انتقاد لسعي نتنياهو لإثبات نفوذه في الولايات المتحدة على حساب قطاع غزة
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست"، مقالا أشار إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يحاول إثبات أن نفوذه في الولايات المتحدة يتجاوز البيت الأبيض، لكن وفقا للكاتب إيشان ثارور فإن نتنياهو يعمل على فعل ذلك على حساب قطاع غزة.
ولفت ثارور في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن زعيم الاستقطاب الإسرائيلي تمكن بفضل المشرعين الأمريكيين، من التفوق على ونستون تشيرتشل.
وقال إن دعوة نتنياهو للخطاب أمام جلسة مشتركة للكونغرس هي المرة الرابعة التي تتم دعوته فيها لإلقاء مثل هذا الخطاب، متجاوزا رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب الذي كان تمثاله النصفي يحتل مكانا بارزا في البيت الأبيض.
وأضاف أن نتنياهو وصف نفسه في كثير من الأحيان بأنه رجل الدولة المحارب الذي لا غنى عنه في إسرائيل، ولكن من غير المرجح أن يزيّن تمثاله المكتب البيضاوي في أي وقت قريب. ويتمتع رئيس الوزراء الإسرائيلي بتاريخ طويل في تحويل رؤساء الولايات المتحدة الودودين إلى بيادق في معاركه السياسية الخاصة، واستخدام جوانب معينة من المشهد في واشنطن كمنصات لحملاته الخاصة في إسرائيل.
وأشار أنشيل فيفر من صحيفة هآرتس إلى أن "الشيء الوحيد المشترك بين خطابات نتنياهو الأربعة أمام الكونغرس كرئيس للوزراء هو أنها جاءت جميعها بدعوة من القيادة الجمهورية في الكابيتول هيل وخلال فترة ولاية رئيس ديمقراطي كان لديه خلافات سياسية كبيرة معه. وفي كل مرة، سعى نتنياهو إلى إثبات أن نفوذه في أمريكا يتجاوز البيت الأبيض، بمساعدة حلفائه في الحزب الجمهوري".
وأشار المقال إلى أن المرة الأولى التي خاطب فيها نتنياهو الكونغرس كانت قبل ما يقرب من ثلاثة عقود في عام 1996، عندما كان هو وحلفاؤه اليمينيون قد وصلوا للتو إلى السلطة في أعقاب اغتيال رئيس الوزراء إسحاق رابين، الذي بذل جهوده نحو تحقيق السلام مع الفلسطينيين وهو ما عارضه نتنياهو. وكان آخر خطاب له أمام الكونغرس في عام 2015، عندما عارض الدبلوماسية النووية لإدارة أوباما مع إيران قبل أسابيع فقط من الانتخابات الإسرائيلية.
وذكر أنه هذه المرة، اعتلى نتنياهو المنصة في أجواء يمكن القول إنها الأكثر سخونة حتى الآن: إسرائيل واقعة في قبضة الحرب المروعة والبشعة التي استمرت عشرة أشهر في قطاع غزة، والتي شنتها في أعقاب الهجوم الدموي الذي شنته حركة حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر على البلاد. لقد أصبح جزء كبير من الأراضي الفلسطينية في حالة خراب، وقُتل عشرات الآلاف، ويبدو أن نتنياهو غير مستعد للالتزام بأي خطط جدية لإنهاء الحرب أو ما بعدها، وهو الأمر الذي أثار استياء إدارة بايدن والعديد من الإسرائيليين.
ووفقا لاستطلاعات الرأي الإسرائيلية، فإن غالبية الجمهور الإسرائيلي يريد استقالة نتنياهو، مع اقتناع العديد من الإسرائيليين بأنه لا يفعل ما يكفي لإعطاء الأولوية لإطلاق سراح عشرات الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس، وفقا للكاتب.
ولفت المقال إلى أن مجموعة من القادة العسكريين وقادة وكالات المخابرات الإسرائيلية السابقين البارزين، كتبوا في رسالة مفتوحة إلى قادة الكونغرس الأمريكي يوم الثلاثاء: "يشكل رئيس الوزراء نتنياهو تهديدا وجوديا لدولة إسرائيل. ليس لديه أهداف استراتيجية واضحة للحرب في غزة، ولا خطة لليوم التالي".
