الصين المتهم الأول.. خسائر طائلة للاقتصاد الألماني بسبب القرصنة الإلكترونية
تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT
أشارت تقديرات إلى أن خسائر الاقتصاد الألماني الناجمة عن السرقة والتخريب والتجسس الصناعي بلغت العام الماضي قيمة قياسية تقترب من 267 مليار يورو، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
وأفادت هذه التقديرات التي وردت في دراسة للجمعية الرقمية الألمانية "بيتكوم" تم نشرها في برلين، بأن الصين أصبحت أهم قاعدة انطلاق لهذه الهجمات على الشركات في ألمانيا.
وخلال استطلاع تمثيلي شمل أكثر من ألف شركة في جميع القطاعات، أفادت 45% من الشركات المتضررة بأنها تمكنت من تعقب مسار الهجمات واكتشاف أن الصين كانت نقطة انطلاقها (مقارنة بـ42% في العام 2023).
في السنوات الماضية، كانت الهجمات القادمة من روسيا تتصدر الإحصاءات، وفي الوقت الحالي قالت 39% فقط من الشركات المتضررة إن الهجمات التي تعرضت لها كان مصدرها روسيا، في حين وصلت هذه النسبة إلى 46% في عام 2023.
وفي أبريل/نيسان الماضي، كشف النقاب عن قراصنة يعتقد أنهم من جمهورية الصين الشعبية تجسسوا على شركة فولكس فاغن الألمانية للسيارات على مدى سنوات.
واستهدف المهاجمون، وفقا لما توصل إليه المحققون، المعرفة الفنية للشركة.
وقال رئيس جمعية "بيتكوم" رالف فينترجيرست إنه من الممكن من خلال هذه الأرقام استنتاج "مدى كثرة الصراعات والتوترات في هذا العصر وكيف يتم اللعب بوسائل قاسية".
وشكل القراصنة ذوو النوايا السيئة من أوروبا الشرقية 32% من الحالات، في حين يعتقد أن دول الاتحاد الأوروبي (باستثناء ألمانيا) كانت مصدرا للهجمات في 21% من الحالات.
ووفقا للدراسة، لم تستطع 36% من الشركات التي تعرضت لهجمات تحديد المنطقة التي جاء منها المهاجمون. وأشارت النتائج إلى أن واحدة من كل خمس شركات مستهدفة (20%) تعتقد أن الهجوم الذي تعرضت له كان مصدره من داخل ألمانيا، في حين أفادت ربع الشركات المتضررة (25%) بأن مهاجميها يقبعون في الولايات المتحدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
تفاصيل جديدة عن مصير نشطاء مادلين بعد القرصنة الإسرائيلية
تستعد دولة الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، لترحيل الناشط التركي، شعيب أوردو، إلى ألمانيا، وذلك بعد احتجازه مطلع الأسبوع الجاري ،على متن سفينة “مادلين” التي كانت تحاول كسر الحصار المفروض على قطاع غزة.
وكانت السفينة التي انطلقت من اليونان تحت علم توغو، تحمل على متنها 12 ناشطًا من جنسيات مختلفة، قبل أن تعترضها بحرية الاحتلال الإسرائيلي في المياه الدولية، وتقتاد من عليها إلى ميناء أسدود، في خطوة أثارت إدانات واسعة، واعتُبرت انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي.
وأفاد مركز “عدالة” الحقوقي في دولة الاحتلال الإسرائيلي أنّ: أوردو يستعد إلى مغادرة البلاد، ظهر اليوم الخميس باتجاه ألمانيا، بعدما ظل محتجزًا لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي عدّة أيام، دون توجيه تهم محددة.
كذلك، أشار المركز، إلى أن السلطات بصدد ترحيل ناشطَين آخرين، هما: البرازيلي تياغو أفيلا والألمانية من أصل تركي، ياسمين آجار، بعدما تقدما بطلبات لمغادرة دولة الاحتلال الإسرائيلي طوعًا، على خلفية قرار المحكمة الإسرائيلية بالإبقاء على ثمانية نشطاء آخرين قيد الاحتجاز، إلى حين البتّ في أوضاعهم القانونية، وهو ما قد يستغرق أكثر من شهر.
ويرفض الناشطون الثمانية، وهم شعيب أوردو (تركيا)، مارك فان رينس (هولندا)، باسكال موريراس (فرنسا)، ريفا فيارد (فرنسا)، ريما حسن (فرنسا)، تياغو أوفيلا (البرازيل)، يانيس محمدي (فرنسا) وياسمين آجار (ألمانيا)، التوقيع على تعهد بعدم العودة إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو الشرط الذي فرضته السلطات مقابل الإفراج عن أربعة نشطاء آخرين، في وقت سابق، من هذا الأسبوع.
