تصاعدت الانتقادات داخل إسرائيل للحكومة بسبب تعاملها مع الوضع الأمني في الشمال، واتهم مسؤولون محليون الحكومة بالتركيز على حماية تل أبيب وإهمال المناطق الشمالية، في ظل استمرار التوتر مع حزب الله.

فقد اتهم رئيس بلديه عكا عميحاي بن شلوش الحكومة الإسرائيلية بالاهتمام بالدفاع فقط عند قصف تل أبيب، وقال إنهم يتحركون عندما تقصف تل أبيب فقط ليبدو المجلس الأمني كأنه فعل شيئا.

وأضاف "نحن نعيش حسب ما يحدث في تل أبيب، أما الشمال فهو في حالة حرب منذ 11 شهرا".

وأيّد رئيس المجلس المحلي في المطلة دافيد أزولاي رأي بن شلوش، مؤكدا أن تنفيذ هجوم اليوم جاء ردا على استهداف تل أبيب، واقترح متهكما تغيير اسم العملية إلى عملية "سلامة تل أبيب".

حكومة عاجزة

ووصف الحكومة بالعاجزة التي تدافع عن تل أبيب فقط وليس عن الشمال، كما أنها لا تريد أن تفعل شيئا، وقال "نحن لا نريد التصريحات، نحن نريد البدء في الأفعال، نريد أن نرى الأفعال. يجب أن تشتعل بيوت بيروت بالنيران حتى نتمكن من العودة"، وأضاف "أنا أشعر أن دمي ودماء سكان الشمال مختلفة عن دماء سكان المنطقة الوسطى وتل أبيب".

ونقل مراسل الشؤون السياسية في القناة الـ12 يارون أبراهام عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قوله في بداية جلسة المجلس الوزاري المصغر "لقد تصرفنا بشكل استباقي للتخلص من وقوع تهديد".

وأضاف المراسل أن القادة في إسرائيل علموا أن حزب الله سيشن هجوما في الأيام المقبلة، وهو هجوم يقدرون أنه سيكون مختلفا ولم يحدث مثله منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول من قبل حزب الله.

الدعم الأميركي

وأكمل أن الجيش انطلق في الساعة 4:45 صباحا تقريبا لتنفيذ عملية التخلص من هذا التهديد، موضحا أن الأميركيين كانوا على علم، بعد أن أطلعهم المسؤولون الإسرائيليون أن في نيتهم تنفيذ عملية دقيقة.

وبحسب المراسل، فإن الرسالة التي تم تمريرها في مكالمة وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت ونظيره الأميركي لويد أوستن تقول" إننا -الأميركيين- ندعمكم ونعلم أن هذه كانت عملية مركزة، ولكن انتظروا قليلا لتروا إن كان ممكنا إنهاء الأمر دون الذهاب إلى تصعيد كبير".

وختم أبراهام موضحا أن الإستراتيجية الأميركية تتحدث عن صفقة مخطوفين وإنهاء الوضع في غزة، وربما التوصل إلى تسوية إقليميه في الشمال.

ومن جهته، يرى مراسل الشؤون العسكرية في القناة الـ12 نير دافوري أن الهجوم الاستباقي المحدود لا ينهي المشكلة، موضحا أن عودة الوضع إلى ما كان عليه من تبادل للقصف لا يعني أن يتمكن عدد من سكان الشمال من العودة إلى بيوتهم، لأن القصف على الشمال سيكون متواصلا طوال الوقت، مؤكدا أن إسرائيل لم تستغل هذه الأحداث لتحدث تغييرا كبيرا.

ضرورة الحذر

أما قائد الدفاعات الجوية سابقا تسفيكا حاييموفيتش فدعا إلى عدم توقع حدوث هذا التغيير بكبسه زر، لأن هذا ليس واقعيا، وهناك 3 أمور يجب أخذها في الاعتبار بهذا الشأن: الأول إن كانت هناك رغبة بخوض حرب إقليميه تكون إيران جزءا منها، والإجابة لا، والأمر الثاني هو الربط بين الجنوب والشمال وأن الأولوية يجب أن تكون للتوصل إلى صفقة المخطوفين حتى لو كانت مؤلمة، والأمر الثالث هو النظام الدولي وهو لاعب قوي جدا.

