المولد النبوي الأغر.. علامة وفاء وثبات على الحق يُصدّرها اليمنيون للعالم الإسلامي
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
يطل علينا الربيع المحمدي من جديد، ليسقي قلوبنا بحب رسول الرحمة والهدى؛ لتزهر القلوب ويفرح الوجود بذكرى قدوم خير خلق الله أجمعين، لكن الربيع المحمدي في يمن الإيمان والحكمة له وجه آخر، فله استقباله الخاص وله طقوسه الخاصة، فالمجالس تقام والبيوت تحتفل والشوارع تتزين، كيف لا وأنصار اليمن وشعبه يجنون بعد إحياء مولده الأغر كل عام ثماراً عظيمة، فواقعهم تغير وانتصاراتهم تلوح في الأفق، بل إنهم اليوم سادة العالم واليد الطولى؛ فهم لم ينسوا غزة التي أعد لها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الجيوش والذين غدوا على نهج رسول الله نعم الحامين والناصرين، وكذلك حرائر اليمن لهن بصمتهن الخاصة في إحياء هذه المناسبة، فها هن الناشطات الثقافيات والتربويات يعبرن عن ماذا يعني لهن استقبال هذه الذكرى العطرة؟ وكيف يكون إحياؤهن لها؟! ويدلين بآرائهن عن ثمار التعزيز والتوقير للنبي محمد (صلى الله عليه وآلة وسلم)، ويبينّ ما هي أهم الدعائم والأعمال الفعلية التي يجب أن تغرس في المجتمع اليمني اقتداء بنبي الرحمة.
.
نتابع من خلال الاستطلاع الذي أجراه المركز الإعلامي للهيئة النسائية بأمانة العاصمة لـ(الأسرة)، الحصيلة:
الاسرة /خاص
البداية كانت مع الأستاذة هناء السنحاني -الناشطة الثقافية في مديرية شعوب التي تحدثت حول استقبال اليمانيين للمولد النبوي الشريف قائلة: «يستقبل اليمنيون المولد النبوي الشريف بإقامة الموالد في البيوت والجوامع وإقامة الأمسيات والفعاليات في جميع الحارات والأحياء، وقد كان اليمنيون يحتفلون بالمولد من قديم الزمان وليس بالشيء الجديد؛ فمن عادات اليمنيين وتقاليدهم منذ زمن إقامة الموالد في أغلب المناسبات الاجتماعية مثل الأفراح والشهور المباركة وغيرها».
ووصفت الثمار التي يقدمها المولد النبوي الشريف قائلة: «إن إحياء ذكرى المولد النبوي الشريف يبعث رسالة لليهود بأنهم لن يستطيعوا أن يلغوا أو يمحوا ذكر نبينا مهما حاولوا غرس قدوات آخرين، فقدوتنا هو محمد رسول الله(صلى الله عليه وآله وسلم ) وتولينا له سيحصننا من الوقوع في مكرهم، كما أننا نجني من وراء إحياء ذكراه ترسيخ وتولي أبنائنا لهذا الرجل والقائد العظيم ليكونوا عظماء بعظمته وعظمة الدين الذي جاء به»، وأوضحت السنحاني أهمية إحياء هذه المناسبة قائلة :» نحيي المولد النبوي أيضا لنجدد الدين الإسلامي ونحييه بعد أن حاول اليهود طمسه بعدة طرق ولنرب أجيالنا تربية حقيقية ليقتدوا بهذا النبي العظيم قولاً وفعلاً».
وختمت حديثها قائلة:» أهم الدعائم والأفعال التى تحييها فينا هذه المناسبة العظيمة هو الجهاد في سبيل الله والوقوف في وجه الظالمين ونصرة إخوتنا في غزة، كما يجب أن نرسخ مبدأ الإحسان في أوساط المجتمع، كما كان رسولنا يفعل من إغاثة وإعانة المحتاجين؛ ويجب أن نرسخ في نفوس أبنائنا الاقتداء برسول الله قولا وعملا».