وما يزيد من تعقيد الإجراءات بالنسبة لنتنياهو هو رد الفعل الأمريكي، وفقا للكاتب، الذي أوضح أن التطورات غير المسبوقة في الأيام العشرة الماضية، محاولة اغتيال المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب وقرار الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق، استهلكت الحوار في واشنطن وستجعل من الصعب على نتنياهو أن يحتل مركز الصدارة. وقال دينيس روس، الدبلوماسي الأمريكي السابق ومفاوض السلام، خلال ندوة عبر الإنترنت استضافها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "لا توجد قدرة في هذه المدينة على التركيز على هذا الخطاب بالطريقة التي كان من الممكن أن تكون عليها من قبل".
وكان الديمقراطيون أنفسهم يواجهون ضغوطا متجددة من جماعات المصالح والمناصرة لاتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه إسرائيل. وقال بول أوبراين، المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة، في بيان يحذر فيه من تواطؤ الولايات المتحدة في جرائم الحرب المزعومة في غزة: "لقد طفح الكيل. لقد حصلت الحكومة الأمريكية على أدلة وافرة من خبراء من جميع أنحاء العالم على أن الأسلحة الأمريكية المنشأ قد استخدمت في جرائم حرب وعمليات قتل غير قانونية من قبل الحكومة الإسرائيلية. إن استمرار عمليات نقل الأسلحة سيجعل الولايات المتحدة متواطئة في انتهاكات القانون الدولي المرتكبة بهذه الأسلحة"، وفقا للمقال.
وقد رددت سبع نقابات عمالية كبرى هذه الدعوات يوم الثلاثاء، والتي دعت في رسالة مفتوحة مشتركة إلى بايدن إلى وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل. وأشارت المجموعة، التي تضم الاتحاد الدولي لموظفي الخدمة واتحاد عمال السيارات المتحدين، إلى أن "أعدادا كبيرة من المدنيين الفلسطينيين، وكثير منهم من الأطفال، ما زالوا يُقتلون، وغالبا ما يُقتلون بقنابل مصنعة في الولايات المتحدة. وتتفاقم الأزمة الإنسانية يوما بعد يوم، مع حدوث مجاعة ونزوح جماعي وتدمير للبنية التحتية الأساسية بما في ذلك المدارس والمستشفيات".
وخلصوا إلى أن "وقف المساعدات العسكرية الأمريكية لإسرائيل هو الطريقة الأسرع والأكثر ضمانا للقيام بذلك، وهذا ما يتطلبه القانون الأمريكي، وسيُظهر التزامكم بتأمين سلام دائم في المنطقة".
وفي غزة نفسها، لا تزال الظروف مزرية. وحذرت منظمة الصحة العالمية من رصد آثار لمرض شلل الأطفال في مياه الصرف الصحي في القطاع. ويلجأ أكثر من مليون شخص إلى الخيام وسط موجات الحر الصيفية. ويعتقد أن المجاعة سائدة في معظم أنحاء غزة.
وتستمر الهجمات الإسرائيلية المتواصلة في نقل المدنيين الفلسطينيين من منطقة متضررة إلى أخرى، بما في ذلك نزوح جماعي جديد هذا الأسبوع من حي المواصي بمدينة خانيونس، والذي كانت إسرائيل قد صنفته في السابق منطقة آمنة.
ولا تزال تقع حوادث سقوط أعداد كبيرة من الضحايا بسبب القصف الإسرائيلي. وقد قُتل ما يقرب من 40 ألف شخص - غالبيتهم من النساء والأطفال - وفقا للسلطات المحلية، بينما ذكرت الأمم المتحدة الشهر الماضي أن حوالي 21 ألف طفل قد يكونون في عداد المفقودين، بحسب ما ذكره الكاتب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو الولايات المتحدة البيت الأبيض الولايات المتحدة نتنياهو الاحتلال البيت الأبيض صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی الولایات المتحدة رئیس الوزراء إلى أن
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف ضرباتها في غزة و44 شهيدا من النازحين
غزة."وكالات"::
أعلن الدفاع المدني افي غزة اليوم استشهاد 44 فلسطينيا على الأقل في ضربات إسرائيلية على غزة، مع تكثيف اسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع وفي الوقت الذي أعلنت فيه الأمم المتحدة حصولها على إذن بإدخال 100 شاحنة مساعدات.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإثنين أن اسرائيل تعتزم السيطرة على كامل أراضي غزة.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "نقلت طواقم الدفاع المدني 44 شهيدا على الأقل غالبيتهم من الأطفال والنساء، وعشرات الجرحى جراء مجازر جديدة ارتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل فجر اليوم (الثلاثاء) في مناطق عديدة في قطاع غزة".
