«الموروث الشعبى وأثره على الذائقة الفنية المصرية».. ندوة باتحاد كتاب مصر
تاريخ النشر: 11th, August 2024 GMT
تحت رعاية الدكتور علاء عبد الهادى رئيس النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
أقامت لجنة «التذوق الأدبى والفني» برئاسة الشاعر هشام الدشناوي، وعضوية الشاعر حسام العقدة، والشاعرة نيڤين الطويل، والكاتبة شيرين غالب، ندوة بعنوان: « الموروث الشعبى وأثره على الذائقة الفنية المصرية»؛ حيث استضافت الناقد المسرحى د.
بدأت الأمسية بترحيب الشاعر هشام الدشناوى بالحضور، مؤكدًا خصوصية الموضوع المطروح لمناقشته؛ لمحاولة إيجاد صيغة حول ماهية الموروث الشعبى وهل هو ذاته الموروث الشعري، أم الأدبي، أم الفني؟
مضيفًا أنه ولا شك يحمل بين طياته تلك الخيوط جميعها؛ فلا أحد ينشأ من دون جذور؛ إذ امتدت حضارتنا المصرية لأكثر من عشرة آلاف عام، لم نتأثر بالمحتل؛ وإنما نؤثر ونقاوم بما يحفظ هويتنا، مضيفًا أن علم «الأنثروبولوجي» من أهم العلوم التى تعنى بماهية الموروث، من عادات وتقاليد، ووصف الندوة: أنها ندوة علمية فنية؛ لما تزخر به من تنوع معلوماتى وفني، وفى التفاتة إنسانية طالب الحضور بالوقوف وقراءة الفاتحة على روح الشاعر أمين الديب؛ نظرًا لمكانته الشعرية المميزة، وأشعاره التى تحمل عبق الموروث الشعبى والبيئة الريفية، وأشار إلى أن سبق وعقدت النقابة العامة لاتحاد الكتاب احتفالية بمناسبة عيد ميلاده.
ثم قدمت الكاتبة شيرين غالب، السيرة المهنية والإبداعية للدكتور محيى عبدالحي، ومن الجدير بالذكر أنه قد حصل على دكتوراه فى الدراسات الإفريقية، وليسانس آداب قسم حضارة، ودبلوم الدراسات العليا من المعهد العالى للنقد الفني، ودبلوم الأنثروبولوجيا، وتقلد العديد من المناصب منها: مدير تحرير سلسلة روائع الإبداع العالمي، ورئيس تحرير مشروع المعرفة، وهو عضو النقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وعضو نقابة المهن التمثيلية، وقدم العديد من الأبحاث العلمية المهمة، والأعمال الإبداعية فى مجال المسرح، كما شارك بالتمثيل فى عدد من الأعمال الفنية،
وفى كلمته حرص «عبدالحي» على توجيه الشكر إلى اللجنة وللنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر لطرحهما هذه الموضوعات المهمة التى تخص التراث وانعكاس هذه الأهمية على المجتمع، كما وجه شكره إلى د. محمد أمين عبد الصمد رئيس لجنة التراث بالمركز القومى للمسرح والسينما، لما يبذله من جهد مشكور فى أبحاثه، ولدعمه الدائم لأصدقائه، وذكر أن لدينا إشكالية فى علم المصطلح، وقد يحدث الخلط بين التراث، والمأثور، والثقافة الشعبية، وذكر أن علم المصطلح هو ما يستخدمه الباحث من أجل الوصول إلى المعنى المراد الحديث فيه، وتحدث عن الطقوس التى يمر بها الإنسان من الميلاد حتى الوفاة، وذكر أن مصطلح التراث قد بدأ فى عام ١٨٠٤م على يد الألمان الذين استخدموه لتوضيح مفهوم الثقافة الشعبية، ثم ظهر مصطلح فلكلور، وبدأت الترجمات تروج لهذا المصطلح والذى يعنى « حكمة الشعب»، وعرف كذلك بالتراث الشعبي، وأوضح الخلاف بين آراء بعض الباحثين حول الفلكلور، هل هو تراث أم ثقافة شعبية، أم فنون شعبية؟ وعدد أسماء كبار الباحثين الذين لهم باع كبير فى هذا المجال، وذكر كيف لخص كل واحد منهم ما التراث وتصنيفاته، وقد اختلفت التصنيفات، وأوضح أن التراث أشمل من كلمة الموروث، وهو كل ساكن فى علم التاريخ؛ بينما الموروث يمثل الجزء الحى من التراث، وأعطى بعض الأمثلة التوضيحية على التطور فى فن العرائس والأراجوز وغيره.
