سودانايل:
2025-06-03@03:03:48 GMT

ماذا نقصد عندما نستعمل عبارة ( دولة ٥٦)

تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT

تنويه ،
يقرأ مع المقال السابق بعنوان (اسباب وعوامل فشل وتفكك ما يسمى بدولة ٥٦)
كنت قد وعدت القراء بالعودة الى موضوع دولة ٥٦، وهانذا افعل.
ماذا نقصد عندما نستعمل عبارة ( دولة ٥٦)
نقصد الدولة التى قامت وما زالت فى السودان منذ الاول من يناير ١٩٥٦.
السؤال هو هل هناك بالفعل مثل هذه الدولة؟
عند اطلاق اسم او تعريف معين لفترة حكم محددة بفترةزمنية محددة لابد ان تكون مختلفة عن الفترة التى سبقتها ومختلفة كذلك عن الفترة التى تلتها.

ومصادر الاختلاف كثيرة خاصة عندما نتحدث عن دول نشأت واستمرت لفترات زمنية طويلة.حينها يمكن اطلاق اسم مختلف على كل فترة من تلك الفترات.
الدولة او اى نظام حكم تكون له مرجعية فكرية اوسياسية ويحتل حيزا جغرافيا معينا وله حدود سياسية مع جيرانه وله مؤسسات تشريعية ونظم ادارية ودستور وقوانين.. الى ٱخر ما يتطلبه ادارة الدولة.فاذا اختلفت هذه المعطيات بين نظام حكم وما قبله وما بعده،جاز لنا ان نعرف هذا النظام باسم او توصيف يختص به.
وفى السودان نستطيع ان نطلق اسم دولة على عدة فترات من تاريخنا.
وبالرجوع الى التاريخ الحديث لبلادنا فنجد انه بعد دخول المسيحية قامت دولة مسيحية كانت مرجعيتها الاساسية هى الدين المسيحى وما استتبع ذلك من تشريعات ومؤسسات وحكمت تلك الدولة حيزا جغرافيا محددا وكانت لها حدود سياسية معروفة.
بدخول الاسلام انتهت الدولة المسيحية وقامت مكانها دولة اسلامية ربما كانت لها عدة عواصم ولكنها اشتركت فى المرجعية الواحدة وهى الدين الاسلامى وما استتبعه من تشريعات وقوانين ونظام حكم وكانت تحكم حيزا حغرافيا محددا ولها حدود سياسية معروفة.
الفتح التركى عام ١٨٢١ انهى تلك الدولة وانشأ مكانها دولة اخرى عرفت بالعهد التركى جاءت بمرجعياتها الاستعمارية وتشريعاتها ومؤسساتها وحكمت حيزا جغرافيا محددا وكانت لها حدود سياسية معترف بها واستمرت حتى عام ١٨٨٥.
جاءت بعد ذلك الدولة المهدية التى حكمت ما بين اعوام ١٨٨٥ و١٨٩٨ وكانت لها مرجعيتها التى اختلفت عن الدولة التركية وحكمت حيزا جغرافيا محددا وكانت لها حدود سياسية ومؤسسات حكم وتشريعات اختلفت عما سبقها.
ثم جاء الحكم الثنائى بعد ذلك واستمر حتى عام ١٩٥٦ بمرجعيات مختلفة وقوانين ومؤسسات لا علاقة لها بدولةالمهدية وتختلف عنها اختلافا جذريا.
هذه كلها فترات حكم تختلف كلا منها عن الاخرى فى الكثير ،فى مرجعيتها الفكرية والسياسية ,فى مؤسسات حكمها وتشريعاتها, فى الحيز الجغرافى الذى تحكمه وفى حدودها السياسية مع جيرانها واحيانا حتى فى الاسر والعوائل او القبائل التى يكون لها الحكم او تتوارثه. ولذلك نستطيع ان نعرف كلا منها باسم محدد.
فهل ما تلى ذلك من انظمة الحكم فى السودان هو نظام واحد يمكن ان نعرفه باسم واحد
منذ العام ١٩٥٦ مرت على السودان سبعة انظمة حكم تختلف كلا منها عن الاخرى فى الكثير.فهناك فترة اول حكومة وطنية والتى اعقبها انقلاب عبود الذى تلته فترة ديمقراطية اخرى بدات فى عام ١٩٦٤ لتكون نهايتها على دبابات النميرى فى ٢٥ مايو ١٩٦٩ التى ازلناها بثورة شعبية فى ابريل ١٩٨٥ لتقوم مكانها حكومة ديمقراطية لنفاجأ بانقلاب الانقاذ فى ٣٠ يونيو ١٩٨٩.كانت كل فترة ديمقراطية يعقبها انقلاب وكل انقلاب تعقبه فترة انتقالية قصيرة ثم تأتى فترة ديمقراطية قصيرة هى الاخرى.
كل فترات الحكم هذه كانت مختلفة عن بعصها البعض فى مرجعياتها الفكرية والسياسية وفى مؤسسات الدولة وفى تشريعاتها وقوانينها فلا يمكن الادعاء ان هناك نظام واحد او سلطة واحدة ذات مرجعيات واحدة ومؤسسات واحدة حكمت السودان منذ عام ١٩٥٦.بل ان نظام الانقاذ مثلا،وهو النظام الذى استمر اطول مدة, وبعد انفصال الجنوب اختلف حتى فى الحيز الجغرافى الذى يحكمه وفى الحدود السياسية التابعة له.
وفى كل هذه الفترات كانت الدساتير تتغير والتقسيمات الادارية تتغير بل ان اسم الدولة نفسه تغير عدة مرات وتغير علم الدولة ورمزها بحيث لم تعد هى الدولة التى ورثناها فى الاول من يناير عام ١٩٥٦
الاحرى بنا ان نسمى تلك الفترات كلا باسم مختلف فنقول الديمقراطية الاولى والديمقراطية الثانية والديمقراطية الثالثة وكذلك الحكم العسكرى الاول والحكم العسكرى الثانى والحكم العسكرى الثالث والحكم العسكرى الرابع وهو ما نعيش تحته الان.
المنطق يقول ان السودان ومنذ الاستقلال لم يحكم ابدا بنظام حكم واحد يمكن ان نطلق عليه دولة ٥٦
ومن المؤكد انه سوف تكون هناك دولة جديدة بعد انتهاء هذه الحرب اللعينة.
محمد فائق يوسف
٢٨ يوليو ٢٠٢٤  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وکانت لها کانت لها عام ١٩٥٦ نظام حکم دولة ٥٦