استقبال مميز
الناشطة الثقافية الحيفي تحدثت عن أهمية استقبال المولد النبوي الشريف قائلة: «يستقبل أنصار رسول الله (صلوات الله عليه وآله) ميلاد أعظم خلق الله بطريقة لا مثيل لها في الدنيا، فبكمية المشاعر الصادقة والقلوب الوفية التي تغمر الصغير والكبير في بلد الإيمان والحكمة، فتتزين القلوب قبل الشوارع والبيوت باللون الأخضر فيكتسح الدنيا لتصبح القلوب خضراء وتصبح المدن مستنيرة بنور نبيها، ويكون الاستعداد النفسي والمعنوي قبل الاستعداد المادي؛ فهو الدافع الأساسي في تحرك شعب رسول الله أصحاب الحكمة والإيمان ؛ فنرى استعدادات تواكب استعدادات أيام الأعياد بل وأكبر، فهو احتفال جماعي لكل عاشق لرسول الله و نرى الأسرة الواحدة تجهز الثياب الجديدة لأطفالها وتغمرها الصلوات المحمدية ونرى الفعاليات والأمسيات تكتسح كل حارة وحي في حب حبيب القلوب محمد (صلوات الله عليه وآله)، ونرى المؤسسات والمرافق الحكومية تزدان قاعاتها ومداخلها بتزيينات تدخل الاطمئنان للقلب عند تذكر صاحب الميلاد المبارك ويتزين كل هذا وذاك بفعالية كبرى مركزية تجمع كل محبي المصطفى تحت سماء واحدة وبكلمة واحدة وبحب واحد «.
وتصف الحيفي ثمار التعزير والتوقير لرسول الله( صلى الله عليه وآله وسلم) قائلة :»ذكر رسول الله (صلوات الله عليه وآله) فيه أولا البركة والخير، كيف لا وهو حبيب الله في أرضه منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها، وفيه استمرارية حضور رسول الله بيننا وتذكر أقواله وأفعاله وجهاده وتحركه، فينعكس ذلك إيجابا على الناس ويعودون باستمرار إلى حبل الله الموصل إليه من خلال رسول الكريم، ويعيد ذكر رسول الله استمرار الروحية الإيمانية لدى شعبنا العظيم وكذلك يعيد القدوة الحقيقية بعد أن انتشرت النمور على ورق والقدوات المزيفة، فحضور النموذج الحقيقي والقدوة الحقيقية هو صلاح للنفوس وصلاح للمجتمع وصلاح للأمة بكلها».
وواصلت الحيفي حديثها قائلة: «نحييه حبا وتعظيما وتوقيرا وعرفانا بالجميل لصاحب الجميل كله رسول الله (صلوات الله عليه وآله) ؛نحيي مولد خير خلق الله لنحظى برضوان الله ونفرح به مصداقا لقول الله سبحانه {قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} ونحيي مولد رسول الله لنجدد غرس حبه في قلوبنا وقلوب أبنائنا ونحيي مولده ليرى العالم بأسره من هو نبينا وما هي هويتنا وما هو الدين الذي ارتضاه الله لنا ونحييه استجابة لتوجيهات حفيد رسول الله و من يسير على نهجه وخطاه».
وأردفت الحيفي:» أهم الدعائم هي توجيه الولاية الحقيقية لله -سبحانه وتعالى- فهي أهم ركيزة تقوم بها أي أمة، فالولاية الصادقة لله ولمن أمرنا سبحانه بتوليهم من بعد رسول الله (صلوات الله عليه وآله ) من أعلام الهدى من آل بيت رسول الله فهم الامتداد الحقيقي لله والامتداد الحقيقي لرسول الله (صلوات الله عليه وآله) ومن الأعمال العظيمة التحرك بمثل حركة رسول الله وجهاده، وها هي المرحلة اليوم من أهم مراحل التاريخ التي تستدعي التحرك وخصوصا أن أعداء الله من اليهود والنصارى ممثلين بأمريكا وإسرائيل أصبحوا واضحين للجميع، ولهذا يجب أن نسأل أنفسنا لو كان رسول الله اليوم بيننا… فما موقفه من أعداء هذه الأمة؟ ما موقفه من الأحداث المؤلمة في قطاع غزة؟، تذكر هذا الأمر يدفعنا لأن نتخذ المواقف الصحيحة التي ترضي الله وترضي رسوله عنا، وهذا من أهم ما يتميز به الشعب اليمني من ارتباط برسول الله (صلوات الله عليه وآله) وارتباط بحركته الجهادية على مدى حياته (صلوات الله عليه وآله).
