قانون الإيجار القديم يُشعل الجدل من جديد.. بين خوف الفقراء و"فساتين" الفنانين
تاريخ النشر: 7th, July 2025 GMT
عاد الجدل ليحتدم مجددا في الشارع المصري بعد موافقة مجلس النواب على مشروع قانون الإيجار القديم، الذي ما دام كان محور خلاف بين الملاك ووالمستأجرين.
ففي الوقت الذي يراه الملاك خطوة طال انتظارها لاستعادة الحقوق، يراه المستأجرون تهديدا مباشرا لاستقرارهم ومعيشتهم، ليتحول النقاش من قاعات البرلمان إلى منازل المواطنين، ويمتد حتى منصات التواصل الاجتماعي حيث دخل الفنانون على خط الأزمة بتصريحات أثارت انتقادات واسعة.
يرى عدد كبير من الملاك أن القانون الجديد يمثل محاولة لتصحيح أوضاع مجحفة استمرت لعقود، حيث يملكون عقارات تدر دخلًا زهيدًا لا يتناسب مع قيمتها الحقيقية.
وفي المقابل يشعر العديد من المستأجرين، خاصة كبار السن ومحدودي الدخل بأنهم مهددون بالتشريد في حال تنفيذ الإخلاء دون توفير بدائل.
يروي الحاج محمد مصطفى أحد المواطنين المتضررين من تطبيق القانون بمحافظة سوهاج وهو رجل مسن على المعاش: "أنا باخد 2200 جنيه شهريًا، لو الإيجار زاد فجأة أو اضطررت أسيب الشقة، أبات فين؟ في الشارع؟"
قانون الإيجار القديم يُشعل الجدل من جديد.. بين خوف الفقراء و"فساتين" الفنانيننبيلة عبيد: "مش لاقية مكان أحط فيه فساتيني"في مشهد أثار موجة من السخرية والغضب على حد سواء، خرجت الفنانة نبيلة عبيد بتصريح عبرت فيه عن استيائها من القانون الجديد، موضحة أنها من المتضررين، ليس لأنها قد تُفقد مسكنًا، بل لأن "فساتينها وجوائزها" لا تجد مأوى لها على حد تعبيرها.
وقالت عبيد في تصريحات صحفية: "الإيجار القديم قيدني، عندي شقة مش عارفة أفرشها، والفساتين والجوائز بتاعتي مش لاقية مكان أحطها فيه".
التصريح اعتبره كثيرون "منفصلًا عن واقع الأزمة"، إذ يواجه آلاف المستأجرين مصيرًا غير واضح، وربما مأساوي، بينما ينحصر قلق البعض في مقتنيات شخصية ورفاهية لا تشبه معاناة المواطن البسيط.
بعد إقرار الإيجار القديم.. موعد الجلسة العامة القادمة لمجلس النواب جمعيات حقوقية تُحذر من أزمة إنسانيةحذرت جمعيات الدفاع عن حقوق المستأجرين من فتح باب الإخلاء دون خطة انتقالية واضحة، مشيرة إلى أن القانون الجديد قد يُعرض ملايين الأسر لخطر التشريد، ما لم يتم توفير بدائل سكنية أو دعم مالي مناسب.
وشددت على ضرورة أن تُراعي التعديلات العدالة الاجتماعية، وتضع حلولًا متدرجة تضمن التوازن بين أطراف العلاقة الإيجارية.
النواب: لا نية للإخلاء العشوائيفي المقابل، أكدت اللجنة التشريعية بمجلس النواب أن أي تعديل لقانون الإيجار القديم سيأتي تدريجيًا، وبما يحقق توازنا عادلا بين المالك والمستأجر.
وأشار نواب إلى أن الغرض الأساسي من التعديل ليس الطرد، بل تحقيق العدالة وتحفيز الاقتصاد العقاري.
