شكلت مبادرة «إيد واحدة»، خطوة قوية للتعاون والتنسيق بين المجتمع المدنى والجهات الحكومية، حيث تمثل المبادرة ثمار تعاون التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى مع وزارة التضامن الاجتماعى ومؤسسة حياة كريمة والهلال الأحمر المصرى.

«عبدالقوي»: من ملامح التحضر والنهضة التي تمكنت الدولة المصرية من الوصول إليها على مدار السنوات الماضية

وقال د.

طلعت عبدالقوى رئيس الاتحاد العام للجمعيات والمؤسسات الأهلية، لـ«الوطن»، إن هذا التعاون المثمر، يعود بالنفع على المواطن المصرى فى المقام الأول، فضلاً عن آثار ذلك على ملف الحماية الاجتماعية بشكل عام.

ملف الحماية الاجتماعية قائم على التكاتف بين كافة أطياف المجتمع

وأوضح أن ملف الحماية الاجتماعية قائم على التكاتف بين كافة أطياف المجتمع، وهذا التعاون يؤكد حرص الحكومة على الارتقاء بهذا الملف وتعزيزه، فالتعاون بين مؤسسات المجتمع المدنى والجهات الحكومية، من الأمور المهمة جداً، وملمح أساسى من ملامح التحضر والنهضة التى تمكنت الدولة المصرية من الوصول إليها على مدار تلك السنوات: «توفير الحماية الاجتماعية للمواطنين الأكثر احتياجاً، جهد كبير لا يمكن للحكومة القيام به وحدها ولا يمكن للمجتمع المدنى أن يقوم به وحده، والتعاون بينهما أساسى من أجل وصول الخدمة بشكل سليم لمستحقيها، والتنسيق يسهم فى خروج خدمات ذات جودة أعلى ووصولها لرقعة أكبر من المستحقين».

وأشاد بدور «إيد واحدة» فى توفير شتى أنواع الخدمات، سواء غذائية أو طبية أو غيرها، ولفت إلى أن الجمهورية الجديدة تقوم على أساس التعاون المشترك بين كافة أطياف المجتمع «حكومة، ومجتمع مدنى وشعب»، وهذا التعاون يسهم بدوره فى تقليل نسبة الفقر فى المجتمع وانتشار العدالة الاجتماعية وتطبيق مبدأ السلام الاجتماعى، فضلاً عن أهميته فى الوقت الحالى، وذلك لأثره فى تخفيف آثار الأزمة الاقتصادية الحالية عن المواطنين الأكثر احتياجاً.

 «مديح»: تقديم الدعم التنموي الشامل لـ«الأكثر احتياجا» كان ضرورياً في أعقاب جائحة «كورونا»

وأكدت الدكتورة جيهان مديح، رئيس حزب مصر أكتوبر، أن إطلاق وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، ومؤسسة حياة كريمة، والهلال الأحمر المصرى، حملة «إيد واحدة»، خطوة ضرورية لدعم الفئات الأولى بالرعاية فى ظل الظروف الاقتصادية الصعبة الاستثنائية التى أعقبت جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية وأخيراً التوترات والصراعات فى المنطقة، ما يستوجب عملاً مضنياً من الحكومة ومنظمات المجتمع الأهلى والمدنى لتوفير مظلة حماية اجتماعية لتلك الفئات، مشددة على أن حملة إيد واحدة تمثل نموذجاً يحتذى به فى تقديم الدعم التنموى الشامل للأسر الأكثر احتياجاً، حيث تستهدف تقديم العون والمساعدة لمليون ونصف أسرة فى كافة أنحاء الجمهورية.

 «وهدان»: تسهم فى تعزيز الترابط المجتمعى وتخلق حالة من التكافل فضلاً عن الثقة بين الشعب والحكومة

وقال النائب سليمان وهدان، نائب رئيس حزب الوفد، إنّ إطلاق المبادرة يؤكد الدور الكبير والمهم للمجتمع المدنى فى الوصول للفئات المهمشة، التى تحتاج حقاً إلى الدعم، وأن مؤسسات المجتمع لديها قدرة على الوصول لأكبر عدد من الأكثر احتياجاً فى أماكن مختلفة على مستوى الجمهورية، من خلال شبكة المتطوعين المنتشرين فى كافة المحافظات والقرى، وبذلك تمثل تلك المؤسسات والجهات، ذراعاً من أذرع الحكومة لتنفيذ خططها فى الدعم والمساندة.

ولفت إلى أن المبادرة جاءت فى توقيت حساس، موضحاً أن الوقت الحالى يشهد ظروفاً اقتصادية صعبة، وأزمات دولية متعددة، سواء على الصعيد الأمنى أو الصعيد الاقتصادى، وغيرهما من الأصعدة، بالتالى اختيار توقيت إطلاقها كان موفقاً، فضلاً عن أن ذلك يعكس شعور الدولة والمجتمع المدنى بالمواطن المصرى، إلى جانب تعظيم دور المجتمع المدنى فى تعزيز الترابط المجتمعى، لافتاً إلى أن انتشار المبادرات التى تعمل على توفير الدعم الاجتماعى للمواطن المصرى الأكثر احتياجاً، يسهم فى تعظيم المشاركة الاجتماعية وتعظيم دور الفرد فى المجتمع، بالتالى ازدهار الحياة الاجتماعية والتى بدورها تؤدى إلى تماسك الجبهة الداخلية للمجتمع، وتؤكد أن هذه هى المبادئ التى تقوم عليها الجمهورية الجديدة.

