165.5 مليار درهم دخل متوقع للفوائد بمصارف الإمارات بنهاية 2024
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
حسام عبدالنبي (أبوظبي)
يستعد القطاع المالي في دولة الإمارات لدخول مرحلة جديدة من النمو عبر التحسينات الاستراتيجية المتمثلة في تشجيع التكنولوجيا المالية لتتولى الريادة في مجال الخدمات المصرفية الرقمية وتكنولوجيا، مع إعطاء الأولوية للتمويل الأخضر لجذب الاستثمارات المستدامة، بحسب تقرير لجامعة هيريوت وات دبي.
وأكد التقرير أن دولة الإمارات برزت كمركز مالي عالمي يجذب المستثمرين والشركات من جميع أنحاء العالم، متوقعاً أن يبلغ صافي دخل الفوائد في القطاع المصرفي نحو 45.11 مليار دولار أو ما يعادل 165.5 مليار درهم بنهاية العام 2024.
وأشار التقرير إلى أن الدولة عززت إطارها القانوني للتكيف مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية، وتنفيذ تشريعات تقدمية لمعالجة التقنيات الناشئة والتطورات في القطاع المالي، لافتاً إلى أن هناك اتجاهاً متزايداً نحو الخدمات المصرفية الرقمية، حيث يختار المزيد من العملاء الخيارات المصرفية عبر الهاتف المحمول والإنترنت.
بيئة شفافة
ووفقاً لتقرير «هيريوت وات دبي»، فإن التزام دولة الإمارات بتعزيز بيئة مالية قوية وشفافة، يطمئن المستثمرين وأصحاب المصلحة على حد سواء، إذ إن النهج الاستباقي الذي تتبعه الدولة في الإصلاح التنظيمي لا يعزز مكانتها في المشهد المالي العالمي فحسب، بل يعزز أيضاً الثقة في اقتصادها، مما يشجع المزيد من الاستثمار والنمو. وقال التقرير إن من الأمور المركزية في النظام البيئي المالي ممارسة التمويل غير المضمون، وهو أداة حاسمة لتسهيل النمو الاقتصادي، ويشمل العديد من المنتجات المالية، بما في ذلك القروض الشخصية وبطاقات الائتمان وتسهيلات السحب على المكشوف، المقدمة للأفراد والشركات دون اشتراط ضمانات.
وأضاف أن دولة الإمارات اكتسب فيها التمويل غير المضمون أهمية كبيرة بسبب مرونته وسهولة الوصول إليه، مما يلبي الاحتياجات المالية المتنوعة، منبهاً أن البنوك والمؤسسات المالية تقدم تمويلاً غير مضمون للأفراد لتغطية النفقات الشخصية، مثل التعليم والرعاية الصحية وتحسينات نمط الحياة، وكذلك للشركات لأغراض رأس المال العامل والتوسع.
متطلبات احترازية
وحددت مُعدة التقرير، الدكتورة يلينا جانجوسيفيتش، أستاذ مشارك في العلوم المالية بجامعة هيريوت وات دبي، الأدوات التشريعية الرئيسية التي تحكم التمويل غير المضمون، فقالت إنها تشمل قانون مصرف الإمارات المركزي، وقانون المعاملات التجارية.
وأضافت أن مصرف الإمارات المركزي، باعتباره السلطة التنظيمية الرئيسية، يلعب دوراً حاسماً في الإشراف على الأنشطة المصرفية، بما في ذلك التمويل غير المضمون، فهو يمكّن الجهة التنظيمية من صياغة السياسات واللوائح والمبادئ التوجيهية لحماية مصالح المودعين والمقترضين والمؤسسات المالية. وتابعت: «كما أن المصرف المركزي يضع متطلبات احترازية للبنوك التي تقدم تمويلاً غير مضمون، بما في ذلك نسب كفاءة رأس المال، ومعايير السيولة، وممارسات إدارة المخاطر، لضمان استقرار وملاءة النظام المصرفي.
وأشارت إلى أن قانون المعاملات التجارية يحكم المعاملات التجارية، بما في ذلك ممارسات الإقراض والعقود، ما يوفر إطاراً قانونياً لاتفاقيات التمويل غير المضمونة، وهو يحدد حقوق والتزامات الأطراف المشاركة في معاملات الإقراض، مثل حقوق المقرضين في استرداد الديون والتزامات المقترضين بسداد القروض، منوهة إلى أن القانون يتناول أيضاً أسعار الفائدة والرسوم وعقوبات التخلف عن السداد، ما يعزز الشفافية والعدالة في ممارسات الإقراض. وأفادت جانجوسيفيتش، بأنه علاوة على ذلك، يصدر مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، لوائح ومبادئ توجيهية خاصة بالتمويل غير المضمون، تغطي مختلف جوانب الإقراض، بما في ذلك تقييم الائتمان، ومعايير الاكتتاب، وممارسات تحصيل الديون.
وأكدت أن هذه اللوائح تهدف إلى التخفيف من المخاطر المرتبطة بالإقراض غير المضمون، مثل مخاطر الائتمان والمخاطر التشغيلية، من خلال فرض متطلبات عملية على البنوك وتعزيز تدابير حماية المستهلك.
وأشارت إلى أن الأطر القانونية للتمويل في دولة الإمارات تتمتع بالعديد من الفوائد التي تساهم في استقرار ونمو القطاع المالي، وتعمل هذه الأطر على ترسيخ الثقة بين المستثمرين والمقرضين، وتشجيعهم على المشاركة في أنشطة التمويل، منوهة إلى أن الأحكام القانونية توفر اليقين فيما يتعلق بالحقوق والالتزامات وآليات حل النزاعات، وتالياً يجذب ذلك المستثمرين المحليين والدوليين إلى القطاع المصرفي في دولة الإمارات.
وشددت جانجوسيفيتش، على أن اللوائح وآليات الرقابة الصارمة تعمل على حماية المقترضين من الممارسات غير العادلة من قبل المؤسسات المالية، بما يضمن معاملتهم بشكل عادل وإمكانية اللجوء إليهم في حالة حدوث نزاعات، مبينة أن اللوائح الاحترازية والمبادئ التوجيهية لإدارة المخاطر تعمل على تعزيز مرونة البنوك التي تقدم تمويلاً غير مضمون، مما يقلل من احتمالية المخاطر النظامية وعدم الاستقرار المالي، ويساهم في الاستقرار العام للنظام المصرفي.
خطوات تنظيمية
ويرى تقرير «هيريوت وات دبي» أنه على الرغم من أن دولة الإمارات قد خطت خطوات كبيرة في إطارها التنظيمي المالي، إلا أنه لا تزال هناك العديد من التحديات، أهمها أن إمكانية الوصول إلى الائتمان للشركات الصغيرة والمتوسطة والمغتربين محدودة بسبب معايير الاقتراض الصارمة، بما في ذلك الحاجة إلى ضمانات ودرجات ائتمانية عالية، مما يؤثر سلباً على نمو ريادة الأعمال.
وذكر التقرير أن ارتفاع أسعار الفائدة على القروض غير المضمونة، على الرغم من الحدود القصوى التي يحددها المصرف المركزي، يمنع الشركات من البحث عن التمويل اللازم، ما يؤثر على الشركات الناشئة والمؤسسات الصغيرة ذات الأهمية الحيوية للتنويع الاقتصادي.
وقال التقرير إن العديد من المغتربين يواجهون صعوبات في تأمين القروض بسبب عدم وجود تاريخ ائتماني ثابت، ما يظهر أن دولة الإمارات تحتاج إلى أساليب تقييم ائتماني أكثر شمولاً تأخذ في الاعتبار الخلفيات المالية المتنوعة، مختتماً بالتأكيد على أنه من شأن معالجة هذه القضايا، أن تعزز شمولية النظام المالي وإمكانية الوصول إليه، مما يسمح لجميع القطاعات الاقتصادية بالمساهمة في النمو والاستفادة منه.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: القطاع المالي مصارف الإمارات الإمارات التكنولوجيا دبي الاستثمار أن دولة الإمارات هیریوت وات دبی بما فی ذلک إلى أن
إقرأ أيضاً:
إجمالي إيرادات الفنادق ترتفع إلى 141.2 مليون ريال بنهاية يونيو
شهدت إيرادات الفنادق ذات التصنيف (3- 5) نجوم ارتفاعا بنسبة 18.2% لتصل إلى 141.210 مليون ريال عماني بنهاية يونيو 2025 مقارنة بالفترة نفسها من العام 2024 والتي بلغت 119.501 مليون ريال عماني.
وأشارت النشرة الإحصائية الشهرية للمؤشرات الصادرة عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات إلى أن إجمالي عدد نزلاء الفنادق ذات التصنيف (3- 5) نجوم بسلطنة عُمان ارتفع بنسبة 9.2% مسجلا حتى نهاية يونيو الماضي 1.142 مليون نزيل مقارنة بـ1.046 مليون نزيل من الفترة نفسها لعام 2024، كما شهدت نسبة الإشغال نموا بنسبة 14.4% مسجلة 54.7% مع نهاية يونيو من العام الجاري مقارنة بـ47.8% من الفترة نفسها من عام 2024.
ولفتت البيانات إلى تصدّر العمانيين قائمة أعداد النزلاء بنهاية يونيو من العام الجاري مسجلين 384.22 ألف نزيل مرتفعا بنسبة 5% مقارنة بـ363.65 ألف نزيل للفترة المماثلة من عام 2024، تلاهم النزلاء الأوروبيون الذين وصل عددهم إلى 358.19 ألف نزيل مرتفعا بمعدل 20.1% مقارنة بالفترة المماثلة من العام الذي سبقه والتي بلغت 298.3 ألف نزيل، تلاهم النزلاء الآسيويون الذين سجلوا ارتفاعا بنسبة 2.4% ليصل عددهم إلى 163.28 ألف نزيل مقارنة بـ159.44 ألف نزيل للفترة المماثلة من العام الفائت، ثم سجل النزلاء الخليجيون نسبة ارتفاع وصلت إلى 10.6% ليصل عددهم إلى 83.14 ألف نزيل مقارنة بـ75.157 ألف نزيل للفترة نفسها من العام الفائت، تلاهم النزلاء من الدول العربية الأخرى مسجلين 48.453 ألف نزيل مقارنة بـ49.152 ألف نزيل لشهر يونيو من العام الفائت منخفضا بنسبة 1.4%.
وأوضحت البيانات الصادرة أن النزلاء الأمريكيين سجلوا نسبة ارتفاع قياسية بـ22.3% ليصلوا إلى 39.2 ألف نزيل مقارنة بـ32.1 ألف نزيل في يونيو 2024، وسجل الزوار الأوقيانوسيون 24.68 ألف نزيل مقارنة بـ15.62 ألف نزيل خلال الفترة ذاتها من العام الفائت ومرتفعا بنسبة 57%، كما أشارت البيانات إلى تراجع عدد النزلاء من الجنسيات غير المبينة 28.7% ليصل إلى 33.6 ألف زائر مقارنة بالفترة نفسها من عام 2024 والبالغة 47.2 ألف نزيل، كما صعد عدد النزلاء الأفارقة بنسبة 40% ليصل إلى 171.8 ألف نزيل مقارنة بـ188.9 ألف نزيل بنهاية يونيو 2024.