إحياء المولد الشريف
فيما أوضحت نبيلة المختفي -الناشطة التربوية في مديرية شعوب أهمية إحياء المولد النبوي الشريف قائلة: «لقد اعتاد شعبنا اليمني المسلم أن يحيي هذه المناسبة المباركة انطلاقا من هويته الإيمانية، والوعي بأهمية الاستفادة من هذه المناسبة المباركة كمحطة تربوية وتوعوية وتعبوية إيمانية، مناسبة لترسيخ الولاء لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله وسلم)، وكونها مناسبة للاعتراف بعظيم نعمة الله وفضله، وإظهار الابتهاج والفرح استنادا إلى قول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِه فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُون} وأي فضل ورحمة أعظم من رحمة الله ومن فضله العظيم الذي من به على عباده من خلال كتابه الكريم ورسوله الهادي وهذه النعمة التي يترتب عليها الخير كله في الدنيا والآخرة، وكذا الاستفادة من هذه المناسبة المباركة لتكون منطلقا نحو إصلاح الخلل وتقويم الاعوجاج ومعالجة الإشكالات، وأيضا لأنها فرصة ثمينة ومحطة مهمة للتذكير بالمسؤولية والتذكير برحمة الله وفضله.
وواصلت حديثها: «الاستفادة من هذه المناسبة المباركة لتكون منطلقا لترسيخ المبادئ الإلهية والهوية الإيمانية وما يعنيه الانتماء للإسلام في التزاماتنا العملية والسلوكية ونهضتنا الحضارية وفي موقفنا من أعداء الرسالة الإلهية وفي ترسيخ الولاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وترسيخ مفهوم الاتباع له والاقتداء والتأسي به».
وأكدت المختفي أن « ثباتنا على موقفنا المبدئي الديني في مناصرة الشعب الفلسطيني في قضيته العادلة وحقه في الحرية والاستقلال واستعادة المقدسات وعلي رأسها الأقصى الشريف وتحرير فلسطين كل فلسطين وسائر الأراضي العربية المحتلة، وثباتنا على موقفنا ضد الطغيان الأمريكي والسياسات الأمريكية الاستعمارية المعادية لأمتنا والمتآمرة على شعوبنا، وفي وقوفنا مع أحرار الأمة في محور المقاومة للتصدي لهذا الخطر الأمريكي والإسرائيلي؛ ويعتبر تمسكنا بمبدأ الأخوة الإسلامية ورفض كل مساعي التفرقة بين المسلمين وإثارة الكراهية والبغضاء بينهم تحت العناوين الطائفية والعرقية والمناطقية؛ ورفض كل أشكال التطبيع والولاء لإسرائيل وثباتنا واستمرارنا في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي على بلدنا، كواجب ديني وإنساني ووطني «.
استقبال لائق
وفي السياق ذاته تحدثت ميرفت السواري -الناشطة الثقافية بالقول: «يستقبل اليمانيون ذكرى المولد النبوي الشريف كما كل عام بكل شوق وبكل لهفة وبكل محبة ونستقبل هذه المناسبة ونتهيأ لاستقبالها أعظم استقبال بما يليق بصاحب المناسبة الرسول الأعظم محمد (محمد صلوات الله عليه وآله) ونتهيأ كما تهيأ أجدادنا لاستقبال الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الهجرة النبوية، فقد خرج الأنصار ثلاثة أيام لاستقبال قدوم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)».
وأوضحت: «الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) غني عن ذكرنا له ولكن نحن بحاجة إليه والى سيرته العطرة، ففي كل عام وفي كل ذكرى للمولد النبوي الشريف نرفع ذكر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والله تعالى يرفع ذكرنا بين الأمم، انتصارات تتحقق وعزة وتمكين وقوة ونصر من الله تعالى».
