات المشاة المدرعة إلا عبر سحب المخزونات التي تراكمت في الحقبة السوفيتية.
وفقا لمعظم التقديرات الاستخباراتية، بعد العامين الأولين من الحرب، فقدت روسيا حوالي 3000 دبابة و 5000 مركبة مدرعة أخرى. ويقدر موقع أوريكس، وهو موقع استخباراتي هولندي مفتوح المصدر، عدد خسائر الدبابات الروسية بنحو 3,235، لكنه يشير إلى أن العدد الفعلي "أعلى بكثير".
يقول ألكسندر غولتس، المحلل في مركز ستوكهولم لدراسات أوروبا الشرقية، إن القادة السوفييت كانوا يعرفون أن المعدات العسكرية الغربية أكثر تقدما من عتادهم، لذلك اختاروا تصنيع المزيد من المدرعات في وقت السلم تحسبا للحرب، وقبل زواله، كما يقول غولتس، كان لدى الاتحاد السوفيتي عدد من المركبات المدرعة يعادل عدد المركبات المدرعة التي يمتلكها بقية العالم مجتمعة.
وتنقل المجلة أنه عندما تفاخر وزير الدفاع آنذاك، سيرجي شويغو ، في ديسمبر 2023 بأنه تم تسليم 1530 دبابة خلال العام ، أغفل القول إن ما يقرب من 85٪ منها، وفقا لتقييم أجراه المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، وهو مركز أبحاث في لندن، لم تكن دبابات جديدة بل دبابات قديمة أخرجت من التخزين.
ويعتقد بافل لوزين، الخبير في القدرات العسكرية الروسية في مركز تحليل السياسة الأوروبية ومقره واشنطن، أن روسيا يمكنها صنع 30 دبابة جديدة فقط سنويا. وعندما استولى الأوكرانيون على T-90M يفترض أنها جديدة العام الماضي ، وجدوا أن مدفعها تم إنتاجه في عام 1992.
ويعتقد لوزين أن قدرة روسيا على بناء دبابات جديدة أو مركبات قتالية للمشاة، أو حتى تجديد الدبابات القديمة، تعوقها صعوبة الحصول على المكونات، إذ أن المعدات الحيوية، مثل سخانات الوقود لمحركات الديزل والأنظمة الكهربائية عالية الجهد والتصوير الحراري بالأشعة تحت الحمراء لتحديد الأهداف، تم استيرادها جميعا سابقا من أوروبا ويتم حظر بيعها الآن بسبب العقوبات.
والمشكلة الأكبر هي أن الدبابات ومركبات المشاة القتالية لا تزال حاسمة لأي عمليات برية هجومية على نطاق واسع، ويعتقد كل من غولتس ولوزين أنه بمعدلات الاستنزاف الحالية، فإن تجديد الدبابات ومركبات المشاة الروسية من التخزين سيصل إلى مرحلة حرجة بحلول النصف الثاني من العام المقبل.
ويخلص التقرير إلى أنه ما لم يتغير شيء ما، قبل نهاية هذا العام، قد تضطر القوات الروسية إلى تعديل استراتجيتها من الهجوم إلى الدفاع، كما يقول جيرستاد. ويمكن أن يصبح واضحا قبل نهاية الصيف، توقع زيادة اهتمام الرئيس فلاديمير بوتين بالموافقة على وقف مؤقت لإطلاق النار.
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
تبادل كبير للأسرى بين روسيا وأوكرانيا وسط مؤشرات على تحركات دبلوماسية جديدة
البلاد – واشنطن
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة، عبر منصته “تروث سوشيال”، عن إتمام عملية تبادل واسعة للأسرى بين روسيا وأوكرانيا، في خطوة فُهمت على نطاق واسع بأنها قد تمهد لمسار جديد من المفاوضات بين الطرفين.
وكتب ترامب في منشوره قائلاً:”اكتملت للتو عملية تبادل سجناء كبيرة بين روسيا وأوكرانيا. تهانينا للطرفين على هذه المفاوضات. هل يفضي هذا إلى أمرٍ مهم؟”
يأتي إعلان ترامب تزامنًا مع تصريحات لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي أكد من موسكو أن المحادثات بشأن مذكرة تفاهم لوقف إطلاق النار في أوكرانيا باتت في مراحل متقدمة. وأشار إلى أن روسيا لا تمانع في التواصل المباشر مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بهدف التوصل إلى تسوية محتملة. كما كشف لافروف عن استعداد بلاده لعقد جولة ثانية من المفاوضات المباشرة مع الجانب الأوكراني، مؤكدًا في الوقت ذاته أن “شرعية زيلينسكي” ستكون عنصرًا محوريًا عند التوقيع على أي اتفاق للسلام، معتبراً أن عقد لقاء في الفاتيكان أمر غير واقعي.
وفي تقييمه للوضع الجيوسياسي، حذر الوزير الروسي من “عسكرة الغرب لأوروبا”، واصفاً ذلك بأنه تطور “خطير للغاية”، وأضاف أن أوكرانيا كانت تتوقع دعمًا أميركيًا لا نهائيًا.
وفي تطور ميداني لافت، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، عن قرار بلاده بإنشاء منطقة عازلة أمنية على الحدود مع أوكرانيا. وأوضح أن القوات الروسية بدأت فعليًا العمل على تنفيذ هذا القرار.
من جانبه، أشار دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، إلى أن تحديد مكان الجولة المقبلة من المحادثات بين موسكو وكييف لم يُحسم بعد، مؤكدًا أن وزارة الدفاع الروسية هي الجهة الوحيدة المخولة بالتصريح حول المنطقة العازلة.
وكانت روسيا وأوكرانيا قد استأنفتا أولى محادثاتهما المباشرة منذ ربيع عام 2022 في اجتماع عُقد الجمعة الماضي في تركيا، غير أن اللقاء، الذي استمر أقل من ساعتين، لم يفضِ إلى اتفاق لوقف إطلاق النار أو تحقيق أي اختراق يُذكر.
وتتمسك روسيا بمطالب تصفها كييف بغير المقبولة، تشمل: نازل أوكرانيا عن فكرة الانضمام للناتو، الاعتراف بالسيادة الروسية على 4 مناطق، الاعتراف بضم شبه جزيرة القرم (2014)،وقف الدعم العسكري الغربي لكييف.
في المقابل، ترفض أوكرانيا هذه الشروط وتطالب بانسحاب الجيش الروسي بالكامل، بالإضافة إلى هدنة فورية قبل أي مفاوضات سلام، وهو المطلب الذي رفضه بوتين مرارًا.
مع هذا التبادل الكبير للأسرى وتزايد الحديث عن جولات مفاوضات جديدة، يترقب العالم ما إذا كانت هذه التحركات ستقود إلى نهاية وشيكة للحرب التي طالت تداعياتها العالم بأسره.