كما تحدث عن دراسته لفن الأداء الحركى فى مجتمع النوبة، وعن رقص الرجال والنساء، كما شرح تفاعل وتأثر الإنسان النوبى بالنخلة، وفكرة السكون والحركة وتأثير جميع ما سبق على الذاكرة للعقل الجمعى المصرى.
وفى سؤال للشاعر هشام الدشناوى قال: هل الفنون القولية الموجودة فى صعيد مصر تعد من التراث أو الموروث الشعبي؟
ليجيب: إن اللغة متغيرة؛ إذ يطرأ عليها التطور فتندثر مفردات وتستحدث أخرى تبعًا للظروف؛ لذا فإن الموروث يهدف إلى تأويل تلك الصيغ الجديدة، كما تحدث عن موضوع الرقمنة والهيمنة الثقافية، وأكد أن الحفاظ على الذائقة الفنية يعد أمرًا مهما، وذكر أن هذه الذائقة لها شروطها الخاصة، وأعطى بعض الأمثلة الدالة على الموروث الحديث منها سماع أغنية «يا ليلة العيد»، وسماع فريد فى ليالى الربيع، وما يرتبط به من عادات، وزيارة مقابر الأولياء.. إلخ
فهذه كلها موروثات حية وفاعلة بيننا، وأكد أهمية حفاظنا عليها؛ خاصة بعد الانفتاح على العالم؛ يؤثر فى ميول شبابنا، وفى ختام كلمته أكد أن الموروث ليس ضد التغير والتنمية، بل يتفاعل ويتطور مع التقدم التكنولوجى والمعلوماتى المتلاحق؛ لمواكبته مع الحفاظ على منظومة اجتماعية لا تعصف بالهوية.
وقدم عضو اللجنة حسام العقدة، د. محمد أمين عبدالصمد، فقد حصل على الدكتوراه فى «الأنثروبولوجيا» الثقافية بمرتبة الشرف الأولى، وتقلد مناصب مهمة منها: مدير تحرير لمجلة ألوان من الفنون،
ومدير تحرير مجلة القرية الفلكلورية الإلكترونية، وعضو لجنة التراث غير المادي، الفنون الشعبية بالمجلس الأعلى للثقافة ٢٠٢٠م، وعضو لجنة الدراما بالنقابة العامة لاتحاد كتاب مصر، وقدم على المسرح «أحوال السلطنة آخر عكننة»، و«سيف على وتر الربابة»، و«البيانولا»، و«الحياة حدوتة»، و«العشاء الأخير»، كما كتب العديد من الأفلام التسجيلية منها سيد درويش رائد الموسيقى المصرية، الرقص الشعبى فن وثقافة، ونشر له مسرحية الخايب حسن، واحات الفن والجمال، والأغنية الشعبية فى الواحات البحرية بهجة للروح، وعضو مؤسس فى نقابة المبدعين الشعبيين.
وخلال كلمته أوضح عبدالصمد أن الفصيح صفة تصدق على ما هو شعبى وما هو رسمي، وذكر أن الرسمى يدخل فى إطار الكتب المقدسة والمكاتبات الرسمية على سبيل المثال، وأن الشعبى إنتاج تتدخل فيه روابط عدة، وإن افترضنا أننا نقرأ بعض الأبيات الشعرية القديمة ولم نستطع تأويلها؛ فهنا قد انتفت عنها صبغة الفصاحة، إذ إن الفصاحة تعنى إظهار المعنى وإبانته.
وذكر أن اللغة الرسمية غالبا تكون للنخبة، وأن الشعبى هو إنتاج لمجموع الناس فى إطار التراكمات المعرفية وتواتر علم اللسانيات وغير ذلك من تطورات تلحق باللغة الأم، كما تحدث عن علاقة علم «الأنثربولوجي» بعلم الآثار، وبدايتهما مع بداية المقدس وربطهما فى بعض الأحيان بالمثيولوجيا، مؤكدًا أن كل شىء فى إطار العلم يخضع للأسئلة الخمسة المعروفة «من، وما، ومتى، وأين، وكيف.. حدث ذلك؟»، وتحدث عن الفقرة الفنية التى سبقته على آلة السمسمية بعزف الفنان محمد حجازى معرفًا بخصوصية الآلة وخصوصية الظرف التاريخى لعزف مقطوعة «آه ياللى يا للي»، موضحًا أن منطقة القناة تجمع مصر كلها فى فنونها؛ وهذا ناتج منذ فترة حفر قناة السويس فى القرن الـ ١٩ م، كان يوجد ما يعرف بـ.. «الضمة» التى يقدم من خلالها عمال القناة فنونهم، فى مقابل عزف أصحاب العمل على الآلات الحديثة، وتحدث عن وجود اللون وتأثيره على الموروث الشعبي، وفى إطار الرؤية النخبوية، كما تحدث عن مكاتبات حكام مصر لشيوخ القبائل للحفاظ على سلامة المحمل وقت الحج، مستشهدا ببعض الأقوال المأثورة على لسان السيدات والتى يتضح من خلالها استخدام اللون فى الدلالة على معنى ما فى الحكمة أو المأثور الشعبي.