وتابعت السواري حديثها قائلة : « نحيي ذكرى المولد النبوي الشريف لنحيا ؛ ونحييه لنحيي القيم المحمدية، لنحيي ثقافة القرآن في نفوسنا وواقعنا، لنتأسى ولنقتدي برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، نحييه في واقعنا وفي مواجهة أعدائنا صبرا وجهادا ونحييه في واقعنا فيما بيننا كمؤمنين عطاء ونصرة وإحساناً؛ كما نحييه تعظيما وتقديسا كما أمرنا الله تعالى بهذا وتصديقا لقوله تعالى: {فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، نحييه -شكرا لله- على هذه النعمة العظيمة، على هذا الفضل العظيم، نعمة الهداية بالرسول الأعظم الذي أرسله الله ليخرج الناس من الظلمات إلى النور، ونحيي ذكره لنباهي برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم )الكون والأمم ؛ نفتخر به ونعتز به! هو عزنا، هو فخرنا، هو ذخرنا، هو قائدنا، وقدوتنا، «يجب علينا أخذ الدروس والعبر والاستفادة من إحياء هذه المناسبة العظيمة لإحياء قيم غابت عن واقعنا كمسلمين، قيم ومبادئ تحرك بها الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وأوصل بها الأمة إلى أعلى المراتب وأوصل الأمة إلى أن تكون الأقوى والأعلى والأعز، هذه القيم وهذه المبادئ هي في كتاب الله العظيم القرآن الكريم، ومنها التولي الصادق والصحيح لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وللإمام علي (عليه السلام) وأعلام الهدى من آل بيت رسول الله.
أثر تربوي عظيم
رقية الوزير -الناشطة الثقافية في مديرية شعوب تقول: «نهدف من إحياء هذه المناسبة إلى الاستفادة من نور وقبس الرسول الأعظم وما يتضمنه الحديث عن رسول الله (صلى الله عليه وعلى آلة وسلم) وعن سيرته ورسالته التي لها أثر تربوي عظيم، فنستقبل المولد بأنشطة وأعمال خيرية وإغاثية وإنسانية كنفحة رحمة من رحمة الله المسداة للعالمين، ونحيي هذه المناسبة لهذا العام ونحن نتمسك بالموقف الحق في نصرة إخواننا في غزة بكل ما نستطيع، فثمار تعزير وتوقير النبي (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آلة) أننا نستقي من سيرة وجهاد رسولنا الأعظم العزم والطاقة الإيمانية والثبات في تصدينا لهذا العدوان الظالم الغاشم، كما أننا ثابتون ومناصرون لإخواننا في فلسطين، أمام كل الطواغيت المستكبرين في هذا العالم، بل إننا أصبحنا بقوة الله وتولينا الصادق لله ولرسوله ولأعلام الهدى أصبحنا قوة ضاربة يحسب لها الأعداء ألف حساب وهذا من ثمار تعزيرنا وتوقيرنا لرسول الله(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله)».
وتابعت حديثها قائلة: «نحيي هذه المناسبة المباركة كمحطة تربوية وتوعوية وتعبوية إيمانية لترسيخ الولاء لرسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) وكمناسبة للاعتراف بعظيم نعمة الله وفضله ».
وعبرت الوزير عن تميز هذه المناسبة قائلة: «لقد كانت هذه المناسبة المباركة على نحو متميز بدءا بالفعاليات الكثيرة التي تضمنت المحاضرات والأنشطة التثقيفية والتوعوية المتنوعة؛ إضافة إلى الأنشطة الخيرية وأيضا بالإظهار لمظاهر الابتهاج والفرح، استنادا إلى قول الله تعالى:{قُلْ بِفَضْلِ ٱللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}، وأي فضل ورحمة أعظم من رحمة الله ومن فضله العظيم الذي من به على عباده من خلال رسوله الهادي وكتابه الكريم، هذه النعمة التي يترتب عليها الخير كله في الدنيا والآخرة»، « هي تشكيل النموذج القرآني لنكون قرآنيين في كل أعمالنا ولنا في رسول الله أسوة وقدوة، فهو المعلم والمربي والقائد والهادي، فننطلق من خلال هذا النموذج مصابيح نور في مجتمعنا وأمتنا، فنجاهد كما جاهد رسول الله(صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله)، نربي كما ربى الرسول الأمة، وكما بنى مجتمعه على التكافل والإحسان على الإخاء والمحبة، ونتحرك كما تحرك (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) من خلال القرآن الكريم، لنكون أعزاء بعزة الله أقوياء بقوة الله وعلى نهجه؛ لنبني أمة قوية عظيمة تقيم القسط في هذا العالم» .
