5 سبتمبر، 2024

بغداد/المسلة:

تعد محافظة ميسان، جنوب العراق، واحدة من أبرز مناطق إنتاج النفط في البلاد، حيث تنتج أكثر من 600 ألف برميل يوميًا، مما يساهم بشكل كبير في دعم الخزينة الاتحادية بالأموال. ومع ذلك، تعيش هذه المحافظة واقعًا فقيرًا، يتجلى في تدهور الخدمات العامة وارتفاع معدلات الفقر والبطالة، ما يعكس تناقضًا صارخًا بين ثروة النفط وحالة السكان المحليين.

ومن أبرز جوانب هذا التناقض هو التفاوت الكبير في الرواتب بين العمالة الأجنبية والمحلية. فوفقًا للتقارير، يتقاضى الموظف الصيني العامل في حقول النفط بمحافظة ميسان راتبًا شهريًا يصل إلى 15 ألف دولار، بينما لا يتجاوز راتب الموظف العراقي العامل في نفس الظروف الفي دولار. هذا التفاوت الكبير يعكس عدم العدالة في توزيع الثروة ويثير تساؤلات حول سياسات التوظيف والأجور في الشركات النفطية العاملة في العراق.

وإلى جانب الفقر والتهميش، تعاني المناطق النفطية في العراق من مشاكل بيئية خطيرة بسبب التلوث الناتج عن عمليات استخراج النفط. ورغم أن هذه المناطق تدفع ضريبة التلوث بارتفاع معدلات الأمراض وتدهور البيئة، إلا أنها لا تحصل على التعويضات المناسبة أو على مشاريع لتحسين الأوضاع البيئية.

وعود لم تُنفذ: مأساة العقود الزراعية

وتعود مأساة أخرى لسكان هذه المناطق إلى عقود طويلة من الوعود غير المنفذة. مئات الأسر في ميسان قدمت أراضيها الزراعية لتوسيع حقول النفط، مقابل وعود بتعيين أبنائها في الشركات النفطية برواتب مجزية. لكن على الرغم من مرور سنوات طويلة، لم تتحقق هذه الوعود، مما أدى إلى شعور عام بالظلم والاستغلال.

والواقع الخدمي في مدن النفط، بما في ذلك ميسان، يعد في أسوأ حالاته. إذ يفتقر السكان إلى خدمات أساسية مثل المياه النظيفة، الكهرباء، والصحة، وهو ما يزيد من شعورهم بالتهميش وعدم الإنصاف. ويعتبر هذا التدهور نتيجة مباشرة لسوء الإدارة وغياب التخطيط التنموي الشامل.

وتشهد الساحة السياسية والبرلمانية في العراق دعوات متزايدة لإعادة النظر في جولات التراخيص النفطية من أجل تحقيق مبدأ العدالة.

و أكد عضو مجلس النواب، علي سعدون، على ضرورة تقديم دعم أكبر لمحافظة ميسان، التي تأتي في المرتبة الثانية بعد البصرة في إنتاج النفط، من خلال الإيفاء بالوعود للأهالي وتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل برواتب مجزية.

و في ظل هذا الوضع المعقد، يتطلب الأمر تدخلًا عاجلًا من الحكومة العراقية لإعادة النظر في سياسات التشغيل وتوزيع الثروة، وضمان أن تنعكس الثروة النفطية على تحسين حياة السكان المحليين وتطوير المناطق المنتجة للنفط. إن تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية في هذه المناطق هو المفتاح لاستقرار وتنمية العراق ككل.

وأطلق العراق، جولة التراخيص الخامسة التكميلية والجولة السادسة متضمنة 29 مشروعًا في 12 محافظة عراقية.

واعتبر نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط، حيان عبد الغني السواد، ان جولتي التراخيص التكميلية الخامسة والسادسة ستسهم في زيادة كبيرة بالغاز المصاحب والغاز الحر وستنعكس على محطات الكهرباء وصناعة البتروكيماويات والأسمدة.

وقال السواد، إن “الخطوة التي تأتي بعد اختيار الشركات الفائزة بالجولة التكميلية الخامسة والسادسة، هي المضي بتوقيع العقود وتفعيلها للعمل”، مضيفاً أن “هذه المشاريع ستسهم في إيقاف استيراد الغاز من الخارج”.

وأشار الى ان “الهدف من الجولتين هو زيادة انتاج العراق من الغاز لينعكس على واقع تشغيل محطات الكهرباء فضلا عن تنشيط الواقع الاقتصادي في المحافظات التي تقع فيها الحقول والرقع التي ستمضي الشركات العالمية للمباشرة فيها”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

طقس العراق.. موجة غبار وانخفاض في درجات الحرارة

12 أكتوبر، 2025

بغداد/المسلة: أعلنت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي، الأحد، عن تفاصيل حالة الطقس المتوقعة، مشيرة إلى موجة غبار وانخفاض في درجات الحرارة.

وذكرت الهيئة في تقرير جوي، ورد لـ المسلة، أن تحاليل خرائط الطقس السطحية وصور الأقمار الاصطناعية تشير إلى نشاط ملحوظ في الرياح السطحية الجنوبية الشرقية نهار ومساء اليوم الأحد (12 تشرين الأول)، ما يؤدي إلى تصاعد الغبار والأتربة وتدنٍ في مدى الرؤية الأفقية، خاصة على طرق النقل الخارجية.

وأوضحت أن المناطق الأكثر تأثراً بنشاط الغبار تشمل الأنبار وجنوب نينوى وغرب صلاح الدين والنجف الأشرف وبعض مناطق جنوب غرب البلاد، متوقعة أن تتردى الرؤية الأفقية في تلك المناطق ببعض الفترات.

وفيما يخص توقعات يوم غد الاثنين، أشارت الهيئة إلى اندفاع كتلة هوائية معتدلة الحرارة نحو البلاد خلف منخفض جوي سطحي، ترافقها رياح شمالية غربية نشطة السرعة على فترات، ما يسبب إثارة الغبار مجدداً في المناطق المذكورة.

وبينت أن تأثير الغبار سيمتد بشدة أخف نسبياً نحو العاصمة بغداد وصلاح الدين، وبشدة أخف كذلك في باقي مدن وسط البلاد مثل كربلاء المقدسة وبابل والديوانية.

كما توقعت الهيئة انخفاضاً محسوساً في درجات الحرارة ليكون الطقس أكثر اعتدالاً مقارنة باليومين الماضيين، مع برودة نسبية وأجواء لطيفة خاصة خلال ساعات الليل والصباح الباكر.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • سومو:الإتفاق مع شركة “إكسون موبيل” يعزز الصادرات النفطية
  • اقتصاد على الحافة: هل تنجو الرواتب من تداعيات انهيار النفط؟
  • مباراة العراق والسعودية.. محترفو أسود الرافدين يتفوقون على الأخضر بـ5 أضعاف
  • مشروع «الأنبوب البحري الثالث».. نقلة نوعية بمنظومة تصدير النفط العراقي
  • مدرب المنتخب العراقي يتعهد بالتأهل إلى مونديال 2026
  • المنتخب العراقي يشعل المنافسة على بطاقة المونديال بعد الفوز على أندونيسيا
  • طقس العراق.. موجة غبار وانخفاض في درجات الحرارة
  • أرنولد:الطريق ما زال طويلاً أمام المنتخب العراقي
  • وزير الخارجية العراقي يبحث ملف المياه مع نظيره التركي في أنقرة
  • مسلة الأخبار: موجز احداث العراق والعالم