وأوضح بصل أن طواقم الدفاع المدني نقلت "15 شهيدا من عائلة نصار، وعددا من المصابين غالبيتهم من الأطفال إثر قصف طائرات حربية محطة راضي للوقود غرب مخيّم النصيرات" في وسط قطاع غزة.
وأشار إلى نقل "12 شهيدا" وعدد من المصابين جراء استهداف الطيران الإسرائيلي منزلا لعائلة أبو سمرة في دير البلح وسط قطاع غزة.كما أفاد بسقوط "8 شهداء على الأقل وعدد من المصابين" نقلوا إلى المستشفى المعمداني، في استهداف لمدرسة "موسى بن نصير" التي تؤوي آلاف النازحين في حي الدرج وسط مدينة غزة، متحدثا عن إصابة "الغرف الصفية المزدحمة بالنازحين مباشرة".
وفي مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، قُتل تسعة أشخاص بينهم "عدد من الأطفال" جراء غارة جوية استهدفت منزل عائلة المقيد في المخيّم، وفقا للمتحدث باسم الدفاع المدني.وتحدث محمود بصل عن وجود مفقودين تحت الأنقاض "لا تستطيع طواقم الدفاع المدني الوصول إليهم بسبب القصف" في شمال القطاع، وفي خان يونس ورفح في الجنوب.
- "عائلة بأكملها" - ولم يعقب الجيش الإسرائيلي بعد على سؤال بشأن هذه الضربات.
وفي مخيم النصيرات، حيث تجمع الأهالي قرب محطة الوقود التي تم استهدافها فجرا، قال محمود اللوح "محطة الوقود هذه كانت تؤوي عائلتين. أسفرت (الغارة) عن سقوط نحو 15 شهيداً بعضهم تم انتشاله والبعض الآخر لا يزال تحت الأنقاض".
وأضاف "استيقظنا في الليل على صوت القصف وجئنا لنرى عائلة بأكملها تم مسحها من السجل المدني".
أما يونس أبو عمشة فوصل إلى المستشفى الأهلي العربي لوداع أقاربه الذين فقدهم في إحدى الغارات.
وقال "كلهم أطفال ونساء ينامون في أمان الله ولا أحد منهم مطلوب وكلهم أطفال ونساء احترقوا ومُزقوا أشلاء".
وتساءل "إلى أين سنذهب؟ إنهم يستهدفون الخيام. إلى أين سنذهب؟ قل لنا يا نتنياهو، إلى أين سنذهب حتى نرد عليك؟ إلى أين سنذهب بدلًا من ضرب أطفالنا ونحن نيام؟ إلى أين سنذهب؟ لم نعد نحتمل".
- 100 شاحنة -
وبعد أكثر من شهرين ونصف من اطباق الحصار على قطاع غزة حيث يواجه 2,4 مليون نسمة وضعا إنسانيا كارثيا، أعلنت اسرائيل الإثنين دخول "خمس شاحنات تابعة للأمم المتحدة ومحمّلة مساعدات إنسانية، بما في ذلك طعام الأطفال، إلى قطاع غزة عبر (معبر) كرم أبو سالم".وأشارت إلى أنه سيتم السماح بدخول "عشرات الشاحنات... في الأيام المقبلة".
وسمحت إسرائيل بدخول تسع شاحنات تحمل مساعدات تابعة للأمم المتحدة إلى قطاع غزة الاثنين، وهو ما وصفه منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر بأنه "قطرة في محيط" الاحتياجات في القطاع الفلسطيني.بعد 11 أسبوعا من الحصار الخانق الذي تفرضه إسرائيل.
وقال المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ينس لايركه خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن خمسا منها عبرت معبر كرم أبو سالم، وحصلت الأمم المتحدة اليوم على الإذن لتسلمها.
وندّدت كلير نيكوليه من منظمة أطباء بلا حدود بما قالت إنه "ذرّ للرماد في العيون" و"طريقة للقول: نعم نحن نسمح بدخول الأغذية.. لكنها خطوة شبه رمزية".