الأطماع السعودية في اليمن .. من احتلال الأراضي إلى استغلال الأدوات البشرية
تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT
يمانيون – متابعات
بعد خمسة عقود من اتفاقية الطائف عام 1934، التي شهدت تبعية (جيزان، نجران، عسير) لإمارة الأدارسة اليمنية المتحالفة مع الإمام يحيى.
اندلعت حرب بين الأدارسة وآل سعود عام 1933 واستنجد الأدارسة بالإمام يحيى الذي هب لنجدتهم وقاتل آل سعود حتى بلغ الطائف. وفي عام 1972، عقب استقلال جنوب اليمن عن الاستعمار البريطاني عام 1967، نشبت أول حرب بين اليمن الجنوبي والسعودية، حيث استولت السعودية على إقليمي الوديعة وشرورة اليمنيين.
وقد رسمت بريطانيا حدود اليمن الجنوبي (أو ما كان يعرف باتحاد الجنوب اليمني) مع السعودية، وسمي “خط الاستقلال”، الذي لم تعترف به السعودية إلا بعد حرب 1972 على جنوب اليمن وسيطرتها على مناطق جنوبية.
استمرت السعودية في محاربة النظام التقدمي في جنوب اليمن، وأنشأت كيانات جنوبية ومعسكرات لاتباعها من أبناء السلاطين والأمراء الذين غادروا جنوب اليمن بعد الاستقلال.
وحاربت النظام السياسي وأرسلت مدفوعين للقيام بتفجيرات لخزانات النفط وتسميم آبار المياه في جنوب اليمن، وذلك بسبب رفض الحزب الاشتراكي الحاكم في جنوب اليمن ترسيم الحدود مع السعودي، فطلبت الأخيرة من الحكومة البريطانية عدم منح محافظات شبوة وحضرموت والمهرة لحكومة الاستقلال الوطني في عام 1967، وقدمت مساعدات مالية وعسكرية لإسقاط الحزب الحاكم في المحافظات الجنوبية تحت ستار محاربة الشيوعية.
ومنعت السعودية حينذاك أبناء المحافظات الجنوبية من الهجرة للعمل فيها، مما اضطر الكثير منهم للذهاب إلى صنعاء واستخراج جوازات سفر شمالية لهم باسم الجمهورية العربية اليمنية للعمل في السعودية دون مضايقات. شعرت السعودية بأن أهدافها في الجنوب والوصول إلى بحر العرب لم تتحقق،
فلجأت إلى محاربة النظام التقدمي في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، وساهمت بفعالية في التآمر عليه وإخراجه من السلطة عام 1994، بعد أربع سنوات من تحقيق الوحدة مع شمال الوطن.
عارض حزب الإصلاح الوحدة اليمنية بهدف الوصول إلى السلطة بدعم سعودي، وقاموا بحملات اعتقالات لقيادات الحزب الاشتراكي، وصولًا إلى حرب صيف 1994 وإقصاء الاشتراكي من السلطة وأخلوا الساحة للسعودية لتصفية حساباتها مع قيادات الحزب الاشتراكي اليمني الذين وجدوا أنفسهم عام 1994 في الرياض والإمارات يشكلون معارضة سياسية ضد نظام علي عبد الله صالح.
واستخدمت السعودية تلك المعارضة كورقة ضغط على صالح للحصول على تنازلات في ترسيم حدود المحافظات الجنوبية مع السعودية، الذي رفض الحزب الاشتراكي اليمني ترسيمها وكان يطالب باستعادة الأراضي المحتلة من قبل السعودية (نجران، عسير، جيزان، الوديعة، وشرورة).
تكرر المشهد مرة أخرى في 2015، ليجد الإصلاح ومن معه أنفسهم في أحضان السعودية يتآمرون على اليمن وحكومة صنعاء – أنصار الله.
يبدو أن السعودية تريد اليوم استكمال أهدافها في استقطاع كل الأراضي اليمنية وتمزيق الجنوب اليمني إلى دويلات وكيانات تحكمها سياسات مسلحة وبدعم تحالف الاحتلال السعودي من محافظة شبوة وحضرموت والمهرة، والوصول إلى بحر العرب واستكمال مشاريعها لاحتلال الأراضي اليمنية منذ العام 1934 وحتى العام 1972 ظلت أطماع السعودية ثابتة كالجبال، تتمثل في الوصول إلى مياه المحيط الهندي عبر اختراق حدود اليمن إلى بحر العرب، مع الحرص على عدم المساس بمعاهدة الطائف التاريخية لعام 1934، التي تعد إرثًا عزيزًا من عهد الملك عبد العزيز في توحيد شبه الجزيرة العربية.
