سودانايل:
2025-12-13@16:18:33 GMT

السودان – سيناريو حل الدولتين.!!

تاريخ النشر: 3rd, August 2024 GMT

حروب الشرق الأوسط وشمال افريقيا، المخطط لها بعناية فائقة بسياسات الخارجية الأمريكية، ووكالة المخابرات الأمريكية، وبالأخص في عهد مستشارة الأمن القومي الأمريكي الدكتورة كونداليزا رايس، قد أتت أكلها بتقسيم ليبيا إلى دولتين – إحداها محكومة من طرابلس والأخرى عاصمتها بنغازي، وبعد حرب العراق تمتع إقليم كردستان بحكم شبه ذاتي في إطار دولة فدرالية ديمقراطية، واليمن قسمت ليمنين، وحرب السودان جعلت سيناريو حل الدولتين يلوح في الأفق، ليكون خياراً من الخيارات المطروحة بخجل، على الأقل حتى الآن، وما يدفعنا لتغليب كفة سيناريو حل الدولتين هو ذلك التمدد الكبير الذي أحرزته قوات الدعم السريع في الميدان، وانتقائها لولايات بعينها، دون التوسع نحو ولايات أخرى هي الأقرب للعاصمة التي تسيطر على أجزاء واسعة منها، فمع إمكانياتها العسكرية الكبيرة إلّا أن أول ما بدأت به هذه القوات هو الاتجاه جنوباً وغرباً، نحو الجزيرة والنيلين الأبيض والأزرق وكردفان ودارفور، ما يشي بأن هنالك استراتيجية محددة للمتحركات العسكرية، ومن الواضح سعي هذه القوات الحثيث لحسم معارك الفاشر وكوستي والأبيض والقضارف وشندي، لفرض أمر واقع على المؤثرين في الشأن السوداني، وللوساطتين السعودية والسويسرية، فعبور قوات محمد حمدان دقلو الحدود الجنوبية لولاية نهر النيل متجهة شمالاً، بمثابة وضع الحدود الفاصلة بين دولة عاصمتها الخرطوم، وأخرى جعلت من بورتسودان مقراً لها، ومن المؤمل أن يتم التوقيع على اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجيشين، بعد أن يتم تحديد الحدود الفاصلة بين الدولتين، فهذا السيناريو ترجحه المواقف المتصلبة للجيش الذي تقوده عناصر متطرفة من حزب المؤتمر الوطني، تقف من وراءها دول لها تأثيرها الكبير في الإقليم.


السودان وليبيا واليمن والعراق بينها قواسم مشتركة مساعدة على التفتت والتفكك، والفشل في البقاء ككيان واحد، والسودان كنموذج نلاحظ فيه أن هذه القواسم المشتركة تعكسها الحروب المندلعة منذ ما قبل الاستقلال، والتي أدت في آخر المطاف لفصل جنوبه عن شماله ما أدى لولادة أول دولة مستقلة من كيان السودان الكبير، الذي برزت ارهاصات شبه استحالة استمراره موحداً، كما ارتفعت بعض الأصوات المطالبة بالتسريح بإحسان، لبعض اجزاءه التي لم تصمد في أن تكون وطناً جامعاً – على عكس ما انشد حسن خليفة الفنان الوطني الغيور، فكما صدم الطيبون من السودانيين بانفصال الجنوب، يجب أن لا يندهشوا إذا ما آلت الأمور لانقسام آخر، يشفي صدور قوم مهمومين بالتخلص من عبء الدولة الشاسعة الواسعة التي حدد ملامحها المستعمر، فبعد المآسي التي خلفتها حرب أبريل والتشرد والنزوح الذي طال السودانيين، يمكن للجهات ذات المصلحة أن تبتز وتقايض طرفي الحرب بالسلام مقابل التقسيم، وهذا سيكون الهدف غير المعلن من تهيئة الأوضاع منذ وقت مبكر للاحتقان الذي أفرز الحرب، فصناعة الحروب وإخماد نيرانها بما يتوافق ومصالح القوى الإقليمية والدولية، من ممارسات أجهزة مخابرات (الدول العظمي)، التي على رأسها الولايات المتحدة وروسيا وحلفائهما، فتوقيت حرب السودان جاء بعد عام من حرب روسيا – أوكرانيا، وقبيل اندلاع حرب غزة بأشهر، وهنا لابد من الربط بين هذه الحروب بالنظر إليها من خارج الصندوق، لنرى التماهي الروسي الإيراني والصداقة الحميمة لإسرائيل والولايات المتحدة، فكما أراد الأمريكان والإسرائيليون تذويب قطاع غزة بتوريط إيران وجرها لحرب يعلم أحفاد إسحق أنهم المنتصرين فيها، كذلك هيأ أصحاب المعبد لحرب السودان.
فشل النخبة السودانية في توحيد السودان أسال لعاب القوى الإمبريالية القديمة، واستعجلها لالتهامه مجزئاً، ودفعها لتفويت الفرصة على الدب الروسي الذي وطأ جغرافيا الغرب الافريقي، حتى لا يبتلع السودان المشروع المؤجل لمستعمريه، الذين خرجوا منه اسماً لكنهم تركوا أبناءه غير البررة الذين عملوا على إطالة أزمنة فشل الدولة، إلى هذا اليوم الموعود، فقصور رؤية النخبة الوارثة للدولة من حكم البريطانيين، لابد وأن يورث الشعب السوداني أوطاناً مجزأة، فالبريطانيون أصحاب السبق الاستعماري لهذه الرقعة الجغرافية، لن يسمحوا للساسة الأغبياء من أبناء البلد لأن يستمروا في ممارسة الفوضى السياسية إلى ما لا نهاية، فالتدخل الدبلوماسي الخفي للمملكة المتحدة في خط حرب السودان، لم ينتبه له حتى بعض أصدقاء السودان، وهو تدخل ذكي يعرف من أين تؤكل الكتف، والهيستيريا التي أصابت ما تبقى من النخبة الفاشلة الممثلة في بقايا جماعة الاخوان المسلمين التي تخرج عرّابها من أكسفورد، هو نتيجة للبلاهة السياسية التي تؤول بمعتنقها إلى الهلاك، وكما يخبرنا ديننا الحنيف أن ما يحيق بنا دائماً يكون من كسب أيدينا، وما سويسرا وجدة إلّا خيطين رفيعين من الخيوط الحائكة لإعادة رسم الخارطة الجيوسياسية، لهذا القطر الذي يفاخر سكانه بأن مساحة أرضه تبلغ المليون ميل مربع، دون أن يبذل هؤلاء السكان جهداً في زراعة خمسة بالمائة من مساحته بالقمح، وكما أخبرنا كبراءنا أن الأرض لمن يفلحها، لذلك لن تدعنا القوى الحريصة على الرفاه العالمي أن نقف حجر عثرة أمام استنفاع الإنسانية من خيرات هذه الأرض الحلوب، فقد تضافرت كل العوامل المؤدية لحسم فوضى النخبة السودانية الفاشلة، وآن أوان سماع المريض لتفاصيل روشتة الطبيب العالم ببواطن العلل والأسقام التي يحتويها جسده.

إسماعيل عبد الله
[email protected]  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حرب السودان

إقرأ أيضاً:

إنجلترا تواجه ''أسوأ سيناريو'' مع ارتفاع حالات الإنفلونزا بـ55% خلال أسبوع

قالت ميغانا بانديت: "مع الطلب القياسي على أقسام الطوارئ وخدمات الإسعاف، وإضراب الأطباء المقيمين الوشيك، فإن موجة الإنفلونزا تضع الهيئة أمام أسوأ سيناريو ممكن".

تشهد هيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا موجة من الإنفلونزا، إذ ارتفع عدد المرضى المصابين بالفيروس داخل المستشفيات بنسبة 55% خلال أسبوع واحد، ليصل متوسط المصابين يوميًا إلى 2,660 مريضًا، وهو أعلى رقم في هذا الوقت من العام.