وأكدت النائبة إيلاريا حارص، عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، أنّ الحملة بمثابة مبادرة إنسانية تجسد أبهى صور التضامن والتكافل الاجتماعى من خلال تقديم دعم تنموى شامل لمليون ونصف مليون أسرة من الأسر الأكثر احتياجاً فى مختلف أنحاء مصر، خاصة أنها تأتى بالتعاون المثمر بين وزارة التضامن الاجتماعى والتحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، بالإضافة إلى مؤسسة حياة كريمة والهلال الأحمر المصرى وصندوق تحيا مصر، وهى مؤسسات وطنية حازت على ثقة المصريين، موضحة أن الحملة لن تقتصر على تقديم الدعم الغذائى فقط، بل ستعزز أيضاً قيم التراحم والتكافل بين أفراد المجتمع المصرى، إذ تعتبر مثالاً حيّاً على كيفية تكاتف الجهود مؤسسات الدولة المصرية مع منظمات المجتمع الأهلى والمدنى من أجل تحسين الظروف المعيشية للأسر التى تواجه صعوبات، مما يعكس الروح الحقيقية للتعاون والتكافل الاجتماعى، لافتة إلى أنها تظهر التزاماً عميقاً بمبادئ الإنسانية والتضامن.

وكشف النائب حسام أبوزيد، عضو لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب، أن جهود التحالف الوطنى للعمل الأهلى والتنموى، ركن مهم فى عملية التنمية بالدولة، وداعم لمنظومة شبكات الحماية الاجتماعية بتكامل عمله مع جهود الحكومة والقطاع الخاص، بحيث تعمل القطاعات الثلاثة (الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الأهلى) من أجل تحقيق التنمية المجتمعية والأنشطة الخدمية لمصلحة المواطنين على امتداد محافظات مصر، مشيراً إلى أن الحملة تتضمن تقديم حزم غذائية متكاملة للأسر الفقيرة لضمان حصولها على الاحتياجات الأساسية من الغذاء، حيث تُوزع هذه الحزم بانتظام لتغطية أكبر عدد ممكن من الأسر، ما يسهم فى تحسين الوضع الغذائى للأسر المستفيدة والحد من معدلات سوء التغذية، كما تشمل تقديم دعم نقدى مباشر للأسر المحتاجة.

ووصف اللواء صلاح المعداوى، أمين عام حزب حماة الوطن بالقاهرة، المبادرة بأنها تسعى لتحسين الحياة اليومية للأسر التى تعانى من صعوبات اقتصادية، من خلال تقديم الدعم الغذائى والنقدى والخدمات الصحية، كما تشمل تنفيذ برامج توعوية تهدف إلى مواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية التى تواجه هذه الأسر، مع التركيز على خدمة مليون ونصف مليون أسرة من الفئات الأكثر احتياجاً: «هناك تنظيم ملحوظ فى آلية عمل مبادرة إيد واحدة، حيث جاءت تشمل محاور محددة، تقدم فيها الخدمات، وذلك يضاعف استفادة الأهالى»، ولفت إلى أن التعاون بين مختلف الجهات والمنظمات يعكس الشراكة الحقيقية التى تستهدف عبور الأزمات وتحقيق التنمية الشاملة.

 

 

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الأكثر احتياجا القرى الفقيرة الوطنى للعمل الأهلى الحمایة الاجتماعیة الأکثر احتیاجا المجتمع المدنى تقدیم الدعم إید واحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مركز التعلّم بـ الموج مسقط.. يُعزّز حضور المتحف الوطني في المجتمع ويُقدّم تجربة تعليميّة تفاعليّة

/العُمانية/ يمثّل "مركز التعلّم" بالموج مسقط، التابع للمتحف الوطني، خطوةً استراتيجية نحو توسيع نطاق الوصول إلى المجتمع، وتعزيز حضور المتحف ثقافيًّا خارج مقره الرئيس، ويُعد نموذجًا متقدّمًا في مجال التربية المتحفيّة، وإيجاد بيئات ثقافية حية قادرة على استيعاب تطلعات الأفراد وتعزيز ارتباطهم بالموروث الثقافي لسلطنة عُمان، بما ينسجم مع توجهات سلطنة عُمان في جعل الثقافة جزءًا لا يتجزأ من التنمية الشاملة، وبناء إنسان متصل بجذوره ومنفتح على العالم، إذ يوظّف أساليب تفاعلية مستوحاة من مقتنيات المتحف، تجمع بين التعليم، والفن، والترفيه، بما ينسجم مع احتياجات شرائح متنوعة من المجتمع المحلي والزوار الدوليين على حد سواء.

وقالت أمينة بنت عبد الله العبرية، رئيسة قسم مركز التعلّم: "إن مركز التعلّم بالموج مسقط يهدف إلى تقديم تجربة تعليمية مزدوجة للزوار من مختلف الجنسيات، ويسهم في توسيع دائرة الجمهور المستهدف؛ إذ تُقام فيه فعاليات متنوعة تشتمل على حلقات عمل فنية للكبار، وحلقات تدريبية لطلبة الجامعات والكليات، وعروض مسرحية للأطفال، مما يسهم في تقديم تجربة تعليمية وثقافية متميزة ومتكاملة للأطفال ولكافة أفراد الأسرة".

وأضافت: "يقدم المركز فقرة "الحكواتي" ضمن سلسلة أدب الطفل من خلال قراءة السلسلة القصصية (سلطنة عُمان في الزمان والمكان) وهي عبارة عن (٦) قصص باللغة العربية، موجّهة خصيصًا للأطفال وطلبة الحلقة الأولى، وتُبرز مراحل مهمة من حياة شخصيات عُمانية تاريخيّة عاشت في أزمنة وأمكنة مختلفة، بين القرن الثاني الهجري والقرن العشرين الميلادي، كما يقدم برامج فنية متخصصة لفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة، تسهم في دمجهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، بما يعزز الفهم والمعرفة لديهم في المجال المتحفي".

وأشارت إلى أن مركز التعلّم بالموج مسقط، وبدعم من شركة (بي بي عُمان)، نفّذ فعاليات البرنامج الصيفي "صيفنا إرثٌ وهويةٌ"، من خلال حلقات عمل فنية متخصصة استمرت أسبوعين، خلال الفترة (من 13 إلى 24 يوليو 2025م). وقد استُوحي محتوى كل حلقة من أحد مقتنيات المتحف أو مما يرتبط بالموروث العُماني، لتكون نقطة انطلاق للطلبة في تنفيذ مشروعاتهم الفنية، باستخدام خامات متعدّدة مثل الورق، والطين، والألوان، والنسيج. ولا تقتصر أهمية البرنامج على الجانب المعرفي فحسب، بل تمتد إلى غرس الهوية الوطنية، وربط الطلبة برموز وتاريخ عُمان.

وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من أنشطة وبرامج فرع مركز التعلّم بالموج مسقط، خلال الفترة من تأسيسه في عام (2023م) حتى (نهاية يوليو 2025م) (3657) مستفيدًا، مما يعكس الإقبال المتزايد على المبادرات الثقافية والتعليمية التي يقدمها المركز، ويؤكد على حضور المتحف الوطني في الفضاء المجتمعي خارج مقره الرئيس.

ومنذ بداية العام الجاري استضاف المركز حلقة فنية حول رسم الطبيعة العُمانية بألوان الباستيل، قدمتها الفنانة الأمريكية "مادلين دياز"، وشارك فيها عدد من الطلبة الذين عُرضت أعمالهم لاحقًا في المعرض الفني "مسارات جديدة" في المتحف الوطني، وهو ما يعكس التكامل بين البرامج التعليمية والمعارض الفنية، كما شهد تنظيم سلسلة من العروض المسرحية بالتعاون مع "موسكو ليزا بارك"، ومسرح الأطفال "سكازكين دوم".

يشار إلى أن مركز التعلم بالمتحف الوطني يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وهو مجهّز وفق أعلى المقاييس الدولية، ويقدّم برامج تعليمية متنوعة تهدف إلى رفع الوعي العام بالتراث العُماني، وتشمل برنامج الزيارات المدرسية، وبرنامج طلبة الجامعات والكليات، وبرنامج العائلات، وبرنامج التعليم المستمر، وبرنامج الأشخاص من ذوي الإعاقة، وبرنامج قراءات في أدب الطفل، وبرنامج التوعية المجتمعية، مما يوجد المزيد من الاهتمام بين جميع الزوار بالتاريخ الثقافي العريق لعُمان.

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف: صحح مفاهيمك مبادرة وطنية لتحصين المجتمع ومواجهة التطرف والتراجع القيمي
  • الحكومة تطلق مبادرة صحح مفاهيمك برعاية وزير الأوقاف
  • «المركز الوطني للامتحانات» يعلن منح الدرجات التعويضية ويفتح باب تقديم الطعون
  • مدبولي يرأس اجتماع الحكومة بمدينة العلمين لمتابعة المشروعات والخدمات
  • المجلس الوطني يرحب بعزم بريطانيا الاعتراف بفلسطين
  • اليوم .. مدبولي يترأس اجتماع الحكومة في المقر الصيفي بالعلمين
  • 112 اسماً دفعة واحدة.. برلماني يهاجم سفراء الرعاية الاجتماعية (قوائم)
  • ليبيا وصندوق السكان يتفقان على تطوير برامج مشتركة لخدمة المجتمع
  • من دفء الأمس إلى صمت اليوم.. التحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي
  • مركز التعلّم بـ الموج مسقط.. يُعزّز حضور المتحف الوطني في المجتمع ويُقدّم تجربة تعليميّة تفاعليّة