وأخيراً مع الكاتبة زينب الرميمة والتي بدأت حديثها بالقول: «عيد المولد ليس كأي عيد قد احتفلوا أو فرحوا به، بل فرحة كبيرة وغامرة وتجهيزات واستقبال وبشرى وروحانية وراحة نفسية بذكر النبي (محمد صلوات الله عليه وعلى آلة الطيبين الطاهرين)».
وأضافت قائلة: «تجديد روحانية العبادة والدين والتذكير بصفات خير خلق الله أجمعين وكيف كانت رسالته نجاة لنا من عذاب يوم القيامة وكان رحمة للعالمين».
وأكدت على أهمية إحياء هذه المناسبة قائلة:» لكي لا يمحى معنى الدين في زمن أصبح الإسلام اسما فقط للمتأسلمين الذين عرضوا الدين بشكل نفاق وولاية لليهود؛ فإحياؤنا لذكرى المولد النبوي ليس حفلا فقط، بل تجديد للهوية الإسلامية واقتداء لنبي محمد (صلوات الله عليه وعلى آلة) في الجهاد وقتال لأعداء الله في مختلف الجبهات والدفاع عن الإسلام في أي موطن كان مثل قضية فلسطين المحتلة التي جعلها الشعب اليمني من أولى القضايا التي لم يسكت عنها وقاتل ودافع عن المسلمين والإسلام هناك».
وختمت الرميمة بالقول «: يجب الاستشعار لعناء تقديم الرسالة لنا وإنه بعد الصبر والمثابرة والجهد سنحقق نتائج إيجابية من خلال الرحمة والمودة والإخاء والإخلاص، كما قدمها النبي (صلوات الله عليه وعلى آله)، ليأتي زمن النصرة للنبي، والذي ستظل روحه حية ولم تمت ومعها أرواح الشهداء والصالحين، وحري بنا أن نحتفي بمولده الأعظم، لأنه مصدر ونبع الهداية والفلاح للأمة.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
خطبتي الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي
المناطق_واس
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجدم الحرام الشيخ الدكتور عبدالله بن عواد الجهني، المسلمين بتقوى الله وعبادته، والتقرب إليه بطاعته بما يرضيه وتجنب مساخطه ومناهيه.
وقال فضيلته: “إن التقوى هي ملاك الأمور وأساسها، -راقبوه فإنه يعلم ما أخفيتم وما أعلنتم-، وأفردوا بالتوحيد والعبادة الواحد المعبود، فالدعاء لله وحده والذكر والتوجه له وحده لا شريك له، وزكوا نفوسكم بالتوبة وطهروها، واشكروه على ما جمع لكم في هذا اليوم الأشرف بين عيد الأسبوع وعيد العام، إنهما يومان كريمان وموسمان عظيمان، يوم الجمعة وهو اليوم الأزهر، ويوم عيد النحر وهو يوم الحج الأكبر على الصحيح، وسمي بذلك؛ لكثرة أعمال الحج فيه من الرمي والذبح والحلق وطواف الإفاضة”.
أخبار قد تهمك حجاج بيت الله الحرام يؤدون طواف الإفاضة في أجواء إيمانية وخدمات متكاملة 6 يونيو 2025 - 1:08 مساءً صلاة عيد الأضحى في المسجد النبوي 6 يونيو 2025 - 9:06 صباحًاودعا الشيخ الجهني حجاج بيت الله الحرام إلى الهدوء والسكينة، وليكن الحج وفق الأنظمة والتعليمات وعليكم بالرفق واللين والتوسعة على الناس، وتجنبوا الجلبة والإضرار.