وقالت ميغانا بانديت، المديرة الطبية الوطنية في الهيئة إن "عدد المرضى داخل المستشفيات مرتفع بالنسبة لهذا الوقت من السنة".

وأضافت: "مع الطلب المتزايد على أقسام الطوارئ وخدمات الإسعاف، وإضراب الأطباء المقيمين الوشيك، فإن موجة الإنفلونزا الشديدة تضع الهيئة أمام أسوأ سيناريو ممكن"، مشددة على أن العاملون ''يبذلون أقصى جهودهم لتقديم أفضل رعاية للمرضى".

وأشار تقرير الهيئة إلى أن أعداد مرضى الإنفلونزا في المستشفيات سجل ارتفاعا بشكل مفزع مقارنة بالعام الماضي (1,861 مريضًا) وعام 2023 (402 مريضًا).

وناشدت بانديت المواطنين المؤهلين للتطعيم الإسراع بحجز المواعيد أو زيارة مراكز التطعيم، مؤكدة أن اللقاح يمثل أفضل وسيلة لحماية الأفراد والمجتمع من مضاعفات المرض.

Related بريطانيا تفرض قيودا على تصدير اللقاحات ضد الانفلونزا فايزر- بايونتيك ستبدآن تجارب على لقاح مركب مضاد لـ"كوفيد-19" و"الانفلونزا"منظمة الصحة العالمية: خطر كوفيد-19 قد يصبح "هذا العام" شبيهًا بخطر الانفلونزا الموسمية

وفي سياق متصل، أشار خبراء الصحة إلى أن التصريحات الأخيرة لبعض قيادات الهيئة حول ضرورة ارتداء الكمامات من قبل المصابين بالإنفلونزا قد تسببت في "ارتباك" لدى الجمهور بشأن الإجراءات الاحترازية المطلوبة.

وقالت فرانشيسكا كافالارو، من مؤسسة الصحة، إن الضغوط الحالية تكشف هشاشة النظام الصحي البريطاني، موضحة أن الميزانية الأخيرة لم توفر تمويلًا إضافيًا لدعم الخدمات الأساسية.

وسجّلت أقسام الطوارئ في نوفمبر 2.35 مليون زيارة، وهو رقم يزيد بأكثر من 30 ألف زيارة مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي. كما ارتفع نشاط الإسعاف بشكل كبير، حيث تم تسجيل 802,525 حادثة.

جدير بالذكر أن أعداد حالات الإنفلونزا الأسبوعية في إنجلترا بلغت ذروتها عند 5,408 مرضى الشتاء الماضي، ووصلت إلى 5,441 خلال شتاء 2022-2023.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

مقالات مشابهة

  • الوهمان.. "إسرائيل الكبرى" و"حل الدولتين"
  • أردوغان يتحدث عن لقاء بوتين.. ويحذر من سيناريو البحر الأسود
  • برلماني: اتصال الرئيس السيسي وماكرون يعكس توافق مصري ـ فرنسي حول حتمية حل الدولتين
  • فيلم نجوم الأمل والألم يفوز بجائزة اليسر لأفضل سيناريو بمهرجان البحر الأحمر السينمائي
  • إنجلترا تواجه ''أسوأ سيناريو'' مع ارتفاع حالات الإنفلونزا بـ55% خلال أسبوع
  • تفاصيل وشروط التسجيل في برنامج النخبة التأمينات الاجتماعية
  • سيناريو الجمود المؤقت: أسباب وكوابح التصعيد غير المسبوق بين اليابان والصين
  • سانشيز يؤكد دعم إسبانيا لحل الدولتين ويطالب بعدم نسيان مأساة الفلسطينيين
  • سانشيز يحذر من تجاهل معاناة الفلسطينيين ويجدد التزام إسبانيا بحل الدولتين
  • سيناريو التأهل المباشر بدوري أبطال أوروبا: برشلونة لا يحتاج للفوز فقط