قام المنتج أحمد السبكي بالرد على الانتقادات التي واجهها فيلمه الجديد "الملحد"، الذي سيتم عرضه في جميع دور السينما في مصر بدءًا من 14 أغسطس، وجاء هذا الرد بعد انتشار هاشتاج يدعو إلى مقاطعة الفيلم.

 

وقال أحمد السبكي خلال لقائة في ET بالعربي: "هي الناس شافت الفيلم عشان يوجهون انتقادات، الناس اللي بتهاجم الفيلم عشان خاطر إبراهيم عيسى هما مش بيحبوه وبيقولوا عليه كافر ومرتد بس هو الحقيقة غير كدا وهو مثقف جدا".

 

وأستكمل حديثه قائلا: "والفيلم دا أحلى فيلم عمله إبراهيم عيسى، والفيلم مش بيهاجم الدين الإسلامي ولا حاجة، الفيلم دا يحارب التطرف، وبيعرف الناس أنه في ربنا، والناس لما تشوف الفيلم هتضربله تعظيم سلام، ولو الفيلم يهاجم الدين الإسلامي كانت الرقابة هتوافق عليه أزاي؟!".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: تفاصيل فيلم الملحد الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

هل نحن متطرفون بالمقابل؟

تكشف الحرب الوحشية المستمرة على غزة ما لا يحصى من نتائج التطرف العميق في هيكل إسرائيل، وكيف يمكن أن تبيد السياسات الإسرائيلية المتطرفة أدنى وأبسط شروط السلم والتعايش المشترك، وما المسيرة اليهودية بقيادة وزير الأمن الداخلي التي استهدفت تخريب الأحياء العربية في القدس الأسبوع الماضي، إضافة لإعلان وزير المالية مشروع بناء مستوطنات جديدة في الضفة، إلا تأكيدات على شرعنة إسرائيل لتطرفها، وهذا التطرف الرسمي ليس بجديد، ولعل الجديد نسبيًا هو ارتفاع أصوات رؤساء إسرائيليين سابقين وزعامات داخلية بدأت تنتقد هذا التطرف، فبدأنا نسمع منهم هم اتهامات الإبادة في غزة، والجيش الإسرائيلي الذي هوايته قتل الرضّع، والشبه بين إسرائيل وبين حكومة جنوب أفريقيا العنصرية السابقة؛ فكما يبدو أن التطرف الإسرائيلي أصبح يترسخ كصفة لازمة للدولة يضيق به حتى أهلها.

أما في الغرب فمن الواضح أن غالبية الدوائر الغربية لراسمي السياسات اليوم تتبنى الحل الغربي الذي ورثته من الحقبة الاستعمارية، وهو الحل بالقوة والنفوذ، ذلك الحل الذي عمل على تهجير اليهود الغربيين إلى فلسطين، والذي أقام دولة إسرائيل عبر جهود جماعات إرهابية يهودية، وكما يبدو أن الغرب ما يزال مؤمنًا بهذا الحل القسري للمسألة اليهودية الغربية عبر خلق مشكلة شرقية إقليمية أكبر، وعبر إشعال فتيل العداوة بين اليهود والعرب، وهذا ما تمثله وتفعله إسرائيل.

في الواقع الشرقي للقرن العشرين فإنه حين قامت دولة إسرائيل عام ١٩٤٨م كان عدد من الجاليات اليهودية العربية تعيش في البلاد العربية بطبيعة الحال، وتلك الجاليات اليهودية العربية لا تربطها علاقة بالمسألة اليهودية الغربية وكوارثها ومآسيها، وكان اليهود العرب متوزعين في عدة دول عربية، من العراق للجزيرة العربية إلى مصر، ولعل آخر جالية يهودية عربية في المشرق العربي كانت الجالية اليمنية، والتي خرجت مع حرب غزة الأخيرة حسب الأخبار المتداولة، وفي حد علمنا فإنه لم يبق اليوم من اليهود العرب غير ما تبقى من يهود المغرب العربي؛ أما يهود المشرق العربي فقد أجبروا على الهجرة بسبب قيام دولة إسرائيل وتفجيراتها، على أننا لا نخلي مسؤولية الحكومات العربية آنذاك التي فرطت بمواطنيها اليهود، مدفوعة بالحمية المفترضة، وهجرة اليهود العرب القسرية لإسرائيل تلك أجبرتهم على الانخراط رغمًا عنهم في دولة قومية عنصرية، تصنيفها لليهود يتبع معايير غريبة مختلة، فأصبح اليهود العرب في أسفل سلمها التصنيفي الشاذ.

