3 أندية كسرت القاعدة في آخر 4 مواسم.. الدرجة الثانية.. الصاعد ليس «هابط»
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
معيذر جاهز وسط تحديات كبيرة في الموسم الجديد
الشمال أزال الرهبة وجاهز للصراع من أجل البقاء
المرخية يمتلك شخصية متفردة ويحترمه الجميع
استقرار الوكرة جعل طموحاته أكبر من الوصول لـ «المربع»
خلال السنوات الماضية كانت الأندية الصاعدة من دوري الدرجة الثانية بمثابة تهديد كبير لفرق دوري الكبار بعد كسرهم قاعدة الصاعد هابط، عقب البقاء في دوري النجوم وعدم العودة لدوري الدرجة الثانية من جديد، فعندما نتحدث عن اخر 4 مواسم جميع المتأهلين لدوري الكبار استمروا في دوري النجوم باستثناء فريق الخريطيات الوحيد الذي تأهل وعاد سريعا لدوري المظاليم، «العرب» خلال هذا التقرير ترصد ما قدمته أندية الدرجة الثانية عقب تأهلها لدوري الكبار وماذا يتطلب من معيذر في الموسم الجديد حتى يسير على نفس النهج ويستمر هو الآخر بعد صعوده واللعب وسط الكبار.
الوكرة والتألق الكبير
مثلما اشرنا فسنتحدث عن الفرق التي تأهلت في آخر 4 مواسم، والبداية ستكون مع الوكرة والذي عاد لدوري الكبار موسم 2018 ـ 2019 مع المدرب الحالي الإسباني ماركيز لوبيز والذي يعتبر من أفضل المدربين في الكرة القطرية، بعد أن أعاد الوكرة لمكانته الطبيعية، وكان الفريق رهن ثقة جماهيره بعد أن جاء في المركز الخامس في الموسم الأول ولكن في الموسم الموالي جاء في المركز الثامن، لتكون مجرد كبوة لسلسلة من التألق والنجاحات الكبيرة في بطولة الدوري وذلك بعد أن نجح الفريق في احتلال المركز الثالث في الموسم قبل الماضي 2021 ـ 2022، وتواصل التألق والنجاح بالنسبة للمدرب لوبيز مع الوكرة في الموسم الماضي بعد احتلاله المركز الرابع وضمان المشاركة في دوري أبطال آسيا، معتمداً على مجموعة مميزة في صفوفه ابرزهم محمد بن يطو ودالا وحازم شحاتة ولوكاس ميندز وسعود الخاطر وغيرهم من الأسماء المميزة يلعبون بشكل جماعي دون الاعتماد على فرديات اللاعبين.
صعود وهبوط
بالنسبة لموسم 2019 ـ 2020 عاد الخريطيات مجدداً لدوري الكبار بعد الهبوط لمدة موسم، ولكن الفريق لم يكتب له الاستمرار وسط الكبار بعد أداء متراجع للغاية وكأن الفريق لم يتعلم من الأخطاء التي ارتكبها في الموسم الذي هبط به، وحتى الان الخريطيات لم يستطع العودة لدوري الكبار ويتطلع في الموسم الجديد أن يكون في الموعد رغم المنافسة القوية والصعبة المتوقعة في دوري الدرجة الثانية بتواجد فرق السيلية الطامح في العودة سريعاً مع الكبار، بجانب الشحانية والذي كان قاب قوسين أو أدنى من الصعود في الموسم الماضي وقدم عروضا مميزة في كأس الأمير بعد الوصول لنصف النهائي وحصل على كأس الدرجة الثانية، كما يتواجد الخور مع نبيل أنور والذي لديه هدف واحد وهو عودة الفرسان وسط الكبار، وأيضا هناك مسيمير الذي سيدعم صفوفه بقوة لتحقيق حلم التأهل، بجانب أندية البدع ولوسيل والوعب وهم أصبح لهم حق التأهل في الموسم الجديد بعد منحهم التراخيص.
