مشروع الهيدروجين الأخضر يدعم جهود هيئة كهرباء ومياه دبي للوصول للحياد الكربوني بحلول 2050
تاريخ النشر: 25th, August 2024 GMT
يتزايد السباق نحو الحياد الكربوني على مستوى العالم، الأمر الذي يعزز الطلب على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة. وفي هذا السياق، تستعد صناعة الهيدروجين لازدهار كبير، ما يفتح فرصاً غير مسبوقة للمساهمة في كوكب أكثر استدامة. ويعد الهيدروجين، لا سيما الهيدروجين الأخضر، أحد أنواع الوقود التي لديها القدرة على إزالة الكربون من القطاعات المختلفة.
تقنيات مبتكرة
هناك العديد من الابتكارات التي يجري تطويرها حالياً في تقنيات الهيدروجين، لا سيما التحليل الكهربائي للمياه لإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي يصفه البعض بوقود المستقبل، عن طريق الطاقة المتجددة، إضافة إلى تحسينات في إنتاج الهيدروجين من الكتلة الحيوية والنفايات، فضلاً عن أساليب جديدة لإنتاج الهيدروجين من الغاز الطبيعي مع انخفاض انبعاثات الكربون، بما يتواءم مع التحول العالمي في قطاع الطاقة والاعتماد المتزايد على مصادر الطاقة النظيفة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية وغيرها.
تحديات تواجه إنتاج الهيدروجين
تتضمن التحديات الرئيسة التي تواجه طرق إنتاج الهيدروجين اليوم القدرة التنافسية من حيث التكلفة، حيث أن إنتاج الهيدروجين الحالي، وخاصة من المصادر المتجددة، أكثر تكلفة بشكل عام من الطرق التقليدية القائمة على الوقود الأحفوري. كما لا تزال بعض تقنيات إنتاج الهيدروجين، مثل التحليل الكهربائي المتقدم أو التحلل الحراري للكتلة الحيوية، في مرحلة البحث والتطوير، ما يتطلب المزيد من النضج التقني، حيث أن قابلية توسع هذه التقنيات أمر ضروري للاستخدام التجاري على نطاق واسع.
وتشير آخر التقارير العالمية أنه يمكن إنتاج الهيدروجين الأخضر مقابل 1.60 دولار للكيلوغرام بحلول عام 2030، ما يجعله أكثر تنافسية مع طرق إنتاجه حالياً حيث تتراوح تكلفة انتاجه بين 3 و6.5 دولار للكيلوغرام. وفيما يتعلق بالتخزين، يجري تطوير تقنيات متقدمة مثل تسييل الهيدروجين والتخزين في الكهوف الملحية ومواد تخزين الهيدروجين الصلبة المبتكرة، مما يضمن تخزين الهيدروجين بكفاءة وموثوقية. وتعتبر هذه التطورات حاسمة لتمكين اعتماد الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع كناقل للطاقة. وتعتبر هذه التطورات حاسمة لتمكين اعتماد الهيدروجين الأخضر على نطاق واسع كناقل للطاقة. وتؤكد الأرقام والتوقعات على الأهمية المتزايدة للهيدروجين الأخضر مع الاستثمارات الكبيرة والتقدم التكنولوجي الذي يقود تطوره السريع ونشره.
مشروع “الهيدروجين الأخضر” في دبي
يعد مشروع “الهيدروجين الأخضر” الذي نفذته هيئة كهرباء ومياه دبي في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإنتاج الهيدروجين باستخدام الطاقة الشمسية، ويمكن لخزان غاز الهيدروجين تخزين ما يصل إلى 12 ساعة من الهيدروجين المنتج باستخدام الطاقة الشمسية. ومنذ إطلاق مشروع الهيدروجين الأخضر في مايو 2021، حققت المنشأة أهدافها الإنتاجية بالكامل، حيث تنتج نحو 20 كيلوغراماً في الساعة من الهيدروجين الأخضر عالي النقاء. وتم تصميم وبناء المحطة التجريبية التي تنتج الهيدروجين الأخضر عن طريق التحليل الكهربائي للماء باستخدام مصادر الطاقة المتجددة، بحيث تكون قادرة على استيعاب التطبيقات المستقبلية ومنصات اختبار الاستخدامات المختلفة للهيدروجين؛ بما في ذلك إنتاج الكهرباء والتنقل في إطار خارطة طريق لاستراتيجية الهيدروجين الأخضر التي يتم تنفيذها على مراحل.
