صنداي تايمز: هجوم كورسك من أخطر قرارات زيلينسكي
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
هاجمت أوكرانيا مدينة كورسك الروسية الأسبوع الماضي، مخترقة بذلك الحدود بين البلدين لأول مرة منذ الاجتياح النازي عام 1941، وتهدف الهجمة المفاجئة إلى إضعاف الروس نفسيا، ولتخفيف حدة الهجوم على جبهات أخرى، ولإظهار أن أوكرانيا لم تخسر الحرب بعد.
يقول مايكل كلارك -أستاذ في دراسات الدفاع في كلية كينغز لندن- في تقرير لصحيفة صنداي تايمز إن الهجوم جاء بعد هزائم متعددة للجيش الأوكراني، ويعد محاولة متهورة من تخطيط الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الذي كان يطالب بهجوم كبير على روسيا منذ بداية الصيف رغم نصح قادة الجيش الأوكراني بتجنب ذلك.
وبرأي الكاتب، فسيقاس نجاح الهجمة بمدى مقدرة القوات الأوكرانية على استنزاف موارد روسيا قبل الانسحاب المقدر أن يكون بعد 72 ساعة من الاجتياح.
ولم يكن حلفاء كييف الذين استخدمت بعض أسلحتهم في الهجوم على علم بالعملية، إذ كان زيلينسكي على معرفة بأن طلبه بالاجتياح سيقابل بالرفض، خصوصا من داعميه في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذين يعون أبعاد أن تستخدم أسلحة الحلف على الأراضي الروسية، فاختار أن يهجم من دون إطلاعهم.
ويقول الكاتب تعليقا على الهجوم إن القادة السياسيين، الذين غالبا ما يفتقرون إلى الخبرة العسكرية، يكونون المسؤولين عن اتخاذ قرارات إستراتيجية مهمة، وفي حالة زيلينسكي -الذي كان ممثلا كوميديا قبل أن يصبح سياسيا- فإن هذه العملية تعد ثاني أهم قرار إستراتيجي اتخذه منذ أن قرر خوض الحرب مع روسيا.
ويشير النقاد إلى أنه لا يمكن أن تحل هذه العملية الخطيرة أزمة أوكرانيا بشكل كامل، أو أن تؤدي إلى تغيير جوهري في مسار الحرب، بل من المرجح أن تصعّد النزاع، وأن يكون الرد العسكري الروسي قويا، مما سيضع أوكرانيا في موقف أكثر صعوبة.
كما أن المخاطرة بإرسال جنود من النخبة ومعدات ثمينة إلى مهمة فيها مجازفة كبيرة قد تكون هدرا للموارد من دون تحقيق فوائد إستراتيجية ملموسة، في وقت يعاني فيه الجيش الأوكراني من نقص العتاد أمام الجيش الروسي.
وضم الهجوم من 6 إلى 10 آلاف جندي من اللواءين 22 و88، اللذين يضمان نخبة القوات الأوكرانية، واللواء 80 للهجوم الجوي، إلى جانب مركبات مدرعة أميركية من طراز سترايكر، ومركبات مدرعة ألمانية من طراز "ماردر"، ودبابات "برادلي"، وفق ما أوردته صنداي تايمز.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات
إقرأ أيضاً:
مندوب روسيا لمنظمة الأمن والتعاون بأوروبا: مصير أوكرانيا ليس بيد الغرب
صرح نائب المندوب الدائم لروسيا لدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، مكسيم بوياكيفيتش، خلال جلسة للمجلس الدائم للمنظمة، بأن الغرب لا يهتم فعليًا بمصير أوكرانيا، معتبرًا إياها مجرد أداة في صراعه ضد روسيا.
وأضاف بوياكيفيتش، حسب ما أعلنته وكالة الأنباء الروسية رسمية "تاس"،: "إن طبيعة الصراع الحالي واضحة للسياسيين العقلاء حيث يخوض الناتو حربًا بالوكالة ضد روسيا عن طريق استخدام أوكرانيا كأداة في معركته المعادية لروسيا. ومصير أوكرانيا بحد ذاته لا يعني للعديد من الأشخاص في الغرب، إذ تقرر منذ فترة طويلة أن تكون مجرد بيدق في لعبة جيوسياسية تخوضها القوى الكبرى. وبالنسبة لنظام كييف الحاكم فهو لا يمثل مصالح جميع الأوكرانيين، بل يقودهم طوعًا إلى الذبح بمئات الآلاف".
وتابع قائلًا: "من المهم إدراك أن التصعيد قد يتسارع قريبًا، مما قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة لبعض الدول والمجتمعات الأوروبية، ما لم يتمكن السياسيون المسؤولون من تغيير مسار الأمور والانخراط في حوار جاد يهدف إلى أخذ المصالح الأمنية المشروعة لجميع الدول ذات السيادة بعين الاعتبار".
وأكد أيضًا في ختام كلمته على أن روسيا "مستعدة للتفاعل المهني الجاد الذي يهدف لتسوية سياسية ودبلوماسية سريعة للنزاع حول أوكرانيا".
ويذكر أن وفدًا من كلا الطرفين الروسي والأكراني قد وصل تركيا يوم الاثنين الماضي لعقد مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا بدون نتائج ملموسة حتى الأن.