رحل عن عالمنا أحد حراس الهوية المصرية وصاحب مقولة "كلنا مطالبون بإعادة الروح المصرية وفكرة الوطن في أعمال تشوفها تقول دى مصر"، الفنان التشكيلي حلمي التوني عن عمر يناهز الـ 90 عاما.

وخيم الحزن على الوسط الفني والثقافي المصري بعد أن نعاه وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو، في بيان على صفحات الوزارة على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن "الراحل كان أحد حراس الهوية المصرية، وشكّل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة".



وتابع البيان: "رحل تاركا بصمات لن تمحى على الساحة الفنية من خلال أعماله المتميزة، والتي أسهمت في إثراء الثقافة البصرية على مدار عقود، وقدم التعازي لأسرته وكل محبيه وتلامذته".

وزير الثقافة ينعي الفنان حلمي التوني: رحل أحد حراس الهوية المصرية

نعى الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، الفنان التشكيلي الكبير حلمي التوني، الذي وافته المنية اليوم عن عمر ناهز 90 عامًا. pic.twitter.com/oyDVfNgO7h — وزارة الثقافة المصرية (@emculture1) September 7, 2024
كما نعاه عدد من الفنانين والروائيين على رأسهم وزير الثقافة السابق والفنان التشكيلي فاروق حسني عبر حسابه على فيسبوك داعيا له بالرحمة والمغفرة، وكتب: "أنعى بمشاعر الحزن والأسى الفنان الكبير حلمي التوني الذي أثرى الحركة الفنية التشكيلية بإبداعاته المتميزة، سائلاً الله أن يتغمده بواسع رحمته ويؤنسه برحابه ويسكنه فسيح جناته ويلهم أسرته وأصدقاءه ومحبيه وتلامذته الصبر والسلوان".



وعلى مدار أكثر من نصف قرن، أثرى التوني الفن التشكيلي المصري بإبداعاته ورسوماته، إلى جانب أغلفة الكتب وصفحات المجلات التي أدخل القراء من خلالها إلى عوالم مختلفة.

وأقام العديد من المعارض على المستوى المحلي والدولي، آخرها معرض "يحيا الحب" بجاليري "بيكاسو" في الزمالك في آذار/ مارس 2024، ويقتني متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة عددا من لوحاته.

المولد والدارسة
وولد الفنان المصري في محافظة بني سويف عام 1934، وحصل على شهادة البكالوريوس من كلية الفنون الجميلة تخصص ديكور مسرحي، كما درس فنون الزخرفة.

يعد التوني أحد أعمدة الفن التشكيلي المصري، شكلت أعماله ركيزة رسمت ملامح الهوية المصرية، حيث تأثر بنشأته في صعيد مصر بمحافظة بني سويف قبل أن ينتقل إلى القاهرة.

عمل في مؤسسة دار الهلال مشرفا على المجلات، وظهرت رسومه في مجلتي "سمير" و"ميكي" للأطفال. كما ساهم في إخراج مجلة "المسرح والسينما"، وتعاون مع كبرى دور النشر في تصميم أغلفة الكتب وإخراجها فنيا، لا سيما مؤلفات الأديب المصري نجيب محفوظ.


ورأس تحرير مجلة "وجهات نظر" الشهرية، وأقام عشرات المعارض الفردية في معظم الدول العربية، وشارك في معارض جماعية عربيا ودوليا.

وكان الفنان المصري يستخدم الرموز والأفكار الشعبية ذات الدلالة في رسوماته، مثل التعبير عن الخصوبة بالسمك، والحب بالورد، والعدالة بالسيف، كما كان مشغولا في أعماله بالتراث الشعبي المصري بتنوعاته الإسلامي والقبطي والفرعوني.


المرأة في أعمال التوني
يحتفي التوني بالمرأة في أغلب لوحاته، حيث استحوذت المرأة على جزء كبير من أعماله، ويجعلها رمزاً لكل جمال يمكن أن تستشعره، بخلاف الرجل، الذي من الممكن معاقبته بالسخرية منه ومن أفعاله.


فلا تخلو أعماله من وجود المرأة والمزج بينها وبين الطبيعة، معبرا كذلك عن قوة المرأة المصرية من خلال لوحات استوحاها من المرأة الفرعونية دلالة على قوتها على مدار التاريخ.

