الثورة نت:
2025-06-01@08:31:53 GMT

يحيى السنوار.. حرية القرار

تاريخ النشر: 13th, August 2024 GMT

 

لم يكن مفاجئاً لكل متعمق في تاريخ الشعب الفلسطيني المقاوم، ولكل مدقق في عنفوان حركة حماس، وهي تفرد أجنحة المقاومة على كل أرض فلسطين، لم يكن مفاجئاً إجماع قيادات الحركة في الداخل والخارج على اختيار يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي.
لقد أجمعت حركة حماس على رجل يخوض المعارك المصيرية، وتطارده الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ولا يعرف أحد أين هو، هل يقيم في نفقٍ تحت الأرض؟ وهناك يدير عمليات المقاومة، أم أن في يده القذيفة، ويترصد دبابة إسرائيلية؟ فالذي نذر روحه للمقاومة، قد أدرك جيداً استحقاقات المواجهة، ولما يزل يتحدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وطائرات الاستطلاع البريطانية، وأجهزة التجسس الأمريكية، ولما يزل يقاوم، بل ويقود المعركة بكفاءة وجرأة واقتدار اعجز الجيش الإسرائيلي، وأرهق قادة إسرائيل العسكريين والسياسيين، وتركهم منقسمين، في الوقت الذي أجمع قادة حركة حماس على اختيار السنوار قائداً على رأس المسيرة النضالية.


جاء اختيار النسوار رئيساً لمكتب حركة حماس السياسي في ذروة التصعيد ضد العدو الإسرائيلي، وفي لحظة إصرار من محور المقاومة على مواصلة التصدي للعدوان، بل وتصعيد المواجهات، ضد عدو تمرس في الإرهاب، وانغمس في إبادة الشعب الفلسطيني، فكان اختيار السنوار منطقياً، ويتوافق مع روح النضال التي تسري في عروق الشعب الفلسطيني، وفي مفاصل الأمة، إضافة إلى عدة اعتبار سياسية وميدانية:
أولاً: السنوار يقيم على أرض غزة، رجل ميدان، وهو محط أنظار رجال القسام ورجال التنظيمات الفلسطينية الأخرى، ومن وجوده يستمدون القوة، وهم يواجهون تحالف أقوى جيوش المنطقة، وأي تجاهل لشخصية السنوار الميدانية تعني تجاهل ساحة المعركة، والقفز عن ظهر المقاومين.
ثانياً: السنوار ورفاقه في الميدان هم الذين باشدروا إلى معركة طوفان الأقصى، ولهم اليد الطولى في التخطيط والتنفيذ، وهم العمود الفقري للقوة الفلسطينية التي استطاعت أن تفرض نفسها نداً في ميدان القتال في مواجهة أعتى الجيوش، من هنا جاء الاجماع على السنوار قائداً، للدلالة على التحام كل قادة حركة حماس مع معركة طوفان الأقصى، وتوافقهم على مجريات المعركة وتفاصيلها، وتحلقهم حول أهدافها.
ثالثاً: اختيار السنوار يعبر عن قوة المقاومة، وقدرة قيادة الداخل على إدارة المعركة بتعقيداتها، ودون أفق زمني لوقف إطلاق النار، وفي الوقت نفسه، قدرة القيادة على التواصل مع الخارج، وإدارة ملف المفاوضات بالكفاءة نفسها، التي تدير بها المعارك الميدانية، وهذه رسالة تحدٍ لعدو وضع السنوار على رأس قامة الاغتيالات.
رابعاً: السنوار يعني حرية القرار الفلسطيني، والتحرر من الضغوط الدولية والعربية، وقد سبق وأن هدد الرئيس الأمريكي بايدن دولة قطر، وطالبها بالضغط على قيادة حركة حماس، للموافقة على المقترحات الأمريكية لوقف إطلاق النار، وتنفيذ صفقة التبادل، وطالب قطر بتهديد قيادة حماس بالترحيل عن قطر، اليوم ترد حركة حماس على التهديد الأمريكي باختيار السنوار المقيم في غزة، وسط براكين النار، رئيساً للحركة.
خامساً: اختيار السنوار رسالة إلى الأمة العربية والإسلامية بأن خير قيادة للشعوب العربية هي القيادة التي تدرجت في الميدان، وكبرت من خلال المعارك، وتساوت لديها رغبة الحياة مع شهوة الشهادة، قيادة لا تفكر بمتاع الدنيا بمقدار ما تتمنى رفع شأن الأمة، وهزيمة عدو إسرائيلي يسعى إلى تدمير مقدرات الشعوب العربية والإسلامية، وإذلالها.
سادساً: في عملية الابتزاز السياسي، اعتمد العدو الإسرائيلي منطق التخويف، والتهديد بالاغتيال ضد القيادات الفلسطينية، ووصلت يد البطش الصهيوني حتى تونس والعراق وفرنسا وقبرص، فجاء اختيار السنوار كرسالة تحدٍ للصهاينة؛ بأن الموت الذي تفرون منه نلاقيه نحن الفلسطينيين ـ قيادة وشعباً ـ بفخرٍ وأمل، وأن الشعب الذي انصبت على رأسه جهنم الصهاينة على مدار عشرة أشهر مازال واقفاً.
سابعاً: اختيار السنوار جاء معززاً لمحور المقاومة، ولدى السنوار ما يقوله عن عمق الترابط مع الجمهورية الإسلامية، وعن عمق الدعم المادي والعسكري الذي حصلت عليه المقاومة الفلسطينية من الجمهورية الإسلامية، فوجود السنوار على رأس حركة المقاومة الإسلامية مبعث ثقة وأمل للشعب الفلسطيني، وتأكيد على اختيار أقصر الطرق لتحرير فلسطين، وهو الطريق الذي حرص العدو على إبعادنا عنه، وتخويفنا منه.
ثامناً: اختيار السنوار رسالة إلى العدو الإسرائيلي بأن أوقفوا المناورات التفاوضية، فالصخرة التي عملتم على تفتيتها ما زالت قائمة، ولا خيار لكم إلا الخضوع لشروط المقاومة، ولا مخرج لكم من أزماتكم الداخلية، ولا طريق لكم لتحرير أسراكم في سجون غزة إلا بعد الانسحاب الكامل لجيوشكم عن أرض غزة، ووقف كامل لإطلاق النار، كشرط لتنفيذ صفقة تبادل أسرى، مع إعمار غزة بعد رفع الحصار، وفتح المعابر لكل أنواع المساعدات.

كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل تنهار حماس بعد اغتيال قادتها؟.. تحليل إسرائيلي يجيب

قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية في مقال تحليلي نشرته مساء يوم السبت، إن حركة حماس لن تنهار حتى بعد "السنوارين" في إشارة إلى يحيي السنوار وشقيقه محمد.

وقالت الصحيفة، إن محمد السنوار زعيم حماس في غزة قُتل في 13 أيار/ مايو وقد تأكدت وفاته الآن، وقد سادت شائعات على نطاق واسع خلال الأيام العشرة الماضية حول صحتها، ومع ذلك لم تبد حماس أي تغيير في سلوكها في غزة.

وأضافت أن الحركة لا تزال متمسكة بمنطقة المخيمات المركزية في النصيرات والمغازي والبريج ودير البلح، ولا يزال مقاتلوها في مدينة غزة، كما أنها تسيطر سيطرة محدودة على أجزاء أخرى من غزة.

وأوضحت الصحيفة أن حماس فقدت سلسلة قيادتها بأكملها في غزة وفي كثير من الأحيان، قتل قادة ألوية وكتائبها أكثر من مرة، حل محلهم آخرون وقتلوا.

كما تم القضاء على عدد كبير من قادة سرايا الحركة وفقا لتقارير جيش الاحتلال الإسرائيلي وتقييمات أخرى، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تكون التقارير إيجابية وأن حماس في وضع أفضل مما تبدو عليه.



وعلى سبيل المثال، أخطأت إسرائيل سابقا في تقدير نجاحها في غزة بحسب الصحيفة، فبعد اليوم الحادي عشر من عام 2021 انتشرت أنباء على نطاق واسع تفيد بأن أنفاق حماس في غزة تراجعت لسنوات، وكانت هذه التقارير خاطئة، يبدو أن  الأنفاق لم تتضرر كثيرا وقد أصلحتها حماس في الوقت المناسب لهجوم أكتوبر 2023.

ولطالما ازدادت حماس قوة بعد الحروب مع إسرائيل، كما غيرت العديد من قادتها في الماضي.

