خبراء لـ «الاتحاد»: «الذباب الإلكتروني».. محاولات عبثية لبث الفتنة وتشويه الحقائق
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
أحمد عاطف (القاهرة)
أخبار ذات صلةسرطان منصات التواصل الاجتماعي، وصف يطلقه خبراء الإعلام الرقمي لتوضيح مخاطر الذباب الإلكتروني أو اللجان الإلكترونية والتي تستغلها جهات عديدة للتلاعب بالرأي العام وإثارته بنشر معلومات مضللة بكثافة شديدة مقابل دفع أموال للقائمين على تلك اللجان.
ويستخدم الذباب الإلكتروني الهاشتاج لنشر شائعات، مستفيداً من تقنيات البرمجة لجعل الهاشتاج في قائمة الأعلى مشاهدة، مما يسهل عملية نشر المعلومات والآراء الكاذبة.
ويقول فادي رمزي، خبير الإعلام الرقمي بالجامعة الأميركية، إن مصطلح الذباب الإلكتروني يشير لمجموعة من الحسابات الوهمية والمميكنة على مختلف منصات التواصل الاجتماعي، وظهرت للمرة الأولى على منصة «X»، لكن سرعان ما انتقلت الفكرة إلى أغلب المنصات الأخرى.
يضيف رمزي في تصريحات لـ«الاتحاد» أن الفكرة تقوم على برمجة روبوت اصطناعي يصنع عشرات الآلاف من الحسابات الوهمية، وينشر الكثير من المحتوى من خلالها لتنتشر ويروج لها في فترة قصيرة لأغراض سياسية، تجارية أو احتيال ومحاولة صنع رأي عام مزيف حول قضية ما.
يوضح خبير الإعلام الرقمي أن استخدام الذباب الإلكتروني صار شائعاً مؤخراً في إثارة البلبلة بين الشعوب أو بين فئات مجتمعية داخل الدول، ونشر المعلومات المغلوطة لتحريك الآراء عبر الحسابات الوهمية والهاشتاجات الرائجة لإشعال الفتن رغم عدم وجود أي حقيقة لها واقعياً.
ويقول خالد برماوي، خبير الإعلام الرقمي، إنها ظاهرة قديمة، لكنها ازدادت مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وصعوبة إيقافها من قبل المنصات، وعدم وجود رغبة حقيقية من قبل المنصات في حوكمة فضائها.
ويضيف أنه غالباً ما يقف ورائها شركات من أطراف معادية تسعى لإحداث وقيعة بين الشعوب، وتستغل في ذلك أي أمور رياضية أو فنية أو سياسية.
وعن الحلول، يوضح أن هناك حلولاً تقنية وأنظمة ترصد المحتويات الضارة وتتعقبها من أجل مواجهتها، وهناك حلول قانونية لتجريم هذه الممارسات، وإن كان أغلب القائمون على الذباب الإلكتروني يكونون من خارج الدولة التي يهاجمها مما يصعب مسألة التجريم القانوني.
ويكمل: «الوعي والإدراك هو السلاح الأقوى والأهم من خلال التوعية الإعلامية والرقمية ومن جانب الهيئات الثقافية والتعليمية لتأهيل الشباب والكبار لمواجهة تزييف الوعي».
من جانبه، يشير أمجد طه، الباحث الاستراتيجي، إلى خطورة تصديق شائعات الذباب الإلكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي، ويصفها بأنها ليست مجرد محاولات عابثة لبث الفتنة أو تشويه الحقائق فقط بل تسعى لتحويل ساحات الحوار الفكري إلى فوضى فكرية وافتعال معارك اجتماعية بين الشعوب العربية.
ويضيف طه في تصريحات لـ«الاتحاد» أن تلك الظاهرة بمثابة سرطان يسري في عروق المنصات، ويحمل العداء لكل نموذج يسعى لبناء مجتمع متماسك وقوي، ويسعى لتقويض أسس التعايش والتماسك المجتمعي.
ويرى الباحث الاستراتيجي أنه رغم انتشار هذا الذباب كالدخان المتصاعد، لكنه يفتقر إلى أي أساس أخلاقي أو مبدأ راسخ، مما يجعله مجرد ظاهرة زائلة أمام قوة المجتمع الخليجي الأصيلة، القائم على الأخلاق الرفيعة والقيم الحميدة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذباب الإلكتروني الإعلام الرقمي مواقع التواصل الاجتماعي البرمجة الجامعة الأميركية
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: نتنياهو يحاول تزييف الحقائق بشأن معبر رفح وتحميل مصر مسؤولية حصار غزة
اتهم الإعلامي أحمد موسى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمحاولة تضليل الرأي العام وتصدير صورة مغلوطة عن الموقف المصري من معبر رفح، وذلك عبر الادعاء بأن مصر تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وخلال تقديمه حلقة اليوم من برنامج “على مسؤوليتي” على قناة صدى البلد، شدد موسى على أن الحقائق على الأرض تثبت عكس ذلك تمامًا، مؤكدًا أن الاحتلال الإسرائيلي هو الطرف الوحيد الذي يتحكم فعليًا في جميع المعابر المؤدية إلى غزة، بما في ذلك معبر رفح من الجهة الفلسطينية، والذي يخضع بشكل غير مباشر لسيطرة تل أبيب.
وأشار موسى إلى أن نتنياهو لا يتحرك بمفرده في هذا الإطار، بل يعتمد على “كتائب إلكترونية” منظمة تعمل على ترويج مزاعمه وتضليل الرأي العام العربي والدولي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، موضحًا أن بعض هذه المجموعات تنسق فيما بينها لنشر الأكاذيب وتشويه الموقف المصري.
وأكد أن هذه الحملة الممنهجة تستهدف الضغط على مصر وخلق انقسام داخلي، إلا أن وعي المواطنين وإدراكهم لطبيعة ما يجري يحول دون نجاح هذا المخطط.
وأضاف موسى أن مصر، قيادة وشعبًا، لن تنجر وراء هذه الحملات المشبوهة، مشيرًا إلى أن الشعب المصري يقف صفًا واحدًا خلف قيادته السياسية وقواته المسلحة، التي تمثل الدرع الرئيسي في حماية الوطن والتصدي لأي تهديدات إقليمية.
كما لفت إلى أن دور الجيش المصري لا يقتصر على حماية الحدود، بل يمتد ليشمل التصدي للمؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وفي سياق متصل، كشف موسى عن وجود ما وصفه بـ”تعاون واضح” بين حكومة نتنياهو وجماعة الإخوان الإرهابية، مؤكدًا أن هذا التنسيق ليس جديدًا، لكنه أصبح أكثر وضوحًا في الآونة الأخيرة، حيث وصف نتنياهو بـ”المرشد الأعلى” للجماعة في الخارج، في إشارة إلى تقاطع المصالح بين الجانبين رغم التباين الظاهري في الأيديولوجيات.
واختتم موسى حديثه بدعوة الإعلاميين والجمهور إلى التحقق من صحة المعلومات المتداولة وعدم الانسياق وراء الشائعات، مشددًا على أهمية دعم الموقف الوطني المصري بكل وضوح في مواجهة الحملات المضللة.