لو أن تلك الجاليات العربية من اليهود بقت في البلدان العربية الشرقية إلى يومنا، كما يفترض بطبيعة الأمور دون التدخلات السياسية، لكان لتلك الجاليات اليهودية أن تشكل وضعًا طبيعيًا بدل وضع مختلق بالقوة في إسرائيل، وفي خضم هذا العداء العربي الإسرائيلي في عقده الثامن كان يمكن لذلك الوجود الفعلي أن يؤسس خطابًا بديلًا للخطاب الصهيوني المتطرف، وكان لوجودهم العربي أن يمثل دليلا حيا واقعيا على نجاعة أشكال التعايش الطبيعية، التي عرفها الشرق طوال قرون، دون الحلول الغربية القسرية، قبل قيام إسرائيل. واليوم بينما تعلن إسرائيل عدائها السافر لإيران فإن الواقع هو أن تهجير اليهود لم يحدث في إيران حيث ما تزال تعيش فيها جالية يهودية فارسية.

كان الكاتب المسرحي الراحل سعدالله ونوس يقول إننا لن نتغلب على الصهيونية قبل أن نتخلص من صهيونيتنا نحن، وهو يعني بطبيعة الحال تطرفنا المضاد، كما وكتبت الأسبوع الماضي المسرحية العمانية آمنة الربيع في مقالها بهذه الجريدة طارحة التساؤل عن غياب العرب والنخب المثقفة معنا عن التظاهر من أجل وقف الحرب على غزة وإدانة إسرائيل، وما كتبته يبعث على التفكير فعلًا في الوضع العربي المخنوق التعبير، والذي أصبح وضعًا مشبوهًا حيث كل خيار أمام الأفراد هو عبارة عن تحزّب لفئة، حتى بات المرء يخشى أن يناصر العدالة التي يؤمن بها كي لا يسجل موقفًا يحسب لصالح هذه الحركة أو تلك، والواقع أن حرب غزة تثير الكثير من المسائل التي يجب علينا التفكير فيها بجدية.

اليوم تتشكى إسرائيل من حركة المقاومة الإسلامية حماس، بينما يعلم الجميع ما عملت عليه إسرائيل وأجهزتها الاستخباراتية والأمنية من تخريب واغتيال وخنق كل أشكال النضال والمقاومة الفلسطينية، التي كانت جزءًا من المقاومة العالمية وشارك فيها أفراد من مختلف دول العالم، اليسارية منها خاصة، لخطابها المتقدم والمعاصر المختلف، لكن إسرائيل حرصت على تدمير كل ذلك واغتياله وخنقه، بما في ذلك منظمة التحرير الفلسطينية التي حبستها وأوثقتها بمواثيق عملية سلام مزيفة، ووعود جوفاء، جعلت السلطة الفلسطينية مسلوبة المعنى والرمزية، مجردة من السلطات خارج مناطق الحكم الذاتي. منذ عودة ياسر عرفات، الذي قضى نحبه عام ٢٠٠٤م في حصار دام عامين، عبر اتفاقيات أوسلو للسلام، تلك العملية التي يتعرض لها بدقة وتتبع المفكر الفلسطيني الأمريكي إدوارد سعيد في كتابه اتفاق أوسلو، وهو القائل مرة: «لا معنى للتضامن مع القضية الفلسطينية قبل أن يسبقه النقد ويرافقه».