"غير إنسانية"
وضعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، عضوة البرلمان الأوروبي، ريما حسن، في الحبس الانفرادي، في ظروف وصفت بكونها "غير إنسانية" داخل سجن نفي تيرتسا، وذلك بعد أن كتبت عبارة "فلسطين حرة" على جدار في سجن غفعون.
وبحسب ما نشر من معطيات على مختلف التقارير الإعلامية، فإنّه قد "تم احتجازها في زنزانة صغيرة بلا نوافذ، وتفتقر إلى أدنى شروط النظافة، كما أنّها قد مُنعت من الخروج إلى ساحة السجن".
أما بالنسبة إلى الناشط البرازيلي، تياغو أفيلا، قد وُضع أيضا في الحبس الانفرادي، داخل سجن أيالون، جرّاء إضرابه المستمر عن الطعام والشراب، والذي كان قد بدأه قبل يومين. وتعاملت سلطات السجن معه بعدوانية، بحسب المعطيات المتداولة.
وكانت بحرية الاحتلال الإسرائيلي قد نفّذت عملية عسكرية في عرض البحر، فجر الاثنين، حيث حاصرت سفينة "مادلين" وصادرتها، على الرغم من تواجدها في المياه الدولية، واعتقلت جميع من كانوا على متنها، الذين أعلنوا مسبقًا أن هدفهم الوحيد إيصال مساعدات إنسانية إلى غزة في ظل المجاعة والانهيار الكامل للبنية التحتية.
وضعت إسرائيل عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسن في الحبس الانفرادي، كما تم وضع تياغو أفيلا أيضًا في الحبس الانفرادي.
نُقلت ريما حسن إلى العزل في ظروف غير إنسانية داخل سجن نفي تيرتسا، وذلك بعد أن كتبت عبارة “فلسطين حرة” على جدار في سجن غفعون. وقد تم احتجازها في زنزانة صغيرة بلا… pic.twitter.com/z6ffhZFa4S — Tamer | تامر (@tamerqdh) June 11, 2025
"القرصنة"
وأثارت العملية موجة من الانتقادات، خاصة من منظمات حقوقية دولية، على رأسها “هيومن رايتس ووتش”، التي وصفت اعتراض السفينة في المياه الدولية بـ”القرصنة”، مؤكدة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تنتهك بشكل صارخ القانون الدولي واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.
وفي السياق نفسه، حمّلت المنظمة، دولة الاحتلال الإسرائيلي، مسؤولية المساس بحقوق النشطاء الذين لم يكونوا يحملون سلاحًا أو يشكلون تهديدًا أمنيًا، بل كانوا في مهمة إنسانية مُعلنة.
وتأتي هذه التطورات بينما يتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي الأهوج، على كامل قطاع غزة المحاصر، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أدّى إلى استشهاد أكثر من 50 ألف شخص، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 85 ألف جريح، وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية. فضلًا عن تدمير واسع للبنية التحتية وتهجير قسري لحوالي 1.7 مليون فلسطيني.
إلى ذلك، تعيش غزة، بحسب تقارير الأمم المتحدة، على وقع مجاعة خانقة ونقص حاد في كافة المواد الطبية والغذائية والمياه، جرّاء حصار الاحتلال الإسرائيلي المشدّد منذ 18 عامًا، والذي بلغ ذروته مع الحرب الحالية.
في المقابل، تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي مطلق، اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب وجرائم إبادة جماعية، خاصة في ظل استمرارها في تجاهل قرارات محكمة العدل الدولية، التي طالبتها بوقف عدوانها، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
ورغم الدعوات، تواصل حكومة الاحتلال الإسرائيلي سياساتها التي تضرب عرض الحائط القوانين والمواثيق الدولية المرتبطة بحقوق الإنسان، وتمنع أي تحرك دولي فعّال من أجل وقف الحرب أو كسر الحصار، في وقت تتصاعد فيه مبادرات من نشطاء دوليين ومنظمات مدنية لكسر الحصار عبر البحر، وأيضا البر، رغم المخاطر العالية.
في هذا السياق، تكتسب سفينة “مادلين” رمزية جديدة، كونها أعادت إلى الأذهان مشهد “أسطول الحرية” الذي هاجمته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 2010، حين قتلت 10 نشطاء أتراك على متن سفينة “مافي مرمرة”؛ وبينما يتزايد الزخم الشعبي في عدد من الدول الأوروبية لدعم المبادرات الإنسانية باتجاه غزة، تواجه دولة الاحتلال الإسرائيلي اتهامات بتوسيع دائرة استهدافها لتشمل ليس فقط الفلسطينيين، بل حتى المتضامنين معهم من المدنيين الأجانب.