أغسطس 22, 2024آخر تحديث: أغسطس 22, 2024

المستقلة/- في سياق التوترات المتزايدة بين روسيا والولايات المتحدة، أثارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا تساؤلات حول موقف منظمات حرية التعبير العالمية إزاء ما اعتبرته حملة قمعية أمريكية ضد مواطنيها الذين يتعاونون مع وسائل الإعلام الروسية. جاء هذا التصريح في منشور على قناتها الرسمية بتطبيق “تليغرام”، حيث تساءلت زاخاروفا عن موقف كل من “مراسلون بلا حدود”، والمديرة العامة لليونسكو أودري أزولاي، بالإضافة إلى مفوضي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا.

كتبت زاخاروفا منشوراً حاد اللهجة في قناتها على تليغرام، مستندة فيه إلى تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” والذي ذكر أن السلطات الأمريكية تعتزم إجراء عمليات تفتيش جديدة في منازل المواطنين الأمريكيين الذين يتعاونون مع وسائل الإعلام الروسية. وعبرت زاخاروفا عن استغرابها من عدم وجود ردود فعل من المنظمات الدولية المعنية بحرية التعبير وحقوق الإنسان، مبدية دهشتها من الصمت تجاه ما وصفته بالانتهاكات الأمريكية.

وقالت زاخاروفا بنبرة تهكمية إنها تنتظر “توبيخا غاضبا” من المتحدثة باسم البيت الأبيض كارين جان بيير ضد السلطات الأمريكية، مشيرة إلى أنه يتوجب أيضا على السفير الأمريكي السابق مايكل ماكفول أن يغرد منتقدا هذا الهجوم على الليبرالية في الولايات المتحدة. وأضافت، بنبرة لا تخلو من السخرية، أن السفارات الأمريكية حول العالم يجب أن تصدر بيانات تهدد بفرض عقوبات على الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب هذه الإجراءات.

ازدواجية المعايير وحرية التعبير:

تعد تصريحات زاخاروفا جزءاً من سجال مستمر بين روسيا والغرب حول حرية التعبير وحقوق الإنسان، حيث غالباً ما تتبادل الدولتان الاتهامات بانتهاك هذه الحقوق. ورغم أن الولايات المتحدة تصنف نفسها كمدافع عن الديمقراطية وحرية التعبير في العالم، إلا أن زاخاروفا تعتبر أن الإجراءات الأخيرة تظهر ازدواجية في المعايير، وتؤكد على ضرورة تسليط الضوء على هذه الحقائق المشينة في التقارير الدولية.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

إقرأ أيضاً:

بين حرية جورج وغياب زياد

أسوأ أنواع الكتابة هي الكتابة الناجمة عن شعور متناقض؛ كالكتابة عن الفرح ومضاده، عن الموت ونقيضه؛ فلا تعرف التعبير عن البهجة ولا وصف الأسى الجاثم على النفس بعد وقوع حدث أليم. وهذا ما حدث خلال الأيام الماضية؛ إذ لم يدم فرح استقبال المناضل الأممي اللبناني جورج إبراهيم عبدالله (74 عاما) في بيروت أكثر من أربع وعشرين ساعة، فقد نهض اللبنانيون والعرب على خبر صاعق برحيل الفنان زياد الرحباني، كأن لبنان لا يحتمل شخصيتين مناضلتين في الوقت نفسه وفي البلد ذاته، ولا يعترف إلا بالحزن والفقد والخسارة مثلما كتب الشاعر اللبناني شوقي بزيع (74 عاما) قصيدته (جبل الباروك) في رثاء الزعيم كمال جنبلاط ( 1917-1977)

«أرضَ الخسارة يا لبنانُ هل رجلٌ

يعيدُ للنَّاسِ بعد اليومِ ما خسروا»

