وسط الدمار في غزة.. مناطق إنسانية تتقلص ونازحون يُعاملون مثل قطع الشطرنج
تاريخ النشر: 26th, August 2024 GMT
سلطت شبكة "إن بي سي نيوز" الأميركية، الضوء على المناطق الإنسانية المتاحة لسكان قطاع غزة، التي تقلصت بشكل كبير خلال الأشهر الماضية، حتى أصبح يعيش نحو 2.2 مليون شخص على مساحة تبلغ حوالي 39 كيلومترا مربعا.
وحسب الأمم المتحدة، يعيش السكان فقط على 11 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع، مع تقلص المناطق الإنسانية التي حددها الجيش الإسرائيلي، بعد موجة من إخطارات الإخلاء مع استمرار العمليات العسكرية في القطاع.
وفي أغسطس فقط، أصدر الجيش الإسرائيلي 12 أمر إخلاء، وفقا للأمم المتحدة، بالإضافة إلى أمر إخلاء آخر صدر السبت، مما أجبر ما يصل إلى 250 ألف شخص على الانتقال مرة أخرى بحثا عن مكان آمن.
وكانت المناطق الإنسانية التي حددها الجيش الإسرائيلي في بداية العام تمثل 33 بالمئة من إجمالي مساحة غزة، حسب "إن بي سي نيوز"، التي تشير إلى أن المناطق "تعاني من ازدحام ونقص حاد في الخدمات الأساسية، مثل المياه النظيفة".
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه أصدر أوامر الإخلاء "للتخفيف من الضرر الذي يلحق بالمدنيين"، وأنه "عدّل تصنيف هذه المناطق بعد إطلاق صواريخ وقذائف هاون منها باتجاه إسرائيل".
ونقلت "إن بي سي نيوز" عن المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، لويز ووتريدغ، قولها إن أوامر الإخلاء "تتغير كل ساعة تقريبا".
وأضافت: "في بعض الأحيان، يتم تنفيذ العمل العسكري بعد 30 دقيقة من صدور الأمر. وهذا يُحدث الكثير من الارتباك والذعر".
ولم يستجب الجيش الإسرائيلي لطلب التعليق للشبكة حول الوقت المحدود المتاح للاستجابة لأوامر الإخلاء، وتأثير الظروف على الخدمات الأساسية والصرف الصحي وانتشار الأمراض.
وتقول الأمم المتحدة إن أوامر الإخلاء الصادرة منذ بدء الحرب، أدت إلى نزوح 90 بالمئة من سكان غزة.
وأوضحت الغزية دعاء قيطة لـ "إن بي سي نيوز"، إن أسرتها نزحت "7 مرات على الأقل" منذ بدء الحرب.
وأضافت قيطة، وهي أم لـ3 أطفال، أنهم انتقلوا من مدينة غزة إلى خان يونس ثم رفح ثم عادوا إلى خان يونس مرة أخرى.
وأصدر الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء جديد للسكان في خان يونس هذا الشهر، وكذلك شرق دير البلح، وهي منطقة لم يدخلها من قبل. وقال في بيان إنه "وزع منشورات في المنطقتين"، مضيفا أنهما أصبحتا خطيرتين بسبب "أعمال إرهابية كبيرة".
واعتبر المتحدث باسم وكالة "الأونروا"، عدنان أبو حسنة، أن النازحين "يُعاملون مثل قطع الشطرنج"، قائلا لـ"إن بي سي نيوز" إن المناطق الإنسانية "مزدحمة ومعرضة لانتشار الأمراض على نطاق واسع، مثل التهاب الكبد الوبائي سي".
والأسبوع الماضي، أعلنت الأمم المتحدة أن طفلا يبلغ من العمر 10 أشهر أصيب بشلل جزئي، بعد إصابته بفيروس شلل الأطفال، الذي تم القضاء عليه إلى حد كبير في غزة منذ 25 عاما، لكنه الآن معرض لخطر الانتشار بسبب أزمة الصرف الصحي.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، هذا الشهر، إن "مئات الآلاف" من الأطفال في غزة معرضون لخطر الإصابة بشلل الأطفال.
وأعلنت السلطات الصحية في قطاع غزة، وصول الدفعة الأولى من تطعيمات شلل الأطفال، مساء الأحد، وحفظها في مخازن مخصصة لحملة التطعيم بالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، حسب ما أفادت وكالة "وفا".
ونقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن وحدة تنسيق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق، تأكيدها قيام "فرق طبية دولية ومحلية" بإدارة عمليات التطعيم في مواقع مختلفة خلال الأيام المقبلة، للأطفال الذين لم يتلقوا جرعة بعد.
وأضافت أن عمليات التطعيم ستكون "ضمن فترات التوقف الإنسانية الروتينية، التي ستسمح للسكان بالوصول إلى المراكز الطبية".
وتستهدف حملة التطعيم في قطاع غزة نحو 640 ألف طفل، من خلال جرعتين من اللقاح لكل طفل من عمر يوم وحتى 10 سنوات، وفق "وفا".