وفي مقابل إسكات صوت المعارضة الجنوبية “موج” وقطع الدعم المالي عنها بعد حرب صيف 1994، انتزعت السعودية تنازلات بترسيم الحدود الجنوبية الشرقية والغربية لليمن، وجاءت معاهدة جدة عام 2000 بين البلدين لتضع – كما يقال – حداً نهائياً للحدود وتحل الخلافات التي استمرت لأكثر من ستة عقود.
بموجب هذه المعاهدة، استولت السعودية على أراضٍ يمنية جنوبية شاسعة في صحراء الربع الخالي، تمتد من محافظة شبوة حتى خليج القمر في محافظة المهرة، بما في ذلك المناطق التي اكتشفت فيها شركات سوفيتية النفط والغاز عام 1982.
هذه الأراضي المحتلة أصبحت اليوم جزء من حدود المملكة السعودية، حصلت عليها بعد إنهاء حركة المعارضة الجنوبية “موج” في عام 2000م.
فهل سيواجه المجلس الانتقالي وأحزاب اللقاء المشترك المتواجدة في السعودية المصير ذاته؟،
وهل ستكون كبش فداء لاستكمال الأطماع السعودية في اليمن. المفاجآت كثيرة وقادمة، وستكشف لنا ما لم يكن في الحسبان.
فمن باعوا الان لن يحرروا ولن يبنوا وطن، بل هم جسر عبور لتحقيق أطماع المحتل الأجنبي في أوطانهم، وسيبقون في هامش التاريخ
——————————————————————
26 سبتمبرنت: وكالة ريا نوفوستي الروسية
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الحزب الاشتراکی جنوب الیمن
إقرأ أيضاً:
الأرصاد لـ ”اليوم”: رطوبة عالية بالشرقية وحرارة شديدة وأمطار على المناطق الجنوبية
تشهد المنطقة الشرقية هذه الأيام ارتفاعًا ملحوظًا في نسب الرطوبة الجوية بالتزامن مع موجة من الحرارة الشديدة التي طالت عموم أرجاء المملكة.
وأرجع محلل الطقس في المركز الوطني للأرصاد عقيل العقيل هذا الارتفاع إلى عدة أسباب جوهرية أبرزها صعود درجات الحرارة وتغير اتجاهات الرياح والأنظمة الجوية المؤثرة على المنطقة.
أخبار متعلقة حتى الثامنة مساءً.. إنذار أحمر من أمطار غزيرة على عسير6 خطوات.. طريقة الاستفادة من خدمة تسجيل المواليد عبر أبشروأوضح العقيل لـ “اليوم” أن من أبرز المؤثرات الحالية تمدد منخفض الهند الموسمي نحو شبه الجزيرة العربية ما يتسبب في جلب كتل هوائية دافئة ورطبة من الجنوب إلى المملكة.