لا نريد أن نسهب في الحديث عن الشخصيات الوطنية اللبنانية التي فُقدت في لبنان، لكن سأعرّج قليلا على هذه الفرحة المنقوصة لدى الجماهير العربية التي تصطف إلى القضايا والمواقف التي يُعبّر عنها بالفعل والقول كل من جورج وزياد؛ فجورج البالغ من العمر (74 سنة) قضى أكثر من أربعة عقود في السجون الفرنسية، بتهمة «قتل الدبلوماسي الإسرائيلي ياكوف بار سيمان توف، والدبلوماسي الأمريكي تشارلز ر. راي في باريس عام 1982»، ولكن تهمته الحقيقية تكمن في تشكيله لتنظيم الفصائل الثورية اللبنانية المسلحة لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي للبنان، والانتماء إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وهذا الموقف لم يتزحزح عنه ولم يتراجع، وكأن العقود الأربعة التي قضاها في المعتقل الفرنسي ما هي إلا نزهة في طريق الحرية. فحين نزل في بيروت، أشاد بالمقاومة قائلا: «المقاومة باقية وممتدة، ولا يمكن اقتلاعها، وأن إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها».

في رسالة واضحة بأن النضال ضد المشروع الصهيوني لا توقفه السجون ولا القوانين الظالمة التي زجت بجورج خلف القضبان، ورضوخ القضاء الفرنسي للضغوطات الأمريكية والإسرائيلية بعدم الإفراج عن جورج، إذ عبّرت الولايات المتحدة عن غضبها بعد خروج جورج من السجن، وكذلك تل أبيب.

أما زياد الرحباني فقد شكّل ظاهرة ثقافية فريدة من نوعها، إذ وظّف الفن في خدمة القضايا الإنسانية العادلة، ولم يستسلم لوهج اسم والديه عاصي الرحباني والسيدة فيروز، ولم يشأ العيش تحت مظلة فيروز والرحابنة. بل شق لنفسه طريقا آخر منذ إقدامه على تلحين أغاني فيروز وهو في سن الطفولة، وحين واجهته صعوبة الحياة وتعرض لمنغصاتها قابلها بالسخرية والفن معا. كان يمكن لزياد أن يعيش حياة أخرى غير تلك التي عاشها، لكنه أخلص لضميره الإنساني وحمّل فنه وثقافته معاناة الإنسان وآلامه، مجسدا بذلك قيمة الثقافة الحقيقية المنحازة للإنسان والدفاع عن الكرامة والحق في حياة آمنة وحرة. لهذا حظي زياد بحب الجماهير التي تختلف معه سياسيا وتتفق معه فنيا، فالفتى الذي تجرأ على تغيير نمط الغناء لفيروز ترك بصمته التي لا تُمحى في سجل الموسيقى العربية، مؤكدا بذلك على أن الفن الملتزم يبقى ولا يفنى يدوم ولا يزول وتزداد شعبيته كلما كان الواقع قاسيا وموجعا.

رحل زياد وسيرحل جورج حتمًا، ولكن لا يبقى إلا الأثر الخالد المدون بالمواقف التي لا تقبل المهادنة ولا ترضى إلا بالانحياز إلى الحق مهما كانت التكلفة أو قلة سالكي درب الحق.

مقالات مشابهة

  • أمريكا تفرض رسومًا 50% على الواردات من النحاس
  • روسيا: لدينا قلق إزاء التهديد بشن هجمات جديدة على ايران
  • ترامب يرفع الرسوم الجمركية على واردات أمريكا من الهند إلى 25%
  • أمواج تسونامي تبدأ بضرب سواحل الولايات المتحدة الأمريكية
  • حركة الأحرار الفلسطينية تدين الصمت العربي والعجز الدولي عن وقف جرائم الإبادة في غزة
  • الدبيبة يلتقي الكاتب «محمود البوسيفي» ويبحث دعم الإعلام الوطني وترسيخ حرية التعبير
  • الاستخبارات الروسية: واشنطن ولندن ناقشتا احتمال استبدال زيلينسكي
  • النفط يواصل مكاسبه بدعم من التفاؤل حيال تطورات الاتفاق التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي
  • بين حرية جورج وغياب زياد
  • الأوروبيون بين الارتياح والقلق حيال الاتفاق التجاري مع أميركا