ثورة 25 يناير

أقام التوني معرضا فنيا آواخر كانون الثاني / يناير 2011 في ثورة "25 يناير بعنوان "كان يا مكان"، بلوحات معبرة عن مصر قبل الثورة وبعدها، وقد جاء في كلمته المطبوعة في المعرض.. "كانت المفاجأة! خلال ذلك وقبل ذلك كنت أعيش هذه الحالة الحزينة مع جميع المصريين.. وكانت لوحاتي ـ خاصة السنة الأخيرة ـ فيها الكثير من الحزن والأسى.. وبعض النقد المغلف بالسخرية أحيانا.. وأيضا بعض التنبؤ.. وربما بعض التمنى! ثم تبدلت الأحوال من اليأس إلى الأمل، ومن الإحباط إلى الفرح، فكانت لوحات القسم الأكبر من هذا المعرض".


الجوائز
نال التوني العديد من الجوائز المحلية والعالمية، منها.. جائزة سوزان مبارك في التميز للرسم لكتب الأطفال ثلاث مرات. جائزة الأمم المتحدة "اليونيسيف" عن ملصقه للعام الدولي للطفل 1979. جائزة معرض بيروت الدولي للكتاب لمدة ثلاث سنوات متتالية منذ 1977 حتى 1979، بميدالية معرض (لايبزغ) الدولي لفن الكتاب، الذي يقام مرة كل 6 سنوات. جائزة معرض (بولونيا) لكتب الأطفال 2002.




المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي عالم الفن كاريكاتير بورتريه المصرية الفنان التشكيلي حلمي التوني حراس الهوية المصرية مصر الفنان التشكيلي حراس الهوية المصرية حلمي التوني سياسة سياسة عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن عالم الفن سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الفنان التشکیلی وزیر الثقافة حلمی التونی

إقرأ أيضاً:

"جيهان رجب: المشروعات الصغيرة تمهد طريق التمكين الاقتصادي للمرأة المصرية"

في كلمتها خلال فعاليات مؤتمر عين شمس السنوي الثالث عشر بعنوان "عين شمس.. 52 عامًا من التميز والريادة.. عين على الماضي وشمس تضيء المستقبل"، وفي جلسة خصصت للحديث عن المرأة تحت عنوان "التنوع والإنصاف والإدماج"،

 أكدت  الدكتورة جيهان رجب، أستاذ التسويق بكلية التجارة بجامعة عين شمس وعضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة، أن المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر تمثل أحد أبرز أدوات التمكين الاقتصادي للمرأة.

وأوضحت أن هذه المشروعات تتيح فرص عمل حقيقية للمرأة دون الحاجة لرأس مال كبير، مما يمكنها من مواجهة التحديات الاقتصادية بكفاءة، لا سيما في المناطق الريفية وبين النساء المعيلات، حيث تلعب دورًا جوهريًا في الحد من الفقر والبطالة، وبالتالي تعزيز الدور المجتمعي والاقتصادي للمرأة.

 وتشير الإحصاءات إلى أن قطاع المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر يُشكّل أكثر من 22% من القطاع الخاص في مصر، وله مساهمة ملحوظة في رفع الناتج المحلي الإجمالي وزيادة دخول الأفراد، مع تركّز هذه المشروعات في مجالات التجارة والخدمات والصناعات التحويلية، في حين يقل تمثيلها في قطاعات كالتعدين والبناء نظرًا لاحتياجها لاستثمارات كبرى.

وقد طرحت الدكتور  جيهان رجب عددًا من الأفكار العملية التي تتناسب مع البيئة الاجتماعية والاقتصادية للمرأة المصرية، منها مشروعات رقمية كالتجارة الإلكترونية عبر منصات التواصل، والتسويق الرقمي، وتصميم الجرافيك، بالإضافة إلى مشروعات منزلية مثل الطهي وصناعة الحلويات، الخياطة والتطريز، أو تقديم خدمات تعليمية واستشارية. كما أشارت إلى أهمية المشروعات الخدمية مثل التصوير، الكتابة والتحرير، التمريض، الدعم النفسي، والدروس الخصوصية، حيث تتميز جميعها بإمكانية الانطلاق من المنزل بموارد محدودة.