وأشار إلى أن تقدم الخط الفاصل المداري الوهمي إلى الجزيرة العربية يعزز من هذا التأثير الجوي ويؤدي إلى تدفق رياح جنوبية حارة محملة بالرطوبة تؤثر بشكل مباشر على الأجواء العامة وتتسبب في تشكل الأمطار الصيفية خصوصًا على المرتفعات الجبلية وجبال السروات وقد تشمل أحيانًا منطقة مكة المكرمة بما فيها العاصمة المقدسة والمدينة المنورة وقد تمتد الأمطار النادرة إلى صحراء الربع الخالي نتيجة التوغل العميق للرياح الرطبة.محلل الطقس في المركز الوطني للأرصاد عقيل العقيل تسمية
تكوّن الضباب الكثيف
وبيّن العقيل أن الأجواء الرطبة تكون مهيأة بشكل أكبر لتكوّن الضباب الكثيف لاسيما في ساعات الصباح الباكر والمساء إذا ما تزامنت مع هدوء الرياح واستقرار الغلاف الجوي ما يجعل المناطق الساحلية القريبة من شواطئ المملكة مهيأة لانخفاض مستوى الرؤية بشكل واضح
وأكد العقيل أن المنطقة الشرقية تسجل حاليًا درجات حرارة مرتفعة جدًا بسبب رياح هابطة قادمة من الجبال في الجهة المقابلة من الخليج العربي والتي تكتسب خصائص فيزيائية جافة وساخنة تؤدي إلى موجات حرارة شديدة كما أن وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العليا يساهم في تعزيز الأجواء الحارة ويمنع صعود الهواء البارد ما يؤدي إلى استمرار موجات الحر لفترات طويلة
وفي السياق ذاته أعلن المركز الوطني للأرصاد عن توقعاته باستمرار الحالة المطرية الرعدية على عدد من مناطق المملكة حتى يوم الخميس الحادي والثلاثين من شهر يوليو مع احتمالية امتدادها حتى بداية الأسبوع المقبل داعيًا الجميع إلى متابعة ما يصدر عنه من تقارير وإنذارات عبر موقعه الرسمي وتطبيق أنواع وحساباته في منصات التواصل الاجتماعي
وتشمل التوقعات مناطق نجران وجازان وعسير والباحة ومكة المكرمة حيث تشير النماذج الجوية إلى احتمالية هطول أمطار متفاوتة الغزارة قد تكون غزيرة في بعض المواقع وتصحبها ظواهر جوية مثل الرياح النشطة وتدني مدى الرؤية الأفقية وجريان السيول في الأودية والمناطق المنخفضة
أمطار متفاوتة جنوبًا
وفي منطقة نجران من المتوقع أن تشهد محافظات حبونا وبدر الجنوب وثار أمطارًا متوسطة إلى غزيرة فيما تسجل مدينة نجران هطولات خفيفة إلى متوسطة خلال نفس الفترة ووفق فترات زمنية متقطعة
أما منطقة جازان فتشهد أمطارًا غزيرة تشتد على محافظات الريث وهروب والدائر والعارضة والعيدابي وفيفاء والحرث بينما تسجل محافظات صامطة وأحد المسارحة وأبو عريش وصبيا وبيش والدرب والطوال هطولات متوسطة إلى غزيرة خلال ذات المدة في حين تكون الأمطار خفيفة إلى متوسطة على جزر فرسان
وفي منطقة عسير تغطي الحالة المطرية المرتفعات والمناطق الجبلية وتشير التوقعات إلى هطول أمطار غزيرة على أبها وخميس مشيط وأحد رفيدة وسراة عبيدة والحرجة وظهران الجنوب وطريب بينما تشمل التوقعات أيضًا محافظات النماص وتنومة وبلقرن وبارق ومحايل عسير ورجال ألمع والمجاردة والتي من المتوقع أن تسجل أمطارًا متوسطة إلى غزيرة في حين تكون الهطولات خفيفة إلى متوسطة على محافظة البرك
كما تشمل التوقعات منطقة الباحة حيث يُتوقع هطول أمطار متوسطة إلى غزيرة على معظم محافظاتها ومنها الباحة وبلجرشي والمندق وقلوة وبني حسن والمخواة والقرى والحجرة وغامد الزناد والعقيق حتى نهاية شهر يوليو
وفي منطقة مكة المكرمة تتعرض محافظات الطائف وميسان وأضم والعرضيات لهطول أمطار متوسطة إلى غزيرة حتى يوم الخميس بينما تسجل محافظات المويه وتربة ورنية والليث والقنفذة أمطارًا خفيفة إلى متوسطة في الفترات ذاتها
وفي العاصمة المقدسة مكة المكرمة ومحافظة الجموم يتوقع المركز أن تشهد يوم الخميس أمطارًا خفيفة إلى متوسطة مع احتمالية امتداد الحالة إلى مطلع الأسبوع المقبل بحسب مستجدات الأوضاع الجوية
وأكد المركز الوطني للأرصاد أنه سيواصل إصدار تقاريره وتنبيهاته بشكل استباقي وفق ما تقتضيه تطورات الحالة داعيًا الجميع إلى الحذر واتخاذ الاحتياطات اللازمة والابتعاد عن مجاري السيول وعدم المجازفة في مواقع تجمعات المياه حفاظًا على سلامتهم