يُعدّ بناء الإنسان المصرى وتعزيز رفاهيته ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة فى مصر، وأطلقت الحكومة الجديدة استراتيجية وطنية طموحة تهدف إلى الارتقاء بمستوى حياة المواطنين فى مختلف المجالات، فى إطار رؤية مصر 2030، التى تُؤكّد أهمية بناء قدرات الإنسان المصرى وتمكينه من المساهمة بفاعلية فى مسيرة التنمية.

ويعزز برنامج الحكومة الاستراتيجية الوطنية لبناء الإنسان من خلال عدد من البنود الرئيسية التى يرتكز عليها البرنامج فى تعزيز رفاهية الإنسان المصرى وأهمها نظام صحى شامل يوفر خدمات عالية الجودة لجميع المواطنين، وتعزيز الخدمات الوقائية، وتحسين صحة الأم والطفل، وتطوير منظومة الرعاية الصحية الأولية، وتوفير الأدوية الآمنة والموثوقة، وتعليم متميز من خلال الارتقاء بالمنظومة التعليمية بكافة مراحلها، وتطوير المناهج الدراسية، والارتقاء بمنظومة التعليم الفنى، ورفع كفاءة المعلمين.

ويتضمن البرنامج فرص عمل كريمة من خلال تيسير عملية التوظيف وخلق فرص عمل ملائمة، وكذلك تعزيز العمل اللائق والتوسع فى مجال ريادة الأعمال ودعم المهنيين المستقلين، وضمان تكافؤ الفرص فى توفير فرص العمل، وتحسين أوضاع العمالة المصرية بالخارج، وتمكين ودعم العمالة غير المنتظمة، بالإضافة إلى وجود مجتمع منظم من خلال بناء جيل واعٍ وقادر على القيادة، وغرس القيم والمبادئ الوطنية فى نفوس الشباب، وتعزيز روح الانتماء الوطنى، وتحقيق العدالة الثقافية، وتنمية القدرات الرقمية ونشر الثقافة الرقمية لدى فئات المجتمع كافة، وحماية اجتماعية من خلال حماية الطبقات الفقيرة وتطوير المؤسسات لتنمية القدرات، توفير شبكات أمان اجتماعية قوية، ودعم الفئات الأكثر احتياجاً، وتمكين المرأة والمشاركة السياسية، وتطوير منظومة الحماية الاجتماعية، وتعزيز دور المجتمع المدنى.

وتضمنت الاستراتيجية العديد من المبادرات الرئيسية، شملت نظاماً صحياً للجميع من خلال توسيع نطاق التأمين الصحى، وبناء وتطوير المستشفيات والوحدات الصحية التى تهدف إلى توفير المزيد من المرافق الصحية فى جميع أنحاء البلاد، وتطوير البنية التحتية للمستشفيات والوحدات الصحية الموجودة، وتطوير منظومة الرعاية الصحية لتحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة فى مراكز الرعاية الصحية الأولية، وتوسيع نطاق خدماتها لتشمل المزيد من التخصصات الطبية، والاستثمار فى البحوث الطبية التى تهدف إلى دعم البحوث الطبية وتطوير علاجات جديدة للأمراض، وتطوير تقنيات طبية حديثة.

وأكدت الدكتورة هالة منصور، أستاذة علم الاجتماع، أهمية ملف بناء الإنسان، وأن يكون من أولويات الحكومة الجديدة، لأنه يمثل حجر الأساس لتحقيق التنمية الشاملة.

وأضافت لـ«الوطن» أن بناء الإنسان ليس فقط هدفاً بحد ذاته، بل هو الوسيلة لتحقيق التنمية المستدامة فى المجتمع، لافتة إلى أن الاهتمام ببناء الإنسان يجب أن يتم وفق خطة موضوعية تُنفذ بشكل شامل، وتتضمن تحسين ظروف الإنسان المحيطة، وتعزيز قدراته ومهاراته ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تنمية الإنسان من جميع الجوانب، حيث إن تنمية الإنسان تنعكس مباشرة على تنمية المجتمع ومؤسساته.

وفيما يتعلق بدور الحكومة، أكدت أن أى حكومة يجب أن تضع بناء الإنسان على رأس أولوياتها لأنه ضرورة: «المطلوب فى الوقت الحالى هو وضع خطة تنفيذية سريعة، والبدء الفورى فى تنفيذ الخطوات المطلوبة، مع مراعاة الأفكار المطروحة فى الاستراتيجيات المتعلقة بهذا الملف المهم».

وأوضح الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، أن بناء الإنسان المصرى يأتى فى صدارة الأولويات ضمن رؤية الجمهورية الجديدة التى يقودها الرئيس عبدالفتاح السيسى، لافتاً إلى أن التطورات التى شهدتها مصر فى البنية التحتية ليست مجرد مشروعات إنشائية، بل هى خطوات نحو تحقيق نهضة شاملة تشمل جميع جوانب الحياة، وعلى رأسها الإنسان المصرى الذى يعتبر الركيزة الأساسية لأى تقدم حقيقى.

وأضاف أن مصر مهد الحضارات الإنسانية، لديها تاريخ طويل من القيم والمبادئ التى يجب إعادة إحيائها لتتماشى مع تطلعات العصر الحديث، لافتاً إلى أن الحزب أطلق مؤخراً حملة موسعة استمرت لأكثر من أسبوع، ركزت على رفع الوعى الثقافى والاجتماعى للمواطن المصرى، ولتعزيز قيم العمل والتعلم والوعى المجتمعى، بما يسهم فى بناء شخصية مصرية قوية ومتماسكة قادرة على مواجهة التحديات، وكشف رئيس حزب المصريين الأحرار أن الجمهورية الجديدة تتطلب نموذجاً جديداً من المواطن المصرى، يتمتع بقدرة على التفكير العصرى ومواجهة التحديات بفاعلية، وهو ما يعمل الحزب على تحقيقه من خلال مبادراته المختلفة.

