الاحتلال: إيران هي السبب وراء ما يحدث بالضفة
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
سرايا - حمّل جيش الاحتلال الإسرائيلي إيران مسؤولية تصاعد الأحداث التي تشهدها الضفة الغربية في الفترة الأخيرة.
وقال مصدر عسكري إسرائيلي في تصريحات صحفية: "في الآونة الأخيرة، شهدت الضفة الغربية تصاعدا ملحوظًا في النشاطات والعمليات، التي تحمل بصمات واضحة للتدخل الإيراني. التقارير الأمنية تشير إلى أن هذه الهجمات ممولة من إيران وموجهة من قبلها، مما يسلط الضوء على التهديد المتزايد تشكله ايران في هذه المنطقة".
وأضاف: "منذ يوم أمس، قُتل سبعة فلسطينيين في مواجهات مع الجيش بالضفة الغربية، هذا العدد يعكس مدى خطورة التهديد الذي تواجهه المنطقة، حيث أطلق الجيش عملية عسكرية بهدف القضاء على ما وصفها بـ"البؤر الإرهابية""، حسب قوله.
وتابع المصدر أن "المسؤولين العسكريين يؤكدون أن العملية ستستمر طالما تطلب الأمر لتحقيق أهدافها الأمنية، ما يعني أننا قد نشهد مواجهات لعدة أيام أخرى، وربما لفترة أطول إذا لزم الأمر".
وأردف: "لا تعتبر هذه العملية من نوع جديد، بل تأتي كجزء من جهود مستمرة لمكافحة العمليات في الضفة الغربية. الهدف الرئيسي من هذه الحملة هو القضاء على التهديدات، وتأمين حرية الحركة في المنطقة للسكان. يجب التأكيد على أن هذه العملية ليست مرتبطة بساحات أخرى، بل تركز فقط على مكافحة الإرهاب داخل الضفة الغربية".
وقال: "يتضح من المعلومات المتاحة أن إيران قد حددت في السنوات الأخيرة الضفة كساحة رئيسية لنشاطاتها. إيران بدأت بضخ موارد ضخمة في المنطقة، مستغلة عدة مسارات شيعية تمتد بين إيران ولبنان. هذه الاستثمارات الإيرانية تجلت في دعم وتسليح الخلايا بأسلحة ومواد متفجرة خطيرة؛ بما في ذلك العبوات الناسفة المصنوعة من أسطوانات الغاز".
وأشار إلى أن جيش الاحتلال "ضبط كميات كبيرة من الأسلحة والعبوات الناسفة في الأسابيع الأخيرة، وهي عملية معقدة تتطلب جهودًا مستمرة. التقارير تشير إلى أن العبوات الناسفة التي تصنعها الخلايا بتمويل وتوجيه إيراني، يمكن أن تسبب دمارًا هائلًا، خاصة تلك المصنوعة من أسطوانات الغاز والتي تم تحضيرها بطريقة تجعلها قادرة على إحداث انفجارات مدمرة".
ولفت إلى أن "الإيرانيين لا يكتفون بدعم العمليات في الضفة من خلال الأسلحة والتمويل فقط، بل يساهمون أيضًا في توجيه الهجمات الإرهابية عبر وسائل رقمية متقدمة، وتقديم دعم مالي مباشر لهذه الخلايا. على الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة، إلا أن التقديرات تشير إلى أن التمويل الإيراني للعمليات في المنطقة يصل إلى ملايين الدولارات".إقرأ أيضاً : مشعل يدعو لعودة "العمليات الاستشهادية"إقرأ أيضاً : الاحتلال يواصل توغله بالضفة لليوم الثاني واستشهاد فلسطينيينإقرأ أيضاً : الأونروا: 212 من موظفي الأمم المتحدة قتلوا منذ العدوان الإسرائيلي على غزة
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال إيران إيران ايران العسكريين المنطقة إيران إيران إيران الاحتلال المنطقة إيران المنطقة غزة الاحتلال الثاني العسكريين ايران الضفة الغربیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
السبب الحقيقي وراء التشكيك بالأردن
صراحة نيوز – زيدون الحديد تأخرت في الكتابة عن هذا الموضوع، لا لأنني كنت غافلا عنه، بل لأنني أردت أن أراقب، أن أقرأ، أن أدرس ردود الفعل بعناية، وهو لماذا يتم تقزيم دور الأردن كلما تعلق الأمر بفلسطين؟
ولماذا يبدو حضوره وكأنه غير مراد أن يرى؟ فلما كنت أبحث عن الإجابة، وجدت أمامي أكثر من مجرد تحليل سياسي، وسردية تعاد صياغتها عمدا، هدفها تهميش الدور الأردني وتحييده عن مراكز القرار، رغم أنه في قلب الفعل منذ اللحظة الأولى.