ويدعم المشروع استراتيجية الحياد الكربوني 2050 لإمارة دبي إلى توفير 100% من القدرة الإنتاجية للطاقة من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2050، وتؤدي هيئة كهرباء ومياه دبي دوراً رائداً في تحقيق هذا الهدف الطموح من خلال مشاريع رائدة للطاقة المتجددة والنظيفة أبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، أكبر مشروع للطاقة الشمسية في موقع واحد على مستوى العالم، وفق نظام المنتج المستقل، وستبلغ قدرته الإنتاجية أكثر من 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم. وتبلغ القدرة الإنتاجية الحالية للمجمع 2,860 ميجاوات. وحصدت هيئة كهرباء ومياه دبي جائزة مشروع الهيدروجين الأخضر لعام 2023 عن مشروع “الهيدروجين الأخضر”، وذلك ضمن جوائز مستقبل الهيدروجين التي تم تنظيمها خلال فعاليات مؤتمر الهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا (CGHM2023) في دبي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
إيران تتوعد أوروبا بالرد حال استغلال تقرير الطاقة الذرية لأغراض سياسية
توعدت إيران اليوم الأحد بالرد إذا استغلت الدول الأوروبية تقريرًا للأمم المتحدة يظهر أن طهران كثفت إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، لأغراض سياسية.
وأكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، اليوم في بيان أنه أبلغ في مكالمة هاتفية مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافايل جروسي، أن إيران سترد بشكل مناسب على أي تحرك غير لائق من جانب الأطراف الأوروبية، في إشارة إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وكانت الدول الأوروبية الثلاثة قد هددت بإعادة فرض العقوبات إذا شكل برنامج إيران النووي تهديدًا لأمن القارة.
ودعا عراقجي جروسي في المكالمة التي جرت أمس السبت إلى عدم إتاحة الفرصة لبعض الأطراف لإساءة استخدام التقرير لتحقيق أهدافها السياسية ضد إيران، بحسب البيان.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أفادت بأن إيران سرعت وتيرة إنتاج اليورانيوم المخصّب بنسبة 60 % القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري، وذلك في تقرير غير معدّ للنشر اطلعت عليه وكالة فرانس برس أمس السبت، قبل أسبوع من اجتماع مجلس محافظي الوكالة في فيينا.
وأشار التقرير إلى أن المخزون بلغ 408,6 كلج في مايو الماضي، أي بزيادة 133,8 كلج خلال الأشهر الثلاثة الماضية مقارنةً بزيادة مقدارها 92 كلج خلال الفترة السابقة.
وندّدت وزارة الخارجية الإيرانية الليلة الماضية بتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفة إياه بأنه تقرير "سياسي وغير متوازن”.
وتتهم دول غربية وإسرائيل، إيران بالسعي الى تطوير سلاح ذري، وهو ما تنفيه الجمهورية الإسلامية، مؤكدةً الطابع السلمي لبرنامجها النووي.
ومن جانبه، جدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة الماضية تأكيده أنه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي، مشيرًا إلى أن البلدين على وشك التوصل لاتفاق بشأن البرنامج النووي.
يُذكر أن طهران وواشنطن أجرتا خمس جولات من المباحثات بوساطة عمانية منذ أبريل الماضي.
وكانت إيران قد أبرمت عام 2015 اتفاقًا مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، أتاح فرض قيود على أنشطتها وضمان سلميتها مقابل رفع عقوبات كانت مفروضة عليها.
وفي 2018، انسحب ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى بشكل أحادي من الاتفاق وأعاد فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية التي بدأت بعد عام من ذلك، التراجع تدريجيًا عن غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي القوة غير النووية الوحيدة التي تقوم بتخصيب اليورانيوم عند مستوى 60%.
ويلوح ترامب بالخيار العسكري في حال فشل المساعي الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني.