اجتمع الدكتور بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج، بقيادات وأعضاء قطاع حقوق الإنسان، والأمانة الفنية للجنة العليا لحقوق الإنسان، وذلك في إطار حرص وزير الخارجية على التواصل المباشر مع كافة قطاعات الوزارة والاستماع إلى تقييمهم حيال أولويات السياسة الخارجية المصرية في المرحلة المقبلة.

 

وزير الخارجية يشيد بالعلاقات بين مصر وأنجولا.. تعاون زراعي وتعليمي وزير الخارجية والهجرة يلتقي كبار رجال الأعمال الغانيين خلال زيارته إلى أكرا

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية والهجرة ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، بأن د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة أكد خلال اللقاء على أهمية إعلاء المصلحة الوطنية العليا والعمل على تكثيف الاتصالات بما يخدم أولويات السياسة الخارجية المصرية وذلك فى الداخل والخارج سواء من خلال القطاعات الجغرافية والموضوعية أو من خلال السفارات. 

وذكر المتحدث الرسمى بأن الوزير د. عبد العاطى، أشار خلال لقاءه بقيادات وأعضاء قطاع حقوق الإنسان إلى وجود إرادة سياسية حقيقية لتعزيز الديمقراطية واستكمال تنفيذ محاور الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان وتعزيز العدالة الاجتماعية، مؤكداً على أن الدولة المصرية بكافة مؤسساتها تولى أهمية متقدمة لدعم حقوق الإنسان وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأن مصر قد حققت بالفعل إنجازات حقيقية على أرض الواقع في هذا الملف، منوهاً إلى الدور الهام لهذا القطاع بوزارة الخارجية لمواجهة الأطراف التي تستهدف مصر وتسعى لتشويه صورتها في الخارج من خلال إبراز تلك النجاحات.

 ووجه وزير الخارجية بضرورة قيام القطاع بتكثيف التنسيق والتشاور مع كافة الوزارات والجهات داخل الدولة المعنية بهذا الملف وذلك حرصاً على تعظيم الاستفادة من التقدم المحرز في مجال حقوق الإنسان في مصر. 

واستمع وزير الخارجية من قيادات وأعضاء القطاع لتقارير عن الموقف من تنفيذ التزامات مصر الدولية في مجال حقوق الإنسان، كما استمع من أعضاء الأمانة الفنية للجنة العليا لحقوق الإنسان للجهود التي تقوم بها الأمانة في دعم جهد الحكومة ومتابعة تحقيق مستهدفات الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التي أطلقها رئيس الجمهورية عام 2021. واختتم المتحدث الرسمي تصريحاته بالإشارة إلى أن اللقاء الذى عقده وزير الخارجية بمقر الوزارة ياتى ضمن سلسلة من اللقاءات التي يعقدها د. عبد العاطى مع القطاعات الجغرافية والموضوعية المختلفة بوزارة الخارجية، في إطار تبادل التقييمات حيال أولويات سياسة مصر الخارجية من منظور شامل بما يحقق مصالح مصر الاستراتيجية ويعزز من علاقتها مع كافة الدول.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: وزير الخارجية حقوق الإنسان الدكتور بدر عبد العاطي السفير أحمد أبو زيد الخارجیة والهجرة وزیر الخارجیة لحقوق الإنسان حقوق الإنسان عبد العاطى

إقرأ أيضاً:

«إنذار» لرابطة حقوق الإنسان التونسية؟

أحد أبرز مكتسبات المجتمع السياسي والمدني في تونس يبدو مهدّدا هذه الأيام. لا أحد يدري بعد المدى الذي يمكن أن يصل إليه هذا التهديد، وما إذا كانت خطورته تكمن في أنه تهديد من داخلها أم من خارجها، أم من كليهما.

«الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان» التي حصلت على تأشيرتها القانونية في مثل هذا الشهر من عام 1977، وكان مؤسسوها الأوائل من التيار الديمقراطي والليبرالي للحزب الحاكم الذي تركوه، مع وجوه أخرى من تيارات سياسية مختلفة، قومية ويسارية ومستقلة، هي أول جمعية من نوعها تظهر بإفريقيا والبلاد العربية وتتمثل أهدافها في «الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية الفردية والعامة المنصوص عليها بالدستور التونسي وقوانين البلاد وبالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية».

ما استدعى الحديث عن وجود مثل هذا التهديد هو ما حصل في اجتماع أخير لإحدى هيئاتها القيادية حين اقتحمت مجموعة من العناصر النسائية المنتمية للرابطة وهن «في حالة من الهيجان وتوزيع التهم على الحاضرين من الشتائم والتخوين» وفق ما أعلنه رئيسها المحامي بسام الطريفي الذي ربط ما حصل بما قامت به الرابطة من «فضح الانتهاكات التي تقوم بها السلطة» حيث أن هؤلاء «لم يرق لهن خطاب الرابطة الواضح والدقيق في رفض هذه الانتهاكات والتشهير بها».

لا فائدة في الدخول في تفاصيل ما حدث، وخاصة هؤلاء الذين قاموا بما قاموا به، فمثل هذه الصراعات ليست جديدة وقد شهدتها الرابطة في منعطفات عدة زمن حكم الرئيسين الراحلين الحبيب بورقيبة وزين العابدين علي، اشتد فيها القمع والتعذيب والمحاكمات السياسية. المختلف هذه المرة أنها تجري في أجواء لم تعرفها بهذا الشكل زمن هذين الرئيسين إذ حدثت تلك الصراعات السابقة بين أنصار الحكم ومنتقديه، سواء داخل هيئات الرابطة نفسها أو خارجها، وفي البلاد «كوابح» قادرة على منع انزلاق الأمور إلى نقطة اللاعودة، وهو ما لم يعد موجودا اليوم.

