تشهد أسعار المعادن النادرة التي تستخدم في الصناعات المتطورة، تراجعاً مما أثار القلق في أوساط المسؤولين الصينيين، الذين كانت بلادهم تسيطر على نحو 80% من إجمالي الإنتاج العالمي لهذا النوع من المعادن. 
وتمتلك الحكومة في بكين وحدها كل الشركات العاملة في هذا الميدان، الأمر الذي دفعها إلى إعادة النظر بمستويات الصادرات في الفترة المقبلة، لتضع حداً أقصى لها.

 
وهذه المعادن الاستراتيجية شهدت ارتفاعاً من حيث الإنتاج على الساحة العالمية، وزادت دول معروفة بإنتاجها إلى جانب الصين، زخم الإنتاج والتصدير، بما في ذلك الولايات المتحدة التي تحتل المرتبة الثانية عالمياً، والتي أعلنت في السنوات الماضية عن مزيد من الاحتياطيات المقدرة من هذه المعادن، إلى جانب دول أخرى مثل أستراليا وتايلاند، والهند، ومدغشقر، وروسيا.
ورغم أن الخطة الصينية الجديدة، يمكن أن توفر لبكين دفعاً جديداً في أسعار المعادن النادرة، مثل الليثيوم والمنغنيز والنيكل والكوبالت وغيرها، إلا أن مكانة البلاد تتراجع على صعيد الإنتاج، بحيث انخفضت قدراتها في العام الماضي إلى 70% من إجمالي الإنتاج العالمي. 
فمعروض الناتج يرتفع، بالإضافة إلى دخول جهات جديدة إلى هذا الميدان. واللافت أن أسعار هذه المعادن تتراجع على الرغم من ارتفاع الطلب عليها في السنوات القليلة الماضية، واستمرار هذه الوتيرة لسنوات عديدة مقبلة. فهي تدخل في صناعات البطاريات والسيارات الكهربائية وتقنيات الطاقة المتجددة، والإلكترونيات، وغيرها. 
ويبلغ عددها 17 معدناً، ظلت ميداناً للتنافس على وجه الخصوص بين الصين والولايات المتحدة. فهذه الأخيرة اتخذت في السنوات الماضية سلسلة من الإجراءات لدعم إمكاناتها الإنتاجية، والتركيز على السوق المحلية.
لا يمكن ضمان مستويات معينة لأسعار المعادن النادرة، بل لنقل «الحساسة». فالساحة باتت مفتوحة تماماً. صحيح أن الطلب يرتفع بالفعل، إلا أن الإنتاج يتسارع أيضاً. 
ولهذا السبب انخفضت الأسعار منذ بداية العام الجاري بنسبة 20%، ومن المتوقع أن تواصل الانخفاض في العام المقبل، إلا إذا حدثت تحولات «ثورية» جديدة على صعيد الصناعات التكنولوجية المختلفة، ولاسيما تلك التي تستند إلى هذا النوع من المعادن المحورية الحساسة. فوفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية، فإن المعروض سيواصل الزيادة في المرحلة المقبلة، مع توافر المزيد من آليات الإنتاج منخفضة التكلفة، في ساحة أضحت مليئة بالمتنافسين.

أخبار ذات صلة محمد كركوتي يكتب: ديون أفريقية هائلة محمد كركوتي يكتب: «طابعات» تبني وتتوسع

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: كلام آخر محمد كركوتي المعادن النادرة

إقرأ أيضاً:

إضراب يتحوّل إلى فوضى: 22 قتيلًا في احتجاجات أنغولا بسبب رفع أسعار الوقود

شهدت أنغولا تصاعدًا في الاحتجاجات العنيفة على خلفية قرار حكومي برفع أسعار الوقود، ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا وإصابة نحو 200 آخرين، وسط عمليات نهب وتخريب واعتقال أكثر من ألف متظاهر. اعلان

أعلنت الحكومة الأنغولية، الأربعاء 30 تموز/يوليو، أن حصيلة القتلى جراء الاحتجاجات العنيفة التي اندلعت بسبب قرار رفع أسعار الوقود ارتفعت إلى 22 شخصًا، بعد أن كانت التقديرات السابقة تشير إلى أربعة قتلى فقط.

واندلعت أعمال العنف يوم الإثنين 28 تموز/يوليو مع بدء إضراب لثلاثة أيام دعت إليه نقابات سائقي الحافلات الصغيرة، احتجاجًا على قرار حكومي يقضي بزيادة سعر وقود الديزل بنسبة الثلث، في إطار جهود السلطات لخفض دعم الوقود المكلف وتحسين أوضاع المالية العامة.