إقرأ أيضاً:

حماس تدين مقترحا أمريكيا لإقامة دولة فلسطينية على جزء من فرنسا

عبّرت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الأحد، عن إدانتها الشديدة للتصريحات الصادرة عن السفير الأمريكي لدى الاحتلال مايك هاكابي، التي اقترح فيها إقامة الدولة الفلسطينية على جزء من الأراضي الفرنسية، ردا على موقف فرنسا الداعي للاعتراف بالدولة الفلسطينية.

وقالت حركة حماس في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، إن "هذه التصريحات استخفافًا صارخًا بالحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا، وانتهاكًا فاضحًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، كما تؤكد مجددًا الانحياز الأمريكي الكامل للاحتلال الصهيوني ونهجه الاستعماري التوسّعي".

وتابعت: "هذا التصريح المشين يعكس تبنّيًا وقحًا لسردية الاحتلال الفاشي المتنكرة لحقوق شعبنا في أرضه ومقدساته، ويشكّل غطاءً سياسيًا لجرائم حكومة نتنياهو الإرهابية، في مساعيها لفرض واقع الإبادة الوحشية والتهجير القسري".

واستنكرت هذه التصريحات المنحازة، مطالبة في الوقت ذاته المجتمع الدولي والأمم المتحدة، بوقفة جادة لإسناد الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع لنيل حريته، "وتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على أرضه".

وفي وقت سابق، اعتبر وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "إسرائيل" ستبني "الدولة اليهودية الإسرائيلية" في الضفة الغربية، غداة إعلانها إقامة 22 مستوطنة جديدة في الأراضي المحتلة.



وأضاف كاتس في بيان صادر عن مكتبه "هذا رد قاطع على المنظمات الإرهابية التي تحاول إيذاءنا وإضعاف قبضتنا على هذه الأرض"، على حد وصفه.

وقال إن هذا التوجه رسالة واضحة أيضا للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأصدقائه: هم سيعترفون بدولة فلسطينية على الورق، ونحن سنبني الدولة اليهودية الإسرائيلية هنا على الأرض".

والجمعة، قال الرئيس ماكرون، إن الاعتراف بدولة فلسطين هو "واجب أخلاقي"، وذلك خلال زيارته إلى سنغافورة ضمن جولة آسيوية.

وأكد ماكرون أن الاعتراف بدولة فلسطين هو واجب أخلاقي وضرورة سياسية، وتحدث عن شروط لكي يحدث هذا الاعتراف.

وأوضح أنه من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية يتعين تلبية شروط مثل "اعترافها بإسرائيل وحقها في العيش بأمان، ونزع سلاح حماس، وعدم مشاركة الحركة في الحكومة الفلسطينية، والإفراج عن الأسرى".

وعلى صعيد الأوضاع بقطاع غزة في ظل استمرار حرب الإبادة والحصار الإسرائيلي الخانق، ذكر ماكرون أنه "إذا لم تقدم إسرائيل حلا مناسبا للوضع الإنساني في القطاع خلال الساعات والأيام المقبلة، فيجب اتخاذ موقف مشترك أكثر صرامة ضدها".

مقالات مشابهة

  • وكالة الأنباء السودانية: رئيس الوزراء الجديد يحل حكومة تصريف الأعمال
  • تمديد فترة بقاء مواطني الدولة في اليابان إلى 90 يوماً
  • الاعيسر في خطاب الوداع: أعلن عن تبرعي براتبي الشخصي طيلة فترة خدمتي وزيراً للثقافة والإعلام
  • آل موسى: لا أعلم كيف خرجت مني عبارة “عض على شحمه” .. فيديو
  • حماس تدين مقترحا أمريكيا لإقامة دولة فلسطينية على جزء من فرنسا
  • عبدالله: نريد دولة تبسط سيادتها على كل الارض
  • فرحة العيد تُشوهها الشحاتة.. ماذا فعلت الدولة لمواجهة التسول؟
  • ماذا قالت شيخة النويس عن ترشحها لمنصب أمين عام منظمة الأمم المتحدة للسياحة؟
  • إدريس كامل يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لوزراء السودان
  • العقوبات الاقتصادية الأميركية على السودان: شلّ الاقتصاد أم كبح آلة الحرب؟