ومن ناحيته، قال مراسل الشؤون العسكرية في قناة كان 11 فيتاي بلومنتال إن هناك سؤالا آخرا يبرز في ظل هذا الوضع هو: هل هذا الحدث بات وراء ظهورنا؟ وأكمل موضحا "في النهاية نحن نتحدث عن إحباط هجوم لحزب الله، وهذا لا يقول شيئا عما سيحدث لاحقا، أي إننا لا نرى تقدما في الأفق. هناك آلاف من سكان الشمال ينتظرون فرصة أن يقوم الجيش بعملية فعالة تتيح لهم العودة بعد أسبوع أو أسبوعين أو شهر إلى بيوتهم".

وأكد أنه باستثناء ذلك، "فنحن ما زلنا في الحدث ذاته بتبادل القصف، وهذه ليست الضربة التي كانت إسرائيل تنتظرها منذ مدة طويلة، حتى تتيح لسكان الشمال العودة إلى بيوتهم".

أما رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية سابقا عاموس يدلين فقال إن هذا الوضع يمكن أن يتطور إلى حرب، ولكنه أشار إلى أن حزب الله لا يسعى إلى الوصول للحرب، ودعا إلى الحذر حيال ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات سکان الشمال حزب الله تل أبیب

إقرأ أيضاً:

انفجار قاتل جنوب لبنان… طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية وتودي بحياة شخص

أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، اليوم الأربعاء، عن مقتل شخص إثر ضربة جوية نفذتها طائرة مسيّرة إسرائيلية، استهدفت دراجة نارية في بلدة ياطر، التابعة لقضاء بنت جبيل في جنوب لبنان، مساء أمس.

وأكدت الوزارة أن الضربة وقعت في منطقة سكنية، من دون أن تكشف هوية القتيل أو ما إذا كان ينتمي لأي جهة سياسية أو عسكرية.

وتأتي هذه الغارة في سياق سلسلة من الهجمات التي تشنها الطائرات المسيّرة الإسرائيلية بين الحين والآخر على أهداف في جنوب لبنان، في ظل توتر أمني متواصل رغم اتفاق تهدئة تم التوصل إليه في أواخر نوفمبر الماضي بين إسرائيل و”حزب الله”.

وينص الاتفاق، الذي أُبرم برعاية دولية، على انسحاب مقاتلي “حزب الله” من المناطق الواقعة جنوب نهر الليطاني – على بُعد نحو 30 كيلومتراً من الحدود الإسرائيلية – وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات “اليونيفيل” التابعة للأمم المتحدة.

ورغم الاتفاق، تحتفظ إسرائيل بوجود عسكري محدود في خمسة مواقع جنوبية، كانت قد توغلت إليها خلال النزاع الذي استمر أكثر من عام، وأسفر عن خسائر كبيرة في صفوف الحزب، خاصة على المستوى العسكري والقيادي.

ولم يصدر تعليق رسمي من جانب “حزب الله” أو الجيش الإسرائيلي بشأن الغارة الأخيرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير.

مقالات مشابهة

  • نجاح عملية قلب عاجلة لحاج إيراني في مدينة الملك عبد الله الطبية ..فيديو
  • قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • ‏وسائل إعلام لبنانية: غارة إسرائيلية تستهدف أحد مداخل بلدة العباسية جنوبي لبنان
  • انفجار قاتل جنوب لبنان… طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف دراجة نارية وتودي بحياة شخص
  • كالكاليست: 26 ألف إسرائيلي من سكان الشمال مشردون
  • تكتل الأحزاب الوطني يدعو الحكومة إلى الإسراع في اتخاذ تدابير عملية للحد من التدهور الاقتصادي
  • خيرت فيلدرز يهدد الحكومة: يجب غلق الحدود وعلى اللاجئين السوريين العودة من حيث أتوا
  • مسيرة إسرائيلية استفزازية تجوب أحياء البلدة القديمة في ذكرى احتلال القدس الشرقية
  • أوتشا: 70% من سكان ولاية الجزيرة نازحون وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية
  • عبور الكباري في السودان كانت عملية تاريخية