لماذا يثير طرح أسهم سبايس إكس للاكتتاب العام كل هذه الضجة؟
تاريخ النشر: 13th, December 2025 GMT
بعد أكثر من 20 عاما على تأسيسها، يخطط الملياردير إيلون ماسك لطرح أسهم شركته "سبايس إكس" (SpaceX) للاكتتاب العام بعدما أحدث من خلالها ثورة في قطاع الفضاء العالمي.
وبحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية، تجذب هذه الخطوة المتوقعة أواخر العام المقبل -التي قد تنفذ في وقت مبكر من السنة المقبلة- الأنظار، كما تثير الاهتمام على نطاق واسع للغاية.
ويتوقع التقرير أن يكون هذا الاكتتاب العام الأكبر في تاريخ الأسواق.
أعرب ماسك أول أمس الأربعاء عن رغبته في طرح أسهم شركة "سبايس أكس" في البورصة بهدف تمويل برامج الذكاء الاصطناعي في مجال استكشاف الفضاء.
1- ماذا يعني هذا الاكتتاب؟ يملك إيلون ماسك حاليا شركة سبايس إكس وشركة "تسلا" (Tesla) و"إكس إيه آي" (xAi) والعديد من صناديق الاستثمار. تعدّ "ألفابيت" (Alphabet) العملاقة، وهي الشركة الأم لغوغل، من بين المساهمين في شركة الفضاء. من خلال طرح أسهمها للتداول العام، ستجذب سبايس إكس مستثمرين جددا أكثر تنوعا. ستسمح سبايس إكس لمساهميها الحاليين ببيع حصصهم بسهولة أكبر وتحقيق مكاسب كبيرة من هذه العملية. ستستفيد سبايس إكس بشكل أكبر من هذه العملية. ويقول ماثيو كينيدي من شركة "رينيسانس كابيتول" المتخصصة إنّها "لم تواجه قط صعوبة في جمع أموال في السوق الخاص ولكن الأسواق العامة أكبر بلا شك".وبحسب التقرير، قدّرت وكالة بلومبيرغ أن تدر هذه العملية 30 مليار دولار، وهو أمر غير مسبوق وأكثر بكثير من مبلغ 10 مليارات دولار الذي درّته الشركة منذ إنشائها، وفقا لمنصة "بيتشبوك" (Pitchbook) المتخصصة.
ووفق هذا يتوقع أن ترتفع القيمة الإجمالية للشركة إلى 1.5 تريليون دولار.
وحسب تقرير لرويترز نشر السبت الماضي، نفى إيلون ماسك عزم شركة سبايس إكس للفضاء بيع أسهم ثانوية من شأنها أن تقدر قيمة الشركة بنحو 800 مليار دولار.
يأتي طرح أسهم الشركة للتداول العام في خضم طفرة يشهدها قطاع الفضاء.
إعلان ومن المتوقع أن يتضاعف حجم هذا القطاع ثلاث مرات بحلول عام 2035 بعدما كان 630 مليار دولار في العام 2023، وفقا لشركة ماكينزي الاستشارية والمنتدى الاقتصادي العالمي. تستفيد شركة سبايس إكس من جاذبية فريدة في هذا القطاع، خصوصا أنّها تهيمن على سوق العمليات الفضائية بصواريخها القابلة لإعادة الاستخدام، كما تملك أكبر مجموعة من الأقمار الصناعية عبر شبكة ستارلينك.ويقول كلايتون سووب من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية إن هذا الأمر "أشبه بظاهرة نادرة، لذلك لا يمكننا إجراء الكثير من المقارنات مع اقتصاد الفضاء ككل".
ويُعزى هذا الوضع أيضا إلى مالكها الذي يعدّ أغنى رجل في العالم. فقد نجح إيلون ماسك مثلا في رفع قيمة تسلا لصناعة السيارات إلى مستويات تتجاوز بكثير قيمة عملاقي الصناعة تويوتا وفولكس فاغن، على الرغم من أنّ مبيعات تسلا أقل بخمس إلى ست مرات.
3- لماذا الاكتتاب الآن؟ منذ إنشائها في العام 2002، تحظى سبايس إكس بمكانة خاصة لدى إيلون ماسك، لأنّ الهدف الأساسي من إنشائها هو تحقيق طموحه الشخصي المتمثل في الوصول إلى كوكب المريخ. لا يزال هذا الطموح محور أولويات الشركة التي تعمل اليوم على تطوير ستارشيب، وهو أكبر صاروخ يتم تصميمه لإجراء رحلات إلى القمر والمريخ، في وقت تسعى فيه إلى بناء مراكز بيانات مخصصة للذكاء الاصطناعي في الفضاء.وهذه كلها مشاريع يمكن أن تستفيد من السيولة الجديدة التي ستنتج عن إدراج الأسهم في سوق الأوراق المالية.
ويرى كلايتون سووب أن هذه المناورة تهدف إلى "تسريع تحقيق رؤية (إيلون ماسك) بشأن وجود بشري على المريخ".
4- ما هي العواقب المتوقعة من الاكتتاب؟غير أن تدفّق هذه الأموال سيأتي أيضا بعواقب:
طرح الأسهم على الاكتتاب العام سيجبر "سبايس إكس" وإيلون ماسك على اعتماد شفافية أكبر، خصوصا بشأن الإيرادات التي يتم تحقيقها، وقد يضغط عليهما لتحقيق الربحية. الاكتتاب قد يبطئ شركة سبايس إكس إلى حد ما على المدى القصير، وفق ما يعتقد مايسن بيك الأستاذ في علوم الطيران في جامعة كورنيل. إستراتيجية الشركة القائمة على المخاطرة والتي تعتمد على تقنيات غير مثبتة في كثير من الأحيان -بينما لا تتردد في إطلاق نماذج أولية متعددة للتعلم من أخطائها- قد تتعرض للتقويض بسبب توقعات المساهمين الجدد. هناك خطر من أن تصبح شركة سبايس إكس بعد ذلك مثل جميع شركات الطيران والفضاء الأخرى التي تعتمد على التطورات التكنولوجية التقليدية، حسب مايسن بيك. بالمقابل يعتقد كلايتون سووب أن المستثمرين سيكونون على استعداد لتحمّل هذه المخاطرة.وفي شهر يونيو/حيرزان الماضي قال إيلون ماسك إن الشركة ستحقق إيرادات بقيمة 15.5 مليار دولار تقريبا هذا العام.
وأضاف في منشور على منصة إكس وقتها أن إيرادات الشركة من قطاع الفضاء التجاري ستتجاوز العام المقبل ميزانية وكالة إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) بالكامل والبالغة 1.1 مليار دولار، وفق ما نقلت رويترز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات دراسات شرکة سبایس إکس ملیار دولار إیلون ماسک طرح أسهم
إقرأ أيضاً:
أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها في 7 أسابيع
استقرت أسعار الذهب قرب أعلى مستوياتها في سبعة أسابيع خلال تعاملات اليوم الجمعة، مدعومة بتوقعات السوق باستمرار خفض أسعار الفائدة خلال العام المقبل، بعدما جاء موقف مجلس الاحتياطي الفيدرالي أقل تشدداً من تقديرات المستثمرين، وفي المقابل، واصلت الفضة التحرك بالقرب من القمة التاريخية التي لامستها أمس.
وسجّل الذهب في التعاملات الفورية تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 4275.44 دولار للأونصة بحلول الساعة 02:36 بتوقيت غرينتش، إلا أنه يتجه لإنهاء الأسبوع على ارتفاع بنحو 1.8% بعد بلوغه أعلى مستوى منذ 21 أكتوبر خلال جلسة أمس. كما انخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2% إلى 4306.20 دولار.
ويتجه الدولار نحو تسجيل ثالث خسارة أسبوعية متتالية، ما يعزز جاذبية المعدن الأصفر لحائزي العملات الأخرى، وفقًا لما نقلته وكالة "رويترز".
وقالت سوني كوماري، المحللة في بنك ANZ، إن الذهب يبدو "في وضع قوي للغاية"، مشيرة إلى أن الأسواق ما زالت تراهن على خفضين في أسعار الفائدة خلال العام المقبل.
وكان الفيدرالي الأميركي قد أعلن الأربعاء عن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس للمرة الثالثة هذا العام، في قرار جاء وسط تباين واضح في آراء أعضائه. واعتبر المستثمرون أن نبرة رئيسه جيروم باول أقل ميلاً للتشديد النقدي، رغم تأكيده أن أي خطوات مقبلة ستكون مرتبطة بوضوح مسار التضخم وأداء سوق العمل.
وفي الولايات المتحدة، ارتفعت طلبات إعانات البطالة الأسبوعية بأكبر وتيرة في نحو أربع سنوات ونصف، لكن الزيادة لم تُفسَّر على أنها ضعف جوهري في سوق العمل. ويترقّب المستثمرون تقرير الوظائف غير الزراعية الأسبوع المقبل لاستقاء مؤشرات أوضح حول اتجاه السياسة النقدية.
وعلى صعيد المعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.4% إلى 63.84 دولار للأونصة، بعد أن لامست مستوى تاريخيًا عند 64.31 دولار أمس، وتتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية قوية بنحو 9.2%. وقفزت الفضة بأكثر من الضعف منذ بداية العام مدعومة بارتفاع الطلب الصناعي وتقلّص المخزونات وضمّها لقائمة المعادن الحرجة في الولايات المتحدة.
وواصل البلاتين صعوده بنسبة 0.2% مسجلاً 1698.45 دولار، بينما ارتفع البلاديوم 1.9% إلى 1512 دولار، مع توقعات بإغلاقهما الأسبوع على مكاسب.