عودة الشمال
شهد موسم 2021 ـ 2022 عودة الشمال لدوري الكبار بعد غياب العديد من السنوات وذلك بعد منافسة شرسة مع الشحانية استمرت حتى الجولة الأخيرة بين الفريقين، الشمال عقب تأهله كان هناك العديد من التحديات للاستمرار وسط النجوم وكسر قاعدة الصاعد هابط، مع المدرب المغربي وقتها هشام جدران، وبالفعل خاض الشمال العديد من اللقاءات بكل قوة ونجح في احراج الكبار واستمر في الدوري خلال الموسم الأول بعد الصعود، بينما في الموسم الماضي، عانى الفريق كثيراً خاصة عقب فترة التوقف بسبب كأس العالم، مما أدى لتغيير القيادة الفنية بتولي وسام رزق مدرباً للفريق بدلاً من هشام زاهد وحاول وسام تغيير الشكل نوعاً ما، وخاض الفريق المواجهة الفاصلة أمام الخور وكانت في غاية الصعوبة وفاز بهدفين مقابل هدف، ليستمر الشمال للعام الثاني على التوالي، وسيكون الفريق مطالبا بتغيير الشكل في الموسم القادم لاسيما مع القيادة الجديدة مع المدرب السويدي بويا اسباغي بجانب الصفقات التي تم الإعلان عنها حتى الآن تبشر أن الفريق سيظهر بشكل مختلف.
نجاح المرخية
عقب تأهل المرخية لدوري الكبار في الموسم قبل الماضي، تواجدت العديد من التحديات لمجلس الإدارة بقيادة علي المسيفري، الذي أكد أن فريقه صعد ليس من أجل الهبوط ولكن من أجل إثبات الذات وبالفعل صدق حديث المسيفري، ولعل البداية القوية في الجولة الأولى والفوز على السد برباعية، حتى ولو أن الزعيم لعب منقوصا من لاعبيه المواطنين بسبب ارتباطهم مع المنتخب، ولكن أعطت مؤشرات أن المرخية سيكون خصما صعبا في الدوري، وبالفعل هذا بدأ في الكثير من المباريات تحت قيادة فنية للمدرب الوطني عبدالله مبارك والذي قاد الفريق بصورة مميزة ولكن سوء الحظ في اللقاءات الأخيرة في الدوري جعلت الإدارة تتخذ قرارا برحيله وقدوم المدرب المغربي هشام جدران، والذي قاد المرخية 3 مباريات وعقب الموسم تم التعاقد مع الإنجليزي باتريك هيدسون ليقود الفريق، والمدرب سيكون عليه مسؤولية كبيرة لمواصلة أداء الفريق بعد احتلال الفريق المركز السابع في الموسم الماضي وهو مركز جيد بكل تأكيد لفريق عائد من دوري الدرجة الثانية.
تحديات كبيرة لمعيذر
بعد الحديث عن التجارب الأخيرة للفرق القادمة من دوري الدرجة الثانية، سيكون هذا بمثابة تحد كبير بالنسبة لفريق معيذر الذي صعد للدوري بعد غياب طويل في الموسم المنقضي عقب منافسة شرسة مع الخور والشحانية في دوري الدرجة الثانية، معيذر سيكون هدفه الأول تأكيد أن تأهله ليس صدفة بل يستحق التواجد مع الكبار وعدم العودة لدوري المظاليم مجدداً، ولذلك مجلس الإدارة برئاسة الدكتور صالح العجي يقوم بمجهودات وفيرة، بتواجد مدرب إسباني مميز وكفء مثل خوسيه مورسيا سبق أن تألق في دوري النجوم في موسم 2018 ـ 2019 مع الشحانية وقاد المطانيخ للمركز السابع في بطولة الدوري، وكسب احترام الجميع بالفعل، ولذلك يأمل أن يكرر نفس السيناريو في الموسم الجديد، لاسيما أن الفريق يتم تدعيمه بصورة مميزة للغاية على مستوى المحترفين والمواطنين، بعد أن اتخذ النادي قراراً برحيل كافة المحترفين الخمسة وهم العراقي همام طارق والثنائي المغربي نبيل الزهر وعلاء الدين اجراي، والثنائي الجزائري إسلام شحرور وعبد الكريم منديل.
المصدر: العرب القطرية
كلمات دلالية: قطر دوري الدرجة الثانية دوري النجوم دوری الدرجة الثانیة فی الموسم الجدید فی الموسم الماضی العدید من فی دوری بعد أن
إقرأ أيضاً:
المانحون الكبار وضحاياهم
في الحقيقة، إن موضوع المانحين الدوليين يحتاج إلى لحظة تقويم صريحة ونقدية؛ لأنّها -أي مسألة المساعدات الدولية- تُسوّق قصدياً بخطاب يُخفي أكثر مما يعلن، إضافة إلى أن تفكيك مضامين المنح الدوليّة وأبعادها من شأنه أن يضيء الرؤية في خصوص ما يُسمى دور المانحين الدوليين في معاضدة البلدان ذات الهشاشة بأبعادها المختلفة، كي تكون أفضل وأكثر قدرة على الصمود أمام التحديات التي تواجهها.
نظرياً، من الجيد وجود مانحين دوليين يعاضدون مجهودات الدول السائرة في طريق النمو والأخذ بيدها في تعثراتها الاجتماعية والاقتصادية، ولكن على أرض الواقع فإن تفكيكاً موضوعياً للمنح الدولية يقودنا إلى تحديد الحجم الفعلي للفائدة، الذي هو مع الأسف هزيل جداً، وأحياناً مضحك.
كما هو معلوم، فإن التوجه الغالب اليوم على تدخلات المانحين الدوليين هو البُعد الاجتماعي، وهو توجه بدأ التفطن إلى أهميته بعد أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001.
طبعاً أول ما يتبادر إلى الذهن عند تناول موضوع المنح الدولية لدعم مجهودات الحكومات والمجتمع المدني في المجال الاجتماعي أن هذه الجهات المانحة تُقدم منحاً مالية أو مساعدات عينية بوصفها تجهيزات أو غير ذلك، ولكن في الحقيقة فإن الشق المالي رمزي جداً، وأحياناً غير موجود، والغالب على المنح الدولية جانب الدعم الفني الذي يستفيد منه الخبراء الغربيون وعدد قليل من خبراء البلد موضوع المنح. وهو تصور كما نلاحظ تغلب عليه النظرة الاستعلائية لمضمون المنح الدولية؛ حيث إن بلداننا مثلاً، العربية والإسلامية، تعج اليوم بالكفاءات الوطنية الفنية، بل إن بعضاً من دولنا بات يصدر الكفاءات لأوروبا والغرب عموماً.
ويشمل الدعم الفني المتمثل في الدراسات، أو في إطلاق منصات إلكترونية جامعة للمعطيات، ومن ثم نفهم أن المعلن هو المساعدة على التحديث الرقمي، وأيضاً التمكن من المعطيات بطريقة غير مباشرة، من دون أن نغفل عن كيفية توظيف المساعدات التي تقوم بها بعض الدول في القضايا السياسية، وفي التأثير على القرارات الوطنية والمواقف تجاه ما يجري في العالم. بتعبير بسيط جداً، فإن الشعار هو: أساعدك بطريقتي وليس بطريقتك وحسب حاجتك، ومع ذلك فإنه مفروض عليك تنفيذ ما أمليه عليك في الصراعات الدوليّة!
هذا فيما يخص المنح في علاقة الدول والمجتمع المدني. لنأتِ الآن إلى الاعتراف الصادم والمؤسف الذي جاء على لسان الأمم المتحدة حول تراجع تمويل المانحين للنداءات الإنسانية العاجلة، الأمر الذي دفعها إلى اتخاذ قرار وصفته بالقاسي والمؤلم، مفاده خفض تدخلاتها الإنسانية إلى النصف.
وفق هذا الاعتراف الصريح فإن الوضع حول كيفية تلبية المانحين الدوليين النداءات الإنسانية التي تتم عن طريق الأمم المتحدة بات يُثير أسئلة عدة، ويبعث على مخاوف حقيقية تُهدد ملايين من الأشخاص الذين هم في حال من المفروض أنها تحتم على العالم عبر مؤسساته الأممية توفير المساعدة، أو الحد الأدنى منها، من أجل التنفس، لا من أجل حفظ الكرامة.
فهل العالم ماضٍ في اتجاه التفريط بالكامل في الملايين من البشر الذين هم بلا أكل ولا مأوى ولا ماء صالح للشرب، وبلا حتى أبسط دواء يقاومون به أمراض الفقر؟
أليس عدد كبير من المانحين الدوليين هم الذين أشعلوا فتيل الحرب وكسبوا المال من بيع الأسلحة
أليس عدد كبير من المانحين الدوليين هم الذين أشعلوا فتيل الحرب وكسبوا المال من بيع الأسلحة، ومن ثم هم الذين تسببوا بشكل أو آخر في هدم بيوت ملايين البشر، وفي انهيار بلدانهم التي كانوا على الأقل يوفرون فيها رغيف الخبز؟
أليس المعنيون بالنداءات الإنسانية هم ضحايا المانحين الدوليين ولو بطريقة غير مباشرة؟
تقول الأمم المتحدة إنها لا تستطيع تلبية نداء إلا نصف المستحقين لتدخلاتها، مستعرضة حقائق عن عام 2024؛ حيث كان الهدف جمع 47 مليار دولار لهذا العام، 2025، ولكن بسبب الولايات المتحدة وألمانيا ودول عدة فإنها لم تتلقَّ إلا الربع، أي 12 ملياراً، واصفة هذا المبلغ بكونه أدنى مستوى تمويل للنداءات الإنسانية خلال العقد الماضي.
إذن، يمكن الاستنتاج بناءً على اتجاه التراجع الواضح بالأرقام أن هناك خطة للتخلّي عن تمويل المساعدات، وأن المحتاجين للمساعدات لن يكونوا محل اهتمام الدول الغنية.
لنعلم أن العدد ليس هيناً، فالأمم المتحدة تتحدّث عن 250 مليون شخص حول العالم يحتاجون إلى مساعدات عاجلة، وبطبيعة الحال العدد الحقيقي يتجاوز بكثير هذا الرقم. الرسالة الجديدة التي بدأت بعض شفراتها من سنوات تتمثل في أنه لا مكان للذين يعيشون على المساعدات.
لنفترض أننا أمام حسن النية، وأن الهدف هو القضاء على الحاجة إلى المساعدة، ولكن هذه الفرضية قد تكون مقبولة إذا لم نكن نتحدث عن ضحايا بؤر التوتر والحروب والصراعات. كما كان يمكن قبول هذه الفرضية إذا لم يكن سكان غزة على رأس المحتاجين لتدخل مؤسسات الأمم المتحدة والمساعدة. فمن الذي أوجد كل هؤلاء الضحايا؟ ومَن شجع إسرائيل على ارتكاب الجرائم من دون أن يرف لها جفن وهي تهدم غزة وتجعلها أكواماً من البيوت المنهارة والعائلات المنكوبة؟
إننا في لحظة دولية مغايرة تماماً: كانت الدول القوية الغنية تُعالج تداعيات دفاعها عن مصالحها وتوسعها الاقتصادي بالمساعدات والمسؤولية الدولية، أما اليوم فإن قادة الدول المانحة لا يرون جدوى من بذل أي جهد للمعالجة أو التخفيف من أوجاع ضحاياها.
لذلك، فإن الرهانات اليوم كبيرة وصعبة: المطلوب من الشعوب ألا تصل إلى وضع يجعل من إمكانية أن تكون بحاجة إلى الإغاثة أمراً وارداً. المطلوب أيضاً ظهور الوعي بأن القوة لا تكون إلا وطنياً، وأنه لا شيء مضموناً من الخارج، ولا شيء مجانياً يأتي منه.
الحاضر يكشف للجميع عما كان معتماً: الدول الغنية تأخذ ولا تعطي، وإذا أعطت فهو القليل الذي سيتناقص، وتمويل المساعدات الإنسانية حجتنا الدامغة.
الشرق الأوسط