واستكمل حديثه مشيرا إلى فرقة «أولاد الأرض» وعن قيمة الدور الذى قام به كابتن غزالي، وعن توظيف السمسمية فى شرح وإعلاء قيمة المقاومة فى خط القنال، وعن قيمة فن السمسمية وما بثته من رسائل سواء للمقاومين أو المهجرين، وذكر أن الفن والمأثور الشعبى أكثر الفنون ارتباطًا بالمصريين، وأعطى مثالا لحادثة دنشواى وكيف عبر عنها كل من أمير الشعراء أحمد شوقى بقصيدة فصحى بدايتها «يا دنشواى على رباك سلام»، كما عبر عنها الفنان الشعبى بقوله: «من بعد حكم المحاكم والشاويش والباش»، متحدثًا عن الرؤية التاريخية للحدث، فالنخبة تتلقى نص شوقي، والجماعة الشعبية سوف تتبنى نص الجماعة الشعبية، كما تحدث عن موضوع مجموعة الصيغ الشفاهية وإعادة بنائها، وهذا ما يجعلنا نتفاعل عند استماع آلة السمسمية حين يعزف عليها أناشيد تمثل الارتباط بحقبة زمنية معينة؛ فالموروث الشعبى يستطيع أن يبنى أمة من خلال البحث عن المشترك.
وخلاصة القول إننا لو فهمنا الموروث لاستطعنا التعاطى معه.
كما عدد التنوع الثقافى فى مصر نفسها حسب التقسيم الجغرافى للأماكن مما يخلق بعض الفروق الثقافية حسب طبيعة كل منطقة، فذكر أنه من باب أولى دراسة مأثور الآخر الثقافى حتى نتمكن من فهم منطلقاته ودوافعه وتفكيره، وأعطى المثال بدراسة كل من الاحتلالين الفرنسى والإنجليزى لنا، ودلل بطول فترة بقاء الاحتلال الإنجليزى فى مصر لأنهم قاموا بدراسة الشخصية المصرية، وفهموا ثفافتنا جيدا، وذكر د. محمد عبدالصمد أن المربع والواو وغيرها من أشكال الفنون القوليه ما هى إلا قوالب يتنوع فيها المحتوى حسب الظرف الذى يؤدى إلى كتابته.
وتحدث عن العبقرية المصرية فى التعبير الشعبي، وتساءل هل ابن عروس شخصية حقيقية أم متخيلة؟ وطالب الحضور بأهمية البحث عن مربعات سيدى عبد الرحمن المجذوب، وتحدث عن مفهوم البطل الشعبي، مؤكدا أن كل الثقافات الشعبية لديها (ميكانزيمات) آليات للتعامل مع نفسها والتفاعل مع أمورها الحياتية.
تخلل الأمسية تقديم مجموعة من الفقرات الفنية لآلة السمسمية للفنان محمد حجازي،
كما أنشدت الطفلة رؤية عمارة مقتطفات من «السيرة الهلالية» بمصاحبة الربابة، كما قدمت الفنانة الشعبية الحاجة سعدية مجموعة من الأغنيات الريفية، وقدم بعض من الشعراء مجموعة من قصائدهم ليختم اللقاء الشاعر هشام الدنشاوى مقدمًا الشكر لكل من ساهم بالحضور وإثراء الأمسية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د كتاب مصر العامة لاتحاد کتاب مصر کما تحدث عن وتحدث عن فى إطار وذکر أن
إقرأ أيضاً:
بروتوكول تعاون بين التأمين الصحي وغرفة مقدمي الرعاية باتحاد الصناعات
قال الدكتور علاء عبد المجيد، رئيس غرفة الرعاية الصحية والمستشفيات الخاصة باتحاد الصناعات المصرية، إن اجتماع الغرفة شهد مناقشة عدد من الملفات المهمة، على رأسها توقيع بروتوكول تعاون مشترك بين هيئة التأمين الصحي الشامل وغرفة مقدمي خدمات الرعاية الصحية.