نحن بحاجة إلى النقد، لا نقد الآخر فحسب بل نقد أنفسنا قبل ذلك، لذلك علينا إدراك ووعي حدود وعمق التطرف الذي تجسده الحكومة الإسرائيلية الآن، بما هو تطرف القومية المتعصبة لنقاء العرق، والدين والثقافة، وبينما احترق يهود الغرب بنار هذه الفكرة المتطرفة نفسها في معسكرات النازية، وتحاول ألمانيا اليوم التكفير عن ماضيها بحمل شعلة محاربة معاداة السامية، فإن إسرائيل لا تفعل بالمقابل شيئًا آخر غير إعادة إنتاج المحرقة النازية لليهود، عبر تبديل الأدوار، واستبدال النازية بالإسرائيلية واليهود الغربيين بالعرب الفلسطينيين؛ والواقع أن دول القومية والنقاء العرقي المزعوم هي تجارب بائسة لا تستطيع أن تخرج بنتائج أفضل من إبادة البشر، ولذلك شواهد معاصرة لا تخفى من سكان أمريكا اللاتينية إلى الزنجباريين العرب إلى الأرمن والأكراد والبوسنيين والتوتسي إلى بورما.

إن الخطاب الذي يستدعي التفوق الذاتي، والذي يبحث في الآخر عن عدو، أو ظل عدو، يقوم بشيطنته، ليحكم عليه سلفًا بالجحيم، ويهدر حقه بالحياة، ولا يرى في الآخر غير ذلك العدو الشيطاني الذي يستحق الحرق والتدمير، فيما يحتكر «الجنة» والحقوق المدنية والقانونية له ولخاصته، إنما هو خطاب ظلامي متطرف، لا يستطيع أن يعيش دون ذلك العدو، وسيخترعه اختراعًا إن لزم الأمر، وهذا ما يغذيه التطرف، ويريد أن يستغرق حياة أتباعه فيه، بل ويعرضهم لكل المخاطر والمآسي المترتبة على ذلك، كما ويصنف حتى مجموعته الذاتية التي تكونه إلى مع وضد، وبذلك يعيد شطر ذاته إلى ما لا نهاية، وهذا هو الجحيم بعينه إذا استعدنا بيت عمر الخيام: إن الجحيم لصحبة الجهّال.

إذا سلمنا جدلا بأن التطرف غير موجود معنا فإن الجرائم الإسرائيلية تدفعنا دفعًا للتطرف المضاد بالمقابل، وهو ما يجب أن نخشى ونحذر الوقوع فيه، لأن التطرف المضاد ربما يكون أسوأ من التطرف نفسه، بما هو مجرد ردة فعل، والواقع أن لا شيء يحمي المجتمعات من ذلك مثل الوعي المستنير، بأن ما حدث ويحدث في غزة هو جريمة مرفوضة سواء في غزة أو في أي مكان آخر من العالم بلا استثناء، وكوننا وقعنا كعرب ضحية مثل هذه السياسات والقوى العسكرية الغاشمة فإن ذلك يشعرنا حجم الظلم وحجم المسؤولية الإنسانية كي نقف مع كل ضحايا التطرف والنزعات العرقية في أي مكان من العالم، وأن لا نسقط في الدائرة التاريخية المظلمة التي يسجن التطرف فيها نفسه ويريد بالقوة أن يسجن العالم بأسره داخلها.

إبراهيم سعيد شاعر وكاتب عُماني

مقالات مشابهة

  • يسرا اللوزي تتعرض للانتقادات بسبب إطلالتها الجريئة في دبي
  • ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني
  • تأجيل النظر في دعوى منع سعد الدين الهلالي من الفتوى والظهور الإعلامي لـ15 يونيو
  • مصر: نجيب ساويرس يثير تفاعلا بتدوينة عن التصدي لمن يخوضون في شرف وأعراض الناس
  • اليوم.. دعوى منع سعد الدين الهلالي من الفتوى والظهور الإعلامي
  • هل نحن متطرفون بالمقابل؟
  • شوف الشخصيات المسيطرة على شاشة الأحداث المهمة هذا الأسبوع
  • عيسى ينتقد غياب ليبيا عن مؤتمر الآلية الثلاثية لدول الجوار في مصر   
  • سيف عيسي يتألق ويفوز على صاحب ذهبية أولمبياد طوكيو ويحقق كأس السوبر السعودي للتايكوندو
  • خطيب المسجد الحرام: يبقى الدين في الناس ما بقيت فيهم شعائره