البلاد تعاني تصحّرا سياسيا مخيفا وضمورا رهيبا في دور منظمات المجتمع المدني، كما أن السلطة لم تعد في وارد أن تستمع إلى أحد سوى لصدى صوتها يتردد كانت هناك وقتها مجموعة من الأحزاب السياسية القادرة على دعم الرابطة والوقوف معها في وجه ما تتعرّض له من حملات إعلامية وتضييقات أمنية، وكان «الاتحاد العام التونسي للشغل» (نقابة العمال) في معظم المراحل، قويا ومهابا وقادرا على المقاومة، وكانت هناك نخبة سياسية محترمة وازنة تتمثل في شخصيات تحظى بالإشعاع والاحترام قادرة ليس فقط على التضامن مع الرابطة وانتقاد محاصرتها وتشويهها، وإنما أيضا على لعب دور الساعي لتخفيف حدة الاحتقان واجتراح حلول لعديد الأزمات التي عرفتها العلاقة بين السلطة والرابطة.

لا شيء من هذا ظل على حاله. هذه المرة، يأتي ما يمكن اعتباره إنذارا من السلطة إلى الرابطة، ولو عبر طرف من داخلها، والبلاد تعاني تصحّرا سياسيا مخيفا وضمورا رهيبا في دور منظمات المجتمع المدني، كما أن السلطة لم تعد في وارد أن تستمع إلى أحد سوى لصدى صوتها يتردد. لقد انزعجت السلطة، على ما يبدو، مما أعلنته الرابطة و«المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية» عن اعتزامهما تنظيم «المؤتمر الوطني للحقوق والحريات ومن أجل الدولة الديمقراطية» آخر هذا الشهر والذي «سيكون مفتوحا في اجتماعاته التحضيرية لكافة الفاعلين من أجل بلورة أرضية عمل مشتركة للمرحلة القادمة».

ويبدو أن ما أزعج السلطة أكثر من غيره أن هدف هذه المبادرة، كما أعلن الطرفان هو «تجميع قوى المعارضة والتفكير في إيجاد آليات عمل جماعية ومتضامنة ودائمة من أجل الدفاع عن الحقوق والحريات والمطالبة بإطلاق سراح كافة المساجين والموقوفين وإلغاء القوانين والتشريعات القاتلة للحريات، ورفع التضييقات على الإعلام والصحافيين ونشاط الجمعيات والأحزاب السياسية المعارضة».

لم يخل عمل الرابطة في السنوات الماضية، كما لم تخل مواقف وتصريحات بعض قيادييها، من مواقف غير موفّقة خاصة في تقدير ما قام به الرئيس قيس سعيّد منذ انقلابه على الدستور في يوليو/ تموز 2025 ومجمل النظام السياسي بعد ذلك، بسبب تغليب البعد السياسي على الحقوقي والقانوني، وبسبب سيطرة عقلية المناكفة في العلاقة مع الخصوم السياسيين على حساب الاعتبارات ذات العلاقة بالدفاع السامي عن حقوق الإنسان، حتى وإن كان هذا الإنسان من ألد هؤلاء الخصوم السياسيين أو العقائديين.

ورغم مرور الرابطة بمراحل صعود ونزول طوال العقود الماضية، ورغم ما كان يُلام عليها من سيطرة ألوان سياسية معيّنة على هياكلها، واختلاف وزن من تداولوا على تحمل المسؤوليات القيادية فيها، فقد ظل التحديان الأبرز أمامها، كما كانا دائما، هما من جهة إدارة التجاذبات بين تيارات سياسية مختلفة داخلها، ومن جهة أخرى محاولة النأي بها عن الصراعات السياسية خارجها، مع ضرورة إعطاء الأولوية دائما لقيم حقوق الإنسان التي يفترض أن تنتصر للحرية والقانون والعدالة بغض النظر عن اللون السياسي لمن يتعرض إلى المظالم، اتفقنا معه أم اختلفنا، وهو ما نجحت فيه الرابطة أحيانا وفشلت فيه في أحيان أخرى.
(القدس العربي)

مقالات مشابهة

  • مشيرة خطاب تفتتح منتدى نشر ثقافة حقوق الإنسان لشباب جنوب الصعيد
  • مفوضية حقوق الإنسان: 40% من مواطني البصرة لا يمتلكون مساكن
  • «إنذار» لرابطة حقوق الإنسان التونسية؟
  • محافظ الأقصر يستقبل السفيرة مشيرة خطاب رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان
  • محاضرة توعوية بالفيوم حول "الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان"
  • مساعد وزير الداخلية لحقوق الانسان: أرقام خاصة لتلقي شكاوى وطلبات كبار السن
  • مساعد وزير الداخلية لحقوق الإنسان: لم نترك كبار السن ونقدم لهم كل الدعم
  • اعتقال «توباك» في طرابلس.. السفارة السودانية تنتهك الأعراف الدولية
  • المملكة تحذر من خطورة تصعيد الاحتلال الإسرائيلي العسكري في قطاع غزة
  • الحزب الإشتراكي بمحافظة ذمار يخرج عن صمته ويفتح ملف الاختطافات التعسفية وأهدافها