واندلعت الحرب في غزة، إثر هجوم حماس (المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى) على إسرائيل في السابع من أكتوبر، الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.
وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف على قطاع غزة أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 40405 أشخاص، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: المناطق الإنسانیة الجیش الإسرائیلی الأمم المتحدة أوامر الإخلاء إن بی سی نیوز فی قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
شاحنات إغاثة تتوجه إلى غزة عبر رفح والجيش الإسرائيلي يحدد ممرات مؤمنة لقوافل المساعدات
انطلقت شاحنات محملة بالإغاثة من مصر نحو قطاع غزة عبر معبر رفح، في حين نفّذ الجيش الإسرائيلي إنزالًا جويًا لمساعدات إنسانية مع تحديد ممرات آمنة لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. اعلان
أفادت وسائل إعلام مصرية بأن شاحنات المساعدات الإنسانية بدأت في الساعات الأولى من صباح الأحد 27 تموز/يوليو بالتحرك من مصر باتجاه قطاع غزة، عبر معبر رفح.
وذكرت قناة "القاهرة الإخبارية" أن الشاحنات تحمل موادًا غذائية وموادًا لتأهيل البنية التحتية. وكانت هذه الشاحنات قد ظهرت في مقاطع فيديو وهي تستعد للدخول إلى القطاع المحاصر.
تعليق تكتيكي للأنشطة العسكرية وممرات آمنةأعلن الجيش الإسرائيلي أنه، وبناءً على توجيهات المستوى السياسي، سيبدأ اعتبارًا من اليوم تنفيذ تعليق تكتيكي محلي للأنشطة العسكرية في مناطق محددة بقطاع غزة لأغراض إنسانية، وذلك يوميًا من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساء.
وذكر الجيش في بيان رسمي أن التعليق يشمل المناطق التي لا تتحرك فيها القوات الإسرائيلية، وهي المواصي، دير البلح، ومدينة غزة، ويستمر حتى إشعار آخر، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية.
Related برنامج الأغذية العالمي: واحد من كل ثلاثة أشخاص في قطاع غزة لم يتناول الطعام منذ أيامبريطانيا تتحرّك لإسقاط مساعدات جواً فوق غزة.. و"الأونروا" تحذّر من محدودية الجدوىغزة: شحّ الغذاء وتفاقم الأزمة الإنسانية يدفعان رجلاً إلى بيع خاتم زوجته لشراء الطعام لأطفالهوأشار البيان إلى أنه تم تحديد ممرات مؤمنة بشكل مستدام من الساعة السادسة صباحًا وحتى الحادية عشرة مساءً، لتمكين قوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية من التحرك الآمن بهدف إدخال وتوزيع الأغذية والأدوية على سكان قطاع غزة.
وأكد الجيش أنه سيواصل دعم الجهود الإنسانية ميدانيًا إلى جانب مواصلة العمليات العسكرية والمناورة البرية ضد الفصائل الفلسطينية، مشددًا على استعداده لتوسيع العمليات العسكرية حسب الحاجة.
إنزال جوي لمساعداتوكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أنه نفذ عملية إنزال جوي للمساعدات الإنسانية في القطاع، شملت سبع منصات تحتوي على الطحين والسكر ومعلبات غذائية، وذلك بالتعاون مع منظمات دولية وبقيادة وحدة تنسيق أعمال الحكومة.
وأضاف أن أكثر من 250 شاحنة مساعدات تم تفريغ حمولتها خلال الأسبوع الأخير، إضافة إلى نحو 600 شاحنة أخرى وُزعت حمولتها من قبل الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة. كما تم تفعيل خط كهرباء جديد لتغذية محطة تحلية المياه الجنوبية، بهدف توفير مياه الشرب لنحو 900 ألف شخص.
تحذيرات من موت جماعي لأطفال غزةفي المقابل، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من خطر موت جماعي يهدد أكثر من 100 ألف طفل، بينهم 40 ألف رضيع، نتيجة نفاد حليب الأطفال والمكملات الغذائية، مع استمرار سياسة التجويع وإغلاق المعابر.
وأوضح المكتب أن الأمهات في غزة أصبحن يرضعن أطفالهن المياه بدلًا من الحليب، وأن القطاع الصحي عاجز عن الاستجابة لمئات حالات سوء التغذية الحاد التي تُسجّل يوميًا، بسبب الانهيار شبه الكامل للنظام الصحي ونقص الموارد.
وطالب المكتب بإدخال حليب الأطفال والمكملات الغذائية فورًا، وفتح المعابر دون شروط، داعيًا إلى تحرك دولي عاجل لـ"وقف المقتلة الجماعية البطيئة" ورفع الحصار "الإجرامي بالكامل".
127 وفاة بسبب الجوعمن جهتها، أعلنت وزارة الصحة في غزة، السبت، وفاة خمسة فلسطينيين، بينهم طفلان، خلال 24 ساعة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية.
وأشارت الوزارة إلى أن عدد ضحايا الجوع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 ارتفع إلى 127 شخصًا، بينهم 85 طفلًا، وسط تصاعد التحذيرات من كارثة إنسانية واسعة.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة