هل أحداث السويداء مقدّمة للتخلّص من الشرع؟
تاريخ النشر: 29th, July 2025 GMT
عن الأبعاد الإقليمية لعملية سلطة الشرع الدامية في السويداء، كتب ايليا تيتوف، في “زافترا”:
يُصوَّر التصعيد الحالي في السويداء السورية على أنه صراع داخلي بحت. في الواقع، تمارس دمشق الضغط على السويداء، بدافع الرغبة في استعادة وحدة البلاد.
وعلى الأرض، هناك قوات تابعة للجيش الإسرائيلي في أقصى جنوب غرب سوريا، ويبلغ عرض الممر الذي يربط دمشق بالحدود الأردنية عبر مدينة درعا ما يزيد قليلاً عن أربعين كيلومترًا.
ولمنع اليهود من اختراق محافظة درعا، وإنشاء ما يُسمى “ممر داوود”- وهو ما يُطلق عليه الإعلاميون العرب الخطة الإسرائيلية للوصول إلى حقول النفط الخاضعة للسيطرة الكردية وإلى نهر الفرات- هاجم النظام القوات الدرزية في السويداء.
في 16 يوليو/تموز، تدخلت إسرائيل في الوضع. بالنسبة لإسرائيل، يُعد التدخل في القضية الدرزية أمرًا بالغ الأهمية. فخلق محيط من الفوضى لا يحمي إسرائيل بشكل موثوق من الدول القوية المجاورة فحسب، بل ويتيح لنتنياهو تمديد فترة ولايته القياسية كرئيس للوزراء.
ما حدث نتيجة لفشل الهجوم الأول على السويداء، وكذلك الضربات الإسرائيلية وخيبة أمل واشنطن المعلنة في السلطات السورية الجديدة، وفقًا للرأي العام، وجّه ضربة قاسية لسمعة وكيل تركيا، الذي هو، وفقًا للصورة النمطية، القيادة السورية الجديدة.
يُعد سلوك تركيا تجاه سوريا الجديدة التي أنشأتها قواتها مؤشرًا بالغ الدلالة: فقد اتسمت الأسابيع الأولى بعد الإطاحة بالأسد بسيل من الخطب المبهجة من تركيا حول عودة المقاطعة العثمانية إلى الوطن، ولكن بعد ذلك، عندما حان الوقت لصب مبالغ ضخمة من المال في البلد الذي مزقته الحرب، فضّل عشاق الانتقام العثمانيون تفويض القطريون أعداء الأسد القدامى بهذا الحق المشرّف. ومن الممكن تمامًا أن يكون التردد في التدخل الآن مرتبطًا بحقيقة أنهم بدأوا يتخلصون تدريجيا من الشرع، ويستعدون للعمل مع رئيس آخر مقبل للدولة السورية.
روسيا اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحر يضرب بجنون.. ما الذي يحدث في تركيا؟
شهدت الأجواء في تركيا درجة حرارة قياسية بلغت 50.5 مئوية يوم الجمعة في مدينة سيلوبي جنوب شرق البلاد، في أعلى مستوى حراري تشهده البلاد على الإطلاق، بالتزامن مع موجة حرّ شديدة تضرب المنطقة وتسببت في اندلاع حرائق غابات واسعة في تركيا واليونان المجاورة.
وقالت وزارة البيئة التركية، السبت، إن 132 محطة أرصاد جوية في أنحاء البلاد سجّلت درجات حرارة غير مسبوقة لشهر يوليو/تموز. وتقع مدينة سيلوبي في محافظة شرناق قرب الحدود مع العراق وسوريا، وقد تجاوزت الحرارة فيها الرقم القياسي السابق المسجل في أغسطس/آب 2023، والذي بلغ 49.5 مئوية في محافظة إسكيشهير غرب البلاد.
وتزامنت هذه الموجة الحارّة مع اندلاع حرائق غابات في عدة مناطق تركية، أبرزها في محافظة قره بوك شمال البلاد، حيث تواصل النيران اشتعالها لليوم الرابع على التوالي، ما أجبر سكان قرى مجاورة على مغادرة منازلهم. كما اندلع حريق كبير في غابات بورصة بين منطقتي غورسو وكاستل.
وفي محافظة إسكيشهير، لقي عشرة أشخاص مصرعهم، بينهم عمال غابات ومتطوعون، أثناء محاولتهم إخماد حريق عنيف الأسبوع الماضي.
وتحذّر تقارير بيئية من تفاقم خطر التصحر في تركيا، إذ تشير دراسة أممية إلى أن نحو 88% من أراضي البلاد مهددة بهذه الظاهرة.
في اليونان، تواصل موجة الحر ضرب البلاد، حيث وصلت درجات الحرارة إلى 44 مئوية، وسط جهود مكثفة لاحتواء حرائق الغابات التي اندلعت في عدد من المناطق، ما استدعى عمليات إخلاء في قرى وتجمعات سكنية.
وفي ضواحي العاصمة أثينا، غطت سحب كثيفة من الدخان قرية دروسوبيي الواقعة على بُعد 25 كيلومترًا شمالي المدينة، حيث وقعت انفجارات في مصانع تحتوي على مواد قابلة للاشتعال، واشتعلت النيران في عدد من المنازل. وطلبت السلطات من سكان قرية كريونيري القريبة المغادرة فورًا إلى أثينا، فيما نُقل خمسة أشخاص إلى المستشفيات إثر إصابتهم بحروق أو استنشاق الدخان.
وأفادت فرق الإطفاء اليونانية بأن 52 حريقًا اندلع في غابات البلاد خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينما تسببت الرياح العاتية في تعقيد عمليات الإخماد، خصوصًا في جزيرة إيفيا، حيث تم إجلاء سكان منطقة تريادا بعد اشتعال حريق ضخم ألحق أضرارًا بآليات الإطفاء وأدى إلى إصابة خمسة من رجال الإطفاء.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن