حي وادي الجوز أحد أحياء مدينة القدس. يتميز بموقعه الإستراتيجي وقربه من البلدة القديمة في القدس، ويُعد من الأحياء التاريخية والتراثية في المدينة. ويضم عديدا من المرافق الخدمية مثل المدارس والمراكز الصحية.

الموقع

حي وادي الجوز يقع في الجانب الشرقي من مدينة القدس. تحده من الجنوب البلدة القديمة، ومن الشرق جبل الزيتون، ومن الغرب حي الشيخ جراح، ومن الجنوب حي الطور.

يحتل الحي موقعا إستراتيجيا قريبا من عديد من المعالم التاريخية والدينية المهمة في القدس، مما يجعله منطقة حيوية ومهمة داخل المدينة.

ويبلغ طول وادي الجوز كيلومترا واحدا، وهو واد عميق شديد الانحدار. ويطلق عليه أحيانا الوادي الشرقي، لأنه يبدأ شرقي مدينة القدس ثم يتجه جنوبا حتى ينتهي بوادي قدرون، الذي يصب في البحر الميت، وهو يفصل بين مدينة القدس وجبل المشارف.

السكان

حسب تحديثات بلدية القدس لعام 2017، يُقدر عدد سكان حي وادي الجوز في القدس بنحو 15 ألف نسمة.

وهم في الغالب من الفلسطينيين، ومعظمهم من المسلمين، مع وجود بعض العائلات المسيحية.

يحتفظ الحي بجذوره الثقافية الفلسطينية بشكل قوي، حيث يتحدث السكان اللغة العربية بشكل رئيسي، ويُعتبر من الأحياء التي تعكس الهوية الفلسطينية العريقة في القدس.

وادي الجوز احتُل مع الجزء الشرقي لمدينة القدس في حرب يونيو/حزيران 1967 (الأرشيف الهولندي الوطني)

أهم معالم الحي

مسجد عابدين: أول وأهم مسجد موجود في الحي، بني عام 1939، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى مؤسسَيه الأخوين عبد المحسن وعمر عابدين. فقد بني المسجد بعد أن حاول الإنجليز بناء حي استيطاني يهودي في المنطقة، فتم إنشاء المسجد لحماية المنطقة وتشكلت البيوت حول المسجد.

مسجد حزير حجازي: يوجد في الجزء الجنوبي من الحي، ويعد من أقدم المساجد فيه، إذ بني عام 1935.

متحف فلسطين للآثار: وهو من أقدم متاحف الآثار في الشرق الأوسط، وافتتح عام 1938. يضم آثارا من العصر البرونزي وحتى العهد الصليبي، ومنذ افتتاحه حتى عام 1948، أي بعد احتلال إسرائيل ثلثي فلسطين، وهو المتحف الوحيد في فلسطين التاريخية المقسم بطريقة "كرونولوجية"، أي تقسم قاعاته حسب الترتيب الزمني للآثار الممتدة من العصر البرونزي المبكر (الفترة الكنعانية) وحتى الفترة الصليبية، ولا تدخل فيه الرواية الإسرائيلية. يأخذ بناء المتحف، الذي صممه المهندس أوستن هاريسون ونفذت بناءه الشركة الإيطالية ديفارو، شكلا سداسيا يحيط بساحة فضائية بنيت وسطها نافورة مياه.

قصر الشهابي: بناه نعمان الشهابي عام 1875، وقد كان في نية الجهات العربية الفلسطينية تحويل هذا المبنى إلى متحف يضم عديدا من الآثار والموسوعات والمؤلفات العربية والتاريخية، يعرف بقصر الحاج خورشيد الشهابي، وقد أزالته سلطات الاحتلال الإسرائيلي عام 1968 من أجل توسعة مباني الجامعة العبرية.

المنطقة الصناعية: وقد أنشئت في حي وادي الجوز في خمسينيات القرن العشرين، وتوارث الأحفاد المقدسيون العمل في مهن آبائهم وأجدادهم، وحافظوا على إرث عائلاتهم في مهن وحرف صناعية مختلفة، ولكنهم باتوا اليوم في مواجهة أكبر مشروع استيطاني في المدينة، مهددين بإخلاء منشآتهم تمهيدا للهدم.

شرطة الحدود الإسرائيلية تقف أمام الفلسطينيين في أثناء أدائهم صلاة الجمعة في حي وادي الجوز (رويترز) التاريخ

حسب الأرشيفات العائلية، بنت عائلة الخطيب المقدسية خلال القرن الـ16 مصيفا في منطقة وادي الجوز، تزامنا مع موجة خروج العائلات الثرية من داخل أسوار البلدة القديمة واستقرارها خارجها عام 1871.

في هذه الفترة، بدأ بناء البيوت الأوائل في المنحدر القادم من منطقة متحف فلسطين للآثار (متحف روكفلر). وآنذاك كان في منطقة وادي الجوز مع بداية الاحتلال البريطاني 15 بيتا، وكانت عائلة الهدمي العائلة الأولى التي تركت البلدة القديمة وبنت بيوتا في هذه المنطقة.

وكان ينتمي مؤسسو الحي إلى الطبقة الاجتماعية المتوسطة ومن بينهم: عائلة غوشة المقدسية وعائلة الأنصاري وعائلة نيروخ، التي هاجرت من الخليل، وبسبب وفرة الأراضي الفارغة وغير المأهولة، بدأ الحرفيون الانتقال إليها من داخل البلدة القديمة.

سُمِّيَ الحي بـ"وادي الجوز" نسبة إلى أشجار الجوز التي كانت تنتشر فيه، وذكر المؤرخ عارف العارف أن التسمية تعود إلى وجود قبر الشيخ محمد بن أبي الجوز، وأن الحي سمي على اسمه.

يوم 26 فبراير/شباط 1948، تراءى لقوات العصابات الصهيونية أن الحي أصبح سهل المنال بعد أن نزح عنه بعض سكانه، فشنت عليه في ساعة مبكرة هجوما كبيرا انطلاقا من "مستشفى هداسا" والجامعة العبرية.

وتمكنت القوات المهاجمة -التي كان عددها 150 مسلحا- من احتلال المنطقة المعروفة بـ"تل العفيفي"، ونسفت منزلين عربيين، الأمر الذي أدى إلى استشهاد 3 أطفال تحت الأنقاض، ثم حاولت متابعة التقدم داخل الحي، فتصدى لها المقاومون وشبان الحي، وكانوا نحو 70 رجلا وكبدوها خسائر أجبرتها على التوقف، وطارد السكان هذه القوات المهاجمة حتى أجلوها عن كامل الحي، بعد أن استشهد منهم 12 وأصيب 18.

جانب من اشتباكات الفلسطينين مع القوات الإسرائيلية بالقرب من حي وادي الجوز بالقدس الشرقية عام 2010 (رويترز)

سارع المقاومون إلى إصلاح ما تهدم من تحصينات الحي وزادوا من متانتها فساعدهم ذلك على التصدي للهجوم الكبير الذي شنته قوات العصابات الصهيونية منتصف مارس/آذار الموالي، وبقي الحي فلسطينيا عربيا بعد استعصائه على الاحتلال.

واحتل وادي الجوز مع الجزء الشرقي لمدينة القدس في حرب يونيو/حزيران 1967، ومن ثم ضُم لاحقا لنفوذ بلدية الاحتلال في القدس، التي صنفته ضمن "المناطق الخضراء"، وقد أعاق هذا التصنيف إلى درجة كبيرة إمكانية التطوير العمراني والتجاري في المنطقة وساهم في انخفاض قيمة العقارات فيها.

مشاريع استيطانية داخل الحي

تعمل بلدية الاحتلال في القدس على تنفيذ مشروعين ضخمين على أنقاض نحو 180 منشأة للمقدسيين بالمنطقة الصناعية في وادي الجوز، الأول امتداد لمشروع "مركز مدينة القدس الشرقية" والآخر سمي "وادي السيليكون".

ومشروع "وادي السيليكون" هو جزء من مبادرة حكومية مدتها 5 سنوات بقيمة 2.1 مليار شيكل (الدولار يعادل 3.77 شيكلات).

وقد أعلنت بلدية الاحتلال في يونيو/حزيران 2020 عن مخطط لبناء "حديقة تكنولوجية" مستوحاة من وادي السيليكون في الولايات المتحدة الأميركية.

وتحاول إسرائيل فرض مشروع "وادي السيليكون" على أنه "وجه مشرق" يحل محل المنطقة الصناعية ويقام على مساحة تقدر بـ200 ألف متر مربع، وهو عبارة عن أبراج وبنايات ضخمة وحدائق وفنادق ومراكز تجارية وشوارع حديثة.

وفي العام نفسه، وافقت لجنة التخطيط والبناء المحلية على المخطط، وفي نهاية العام بدأت البلدية بتوزيع الإنذارات والإخطارات على أصحاب 180 منشأة صناعية.

ومنذ المصادقة على المشاريع الاستيطانية في منطقة وادي الجوز، يتعرض أهالي الحي للتضييق ومحاولات الطرد والتهجير القسري.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وادی السیلیکون البلدة القدیمة حی وادی الجوز مدینة القدس فی القدس

إقرأ أيضاً:

سرايا القدس تبث مشاهد استهداف مقر قيادة للاحتلال بصاروخ موجه وإصابته

بثت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اليوم السبت، مشاهد لاستهداف مقاتليها مقر قيادة وسيطرة تابعا لجيش الاحتلال بصاروخ موجه شمالي مدينة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، وإصابته، ضمن عملية "طوفان الأقصى".

ونُفذ الهجوم باستخدام صاروخ موجه من طراز "107"، وهو سلاح استخدمته السرايا بشكل متكرر في عملياتها ضد القوات والآليات الإسرائيلية، وأظهر فاعلية في تحقيق إصابات مباشرة ودقيقة في أهداف متنوعة.

وأظهر المقطع في بدايته لقطات مراقبة استطلاعية لتحركات جنود الاحتلال في محيط المبنى المستهدف، مما يشير إلى عملية استخباراتية سبقت تنفيذ الهجوم لضمان تحديد الهدف بدقة وإصابة القوات المتمركزة داخله.

وتضمنت اللقطات مشاهد تجهيز أحد المقاتلين للعملية، حيث ظهر وهو يحمل الصاروخ في كيس وينتقل به بحذر عبر الأزقة وبين المباني المدمرة ثم تجهيز الصاروخ ووضعه على منصة إطلاق بدائية داخل إحدى الشقق السكنية المدمرة المطلة على منطقة التوغل.

وبعد اكتمال التجهيزات، وثقت المشاهد من زاويتين مختلفتين لحظة إطلاق الصاروخ وتوجهه نحو المبنى المستهدف، ليصيبه إصابة مباشرة ويحدث انفجارا وسط تصاعد لأعمدة الدخان والغبار من الموقع.

وتأتي هذه العملية في إطار سلسلة من الهجمات التي تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال المتوغلة في مختلف محاور القتال بقطاع غزة، خاصة في مدينة خان يونس التي شهدت معارك ضارية.

وكثفت سرايا القدس، إلى جانب كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الأسابيع الأخيرة من بث مشاهد عملياتها العسكرية، والتي تركز على استهداف الآليات المدرعة، وتجمعات الجنود، ومقرات القيادة الميدانية.

وقد دأبت فصائل المقاومة في غزة على توثيق عملياتها ضد قوات جيش الاحتلال وآلياته في مختلف محاور القتال منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

إعلان

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تبث مشاهد استهداف مقر قيادة للاحتلال بصاروخ موجه وإصابته
  • امام سلطة وادي الاردن .. من يصلح خط مياه ( الكريمة ) المكسور منذ 5 شهور .. فيديو وصور 
  • الاحتلال يجبر مقدسيًا على هدم منزله في بلدة جبل المكبر
  • نحو ‎40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى المبارك
  • 40 ألفًا يُؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • 40 ألفًا أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
  • اعتداءات بالضفة والمستوطنون يتأهبون لاقتحام واسع للمسجد الأقصى
  • الهيئات الإسلامية بالقدس تستنكر انتهاكات الاحتلال والجماعات اليهودية ضد الأقصى
  • كيف يُحكم الاحتلال قبضته على بلدة الزعيّم بالقدس؟
  • جماعات استيطانية متطرفة تدعو لتنظيم مسيرة تهودية في القدس