وسلطت الضوء على عدد من النماذج النسائية الملهمة التي نجحت في تحويل أفكار بسيطة إلى مشروعات ذات أثر واسع، مثل "أم ياسمين" التي بدأت بمأكولات منزلية وأصبحت لها قاعدة زبائن كبيرة في القاهرة، و"هالة" من الفيوم التي طورت مهاراتها في التطريز لتصل إلى مرحلة التصدير، و"سماح" من بني سويف التي ابتكرت مشروعًا لصناعة الصابون الطبيعي يُباع عبر الإنترنت، وكذلك "فتيات بئر العبد" بشمال سيناء اللواتي حولن مبادرة يدوية إلى مشروع اقتصادي يشارك في المعارض المحلية والدولية.

وأكدت الدكتور جيهان  أن هذه المشروعات تُمكّن المرأة من الاستقلال المالي، وتمنحها المرونة اللازمة للتوفيق بين العمل والحياة الأسرية، خاصة في البيئات الريفية، كما تعزز من ثقتها بنفسها وتزيد من مشاركتها الفاعلة في الاقتصاد المحلي، إلى جانب خلق فرص عمل لسيدات أخريات، مما ينتج عنه دوائر تأثير إيجابية تمتد إلى الأجيال القادمة وتغرس قيم العمل والاجتهاد لدى الأطفال.

رغم هذه الإيجابيات، فإن المرأة لا تزال تواجه تحديات متعددة في هذا المجال، أبرزها صعوبة الوصول إلى التمويل، ضعف التدريب الإداري والتسويقي، القيود الاجتماعية، المنافسة، ضعف التعامل مع التكنولوجيا، وغياب الهوية البصرية الواضحة في بعض المشروعات.

وفي هذا السياق، شددت على أهمية التسويق كعنصر حاسم لنجاح هذه المشروعات، من خلال بناء علاقات قوية مع العملاء، وتطوير المنتجات استنادًا إلى التغذية الراجعة، وتصميم هوية بصرية احترافية تُميز المشروع، حتى وإن كان منزليًا. وأشارت إلى أهمية التسويق الرقمي عبر التدريب على التصوير الجيد، وكتابة وصف جذاب للمنتج، وإدارة الصفحات الإلكترونية، مع ضرورة سرد "قصة المشروع"، لأن الناس لا يشترون المنتج فقط، بل يشترون القصة التي تقف خلفه.

وفي ختام كلمتها، أكدت أن المرأة ليست مجرد منتجة، بل قادرة على خلق فرص إنتاج لغيرها، مشيرة إلى أن المشروع الصغير قد يمثل نقطة تحول لأسرة بأكملها، لأن تمكين المرأة يبدأ بتمكين إرادتها، فالمشروعات الصغيرة ليست مجرد وسيلة للعيش، بل أداة لبناء مستقبل متكامل.

مقالات مشابهة

  • انتشال التميمي يكشف دليلا جديدا فى زواج الراحل محمود عبد العزيز وبوسي شلبي
  • وزير الثقافة يدشن دورة تدريبية في مجال صناعة الحلويات بصنعاء
  • "جيهان رجب: المشروعات الصغيرة تمهد طريق التمكين الاقتصادي للمرأة المصرية"
  • قصور الثقافة تناقش التمكين الاقتصادي للمرأة بصالون ثقافي في دار الكتب بطنطا
  • “بفيديو من حفل زفافه”.. أحمد حلمي يحيي عيد زواجه | صور
  • أسرة الفنان محمود عبد العزيز تتقدم ببلاغ جديد ضد بوسي شلبي بتهمة التزوير
  • بعد نصف قرن.. أسرة عبد الحليم حافظ تكشف لغز زواجه من فنانة شهيرة «صورة»
  • «قولولي مبروك».. مصطفى كامل يتصدر التريند بسبب أجدد أعماله الغنائية
  • شاهد بالفيديو.. شبيه الفنان الراحل محمد الجزار يشعل حفل شبابي بأغنية (بجو عايدين) والجمهور: (فيهو حاجات من ريحة المرحوم)
  • رحيل “فهد” السينما السورية الفنان أديب قدورة