وعادت من ضربات موجعة مثل فقدان الشيخ أحمد ياسين في غارة جوية إسرائيلية، وعبد العزيز الرنتيسي، ومحمود عبد الرؤوف المبحوح الذي كان عنصرا أساسيا في توريد الأسلحة لحماس عام 2010، كما رحل عن الساحة عدد كبير من قادة حماس.

وأكدت الصحيفة أن السنوار ساعد في بناء حماس وتحويلها إلى القوة الجماعية التي برزت في السابع من أكتوبر 2023، ومع ذلك يبدو أن وفاتهم تأتي وتذهب دون تغيير كبير في سلوك الحركة.

وأشارت "جيروزاليم بوست"، إلى أن "يحيى السنوار قتل في تل السلطان قرب رفح في أكتوبر 2024 وكان وحيدا عند مقتله، وتشتت بعض من آخر رفاقه، مع حماس غير مستعدة للاستسلام وهذا هو ما يثير الحيرة في هذه الانتصارات التكتيكية على قادة حماس في غزة، وتتمتع إسرائيل ببراعة فائقة في مطاردة قادة حماس والقضاء عليهم ولكن يبدو أن الاستراتيجية الأوسع لم تحقق نجاحا تكتيكيا، وهذا يعني أنه مع فقدان حماس لقادتها لا يبدو أنها تستسلم فعليا".



وتابعت الصحيفة، "الآن، قد يتغير هذا مع تغير الأوضاع على الأرض في غزة.. من المفترض أن تركز خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة عربات جدعون على الهجوم المكثف والاستيلاء على الأراضي بدلا من استراتيجية الغارات التي طبقها عام 2024".

وبينت الصحيفة أن "غياب الانهيار بين كوادر حماس في المخيمات المركزية لا يزال ملفتا للنظر، حيث أن الحركة تجند العديد من الشباب غير المستعدين للصمود والقتال وترسانتها مستنفدة ويبدو أنها لم تتبق لها الكثير، ومع ذلك تحتجز 58 رهينة ويبدو أنها لا تزال قادرة على التواصل مع قادتها في الدوحة فيما يتعلق بصفقات الرهائن".

وفي الواقع، لا يبدو أن شروط حماس لهذه الصفقات ستتغير رغم خسائر قياداتها، حيث كانت صفقة يناير2025 مشابهة بشكل أساسي للصفقة التي سعت إليها حماس طوال عام 2024، والصفقة التي تناقش الآن مشابهة للصفقة التي عرضت على حماس في مارس، بحسب الصحيفة.

وفي ختام تحليلها تقول "جيروزاليم بوست": "لدى حماس ما تريده.. إنها تريد نهاية الحرب.. ومع ذلك لا يبدو أنها على وشك الانهيار.. وحتى لو كان كذلك لا يبدو أن إسرائيل تستغل مقتل قادتها بأي شكل من الأشكال على طريقة كلاوزفيتز (صاحب الرؤية الثاقبة بالعنف المتأصل والكراهية تصبح الحرب قوة طبيعية عمياء) بل تمضي قدما في نجاحاتها التكتيكية دون استراتيجية واضحة لما بعد الحرب، أو استراتيجية خروج من غزة، أو حتى وسيلة لاستبدال حماس بنوع آخر من السلطة المدنية.. تفترض حماس أن كل ما عليها فعله هو الانتظار وستحافظ على نوع من السيطرة.. حينها يمكنها إيجاد السنوار التالي ليحل محل من سبقوه".

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي يدين استمرار العنف الممنهج الذي تمارسه حركة 23 مارس ضد المرأة بالكونغو
  • ما الذي تضمنه رد حركة حماس على ورقة ويتكوف للهدنة؟
  • بعد إعلان إسرائيل عن اغتياله.. من هو محمد السنوار رأس الجناح العسكري لحماس في غزة؟
  • هل تنهار حماس بعد اغتيال قادتها؟.. تحليل إسرائيلي يجيب
  • "جيروزاليم بوست": حماس لن تنهار حتى بعد مقتل "السنوارين"
  • الجيش الاسرائيلي يعلن مسؤوليته عن قتل محمد السنوار ويتوعد بالمزيد
  • الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل قائد حركة حماس
  • جيش الاحتلال يزعم نجاحها باغتيال القيادي بالقسام محمد السنوار
  • بعد السنوار.. كاتس يحدّد اسمين على رأس قائمة أهداف إسرائيل
  • اتحاد الكتّاب يعيد عضوية المفصولين لأسباب سياسية ويؤكد احترام حرية التعبير