يهدف البروتوكول لزيادة الوعي بمنظومة التأمين الصحي الشامل لتحفيز القطاع الخاص على الاشتراك في المنظومة، والتعاون في مجالات التدريب بمختلف أنواعه سواء فيما يخص الجودة أو نواحي الربط الإلكتروني، وكذلك تعزيز انخراط القطاع الخاص في منظومة التأمين الصحي، خاصة مع بدء المرحلة الثانية التي تشمل محافظات شمال سيناء ومطروح ودمياط وكفر الشيخ والمنيا، مع احتمالية انضمام إحدى المحافظات المليونية خلال نفس المرحلة، وهو ما يشكل دفعة قوية للمستشفيات الخاصة للانضمام إلى المنظومة.
وقد حضر الاجتماع اعضاء مجلس إدارة الغرفة كل من: الدكتور علاء عبد المجيد رئيس الغرفة، الدكتورة غادة الجنزوري (وكيل الغرفة)، والدكتور خالد سمير (وكيل الغرفة)، وكلا من الدكتور أحمد نزيه أبو راس، الدكتور أيمن هاني،الدكتور ممدوح العربي،الدكتور محمد أحمد حبلص، الدكتور محمد لطفي؛ أعضاء الغرفة.
وأضاف عبد المجيد أن هناك تنسيقًا مستمرًا أيضًا مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية لنشر الوعي بمعايير الجودة والاعتماد، مشيرًا إلى أن الغرفة بصدد تنظيم دورة تدريبية موسعة خلال الفترة المقبلة تستهدف الربط الإلكتروني وتعريف المستشفيات والمراكز الطبية والمعامل ووحدات الرعاية بمعايير الاعتماد الواجب توافرها للالتحاق بمنظومة التأمين الصحي، بما يضمن جاهزية مقدمي الخدمة في القطاع الخاص للمشاركة الفعالة. وتشمل الدورة أيضًا بعض المحافظات المنتظر انضمامها لمنظومة التأمين الصحي الشامل.
وأكد عبد المجيد أن انضمام القطاع الخاص لا يقتصر فقط على المستشفيات، بل يتضمن كذلك المساهمة في إنشاء عدد كافٍ من وحدات الرعاية الصحية الأولية، التي تُعد خط الدفاع الأول في تقديم الخدمة الطبية داخل منظومة التأمين الشامل.
وأوضح أن الغرفة انتهت مؤخرًا من دورة تدريبية متخصصة حول نظام "تيموس"، وهو بوابة الالتحاق بالسياحة العلاجية، وقد شهدت الدورة حضورًا فاعلًا من عدد من المستشفيات الأعضاء.
كما أشار إلى أن الغرفة تستعد لإطلاق دورة تدريبية أخرى عن نظام "جهار"، المعتمد من هيئة الاعتماد والرقابة الصحية لتقييم جودة المنشآت الصحية، وستشمل الدورة مستشفيات محافظة الإسكندرية ومن محافظتي كفر الشيخ والبحيرة.
وتابع عبد المجيد: "نؤمن بأهمية التكامل مع مؤسسات الدولة، ولهذا تم وضع برنامج شامل بالتعاون مع هيئة الاعتماد من خلال مشاركة وكيل الغرفة في مجلس إدارة الهيئة، بهدف إعداد معايير خاصة بزراعة الأعضاء. كما أن الغرفة تشارك في لجنة الجودة والسلامة، حيث إنها شريك فاعل فيها لضمان أعلى معايير الجودة وسلامة المرضى داخل المستشفيات الخاصة".
وفي سياق موازٍ، أشاد عبد المجيد بالتعديلات الأخيرة على قانون الضرائب التي تضمنت تسهيلات مهمة للمنشآت الصحية، مؤكدًا أن الغرفة مستمرة في تلقي شكاوى أعضائها في هذا الشأن من خلال ممثلها بلجنة الضرائب في اتحاد الصناعات، من أجل التنسيق لحل أية مشكلات تواجه القطاع في هذا الملف الحيوي.
وختم عبد المجيد بأن الغرفة تدعم كل المبادرات والجهود التي تعزز دور القطاع الخاص في تقديم خدمة صحية آمنة، متكاملة وذات جودة عالية، مشيرًا إلى أن الدورة الجديدة لمجلس إدارة الغرفة، التي تبدأ نهاية هذا العام، ستشهد خططًا طموحة لزيادة مشاركة القطاع الخاص في مبادرات الصحة الوطنية، وعلى رأسها منظومة التأمين الصحي الشامل.