لن أعود بالتاريخ بل سأبدأ منذ أن بدأت المجاعة في غزة تأكل ما تبقى من صبر الناس، فكان الأردن هناك وشاحنات الهيئة الخيرية الهاشمية لم تتوقف، والإنزال الجوي الأردني كان الأول من نوعه فكان ينفذ الإنزال في أصعب الظروف، ووزير الخارجية أيمن الصفدي لم يغادر الساحة الدولية، وكان يدق ناقوس الخطر بتوجيهات مباشرة من الملك عبدالله الثاني، الذي لم يدخر منبرا أو فرصة إلا وأعاد فيها تصويب البوصلة نحو فلسطين.
فاستنتجت ان الخطر الحقيقي في هذا التجاهل المتعمد لدور الأردن، يكمن باختزال دوره في أن يكون مجرد «نقطة عبور» وليس شريكا استراتيجيا يحمل على عاتقه عبء الحفاظ على الاستقرار والدفاع عن القضية الفلسطينية، فعندما تستبدل عمان بجهات أخرى لا تملك نفس العمق والالتزام، يفتح الباب أمام اختلالات خطيرة في إدارة الأزمة، ويزداد تعقيد المشهد الإقليمي، وهذا التهميش لا يضر فقط بالأردن، بل يهدد الجهود المبذولة لإنقاذ غزة ويقوض فرص التوصل إلى حلول مستدامة، مما يجعل المنطقة برمتها أكثر هشاشة أمام تداعيات يصعب السيطرة عليها.
وهنا أقول ومن منطلق قناعتي الشخصية، أرى أنه من الضروري أن أتحدث عن نقطة حساسة كثيرا ربما تفهم بطريقة او بأخرى لكن لا يهمني كونها من ضمن قناعاتي وهي مدى التجاهل والتهميش او التشكيك بدور الأردن في القضية الفلسطينية، وخاصة في ملف غزة، هذا التشكيك والتجاهل ليس مجرد خطأ أو سهو، بل يشكل خطرا حقيقيا على مسيرة القضية وعلى الاستقرار الإقليمي بأكمله.
ولو بحثنا في الدور الأردني ودور الملك عبد الله الثاني بهذا الملف فسنجده ينطلق بناء على أنه «إرث» هاشمي عميق وقناعة راسخة بأن فلسطين ليست عبئا يلقى على الآخرين، ولا ملفا تفاوضيا عابرا، بل قضية حق وعدالة وكرامة عربية لا تسقط بالتقادم، وهذا للأسف يغيب عن ذهن البعض ربما سهوا وربما قصدا.
مواقف الملك الثابتة وجولاته الدولية لا تهدف إلى تسجيل حضور أو استعراض، بل إلى رفع الصوت الأخلاقي في زمن يملؤه التردد والازدواجية السياسية، ومع ذلك ما تزال هناك محاولات متكررة لتهميش الدور الأردني ككل أو تجاهله، ربما لأنه بقي وفيا لمبادئه، ورافضا أن يدخل في صفقات أو مساومات، أو لأنه لا يوافق على تحويل القضايا المصيرية إلى فرص للظهور الإعلامي أو حسابات سياسية ضيقة.
وعلى سبيل المثال الحاضر، جاء الإعلان الألماني أمس عن إقامة جسر جوي مع الأردن لنقل المساعدات إلى غزة ليعيد إحياء هذا الملف على الساحة الدولية، فقد وجدت ألمانيا، إلى جانب فرنسا وبريطانيا، في الأردن شريكا موثوقا لتمرير الدعم الإنساني إلى القطاع.
هذه الثقة لا يريد البعض ان تترجم الى قدرات حقيقية على الأرض، فما يريدونه هو ان يكون الصوت السياسي الأردني محصورا على الهامش، وأن يتحمل المسؤوليات الثقيلة والمهام الصعبة، في حين تصاغ القصص السياسية وتقطف المكاسب والإشادات في عواصم أخرى، بعيدا عن الأردن، ولهذا اكرر وأقول إن التهميش المستمر للأردن لا يخدم مصلحة القضية الفلسطينية، ولا يساهم في تعزيز استقرار المنطقة.
وفي النهاية، فإن ما يجري في غزة اختبار للجميع، واختبار آخر لطريقة تعامل العالم مع من يتحمل عبء الميدان، وإن كان هناك من لا يرى في الأردن شريكا سياسيا من الصف الأول بالقضية الفلسطينية، فإن التاريخ والجغرافيا والدم يرونه الظهر العربي الأخير الذي لم ينكسر، ولم يتاجر، ولم يتغير.