كما جرى اقتراح إنشاء صناديق دعم حكومية تستهدف تعويض المستأجرين المتضررين خاصة من الفئات الضعيفة ومحدودي الدخل إلى جانب توفير وحدات بديلة بأسعار مناسبة للمستحقين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الإيجار القديم قانون الإيجار القديم أزمة قانون الإيجار القديم الإیجار القدیم
إقرأ أيضاً:
"قولولي أودي التاريخ ده فين؟".. نبيلة عبيد تتصدّر الترند وتدق ناقوس الخطر بعد تعديل قانون الإيجار القديم
تصدّرت النجمة الكبيرة نبيلة عبيد محركات البحث ومواقع التواصل الاجتماعي خلال الساعات الماضية، بعدما فجّرت موجة من التعاطف الواسع إثر تصريحات صادقة ومؤثرة أعربت فيها عن قلقها الشديد وحزنها العميق من تعديلات قانون الإيجار القديم، والتي قد تُجبرها على مغادرة شقتها التي تقيم بها منذ سنوات طويلة في شارع جامعة الدول العربية.
نبيلة لم تتحدث كنجمة، بل كإنسانة تعيش بداخل "أرشيف حيّ" لكل ما مرّ بها من نجاحات فنية وتفاصيل شخصية، حيث وصفت الشقة بأنها ليست مجرد أربعة جدران، بل "حياتي كلها موجودة هنا"، على حد تعبيرها. وأضافت: "الشقة دي فيها هدومي، مجلاتي، الصحف اللي كتبت عني، الجوائز اللي حصلت عليها، وكل تفاصيل مشواري الفني من أول فيلم رابعة العدوية لحد آخر دور لعبته... دي الذكريات اللي مش هتتعوّض".
وانفعلت قائلة: "قولولي أودي التاريخ ده فين؟ أحطه فين؟! أنا لو جرالي حاجة النهاردة، كل ده هيروح فين؟! الجوائز تترمي؟ تتباع على سور الأزبكية؟!". تساؤلات عبيد حملت وجع فنانة تخشى أن يُمحى إرثها الإبداعي بسبب ورقة قانون.
قانون جديد... وضجة أكبر
وجاءت هذه التصريحات في توقيت بالغ الحساسية، بعد أن وافق البرلمان على مشروع قانون جديد ينظم العلاقة بين المالك والمستأجر للأغراض غير السكنية، وهو ما أثار جدلًا واسعًا وردود أفعال متباينة، خاصة في الأوساط الثقافية والفنية. ورغم التأكيدات بأن القانون يهدف لتحقيق التوازن، إلا أن المخاوف لا تزال قائمة حول مصير كثير من الشقق المؤجرة بنظام قديم، بعضها يسكنه فنانون كبار وشخصيات عامة.
نبيلة عبيد علّقت على ذلك بقولها: "لو القانون هيتم تطبيقه دلوقتي، أنا هودي التاريخ ده كله فين؟ مين هيصونه؟ مين هيعرف قيمته بعدي؟ ده تاريخ مش فردي، ده تاريخ السينما نفسها!".
خطة حكومية لتقليل الأضرار
في المقابل، كشفت وزارة الإسكان عن خطة بديلة لتقليل تداعيات القانون على المواطنين، من خلال توفير وحدات سكنية وأراضٍ بديلة بأسعار مدعومة ضمن مشروع الإسكان الاجتماعي، خاصة للأسر محدودة الدخل المتضررة من التعديلات، مع تفعيل منصة إلكترونية للتسجيل وفقًا لشروط محددة، بالتعاون مع صندوق الإسكان الاجتماعي ودعم التمويل العقاري.
تهدف الخطة إلى منع أي تشريد محتمل، وتقديم حلول عملية لضمان استمرار الحياة الكريمة للأسر المتضررة دون المساس بكرامتهم أو حقوقهم المكتسبة.
رسالة نبيلة... أكبر من السكن
في لحظة صدق نادرة، تحولت صرخة نبيلة عبيد إلى ما يشبه البيان الوطني عن أهمية حفظ التاريخ الفني والإنساني، ليس فقط لها، بل لكل مَن قد يجد نفسه في موقف مشابه. تصدرها للترند لم يكن بسبب عمل فني جديد، بل بسبب ألم حقيقي وقضية تمس آلاف المصريين الذين يسكنون في بيوت ليست مجرد "وحدات سكنية"، بل "أماكن حية للحياة نفسها".