وأكد أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو تحقيق هذه الرؤية الطموحة، وستتمكن من التغلب على كل التحديات التى واجهتها على مدى العقود الماضية، مشدداً على أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورات إيجابية فى جميع مناحى الحياة، تعكس الرؤية الشاملة التى وضعها الرئيس السيسى لبناء مستقبل أفضل لمصر وشعبها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاستثمار بناء الإنسان التماسك المجتمعي الإنسان المصرى بناء الإنسان تهدف إلى من خلال

إقرأ أيضاً:

وفق أفضل الممارسات الدولية.. رئيس هيئة حقوق الإنسان: السعودية عززت منظومة متكاملة لمكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص

البلاد (الرياض)
أكّدت رئيس هيئة حقوق الإنسان، رئيس لجنة مكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص الدكتورة هلا بنت مزيد التويجري، أن المملكة، وعلى خلفية الإصلاحات الكبيرة، التي تبنتها في مجال حقوق الإنسان، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ومتابعة ودعم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء- حفظهما الله- اتخذت العديد من الإجراءات التي تعمل على مكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص، ومن ذلك توجيه سمو ولي العهد باستحداث الإدارة العامة للأمن المجتمعي ومكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، ترتبط بالمديرية العامة للأمن العام، وذلك بهدف القضاء على تلك الجرائم، وتعزيز أمن المجتمع وسلامته.
وأشارت التويجري في تصريحٍ لها بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الاتجار بالأشخاص 2025، الذي يوافق 30/7 من كل عام، ويأتي تحت شعار”الإتجار بالأشخاص جريمة منظمة.. لنُنهي الاستغلال” إلى أنه جرى تعزيز الإطار النظامي باعتماد السياسة الوطنية للقضاء على العمل الجبري، وإصدار وتعديل عدد من الأنظمة واللوائح والمبادرات ذوات العلاقة بالعمل، وحماية المبلغين والشهود والخبراء والضحايا.
وبينت رئيس هيئة حقوق الإنسان، أن اللجنة تسعى لتحقيق أثر مستدام في مكافحة الإتجار بالأشخاص من خلال تحقيق مستهدفات خطة العمل الوطنية للجنة مكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص، وتطوير آلية الإحالة الوطنية لضحايا الإتجار بالأشخاص، واعتماد دليل مؤشرات الإتجار بالأشخاص، وبناء قاعدة بيانات لقضايا جرائم الإتجار بالأشخاص، وتنمية الشراكة الفعّالة في مكافحة هذه الجريمة والوقاية؛ منها على كافة المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، ومن ذلك إنشاء صندوق مشترك لدعم الضحايا بالتعاون مع المنظمة الدولية للهجرة.واختتمت الدكتورة التويجري، أن المملكة عززت منظومة مكافحة هذه الجريمة من خلال أطر المنع والوقاية عبر برامج فنية، تهدف لبناء القدرات الوطنية؛ وفق أفضل الممارسات الدولية، والدراسات والبحوث العلمية، والحملات التوعوية والإعلامية، حيث بلغ عدد الأنشطة والبرامج التدريبية التي نفذتها اللجنة لمكافحة هذه الجريمة قرابة 120 برنامجًا تدريبيًا، شارك بها أكثر من 9500 مستفيد من الجهات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني، حيث نفذت عددًا من المبادرات التوعوية؛ كالتعلم الذاتي، وقياس الوعي المجتمعي لمفهوم الإتجار بالأشخاص، وإثراء البحث العلمي في مجال مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، وحملة “معًا لمكافحة الاتجار بالأشخاص”، والاختبار الإلكتروني لنظام مكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص، كما كثّفت جهودها في الحماية عبر وضع آليات التعرف على ضحايا الإتجار بالأشخاص، وإحالتهم إلى الجهات ذات العلاقة، ومتابعة أوضاعهم وتقديم الدعم والمساندة لهم؛ بما يضمن سرعة الاستجابة.

مقالات مشابهة

  • مدبولي يرأس اجتماع الحكومة بمدينة العلمين لمتابعة المشروعات والخدمات
  • اليوم .. مدبولي يترأس اجتماع الحكومة في المقر الصيفي بالعلمين
  • وفق أفضل الممارسات الدولية.. رئيس هيئة حقوق الإنسان: السعودية عززت منظومة متكاملة لمكافحة جرائم الإتجار بالأشخاص
  • عامل من باتنة يفارق الحياة بصعقة كهربائية في ورشة بناء بغرداية
  • رئيس هيئة حقوق الإنسان: المملكة عززت منظومة متكاملة لمكافحة جرائم الاتجار بالأشخاص وفق أفضل الممارسات الدولية
  • وزير العدل : الإمارات تطور منظومة وطنية رقمية ترتكز على العدالة والشفافية وحماية حقوق الإنسان
  • وزير الري: إعداد خطة استراتيجية شاملة لصيانة وتطوير محطات الرفع
  • الحكومة السودانية تفاجئ الأمم المتحدة
  • تحكيم إماراتي لبطولة الأردن لبناء الأجسام
  • سموتريتش يتراجع عن انسحابه من الحكومة: "ندفع عملية استراتيجية جيدة"