وأشار فضيلته إلى أن في هذا اليوم العظيم خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبة فتح الله لها أسماع الناس، حتى سمعه جميع أهل مني في منازلهم، ومما قاله عليه الصلاة والسلام : (اعبدوا ربكم وصلوا خمسكم، وصوموا شهركم، وأطيعوا ذا أمركم، تدخلوا جنة ربكم)، وبين حرمة يوم النحر وفضله عند الله -جل وعلا-، وحرمة مكة على جميع البلاد، فاحذر أيها المسلم أن تسيء الأدب في هذا البلد المقدس، احذر إيذاء المسلمين بأي نوع من الأذى، وتأدب مع إخوانك المسلمين حجاج بيته الحرام، فلا تزعجهم بكثرة الصخب، ورفع الأصوات، وشدة المزاحمة، والتشويش عليهم بالتجمعات، والتكتل في الطرقات، والهتافات الكاذبة، والدعايات المزيفة، فإن هذه الأمور من الأذية، وقد حرم الله أذية المؤمنين بقوله سبحانه: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا } فلا تقعوا في الإثم وأنتم لا تشعرون، ولا تبطلوا أعمالكم وأنتم لا تعلمون، ولا تدنسوا عيدكم باجتراح الآثام، مبينًا أنه يجدر بالمسلم في هذا اليوم الأغر، أن يتنبه لشيء هام هو الإخلاص في التقرب إلى الله -عز وجل- مبتعدًا عن الرياء والمباهاة، فاتق الله أيها المسلم وأخلص لله تنل ثوابه ورضاه.
الحمد لله الذي شرف بيته الحرام، وجعله مأوى أفئدة أهل الإيمان أحمده سبحانه على إنعامه، وأشكره على إحسانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وأصحابه.
وأوضح إمام وخطيب المسجد الحرام، أن المسلم وهو يعيش نفحات هذا اليوم العظيم، يفرح لفرح إخوانه المسلمين بالإفاضات الروحانية التي أفاضها الله تبارك وتعالى على أهل الموقف، ووصولهم لبيت الله الحرام لأداء طواف الإفاضة في أمن ورخاء وصحة، لم يشغلهم شاغل ولم يلههم عمل مخادع ولم يكدر صفو إقامتهم مكدر، فنتوجه إلى المولى العلي القدير بالحمد والشكر والثناء على ما أنعم وتفضل، ونسأله تبارك وتعالى أن يعين المسؤولين عن الحج ويوفقهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وتسهيل مناسكهم في يسر وسهولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-، فقد استنفرت جميع قطاعات الدولة لخدمة الحرمين الشريفين، وخدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم، فجزاهم الله خيرًا عن الإسلام والمسلمين، ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام هو مكرمة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- باستضافة عدد من إخواننا وأشقائنا من فلسطين من ذوي الشهداء وذوي الأسرى لأداء فريضة الحج هذا العام، يشاركونهم مشاعرهم ويواسونهم ويقفون في صفهم ويشدون من عضدهم، وتأتي هذه الاستضافة تكميلًا لجهود بذلت وستبذل في المستقبل لخدمة القضية الفلسطينية، وهم بذلك ماضون على نهج المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، على أن هذه الأمة واحدة في دينها وواحدة في عقيدتها وواحدة في مظاهر عبادتها، وأنه من الواجب أن تكون متوحدة في قلبها وقالبها، وأن تكون كما أمر الله -جلّ وعلا- واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا).
كما حثّ فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباريء بن عواض الثبيتي، على ملازمة فعل الأعمال الصالحة من الطاعات والعبادات والإحسان إلى الناس، وأن لايستهين المرء بفعل الخير مهما كان صغيرًا أو يسيرًا، فإن الله يدعو إلى بذل الخير، ولا يُضيعُ أجر المحسنين.
واستهلّ الشيخ الدكتور عبدالباريء الثبيتي خطبة الجمعة من المسجد النبوي اليوم، موصيًا العباد بتقوى الله، فهي أساس كل خير، ومفتاح كل توفيق، وأصلٌ لكل عملٍ مبارك، مبينًا أن العمل الصالح زَادُ المؤمن، وثمرة من ثمار الإيمان، وعلامة على رضى الرحمن، ومن دلائل توفيق الله للعبد أن يُحبّب إليه الطاعات، ويُثبّته عليها حتى الممات، فمن وجد في قلبه حُبًا للعمل الصالح، فقد ذاق حلاوة الْإِيمَانِ، وامتلأت حياته بالسكينة والاطمئنان، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: “مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً”.
وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي أن من فضل الله العظيم، توسّيع مفهوم العمل الصالح، فجعله يشمل الطاعات الظاهرة والباطنة، الفردية والجماعية، مثل الصلاة، والزكاة، والصيام، والحج، وتلاوة القرآن، وذكر الله، وبرّ الوالدين، وصلة الأرحام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكفالة اليتيم، وتعليم الجاهل، وإغاثة الملهوف، وقضاء حوائج الناس، مذكرًا بقول النَّبِيُّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” وَفِي كُلِّ كَبِدِ رَطْبَةٍ أَجْرٌ”، وَقَالَ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ”.
وأضاف، أن بركة العمل الصالح لاتقتصر على الآخرة، بل تظهر آثارها في الدنيا إذ يمنح الله العبد راحة القلب، وطمأنينة النفس، ويحببه إلى خلقه، ويبارك له في رزقه، وعمره، وأولاده، ويكفيه هُمُومَ الدنيا، ويثبته عِنْدَ الْفِتَنِ، وَيَمُنُّ عليه بِحُسْنِ الخاتمة، قَالَ تَعَالَى: “إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَٰنُ وُدًّا”.
وقال الشيخ الدكتور عبدالباريء الثبيتي: “إن من وُفّق للعمل الصالح في مواسم الطاعات، فليحمدِ الله، وليواصل طاعته، فالمؤمن لا ينقطع عن عبادة ربه، ولا يملْ من السير إليه”، مستدلًا بقول رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: “أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أدومُها وإن قلّ”.
وتابع إمام وخطيب المسجد النبوي، مبينًا أن الثبات على الطاعة حتى الممات من أعظم الفتوحات، فإنما الأعمال بالخواتيم، فقال بعض السلف: “مَا أَبْكَى الْعَابِدِينَ فِي خَلَوَاتِهِمْ مِثْلُ خَوْفٌ سُوءِ الْخَاتِمَةِ” داعيًا من صام وقام وأنفق وخشع في مواسم الطاعات أن لا يفرّط فيما بدأ، ولا يضيّع ما جمع، فإنه لا يدري بأي عمل يُختم له.
وذكر أن العمل الصالح لا يفوتُ بموتِ صاحبه، بل يبقى أثرهُ في ولدٍ صالحٍ يدعو له، أو مسجدٍ بناه، أو علمٍ نشره، أو يتيمٍ كفله، أو صدقةٍ جاريةٍ امتدّت آثارها، قَالَ تَعَالَى: “إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَىٰ وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ”.
وحضّ فضيلته على لزوم الأعمال الصالحة، وأن لا يحتقر المرء عمله، مهما صغُر أو قلْ أثره، فرُبّ كلمةٍ طيبةٍ خرجت من قلبٍ صادقٍ في لحظة صفاء، فكانت سببًا في هداية إنسان، ورُبّ دعوةٍ صادقةٍ يسيرةٍ، أنقذت ملهوفًا، فكانت سببًا في دخول الجنة، مستشهدًا بقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لَقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ فِي الْجَنَّة في شَجَرَة قَطَعَها من ظهر الطَّرِيقِ، كَانَتْ تُؤْذِي النَّاسِ”، داعيًا إلى عدم الاستهانة بأي عملٍ، فالله لا يُضيعُ أجر المحسنين، وأبواب الخير كثيرة، والموفّقُ من وفقه الله لاغتنامها.
وختم الشيخ عبدالباريء الثبيتي خطبة الجمعة، سائلًا المولى سبحانه وتعالى أن يحفظ حجاج بيته الحرام، ويجنبهم الشرور والآثام، ويسهّل لهم نسكهم، ويردهم إلى ديارهم سالمين غانمين، وأن يديم على بلاد الحرمين الشريفين أمنها، وأمانها، وسائر بلاد المسلمين، داعيًا الله العلي القدير أن يرفع البلاء ويكشف الضُرّ عن أهلنا في فلسطين، وأن يرفع عنهم الكرب، ويفُكّ عنهم الحِصار، ويكون لهم معينًا ونصيرًا، وسندًا وظهيرًا، وأن يطعم جائعهم، ويسقي عطشهم، ويُبدل خوفهم أمنًا، ويربط على قلوبهم، وينصرهم على من بغى عليهم وظلمهم، ويعيد لهم أرضهم، وأمانهم وكرامتهم، وأن لا يرفع للطغاة المعتدين راية، ولا يحقّق لهم غاية، إنه سميع قريب مجيب.