واجتمع مجلس وزراء الرئيس جواو لورينسو الأربعاء، وتلقى تقريرًا حول الوضع الأمني واستجابة الشرطة للاحتجاجات. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة أن عدد القتلى بلغ 22، إلى جانب 197 جريحًا، فيما اعتُقل 1,214 شخصًا. كما أُفيد بتخريب 66 متجرًا و25 مركبة، إضافة إلى عمليات نهب طالت عددًا من المتاجر والمستودعات.

Related كيف تعمل أنغولا على إعادة ربط الأمريكين من أصل أنغولي ببلدهم بعد قرون من استبعاد اسلافهم من الزراعة إلى السياحة إلى الطاقات المتجددة.. استراتيجية طموحة لأنغولا لتطوير اقتصاد البلادعلى خلفية زيادة أسعار الوقود.. أربعة قتلى ومئات المعتقلين في احتجاجات في أنغولا تحولت إلى أعمال عنف تقليص دعم الوقود

وكانت أنغولا قد بدأت تقليص دعم الوقود تدريجيًا منذ عام 2023، وهو ما أثار أيضًا احتجاجات دامية في السابق عقب رفع أسعار البنزين، وذلك ضمن توصيات صندوق النقد الدولي وغيره من المؤسسات المالية الدولية.

وبحسب وزير المالية الأنغولي، بلغ حجم الدعم في العام الماضي نحو 4% من الناتج المحلي الإجمالي في هذا البلد الغني بالنفط والواقع في جنوب القارة الأفريقية.

ويتابع المستثمرون باهتمام جهود أنغولا لإلغاء الدعم تدريجيًا. وقال بييتر نيستن، مدير محفظة الديون السيادية في الأسواق الناشئة لدى شركة "نيوبيرغر بيرمان"، إن دعم الوقود يُقدّر هذا العام بنحو 1.8% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يفرض ضغوطًا على الموازنة.

وأضاف: "ينظر المستثمرون والمؤسسات المالية الدولية إلى إصلاح نظام الدعم كدليل على التزام أنغولا بتنفيذ إصلاحات هيكلية صعبة".

ارتفع سعر لتر الديزل من 300 إلى 400 كوانزا (نحو 0.37 يورو)، في ثاني زيادة تُقرها الحكومة خلال العام الجاري، ضمن خطة تهدف إلى تقليص دعم الوقود تدريجيا حتى نهاية عام 2025.

قالت وزير المالية فيرا دايفيس في أكتوبر/ تشرين الأول إن دعم الوقود بلغ نحو 4% من الناتج الاقتصادي العام الماضي وإن الحكومة ستواصل إلغاءه على مراحل.

شهدت أنغولا تخفيضات تدريجية في دعم الوقود منذ عام 2023، عندما تحولت الاحتجاجات على ارتفاع أسعار البنزين إلى مظاهرات دامية.

وكثيرا ما اتُهمت قوات الأمن بقمع الاحتجاجات في أنغولا، حيث ظل حزب الحركة الشعبية لتحرير أنغولا الحاكم في السلطة لمدة 50 عاما منذ أن حصلت البلاد على استقلالها عن البرتغال في عام 1975.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • إضراب يتحوّل إلى فوضى: 22 قتيلًا في احتجاجات أنغولا بسبب رفع أسعار الوقود
  • تعلن محكمة النادرة الابتدائية أن المدعي عليه/ علي اللهبي الحضور الى المحكمة
  • كاتب تركي: إسرائيل لن تدرك حجم خسارتها إلا بعد سنوات
  • فرصتك للفوز بالهدايا والأسلحة النادرة.. كيف تحصل على أكواد فري فاير مجانا 2025؟
  • عبيدات يكتب ( نقلة نوعية في قطاع النقل العام )
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الحب.. القوة الناعمة
  • تعلن محكمة النادرة الابتدائية أن على المدعي عليه/ علي اللهبي الحضور الى المحكمة
  • تعلن محكمة النادرة الابتدائية أن على المدعى عليه/أسعد البكيلي الحضور الى المحكمة
  • استمع لعرض تعريفي عن دورها الإعلامي.. أمير جازان يستقبل مدير مركز الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني بالمنطقة
  • قرود تتسبب في فوضى داخل معبد هندي: مقتل شخصين وإصابة 19 آخرين